أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال ( الجزء الثالث)















المزيد.....



المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال ( الجزء الثالث)


سلام عبود

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 13:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


3- الوطن والمفاضلة بين الاحتلال الدائم والمؤقت
كانت نبوءة الشهيد كامل شياع دقيقة وصائبة، لكنها للأسف الشديد لم تنطبق على جماعة سياسية عراقية مثل انطباقها على مثقفي الحزب الشيوعي العراقي: " تكريس الوعي التبريري والمحافظ".
لم يكد يمضي عام واحد على الاحتلال حتى وجدنا قيادات الشيوعيين التقليدية لا تكتفي بالمشاركة الفعلية في الحكم تحت قيادة الحاكم الأميركي، بل راحت تتصدر قائمة مهنئي بوش وبلير على تحرير العراق، ولم تبق معهما غازيا، مهما كان تافها، من دون أن تشكره: "ان ارواح الجنود الامريكيين والبريطانيين والايطاليين والكوريين والبوليفيين والاسبانيين والاوكرانيين والبولونيين واليابانيين والاستراليين والحلفاء الاخرين ستبقى حية بيننا تشهد على امثولة التعاضد والمساندة بين البشر الذين يعون ان الكوكب الارضي وطن واحد وان مصيرهم لم يعد مجزأ" (بيان المثقفين العراقيين 2004-07-02 )
"تبقى حية بيننا!!". بكل تأكيد، ستبقى ذكراهم "حية بيننا" الى أبد الآبدين. ولكن، كلعنة شريرة، تشبه في مغازيها لعنات الأساطير.
حينما أصبح الاحتلال واقعا لم يثبت المترددون على ترددهم طويلا، إذ سرعان ما أفصحوا عن مواقفهم الجديدة، التبريرية والمحافطة بشكل صريح لا لبس فيه. يقول ياسين النصير، في مقالة اسمها: " البحث عن منطق صائب خليل المشوه"
"أقولها لك، ومع الأسف (لا أحد يعرف لماذا يأسف النصير!)، وبصراحة ووضوح، أن وجود أميركا المؤقت في العراق، أفضل بكثير من احتلال إيران الدائم للعراق. لأسباب موثقة، ومنها أن دخول أميركا للعراق منوط بقرارات الأمم المتحدة والحكومة العراقية، بينما سيكون إحتلال إيران تقسيماً للعراق، وتدميراً لحضارته ووجوده، ونهباً لثرواته، وهيمنة دينية بائسة على مقدراتنا الفكرية والثقافية. ولن تعلمنا يا صائب معنى أن يكون الإنسان وطنياً ويمتلك الكرامة". ( الحوار المتمدن – 18- 9- 2007)
إن تحليل هذا النص تحليلا لغويا خالصا، يرشدنا الى القاعدة العقلية التي أضحت إحدى ركائز البناء النظري والعملي للحزب الشيوعي العراقي: "نظرية أفضل السيئات"، التي نادى بها رئيس الحزب حميد مجيد.
" وجود (يعني غزو) أميركا المؤقت في العراق، أفضل من احتلال ايران الدائم للعراق". في هذا النص يوجد طرفان: الأول، الأميركي، تم وصف علاقته بالأرض العراقية بمفردات تفضيلية، حيادية، هي: " وجود" و " دخول" و "مؤقت". أما علاقة الطرف الثاني، إيران، فوصفت بمفردات تقوم على الشحن السلبي، هي " احتلال" و "تقسيم" و"دائم"، رافقتها تعابير دقيقة جدا، هي : تدمير للوجود، ونهب للثروة، وهيمنة ثقافية. بهذا الترتيب اللغوي "الوطني"، المعطـّر بـ "الكرامة"، يرسم المثقف الشيوعي معادلات الواقع الاجتماعي، ثم يترك لأعضاء الحزب حرية تامة في اختيار أفضل أطراف المعادلة الشريرة!
ولا يكتفي هذا الرأي بذلك، بل يواصل تبرير الاحتلال بطريقة تتنافى مع التاريخ ومع الواقع ومع المنطق: " دخول أميركا منوط بقرارات الأمم المتحدة والحكومة العراقية". من المرجح أن كاتب هذا النص غرق حتى أذنيه في بهجة تبييض جريمة الاحتلال، ولم يكلف نفسه عناء مراجعة مسوداته قبل نشرها. لأن " دخول أميركا" كان سايقا لقيام حكومة عراقية جديدة، وتم بإرادة أميركية خالصة. أما قرار الأمم المتحدة فقد جاء عقب الغزو لا قبله، وأن تعبير "الاحتلال" صيغة رسمية أقرتها الهيئة الدولية اعترافا منها بالأمر الواقع وتبريرا تضليليا لفعل يتناقض مع مبادئ تأسيس المنظمة، وقد استخدمه الحاكم الأميركي نفسه. وهو أول قرار في التاريخ المعاصر "يجوّز" شرعيا ورسميا فعل "الاحتلال"، باعتباره صيغة للحل السياسي. هنا نرى أن المثقف الشيوعي يقوم بتزوير التاريخ والألفاظ والقرارات الدولية، بطريقة يخجل حتى المحتل من الإقدام عليها!
