تعقيب مختصر على التقاء وفد كردي سوري مع السيد قره يلان

محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3345 - 2011 / 4 / 23 - 03:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ـ "بداية مع كل التقدير لتضحيات السيد قره يلان من أجل التحرر الوطني الكوردستاني"!

لا شك بأنه معلوم للكثير من المهتمين والمتابعين لتطورات الانتفاضة الجماهيرية السورية المصحوبة بالقمع المنظم من قبل السلطة البعثية الدكتاتورية الفاسدة بقتل وجرح واعتقال المئات من المنتفضين السوريين السلميين من ناحية، وكذلك لمدى حساسية مواقف مختلف أنظمة الدول المجاورة لسوريا في المنطقة من مسألة نوع ونموذج التغيير المرتقب في سوريا وارتباطات والحاح تلك الأنظمة لدى الغرب بعدم القيام بتدويل الملف السوري لدى مجلس حقوق الانسان أو مجلس الأمن الدولي أو لدى محكمة الجنايات الدولية لردع القمع السلطوي اتجاه المنتفضين السوريين من ناحية، أي خلال هذه الفترة الحساسةجدا يقوم ممثلوا ثلاثة مجموعات حزبية كوردية سورية ( شلال كدو عضو الحزب اليساري الكردي السوري ومحمد حمو ممثل تيار المستقبل الكردي السوري وبهجت بشير عضو قيادة الحزب الديمقراطي الكردي السوري (البارتي))باعلان و اعلام جريدة الشرق الأوسط التقائهم بناء على دعوة رسمية "منهم" مع السيد قره يلان في جبال قنديل داخل أقليم كوردستان العراق!
أقتبس المقطع التالي من الموضوع المنشور يوم الجمعة 22 – 4 – 2011، في صفحات الانترنيت: " وأشار كدو الذي حضر الاجتماع، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الوفد القيادي السوري ذهب إلى جبل قنديل بناء على دعوة عاجلة من قره يلان، ودار الحديث حول ما يجري الآن في الساحة السورية عامة، والمناطق الكردية خاصة «حيث أكدنا خلال اللقاء على توحيد الكلمة الكردية في هذه المرحلة التاريخية الحساسة، وتنسيق الجهود المشتركة من أجل دفع الاحتجاجات الشعبية إلى مسار يحقق أهداف وتطلعات الشعب الكردي في سورية». وأضاف: «بحثنا أيضا في مسألة تبني رؤية كردية مشتركة وواضحة تتفق عليها جميع القوى الكردية في المنطقة من أجل انتزاع الحقوق المشروعة لشعبنا بسورية في مقدمتها الاعتراف الدستوري بالكرد كقومية ثانية في سورية، وضمان العمل السياسي في إطار الحريات الديمقراطية، وإعطاؤهم الدور المطلوب والمتوافق مع ثقلهم السياسي والجغرافي بسورية»".
هنا ورغم صدور التنويه من الوفد المذكور المتضمن بأن اللقاء مع السيد قره يلان تم بناء على دعوة رسمية (وكأنه منهم بالذات، وهذا يجلب النظر بالطبع أكثر حساسية وتساؤلا) وليس بناءا على دعوة من قره يلان، فان اعلان ونشر ذلك اللقاء في هذه الفترة الحساسة التي يجب على كافة الأطراف والمجموعات الكوردية مهما كان صغر حجمها بل وحتى على أشخاص منفردين كورد أن يتجنبوا بقدر الامكان أي عمل أو تصرف أو تصريح علني يستفز جماهير المجتمع السوري المنتفض أو الدول المجاورة التي تسعى وتبحث الى أية ذريعة اضافية ممكنة بغية عرضها لدى الغرب وشعوب المنطقة أيضا، لتعبر عن مخاوفها الكبيرة من احداث تغيير حقيقي مرتقب في سوريا والذي سؤثر سلبا على أوضاع تلك الدول، أو سيؤدي الى حرب وصراعات أهلية وطائفية واثنية في سوريا نفسها من جهة، وكذلك فان السلطة السورية الحالية نفسه تستطيع أن تستثمر ذلك اللقاء كحجة مزعومة ممكنة بأن تقمع مستقبلا المحتجين الكورد في مناطقهم أيضا تحت ذريعة بوصفهم يستخدم البعض منهم السلاح الذي ربما حصلوا عليه بموجب ذلك اللقاء.
وهنا، الكل يعلم خصوصا مدى محاولات تركيا الحثيثة لدى الغرب ولدى بعض الدول العربية أيضا، لحثها على عدم ممارسة ضغوط جدية على السلطة السورية أو بعدم تدويل الملف السوري رغم الكثير من الضحايا المدنيين، وذلك لئلا يتم احداث تغيير ديموقراطي حقيقي مرتقب في سوريا وبالتالي لتفادي امكانية حصول الشعب الكوردي على حقوق قومية ديموقراطية مهمة في سوريا أيضا!
في هذا الاطار يجدر الذكر، أنه من الطبيعي جدا أن يتم لقاء أطراف كوردية أو كوردستانية مع بعضها البعض للتباحث والتفاهم حول مواضيع متنوعة معنية متى ما شاء المرء، لكن ليس بالضرورة على الأقل اعلان ونشر كل لقاء في كل الأوقات والفترات التي تعيشها المنطقة.
لذلك، حبذا أن يتمكن الوفد المعني من توضيح هذه المسألة بشكل أكثر، لماذا ولأية دوافع تم نشر مضمون ذلك اللقاء في هذه الفترة الحساسة جدا بخصوص تطورات الانتفاضة السورية ومواقف الدول المحيطة منها!

محمد محمد ـ ألمانيا

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل