أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - كشف حساب ((الثورات )) الديمقراطيه وثوارها















المزيد.....

كشف حساب ((الثورات )) الديمقراطيه وثوارها


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 3346 - 2011 / 4 / 24 - 02:27
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


لن يمضي وقت طويل حتى يكتشف اللذين ناصروا (الثورات) الديمقراطيه وساندوا ثوارها بصورة لااراديه وكانت تتملكهم حالة اللاوعي الطبقي بانهم كانوا كمن يغرف ماء الجدول براحة يده العاريه فتعود اليه خاليت الوفاض ولن يمضي وقت اطول حتى تجد القوى الدوليه التي احتوت ارهاصات الثوره الحقيقيه ودفعت بها الى اتجاه الحل الديمقراطي بانها امام مهمة احتواء الحد الادنى من انعكاسات هذا الحل ومصادرت واقعيته ...فهي ليست مستعده لان تمضي مع الثوار الى نهاية المطاف الديمقراطي لان ذلك يعني وبكل بساطه التاسيس لحركة انهيار انظمتها ومصالحها الطبقيه وليس امامها الا الاستمرار بالتحكم في اتجاه العمليه السياسيه التي يجب ان تكون في احسن الاحوال حركه عمياء تستدير بمن حولها الى حولهم فالرفاه النسبي والاستقرار النسبي للمجتمعات المتقدمه ارتبط ارتباطا وثيقا بمشروع تصدير الديمقراطيه الى المجتمعات الدنيا والتي لا تفرز حالة تحقق الديمقراطيه البرجوازيه فيها الا شروط ظياع وعدم استقرارها وفقدان امنها الاجتماعي والسبب الجوهري الاول لذلك يكمن في ان هذه المجتمعات لم تتخطى بعد مرحلة بالخبز وحده يحيا الانسان وان مطلب اللذين ناصروا الثورات الديمقراطيه كان وسيبقى رغيف الخبز وليس حق الاقتراع وحق انتخاب من يوزع الارغفه بالتمايز وينظم ويلطف هذا التمايز والديمقراطيه البرجوازيه تقوم اليوم على اساس ترسيخ التمايز بين مجتمعات متطوره وبين مجتمعات متخلفه والتاكيد بذلك على التمايز الطبقي في تلك المجتمعات ..اذن نحن هنا في مواجهة الحال الذي ترمي به الراسماليه اخر ورقه لها وتطرح اخر خيار توفيقي مضلل يساعدها على الدفع بازمتها خارج نطاق مركز سلطتها وان كان هذا ينحصر في تحديد المجال الاكثر حيويه واهميه سياسيه واقتصاديه ونعني به منطقة الشرق الاوسط اما بعد هذه المرحله وبعد حسم امر الخيار الاخير فلا نجد من نصيحه نسديها لدهاقنة الراسماليه ونظامها سوى التوجه بمشاريعهم الى مناطق قد تكون نتائج نشاطاتهم فيها احسن واثمر من نتائج نشاطاتهم في صنع افلام الخيال الفضائي ..لكن هذه النصيحه لا تتعدى كونها تذكير لهم فهم على وعي كامل بهذه الحقيقه وهم يدركون تماما معنى ما يفعلونه بكونه الخيار الاخير الا ان عزائهم الوحيد والواقعي يتمثل في كونهم يراهنون على الزمن وقدرتهم على الاستطاله به بما يكفي ولربما يتعدى ازمان وجودهم كافراد اما بعد ذلك فليكن الطوفان وهذا هو المبرر الواقعي الاكيد الذي يفتقر اليه وعي اللذين يعانون في الطرف الاخر من وطئة الواقع وبؤس شروط حالهم فيه ..هؤلاء يراهنون على المستقبل ويتاملون فيه خيرا اما توقيت زمن الخير هذا فهو مرهون للصدفه وغير محدد ,ولهذا فهم مقتنعون او هكذا يبدون بتاجيل مطالبهم وتاكيد شروط تحسين حال وجودهم ,المهم ان تتحقق سلطة الديمقراطيه وماهي هذه السلطه ؟ هي السلطه التي يقومون باختيارها هم . ومن هم ؟ هم نسبه مئويه من مجموعهم قد تزيد على النصف بصوت او صوتين ..ومن اللذين يقومون بانتخابهم ؟ هم المرشحون ..كيف يتم تحديد هؤلاء المرشحين ؟ هناك قوانيين وتعاليم تنظم ذلك ..من يضع هذه القوانيين والتعاليم ؟ الذي يضعها نخبه من المجتمع ...ومن ينزه هؤلاء الكتبه النخبه ويرفعهم عن مستوى المصالح والاهواء ؟ يتم ذلك بطرق مختلفه واهمها هو تصويت البالغين سن الرشد على لائحة القوانين العامه المجرده وبنفس الية احتساب وتعيين المرشحين للسلطه ..الذي يبلغ من العمر سبعة عشر عام واحد عشر شهر لا يحق له من ان يشارك في اختيار السلطه التي ستحكمه لمدة اربع او ستة سنوات, اما الذي يبلغ ثمانون عام وسبعون والذي استهلك عمره فصار يضع قدم على الارض وقدم في القبر فيحق له ان يختار السلطه التي ستحكم قبضتها على رقاب الاحياء بينما هو يغط في سبات الموت العميق!! اذن الديمقراطيه في النهايه تعني واقعيا تشكيل السلطه على اساس اختيارات ما يقارب 25% من المجتمع ويتم تنفيذ هذا التشكيل بانتخاب حكومه بنسبة لا تتجاوز اختيار 10% من المجتمع باعتبار وافتراض تعدد المرشحين والاختلاف عليهم من قبل الناخبين ..