لماذا؟
نحن هنا أمام معضلات لغوية واجتماعية صريحة تتعلق لا بالوعي فحسب ، بل تتعلق أيضا، كما قال النصير بـ "الكرامة". أي بمقدرتنا على الوقوف أمام الشعب كله وإظهار عوراتنا والتباهي بها، واعتبار تلك المباهاة فضيلة ثقافية تميزنا عن الآخرين. إنها معضلات سياسية وشخصية أيضا. سياسية لأنها تستخدم المنطق والحجج السياسية العامة، وشخصية لأنه تتحدث عن نفسها، وتفسر السياسة من خلال تكوينها الفردي، وواقعها الحسي اليومي، ومصالحها الذاتية. نحن هنا لسنا أمام حزب، حتى لو نطقوا باسمه. نحن أمام حالة من حالات تنظيف الضمير، بالواسطة أيضا، من طريق المطهر الشيوعي أيضا. فكم سيتحمل هذا الحزب من لوثات ثقافية وسياسية مشوهة تنسب اليه، رغم أنفه؟ إن أعظم تدمير أوقعه الاحتلال الأميركي على الثقافة والفكر الوطني هو اعتلاء نمط من المثقفين "التائهين" ثقافيا المسرح السياسي، وتحولهم من نقاد وشعراء وقصاصين وفنانين، والى كتاب مقالات سياسية تسيء للكرامة الوطنية وللثقافة الوطنية.
وربما لهذا السبب رأى ياسين االنصير في مقالة "أميركا والثقافة العراقية"، المنشورة في 8-1-2008 في موقع (الحوار المتمدن) أنه أولى من غيره بعطايا الاحتلال، فهو الأقرب اليه من الآخرين، وأنه ينتمي الى فئة قدمت خدمات جليلة في مرحلة الفوضى العارمة: " على اميركا الدولة المحتلة تقع مسؤولية بناء اسس لثقافتنا مغايرة لأسس الطائفة والقومية والدين، فبمثل ما بنت الجيش العراقي ومؤسسات المجتمع المدني الأخرى، عليها أن تبنى الثقافة العراقية، بأموالنا، وبطرق علمية مستفيدة من تقنيات المعرفة عالميا وبمؤسسات لا تخضع لجهة دون اخرى، وبتركيبة مفاهيمية قادرة، تؤسس لنظرة علمية واضحة ومستقبلية. ومثل هذه المشروعات والخطوات لا تقوم بها إلا الخبرة العالمية معتمدة على قوى المثقفين الوطنيين وليس المرتبطين باحزاب اسلامية أو طائفية. فالمثقفون العراقيون لا تمثلهم الأحزاب القائمة الحالية بالرغم من وطنية بعضها، لأنهم شريحة وطنية واسعة ومستقلة، ولها دور تاريخي في التغيير الذي حصل في 9 نيسان 2003."
ربما كان هذا ما عناه كامل شياع بقوله " تكريس الوعي التبريري والمحافظ"؟ ، على الرغم من أن هذا الضرب من الوعي الفكري والأخلاقي التبريري لا يرقى الى مستوى مصطلح "محافظ" البتة.
يقول موقع "عراق الغد" ، نقلا عن صحيفة الحياة، في 16/12/2007
" تُخلي القوات البريطانية محافظة البصرة اليوم بعد زهاء 4 سنوات و9 شهور من (دخول) المحافظة العراقية الاولى في الحملة الدولية لاسقاط نظام صدام والتي بدأت في آذار 2003." هنا أيضا يغدو الاحتلال "دخول"، والغزو "حملة دولية"! وهذا يعني أن الواقع السياسي بدأ يعيد صياغة تعابيره ومصطلحاته السياسية طبقا لقواميس الاحتلال.
حقا لقد حققت سياسة " تكريس الوعي التبريري والمحافظ" مكاسب فردية سريعة وكبيرة لبعض القادة الحزبيين الشيوعيين، لكنها أحدثت خسائر تاريخية جسيمة ومزمنة على المستوى الشعبي.
