أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السادس)














المزيد.....

المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السادس)


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3350 - 2011 / 4 / 29 - 18:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


6- الشعراء يتولون حراسة مملكة الشر
إذا كان الكاتب ياسين النصير يقيس الكرامة والوطنية من طريق معادلة أسماها "الدخول" و"الاحتلال". فإن القاص والشاعر كريم عبد يذهب أبعد من ذلك حينما يؤسس مفهوما جديدا للمسؤولية الثقافة والموقف الثقافي، من طريق الاحتكام الى (مجلس الحكم). فمجلس الحكم، في نظره، هو المعيار القيمي، الذي تقاس به المسؤولية والموقف الثقافي الوطني في "العراق الجديد". يقول كريم عبد: "الثقافة موقف، والموقف مسؤولية، ومن لا يساهم في مواجهة أعداء العراق وهجمة الجراد القومي الزائف الذي يهب علينا من جميع الجهات، ما الفائدة من ثقافته ؟!"
كيف تقاس الفائدة الثقافية؟ عن هذا السؤال يجيبنا كريم عبد أيضا: " إن مجلس الحكم، ومرة أخرى مهما كانت نواقصه أو سلبياته، قد مثل رداً عراقياً عظيماً على أخطر مخططات صدام حسين وجلاوزته" ،" ولولا وجود ( مجلس الحكم ) من كان بوسعه أن يضبط الأوضاع العراقية التي كانت على وشك الانفلات ؟!" (الحوار المتمدن - العدد: 696 - 2003 / 12 / 28 )
ولكن، لكي " تسطع شمس الحقيقة" " من عراق الحضارات والتاريخ" ، العراق الجديد- وهي أمور تتناقض تماما مع صيغة ومحتوى ( مجلس الحكم)، أحد مخلفات بريمر، المؤسس على التقاسم الطائفي والعرقي والنهب الوطني والمحاصصة بإشراف المحتلين المباشر- اضطر الكاتب الى الاستنجاد بأضعف أطراف مجلس الحكم، بالشيوعيين، لكي يقيم الدليل على إمكانية سطوع "شمس الحقيقة في عراق الحضارات والتاريخ". فمثل هذه الشمس الباهرة لا يصنعها، في نظر العقلاء (على ياسين النصير وكاظم حبيب أن يتثقفا جيدا على يد كريم عبد!) المجلس الأعلى، ولا حزب الدعوة، ولا القيادة القومية الكردية، ولكن يمكن للشيوعيين أن يصنعوها"
كيف؟
يجيبنا كريم عبد أيضا: " ولماذا يكون الحزب الشيوعي على خطأ إذا بادر وتحمل المسؤولية الشاقة في حماية العراق إلى جانب أطراف الحركة الوطنية الأخرى ؟!"
لا يكتفي الكاتب بـتحميل الحزب الشيوعي، الذي لم يتمكن من حماية أعضائه، ولم يصل مرشحوه الى مقاعد مجلس النواب "مسؤولية حماية العراق"، بل يسخر من عقول الذين يعتقدون أن الاحتلال ومشروع الحرب قد يتسببا في إنزال عدد من الكوارث السياسية والاجتماعية والثقافية بالمجتمع العراقي: " بشرتم الناس بأن الحرب إذا وقعت فإن إسرائيل ستستغل الظرف وتقوم بنقل الشعب الفلسطيني إلى الأردن، وإن نظام البقرة الحلوب إذا سقط فإن حرباً أهلية ستحدث وأن العراق سيتحول إلى تسعين شقفة وإن قبرص ستأخذ البحرين. فأين ذهبت كل تلك الأكاذيب الآن ؟! هل نسيتموها ؟!" (الحوار المتمدن - العدد: 689 - 2003 / 12 / 21 )
لقد أجاب تاريخ السنوات الماضية عن أسئلة الكاتب بالقول: كيف يمكن لعاقل أن ينسى ذلك!
بهذه المسؤولية الثقافية، الأخلاقية، يقيس شاعر عراقي الموقف الثقافي في بلد يدنس ترابه مرتزقة محتلون، وإرهابيون تكفيريون، تم تجميعهم من بقاع الأرض كلها. ولا يكتفي الشاعر بذلك بل يقوم بتجريد من لا يؤمنون بحقائقه الوطنية الدامغة من مسؤولياتهم ومواقفهم الثقافية، متسائلا: " ما الفائدة من ثقافتهم؟"
فوائد الثقافة كثيرة، منها أنها تعلمنا كيف نقرأ الأخبار، وكيف نكون بشرا أسوياء. ومنها أنها تذكرنا، حينما ننسى، أن ستة من الأحزاب الشيوعية العربية اعتبرت " ان هذا المجلس، ليس المكان الصحيح لورثة الشيوعيين الابطال، وبالذات ورثة القائد الشيوعي الرفيق فهد، الذي ضحي بحياته مع الالوف من الشيوعيين الشرفاء في زنازين القهر والتعذيب...". أما الصفة التي أطلقتها هذه القوى على مؤيدي الحرب والاحتلال، فلا أحد يتمناها لنفسه: "الخيانة"!
ومن فوائد وحسنات الثقافة أيضا أنها تخبرنا بأن عدد المسؤولين الأميركيين من الجهاز الحاكم نفسه، الذين تخلوا عن مهامهم ومسؤولياتهم، وصل حدودا مثيرة، وشمل قادة عسكريين ميدانيين كبارا، ووزراء خارجية، ومديري أجهزة استخبارات، ومسؤولين إعلاميين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية. بعض المعارضين الأميركيين لاستمرار مشروع الاحتلال كانوا أبرز مشرعيه ومخططيه، ككولن باول، ورئيس هيئة الطاقة الأميركية، صاحب مشروع احتلال العراق للاستيلاء على المخزون النفطي العراقي، وقائد العمليات العسكرية في العراق. هؤلاء أشخاص مسؤولون في الإدارة الأميركية الحاكمة، وما فعلوه كان "موقفا"، سجلوه فرديا وشخصيا متأخرين، لكنهم فعلوه بإرادة حرة. إنها مسؤولية ثقافية ومسؤولية أخلاقية ومسؤولية مهنية أيضا، يتمتع بها حتى القتلة وبعض مؤيدي ومشرّعي ومنفـّذي سياسة الحرب والاحتلال. ولكن، " من غير أسف"، يفتقد اليها بعض شعراء العراق الحداثيين. فما الفائدة من ثقافتهم؟
بعد مرور ثلاث سنوات على تمجيد " الرد العراقي العظيم" و"العراق الجديد"، أي بعد انتهاء عقود كتاب التعبئة الأميركية، كتب كريم عبد، في الحياة، مقالة يمسح فيها حقائقه الدامغة كلها، جاعلا من العراق الجديد، كله، مجرد مقولات زائفة وفاسدة. ( مقالة: العراق الجديد: مقولات زائفة ورأس مال سياسي فاسد! 21/06/2007)
إن تعابير "رأسمال" و"زائف" و"فاسد" أبلغ النعوت، التي تلخص الوضع الحقيقي لمثقفي الاحتلال، وليس العراق الجديد فحسب.
يليه الجزء السابع