فهل هذا يتطابق مع التعريف البرجوازي للديمقراطيه التي يفسرونها على انها نظام حكم الشعب بالشعب وللشعب ؟ ام انها تعني تفويض قله من المجتمع لثله من الافراد مهمة ادارة شؤون المجتمع بكامله وعلى مدى فتره قانونيه يتمتع خلالها هؤلاء بمزايا تجعلهم فوق المجتمع واوصياء على مصيره ؟ يقينا ان هذه الاسئله لم ولن تدور في رأس من قاد حركات الاحتجاجات التي اعترت الواقع الشرق اوسطي والعالم العربي تحديدا لان الاجوبه عليها كانت تمثل الاستنتاجات النهائيه لقناعاتهم (الثوريه جدا) .وهي قناعات تمثل شروط تحسين واقعهم الطبقي الخاص .اما من كان نصيرا واداة غير واعيه لهذه ((الثورات )) فانه وبحكم الواقع سيجد نفسه يردد هذه الاسئله ويطالب بالاجابه عليها ولعل اول استنتاج لهذه الفئه سيكون ان الديكتاتوريات كانت سببا في تجويعهم واذلالهم لكن الديمقراطيه ايضا لم تشبع بطونهم حتى يمكنهم من ان يكون بشرا فضلاء كما يريد الاخرين منهم بان يكونوا كذلك ..هذا الاستنتاج المبسط والغالي الثمن سيكون الخطوه الاولى والقويه لان تعمم حقيقة ان الهدف الذي يجب ان تتحول جهود التغيير نحوه هو النظام السياسي للمجتمع وليس شكل والية تنفيذ هذا النظام ..فالديكتاتوريات الفرديه والبيروقراطيه الفئويه لا تؤوسس التمايز الطبقي لكنها ترسخه وتديره ..وحينها سيدرك من ناصر احتجاجات شباب تونس وكان حقا عليه ان يناصرها بان رغيف الخبز وفرص العمل لم يمنعها زين العابدين بارادته بل ان الاراده التي كتبت وثيقة نظامه وغياب وعي حقيقيتها الطبقيه هما من قام بذلك ودفعاه الى ان يفعل ما فعل ,كما سيدرك عمال مصر وفلاحيها الصغار وكادحيها بانهم معنيون بتنظيم صفوفهم في اطار النضال الطبقي والاندفاع بحركة التغيير السياسي الى مستوى الانتفاضه الاجتماعيه او على الاقل التهيء لذلك من خلال الشروع فورا في التاكيد على المطالب الطبقيه استثمارا للواقع الذي هو في صيروره ديمقراطيه .ولعل نضوج وعي تحركات الثوره المضاده التي اضحى (ثوار )يناير يتلمسونها ويعلنون توجسهم منها ,لهي افضل فرصه لذلك الاستثمار ..وهذا هو المثال الكامل لمعنى ما كنا ندعوا اليه في ضرورة التحريض على الانتفاضه الشعبيه بقصد تنظيمها طبقيا حيث يمارس الثوريون نوع خاص من انواع التوعيه الواقعيه التي تتخذ شكل التامري الثوري اسلوبا لها ..وفي كل الاحوال فان هذين النموذجين الثوريين (التونسي والمصري ) واللذين لم يبلغا بعد مرحلة الحبو الديمقراطي مازالا يمثلان القدوه الاكمل لدعاة التغيير الديمقراطي بمنهج النضال السلمي او ثورة اللاعنف ,هذا النهج الذي لا نرى فيه الا ترويجا لنصف حكمه وتشويه مقصود لمعنى التغيير الاكيد الجاد ,والثوره بحسب رؤيتنا ليست نزهه ارادويه للثوار تتحقق فيها مطالبهم كيفما شاؤا ومتما شاؤا وطبقا لما يتمنونه ,بل انها صراع بين هؤلاء وبين خصومهم اللذين وبحكم كل ما هو منطقي يلجؤون فورا الى القوه وممارستها بشكل عنيف ,مبتدئين بما هو متوفر ليهم من ذرائع قانونيه وغير منتهين الا بتجاوزها وبين هذا الحد وذاك تتوافر لديهم امكانيات النصر او الحاق اكبر قدر من الاذى بمجتمعاتهم ..اما السبيل الوحيد لتجريد هؤلاء من هذه الامكانيات فهو ان يتحرك الثوار باسلوب يبدون فيه منذ اول لحظه بانهم مهيئون لاستخدام العنف وممارسته ,لكن من المؤكد ان هذا الاسلوب ينقلب ضد مبتغاه ما لم ينظم على اساس وعي بنية الحركه التغييريه وتشخيص مفاصلها الجوهريه والتي تتكشف في نهاية الامر بصيغ ودوافع طبقيه ..وهذا يشمل الانتفاضات الشعبيه الديمقراطيه ويشخصها ضمن هذه الرؤيه كمقدمه ضروريه وليست شرط حتمي للثوره الاجتماعيه التاريخيه التي نتتطلع اليها ونتحرك نحوها ,اما الذي حدث في ليبيا وما يتجه اليه الحدث في اليمن فهو دليل واقعي ملموس اخر يثبت كم ان الحراك الشعبي العفوي باتجاه الديمقراطيه يحمل في ثناياه اكثر مما هو يعتبر نقيضا لاهداف النظام الديمقراطي ومناصريه حيث الفوضى وحيث الحرب الاهليه وحيث فقدان الامن وتلاشي الاستقرار الاجتماعي ..فما فعله (ثوار) الديمقراطيه الليبيه لحد الان والذي لا يمكن ان يخرجوا من طوقه لاحقا انهم اجتذوا نبتة الحنظل وزرعوا بدلها نبتتي حنظل واول مراره يجنونها الان ويتجرعونها واقعيا تتمثل في كونهم صاروا يناقضون مقايس الوطنيه الواقعيه التي رضوا بان يتحركوا وفقها ,برضوخهم لتوجهات ما هو غير ليبي واستعانتهم به ضد من يعارضهم فحق بذلك عليهم وصف انهم (لاوطنيون الى اجل غير مسمى ) ..ويصدق ايضا وصفهم بثوار (حلف الناتوا ) فقط لاغير