كان دخول الشيوعيين مجلس الحكم، وتسلمهم حقائب وزارية، وصعود عضوين منهم الى مجلس الشعب نصرا تكتيكيا ظاهريا مؤقتا، سرعان ما وجدوا أنفسهم مجردين منه، عراة، يصارعون منفردين، من دون نصير أو معين. لقد تعطلت ورقة كركوك الكردية بحكم التنافس السياسي الشديد بين الكتل الكبيرة، وتوقف معها ملف كركوك، الذي كان خلف وصول نائبين من الشيوعيين الى البرلمان، وخلف وجودهم في الوزارات. (أما استمرار وجودهم في الخارجية فيرتبط بمهمة جليلة، أساسية وجوهرية في مشروع الاحتلال: استمرار معاقبة الشعب العراقي على جرائم صدام، من طريق إدامة أحكام الفصل السابع ضد العراق، وسد الطريق على أية بادرة لرفعه). في هذا المناخ وجد المثقف الشيوعي ضالته في بقايا البعث من جيش الوشاة، فراح يعزز مكانته الحزبية بهم، ويعيد تنظيفهم، ويزوق التزكيات لهم. لكن ، للأسف الشديد، كان هذا الجيش الفاسد وبالا عليه أيضا. لأن هذا الجيش المتمرس في التقلب، يجيد الالتفات الى حيث تنبعث راوائح القوة والمال والعفونة الأصيلة. لذلك بقى الحزب هامشا أعزل، يتغنى بماض لم يعد يتناسب مع مرحلة "التبريريّة المحافظة". بهذا المأزق المتناقض لم يعد المثقف الشيوعي قادرا على لملمة أفكاره، فاضطر الى أن يلتجئ الى الخطاب التحريضي، الإنتقامي، جاعلا من نفسه واشيا ثقافيا مشاعا، يقدم خدماته الثقافية لوجه الله الى كل عابر سبيل، وهي نتيجة مؤسفة، لكنها نتيجة طبيعية وعادلة.
الثقافة شيوعية، والسلطة طائفية عرقية!
الثقافة شيوعية، والسلطة طائفية عرقية! تبدو هذه العبارة كما لو أننا نزلاء في مشفى للأمراض العقلية. بيد أننا حقا نزلاء في مشفى، ولكن للامراض السياسية والثقافية.
بدا تسليم مقود الثقافة الوطنية الى الشيوعيين، للوهلة الأولى، حدثا مثيرا للدهشة، لا يتلاءم مع حجم التنظيم الشيوعي سياسيا وعدديا، في ظل موازين القوى التي رافقت الاحتلال. لذلك جرى تفسير هذا الحدث على ضوء التصور الشائع، القاضي بأن الثقافة مزية شيوعية خالصة، وأن العلاقة التاريخية الوثيقة التي تربط الشيوعيين العراقيين بالثقافة، وسعة نشاطهم الثقافي في المراحل السابقة كافة تقفان خلف ما حدث. وهنا، في هذا التفسيرالمضلل، تكمن الحقيقة الجارحة، التي تشير الى الأسباب الخفية التي جعلت ممثلي الحزب الشيوعي يُمنحون رسميا حظ السيطرة على فضاء الثقافة، في ظل ظروف تشير، كلها، الى انعدام وجود بارقة أمل، ولو ضئيلة، داخليا وخارجيا تؤهل الشيوعيين للحصول على هذه الثقة الكبيرة المفاجئة. فقد حدث هذا الأمر في ظل انهيار الشيوعية عالميا ووطنيا، وفي ظل تكالب سياسي دموي، يدور على الأرض من قبل قوى شديدة الشراسة، تتمسك بـ "استحقاقاتها" الخاصة جدا، طائفيا وعرقيا، في مجتمع تتقاسمه الميليشيات المحلية والأجنبية والجيوش المتعددة الجنسيات. لقد تضمّن ذلك الحدث تناقضا قويا يصعب تفسيره.
فما سر تلك القسمة؟
كان المشهد على النحو التالي: السيطرة على وزارة الثقافة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والشؤون الدعائية -الإعلامية في وزارة الخارجية، وتولي أعقد وأخطر لغم سياسي مؤجل: قضية كركوك، ورئاسة صحيفة الحكومة المركزية، التي تكون مع المدى أكبر واجهة إعلامية في الداخل، مع تفوق مؤسسة (المدى) على مؤسسات الدولة المهدمة في إمكانيات النشر والطباعة والتعبئة، يضاف الى ذلك هيمنة صريحة على اتحاد الأدباء.