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الخامس)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الرابع)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال ( الجزء الثالث)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الثاني)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (التجربة العراقية)
- الأسرار النفسية لهزائم صدام العسكرية
- ظاهرة العراقيّ الصغير: حقيقة أم خيال!
- المستبد عاريا
- إسقاط نظام المحاصصة الطائفيّة العرقيّة الحزبيّة هو الهدف الأ ...
- حطّموا متاريس دولة اللاقانون!
- نعم يا طغاة الفساد العراقي: نحن متضرّرون!
- ثورة المواطنة وديكتاتورية الرئيس المنتخب!
- ثورة عراقية كبرى، ولكن...!
- انطباعات أميركية عن أميركا عراقية
- ممرات العبور من الحرية الفردية الى الحريات العامة وبالعكس
- أخيرا، حصل الإعلام السويدي على إنتحاريّه الخاص
- تدنيس المقدس (قراءة سلفية تهين الرسول محمد: حديث أم حرام)
- حكومة من تنك، وقَتَلة من ذهب، وإعلام خردة!
- أسرار وثائق ويكيلكس!
- تفكيك المقدس واستنطاق المسكوت عنه


المزيد.....




- هل العودة لياسمين عبد العزيز ممكنة بعد الانفصال؟ أحمد العوضي ...
- شاهد ما يراه الطيارون أثناء مشاركة طائراتهم في العرض العسكري ...
- نتنياهو منتقدا بايدن: سنقف لوحدنا ونقاتل بأظافرنا إن اضطررنا ...
- البيت الأبيض: نساعد إسرائيل على ملاحقة يحيى السنوار
- أبرز ردود الفعل الإسرائيلية على تصريحات بايدن حول تعليق شحنا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتراف رئيس الوزراء البولندي بوجود ...
- زيلينسكي: جيشنا يواجه -موقفا صعبا حقا- في المناطق الشرقية
- -حزب الله- يعرض مشاهد من عمليات عدة نفذها ضد الجيش الإسرائيل ...
- هل من داع للقلق في الدول العربية بعد سحب لقاح أسترازينيكا؟
- بنوك مودي في الهند تنفق 400 مليار دولار ليفوز بدورة ثالثة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال(الجزء السادس)