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مع الحزب الشيوعي العراقي ..من اول قطرة دم
- مقتدى (القاصر) ينصب نفسه وصيا
- الاعلام (اليساري) ومشروع الفوضى الايجابيه
- نحو الحريه لا الفوضويه
- الاشتراكيه ..نزوع النوع للبقاء
- (يوم الثأر) ..هو يومنا
- مصر..مقدمات ثوره ..وليست الثوره
- انقلابات برجوازيه أم غزوات اسلاميه
- نداء عاجل الى عمال مصر
- وثيقة (المشروع ) ..دعوه لجبهة اشتراكيه عراقيه
- و(ألأعراب)) اشد تحريفا للثوره
- تونس درس حي للثوريين
- تونس (انتفاضه ) مغدوره
- فلسفتنا الاشتراكيه..ج2
- فلسفتنا الاشتراكيه...ج 1
- المجلسيه بديل السلطه البرجوازيه
- العراقيون وعلاقات العبوديه السياسيه
- ملاحظات في الماديه الجدليه....ج3
- ملاحظات في الماديه الجدليه...ج2
- ملاحظات في الماديه الجدليه....ج1


المزيد.....




- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...
- الاحتجاجات بالجامعات الأميركية تتوسع ومنظمات تندد بانتهاكات ...
- بعد اعتقال متظاهرين داعمين للفلسطينيين.. شكوى اتحادية ضد جام ...
- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - ليث الجادر - كشف حساب ((الثورات )) الديمقراطيه وثوارها