ولغرض رسم صورة تقريبية للهيمنة التي تتمتع بها مؤسسة المدى مثلا، أو للإحساس بحجمها، ننقل ما قالته أمرأة موثوقة، من أهل البيت، غادة العاملي، التي وصفها موقع مرافئ في 2 ابريل 2010 بأنها " من بين أكثر النساء في الحركة الثقافية المعاصرة شهرة!" وأنها " تعمل تدريسية في كلية الفنون الجميلة، بجامعة بغداد، الى جانب كونها مديرا عاما لمؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون، إلى جانب كونها مديرا عاما لشركة مختصة بالدعاية والإعلان، ومديرا مفوضا لشركة كبرى للسياحة، وعضوة فاعلة في نقابات وجمعيات التشكيليين، الفنانين، الصحفيين، التنمية والتعاون الثقافي، صندوق التنمية، المجلس العراقي للسلم والتضامن، حقوق الإنسان..." و" وربة بيت لديها التزامات تجاه بيتها وعائلتها ". تقول العاملي:
" لقد وجد الكاتب والمفكر الكبير فخري كريم رئيس المؤسسة ان الحركة الثقافية، وما يتفرع منها، بحاجة إلى إسعاف عاجل، ومن هنا بدأت "المدى" تبحث في سبل إعادة الهيبة لتلك الثقافة العريقة، وانطلقت فعاليات ومهرجانات وندوات كبرى، ومن ذلك دعم المشاريع الإبداعية الشابة، ودعم حركة النشر، ووضع رواتب شهرية مجزية للفنانين والمثقفين والكتاب والتشكيليين العراقيين، ممن اضطرتهم الظروف الاقتصادية إلى ترك منابرهم الإبداعية، وكان لمؤسستنا الدور الأكبر في عودة نشاطات الفرقة القومية من خلال تخصيص رواتب شهرية مجزية لعضواتها، ودعم حركة النشر والطباعة، التي تواجه تحديات كبيرة. "
هنا يتضح جليا أن المهمات "المهيبة" التي تقوم بها المدى مهمات دولة حقا، لكنها دولة قائمة على الخصخصة، في إطار الدولة العراقية الفاسدة، المنهوبة، المتشظية، متعددة الرؤوس.
لقد تمّ تسليم مقود الثقافة الى الشيوعين دون سواهم، لأسباب عديدة، متداخلة عضويا، لا يصح فصلها عن بعضها حتى دراسيا وبحثيا، أهمها:
أولا، الطبيعة الوقتية والغائية لهذا الإجراء، والذي يعني أن القوى السياسية التي لا تملك تأهيلا إعلاميا عاليا تستطيع خلال هذه الفترة المؤقتة التدرّب على سبل ممارسة فنون الدعاية والإعلام، من دون خشية كبيرة على مستقبل وجودها، وعلى إمكانية استعادة المواقع الثقافية المعارة للشيوعيين في الوقت الذي تريده. ولم يكن هذا الاختيار خارج الستراتيجية العامة للمشروع الأميركي. بل على العكس، كان حلقة أساسية من حلقات بنائه، رأيناها واضحة في برنامج كنعان مكيّة السياسي قبل وبعد مؤتمر لندن. ولا بد من التوضيح هنا أن مسيّري الاحتلال الأميركي يميلون الى إضعاف التركيز على الأساس المادي للصراعات الايديولوجية، وحتى إنكار وجود هذا الأساس المادي إن أمكن ذلك، جانبه الطبقي والاقتصادي والعسكري خاصة. لأنهم يريدون نقل الصراع، كما أوضحنا في الفصل الثالث من الباب الأول، الى صيغ أسموها حضارية وليست طبقية أو إجتماعية أو عسكرية، على قاعدة مضللة اسمها موت الايديولوجيا. وهم على استعداد في هذا الجانب للتعايش مع أكثر النظريات الايديولوجية والمعتقدات الفكرية والاجتماعية تخلفا، إذا لم تتصادم مع سبل تنفيذ مشروعهم السياسي والعسكري. إن قادة المحافظين الجدد يحصرون الآيديولوجيا بالجانب الإعلامي والمظهري من الصراع الاجتماعي. وقد تضاعفت أهمية هذا الميل في العراق تحديدا، لأن العراق بيئة سياسية وفكرية معادية تقليديا للوجود الأميركي، نستطيع أن نجد مرجعيات هذا العداء في كل فصل من برامج وكتابات القوى السياسية كافة. لذلك لا بد من إخفاء هذا التاريخ بأكمله. ولم يكن في متناول اليد أفضل من الشيوعيين، القوة المنهكة عالميا ومحليا، للعب هذا الدور بنجاح. إن الإعلام الفوري، السريع، المرافق لسير العمليات الحربية والسياسية هو المطلوب. أي إن الثقافة لا تقع ضمن مشروع الاحتلال إلا باعتبارها حقلا تعبويا مساندا للجهد الحربي وما يرافقه من فعالية سياسية. ففي هذه المرحلة يختلط موضوع الثقافة بالإعلام، وفي أغلب الأحوال يكون المقصود بكلمة ثقافة هنا هو الإعلام، لا غير. والإعلام وجه من وجوه الثقافة، لكنه وجهها الدعائي، العابر، ووجهها التنافسي السياسي والتكسبي السافر. هنا لا توجد ثقافة، وإنما يوجد نشاط تحريضي وتعبوي وإخباري وإلهائي فحسب، لأن الثقافة بمعناها الخاص: الانتاج الفني والأدبي شأن فردي في العراق على مر الحقب، وفي فترات الانقلابات االكبيرة على وجه خاص. تتميز الثقافة العراقية عن غيرها في أنها تبدع فرديا، وأن أكثر منتجيها الثقافيين ضعفا ووهنا وتناقضا، سلوكيا ونفسيا، هم مثقفو المؤسسات. وان أحد أكثر المبدعين في العالم خضوعا للإقصاء والتهميش والنكران أو للاستهداف من قبل المؤسسة ومن قبل الصراعات الفردية العدائية، هو المبدع العراقي. لذلك نراه يتمرن على الإبداع بقوته الفردية، الصائبة أو الخاطئة، الطيبة والشريرة، التي ترغمه على القتال أعزل، وتدربه على ترميم الكسور الناجمة من خساراته الوطنية بمهارة فردية. أمّا في الجانب العلمي والأكاديمي والتربوي فإن المؤسسات العلمية والتعليمية العراقية تقبع تحت درجة الصفر الثقافي، ولا يصح الحديث عنها كموضوع تنافسي ثقافي، لأنها خاضعة حزبيا للتحاصص الوظيفي الخالص في مرحلتنا الراهنة.
باختصار شديد إن المهمة الجوهرية لمرحلة الاحتلال الأولى هي السيطرة على ساحة وسوق الإعلام. هذا التناقض لم يكن من اكتشاف معارضي المشروع الأميركي ، بل كان من اكتشافات أنصار الاحتلال أنفسهم وأنصار الحل الأميركي، الذين وجدوا أنفسهم عراة تماما في المتاهة.
لقد لمس أنصار الغزو الأميركي بأنفسهم تلك الظاهرة لمس اليد وهم يقدمون خدماتهم الثقافية للمحتلين وللسلطات المحلية التي نصبها المحتل. يقول أحمد عبد الحسين أحد أبرز المدافعين عن الغزو الأميركي وأحد المقربين من جماعات السلطة السياسية الحاكمة:
"لا يتنفس العمل الثقافيّ في مجتمع تحكمه مافيات ولصوص، الأمثلة تخبرنا ان الديكتاتورية أرحم على الأدب والثقافة من مجمع اللصوص، الديكتاتور يأبه للثقافة، يحاربها ربما، يقمع هنا ويتدخل هناك، لكنه يأبه، يعطي فسحة من وقته للثقافة، يريد أن يكيف الثقافة بحيث لا تبدو عدوّته.
ينشط الديكتاتور ثقافياً، بل ما من طاغية ولد إلا كان مسبوقاً بعدّة ثقافية يصطنعها له أتباعه من المبخرين والمطيبين ولاعقي القصاع، في هذه الأجواء العكرة يعرف المثقف كيف ينجو بثقافته، كيف يخاتل ويدسّ ما يشاء، المثقف ـ وهو ابن الحيلة والمكر والدهاء ـ يخوض حرب دهاءٍ مع الطاغية، وإذا أراد أن ينتصر سينتصر حتماً، أغلب من صار تابعاً هو وثقافته للديكتاتورية خانه ذكاؤه لا وطنيته أو ضميره.
في إيطاليا الفاشية انخرط عدد من المثقفين في عمل دؤوب مع أو ضدّ النظام لكنهم أنتجوا أدباً وفناً رفيعين، لعلّ أحداً لا يصدّق ان امبيرتو إيكو كان من أصحاب القمصان السود ( كان عمره أحد عشر عاما حينما فقد موسوليني سيطرته، وثلاثة عشر حينما سقط موسولسني)، لكنه نجا بفعل عمق ثقافته." (الصباح 13/03/2011)
هنا تنقلب المعادلة التفاضلية رأسا على عقب. هنا تنقلب معادلة أفضل السيئات الى معادلة تفاضلية لصالح البعث، بعد أن كان الاحتلال – مقارنة بالبعث- هو عنصر التفضيل. وفي هذا التبدل نلحظ بوضوح أن البوصلة العقلية والأخلاقية تؤشر في كل الحقب الى جهة واحدة: الشر، سواء كان بعثيا أو أميركيا أو طائفيا أو عرقيا .
إذا قدر للمرء قراءة وتفكيك شفرات هذه البوصلة يعثر على جوهر المرجعية الحقيقية التي تحكم العقل السياسي والثقافي السائد.
على الرغم من أن السطرين الأخيرين هما بيت القصيد في هذا النص الملتوي: تزكية الثقافة الفاشية وتحسين صورتها وتبيان "رحمتها " النسبية، إلا أننا سنغض الطرف عن هذا ونواصل البحث نقاط أخرى لا تقل فسادا.
إن الكاتب هنا يشبه الناطق الرسمي لاتحاد الأدباء ابراهيم الخياط الذي عاد الى قانون 70 لعام 1980 البعثي في خصومته مع منافسيه. فقد عاد أحمد عبد الحسين أيضا الى السلطة التي لا تخلو من الرحمة، أي عاد الى المرجعية، والى المعيارية الثقافية المسيطرة على العقل الثقافي. وهنا تكمن أخطر جرائم الاحتلال، التي نرى أنها تتفوق حتى على الكارثة السياسية والاقتصادية التي أوقعها المحتلون وحلفاؤهم على المجتمع العراقي: قتل الجدل الثقافي التاريخي، وتدمير الخبرات التاريخية، وإخفاء المعاناة الشعبية وخزينها الحسي والمعرفي، وتذويبها، وإعادة صياغتها في معادلات تلفيقية، تصب في النهاية في مصلحة قوى ظالمة وأخرى منحلة بائدة.
نص عبد الحسين يعلل سوء تدهور الواقع الثقافي بوجود اللصوص والمافيات. وهو هنا، باعتباره ينتسب الى صنف "المواطن الصغير"، لا يرى سوى اللصوص الصغار. كما لو أن لصا من قضاء عفك يمنع العراقيين من قراءة الشعر وبناء دور السينما والتمتع بفضائل الحرية الثقافية الأميركية. إن نسيان اللص الأكبر، سارق الوطن باكمله، المحتل الذي أقام واحدة من أكثر البنى السياسية إثارة للدهشة في عصرنا الحديث: حكومة احتلال مباشر تدار من قبل حاكم أجنبي، الصيغة التي انقرضت منذ زوال عهد الاستعمار المباشر قبل أكثر من قرن، والتي ارتضاها السياسي الصغير والمثقف الأصغر وراح يخدمها بإخلاص، هي السبب المباشر والأول لكل ما يحدث. لأن تهديم بنية الدولة، وتهديم بنية الحياة المدنية، وتنصيب قوى سياسية مجلوبة من الخارج، لا تملك تأهيلا وطنيا واجتماعيا كافيا، تعتمد بدرجة أولى على التعبئة العسكرية والطائفية والعرقية، لا تحتاج الى ثقافة، بل تحتاج الى دعاية. ولا تحتاج الى دعاية مقنعة، بل تكتفي بأدنى وأسوأ أنواع الإعلام الرديء. لهذا السبب نقول ونؤكد على أن التدمير الثقافي الذي أحدثه الاحتلال يفوق كثيرا حتى الكارثة الاجتماعية والاقتصادية، لأنه قطع الجدل الثقافي، وبدد تراكم المعاناة وما يرافقها من تراكم للخبرات السلوكية والاجتماعية والعقلية لدى الجميع، بما في ذلك لدى شرائح من البعث والقوات المسلحة؛ وفي النهاية قاد الى قتل التيار الوطني الديموقراطي العراقي، وأحلّ محله جماعات من اللصوص الثقافيين، الذين ينطقون باسم الاحتلال تحت أسماء شيوعية أو غير شيوعية، مزكاة من قبل حاكم أجنبي وقوات الاحتلال. وحينما يختصم هؤلاء مع أحد حلفائهم، يلوحون بالبعث باعتباره المرجعية التاريخية المطلقة. فالمنافس المدافع يلوح بالبعث قانونا ووثيقة للدلالة على الحق الدستوري والرحمة النسبية، والخصم المهاجم يلوح بالبعث باعتباره أداة التكفيروالتذكير والتخويف والتخوين. إن البعث، في كلتا الحالين، كمعيار ثقافي، لم يزل هو القانون المسير للحياة وللصراع السياسي الذي أعقب الاحتلال. إن السبب في هذا الخلل الثقافي لا يكمن في اللصوص الصغار، بل يكمن، كما أسلفنا، في بنية النظام السياسي التلفيقي الذي صنعه الاحتلال. إن العقل المأزوم الذي أنتجه الاحتلال يتجاذبه قطبان فاعلان، يشكلان المرجعية الرئيسية للتفكير السياسي السوقي والفساد الوظيفي والمالي والأخلاقي والمعرفي وقاعدته الكامنة تحت الوعي وخلف الوعاء اللفظي الدعائي، هما: جرائم الطغيان الديكتاتوري وجرائم الاحتلال وأعوانه. أمّا ما بينهما فلا يوجد سوى مشاعر أنانية وفراغ وأوهام مشوشة خالية من المعنى والأفق يسودها الضياع والفوضى العارمة.
من المرجح أن يكون هذا التشتت والضياع سببا أساسيا من أسباب عزوف المجتمع عن الشيوعية وعن الحلول الوطنية الديموقراطية الحقيقية، وسببا كافيا لفقدان الثقة بهم، واليأس من وجود حل إنساني واجتماعي وثقافي سليم يفتح أقاق المستقبل. إن الثقافة ليست فهلوة لفظية، ننطق بها كما نشاء ومتى نشاء، وليست كلمات تلحس بعضها بعضا. فقد يمارس السياسيون هذا الضرب المتدني من السلوك ردحا من الزمن وينجحون فيه بفعل عوامل كثيرة. بيد أن الأمر لا يستقيم في المجال الثقافي. لأن التاريخ يراقب ويمحّص ويقوّم الأفكار سواء شئنا أم أبينا. ولهذا السبب أيضا شاعت في صفوف الشيوعيين الحزبيين في الآونة الأخير ظاهرة صم الآذان عن كل ما يقال فيهم، وترك مهمة الدفاع عن فكر وممارسة المثقف الضائع الى أتباع من الجهلة المسعورين والى الشيوعيين من بقايا جيش الوشاة. تلك جريمة سلوكية إضافية ترتكب بحق الثقافة اليسارية، التي ينبغي أو يفترض أنها ثقافة نقدية شجاعة تتحلى بحسن رد الفعل وبالأمانة العقلية والسمو الروحي.
حينما استعر الصراع بين أطراف المثقفين المنضوين تحت خيمة ما يعرف بالعملية السياسية، وامتد الى اتحاد الأدباء، اضطر الجميع الى البحث عن مرجعيات ثقافية يستندون اليها في صراعهم. وفي هذا السياق أعلن فريق منهم، موال للقوى الحاكمة، عن سعيه الى تكوين اتحاد فرعي في بغداد، سبقته ظهور دعوات محايدة نزيهة، وأخرى حزبية، رامية الى قيام اتحادات مستقلة للمحافظات، تعكس شدة التململ من هيمنة وجوه حزبية وارتزاقية على إرادة الاتحاد و"سلطته العليا". في مواجهة هذا الإجراء، لم يجد بعض قيادي الاتحاد بدا من اللجوء الى أكثر القوانين الثقافية فسادا وتخلفا وعنفا. فقد اضطروا الى العودة الى قانون رقم 70 لعام 1980 البعثي، متخذين منه مرجعية "دستورية" لحماية حصصهم القيادية، باعتبارهم " سلطة عليا!". يقول ابراهيم الخياط، الناطق الرسمي للاتحاد:" تأسيس اتحاد ادباء بغداد خطوة غير قانونية، وحججها واهية، انها محاولة لشق صف الأدباء واتحادهم العريق، ومجلس محافظة بغداد واللجنة التحضيرية لاتحاد ادباء بغداد.. كلهم.. يضعون انفسهم تحت طائلة القانون؛ لأن اتحاد الأدباء والكتاب في العراق، اعيد تأسيسه، وفق قانون رقم 70 لسنة 1980 وهو ما زال ساريا ولا يلغى الا بقانون جديد، حيث تنص المادة (10) منه على ان "المجلس المركزي هو السلطة العليا في الاتحاد وهو الذي يرسم السياسات العامة" وفي الفقرة (7) من هذه المادة "يجوز فقط للمجلس المركزي تأسيس او حل الفروع" بينما المادة (27) ثانيا، تؤكد على ان بعد نفاذ هذا القانون.
ويعدّ قانون 70 ، لمن يجهل هذا، أحط قوانين الثقافة. القانون الذي أحال اتحاد الأدباء الى ثكنة عسكرية، ملحقة بدائرة الشؤون الثقافية في وزارة الدفاع. وهو القانون الذي ناضل المثقفون الديمقراطيون طوال عقود من أجل إلغائه إلغاءً تاما.
لكن الخياط لا يتوقف عند هذا الحد، بل ينعت كل من لا يلتزم بتنفيذ قانون صدام الجائر بأنه " متآمر" يتوجب أن يوضع " تحت طائلة القانون"، ولكن من دون أن يخبر المثقفين العراقيين: أي قانون يعني!
وحينما جرت جولة جديدة من جولات الصراع حول حصص جريدة (الصباح)، ذهب رئيس الصفحة الثقافيّة الى ما هو أبعد، متخذا من الفاشيّة و"القمصان السود" مرجعيّة إشاريّة، تذكيريّة، تعزز الحجج الدفاعيّة والمقارنات العقليّة.
ما الذي يُرغم الذاكرة على التقاط حجج دستورية وثقافية وأمثلة من ثقافات فاسدة؟ لماذا تعود الذاكرة الى مرجعيات ظالمة، كلفتنا إزالتها إزهاق أرواح ملايين البشر؟ لماذا تكون قوانين الديكتاتورية نافذة، ولماذا تذهب الذاكرة الى "القمصان السود"، وعن أي ثقافة ومثقفين يتحدثون؟ من يُراد تزكيته في معركة التحاصص الثقافي، الخالية من القيم والمبادئ؟
لغرض فهم موضوع المرجعية الثقافية البعثية في ظل فوضى الحرية الأميركية بشكل واضح ومجسم نستعين بأحد قيادات هذا الاتجاه، وأعني به ابراهيم الزبيدي، الذي تولى بمعاونة عدد من الشيوعيين من أمثال ابراهيم أحمد وصادق الصائغ وعزيز الحاج تأسيس هذه المرجعية. لنتأمل كيف يصف الزبيدي حقبة مهمة من التاريخ العراقي والعربي من خلال مفهوم المرجعية الثقافية البعثية -الاميركية:

" ... حين اندلعت الانتفاضة تعبيرا عن غضب مختزن ضد ظلم الديكتاتور وأعوانه، ورغبة في إسقاطه، وإقامة النظام البديل الديمقراطي العادل العاقل، دخلت إيران على الخط ايضا، ورفعت عناصرُ مخابراتها المندسة بين المنتفضين العراقيين صور الخميني، وتعالت الهتافات الطائفية المتعصبة لتجعل من الانتفاضة محاولة إيرانية لحكم العراق، كما تفعل هذه الأيام. الأمر الذي جعل العراقيين العلمانيين والديمقراطيين السنة والشيعة، معا، يبرأون منها ويكفون عن المشاركة فيها. ليس هذا وحسب، بل ألحقت إيران بتدخلها التخريبي الأهوج في الانتفاضة ضررا فادحا آخر بالعراقيين. فقد جعلت القوات الأمريكية الزاحفة نحو العاصمة لإسقاط الديكتاتور تتوقف على بعد أميال محدودة من بغداد، وتتخلى عن هدف إسقاط النظام، موحية للطاغية بعدم ممانعتها في استخدامه طائراته السمتية ودباباته لوأد الانتفاضة.
بعبارة أخرى، إيران أقنعت أمريكا ودول الخليج العربية بأن شيطان بغداد الذي تعرفه ضعيفا مقصوصَ الجناح ومنزوع َ الأنياب والأظافر وغير قادر إلا على شعبه الأعزل البريء أفضلُ لها وأقلُ إضرارا بمصالحها وأخفُ شرورا من الشيطان الآخر الذي تعرفه أيضا وتعرف مشاريعه الجهنمية التي يخبؤها لكل دول المنطقة." (كتابات 18 آذار 2011)
إن أصحاب مرجعيات العنف هم أكثر البشر ميلا الى المجاهرة بالتسامح والنسيان. ولكن، التسامح مع قوانين وأعراف العنف حسب، ونسيان جرائمهم البشعة حصريا.
تلك هي سمات المرجعية الثقافية الجديدة، فما هي ركائزها في الواقع، وما مهامها الأساسية؟
يليه الجزء الرابع



#سلام_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (الجزء الثاني)
- المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال (التجربة العراقية)
- الأسرار النفسية لهزائم صدام العسكرية
- ظاهرة العراقيّ الصغير: حقيقة أم خيال!
- المستبد عاريا
- إسقاط نظام المحاصصة الطائفيّة العرقيّة الحزبيّة هو الهدف الأ ...
- حطّموا متاريس دولة اللاقانون!
- نعم يا طغاة الفساد العراقي: نحن متضرّرون!
- ثورة المواطنة وديكتاتورية الرئيس المنتخب!
- ثورة عراقية كبرى، ولكن...!
- انطباعات أميركية عن أميركا عراقية
- ممرات العبور من الحرية الفردية الى الحريات العامة وبالعكس
- أخيرا، حصل الإعلام السويدي على إنتحاريّه الخاص
- تدنيس المقدس (قراءة سلفية تهين الرسول محمد: حديث أم حرام)
- حكومة من تنك، وقَتَلة من ذهب، وإعلام خردة!
- أسرار وثائق ويكيلكس!
- تفكيك المقدس واستنطاق المسكوت عنه
- دكتاتورية الكراهية: الفرد العراقي من مجتمع التعبئة الى حالة ...
- نقد الخطاب الديني، التفكير والتكفير واللعب على المكشوف
- النظافة من الإيمان: ثلاث كلمات قتلت سردشت


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سلام عبود - المثقف الشيوعي تحت ظلال الاحتلال ( الجزء الثالث)