أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي















المزيد.....

أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي


محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3098 - 2010 / 8 / 18 - 16:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي

ـ أيخطو القسم الاداري الذاتي الموسع من أقليم كوردستان العراق نحو توفير عناصر التكوين الكياني القومي التدريجي, أم هذه المرة في اتجاه الاندماج الاختياري والطبيعي مع القوميات العراقية الأخرى مستقبلا؟
ـ أيتمتع النخب والفعاليات الشعبية الكوردستانية هناك بعرض واسع للمبادرات الحرة المعنية بمصالح وبمستقبل الأقليم وشعبه، أم بعرض ضيق ومحدود جدا ؟

لمناقشة هذه التساؤلات الملحة، ومن خلال الاطلاع على سير الأمور والأحداث المتتالية منذ 2003 في العراق ومحيطه بشكل عام، وفي أقليم كوردستان المتمع قسما منه بحكم ذاتي موسع بشكل خاص، يستدعي تقييم ذلك أولا الخوض بعض الشي في عرض تلك التطورات والتبدلات الجارية هناك كالتالي:
ـ فرغم أهمية تحرير العراق القصوى سنة 2003 من قبل أمريكا ـ بريطانيا، وانعكاساته الايجابية الكبيرة على مصالح الشعوب والطوائف العراقية عامة، ومنها الكورد خاصة، ولكن بوضع الانقسام الكوردي السياسي بعد عبر الادارتين في هولير وسليمانية منذ سنوات الاقتتال الداخلي الأليم في التسعينيات وباستمرار النعرات والنزاعات التقليدية المستديمة بينهما رغم وجود مصالحة حذرة مفروضة غالبا من أمريكا كانت سائدة بين الادارتين قبل التحرير، ساهم ذلك طبعا بعد التحرير في عدم تملكهما موحدا لخطة ولاستراتيجية واضحتين بصدد حقوق ومصير الشعب الكوردي ومناطقه الحيوية الأخرى المستقطعة، سوى المناداة معا بصيغة فدرالية غامضة شبه ادارية كانوا ينادون بها منذ بدايات التسعينيات منذ القرن الماضي وهي غير مناسبة للحدث الكبير ولدولة ذات تعدد قومي واضح, والاكتفاء بارسال حاميات محدودة من البيشمركة البواسل الى تلك المناطق المستقطعة دون الاتفاق معا على تحديد استحقاق قانوني عسكري، سكاني وجغرافي هناك والتمسك به وحسمه في وقته، وكذلك التهافت التنافسي الكبير بين مسؤولي تلك الادارتين على بعض المناصب الوجاهية والمربحة ماديا في الأقليم وفي بغداد معا والاستئثار المستديم بها بغض النظر حتى عن مستوى الكفاءة أحيانا عدة، هذا في الوقت الذي كان فيه آنذاك يطالب العديد من الفعاليات النخبوية الشعبية الكوردية هناك باجراء استفتاءات ومبادرات حول مسألة حق تقرير المصير للشعب الكوردي وفي غياب اهتمام أولئك المسؤولين بذلك.
ـ عدم قابليتهما بعد ذلك التحرير بالتعاون اللوجستي والأمني الدقيق والكافي مع قوات التحالف المحررة الغريبة في مناطق العراق السهلية (بعكس مناطق افغانستان وباكستان المحازية الجبلية الوعرة) لرصد وملاحقة المجموعات الارهابية المتنوعة التي كانت تتحرك بسهولة هناك وترتكب جرائم وأحداث كثيرة على مدى عدة سنوات ضد تلك القوات والسكان الآمنين أحيانا كثيرة أيضا، مما أحدث ذلك تضحيات بشرية وخسائر مادية كثيرة وباهظة، وبالتالي قد أدت تلك الصعوبات أمام قوات التحالف الدولي أخيرا الى تعديل التكتيك وحتى الاستراتيجية الغربية المعنية في المنطقة أيضا والى تأثير سلبي خطير على القضية الكوردستانية في العراق وحتى في الأجزاء الأخرى أيضا. لهذا ولجلب الاستقرار ولتخفيف تلك الصعوبات اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية أخيرا على الموافقة على مطاليب القوى والسلطات المعادية للكورد، وهذه ما تجلت عبر اهمال "خطة بيكر ـ هملتون الشهيرة" لمسألة كركوك والمادة 140، تقليص صلاحيات حكومة أقليم كوردستان بخصوص مجالات النفط والعقود مع الشركات الأجنبية، مطالبة البيشمركة بالانسحاب من مناطق ديالى وكركوك وموصل، عودة تنفيذ السلطات التركية لغارات متتالية وتوغلات معينة على و في بعض مناطق أقليم كوردستان بل ولولا رفض EU - USA مسبقا، لقامت القوات التركية بغزو شامل للأقليم وحتى كركوك ضمنا, تناقص كبير لعدد نواب الكورد في البرلمان العراقي وفق الشروط والقوانين المفروضة الجديدة هذا ولايزال الحبل على الجرار بخصوص تناقص دراماتيكي مرتقب لتلك الحقوق التي هي أصلا محدودة جدا خصوصا بعد رحيل القوات الأمريكية قريبا من العراق.
هكذا فبعد تحرير العراق وترحيب ساسة الكورد المعنيين هذه المرة بالتدخل الأمريكي - البريطاني في العراق ومن ثم كانوا يشكرون دوما بالكلام الحكومتان الأمريكية والبريطانية على تحريرهما للعراق, وبينما التفرغ فقط لرغباتهم ولنزعاتهم الخاصة التقليدية حول الاستئثار ببعض المناصب والغنائم على حساب الشعب الكوردي في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة تتعرض الى صعوبات وخسائرة هائلة من قبل المجموعات الارهابية المتنوعة والموالية للنظام البائد، علما أن أولئك الساسة الكورد كانوا يدعون البيشمركة الوطنيين الأبرياء الى الكفاح المسلح في مناطق جبلية نائية شبه معزولة منذ عقود عديدة وبالاعتماد على بعض الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية الغاصبة لكوردستان وفي ظروف دولية غير مهيئة وبوجود عوامل الاقتتال والتناحرات الكثيرة بين مجموعات وأطراف تلك القوى الكوردستانية، مما كان يؤدي ذلك كذريعة الى شن حملات عسكرية رهيبة من قبل السلطات الوحشية العراقية السابقة على المناطق المدنية الكوردستانية لتدميرها وابادة أعدادا هائلة من السكان المدنيين واحداث تغيير ديموغرافي للكثير من المناطق السهلية الكوردستانية الجنوبية الغنية بالنفط والمحاصيل الزراعية المتنوعة والمهمة استراتيجيا كمناطق مندلي، خانقين، كركوك، شنكال، شيخان، باشيقة وغيرها في محافظة الموصل،وتشريد أغلب سكان الكورد منها، وجلب وافساح المجال للمستوطنين العرب هناك, هذا وحتى دون تحقيق نتائج مهمة تذكر للكورد خلال تلك الأوقات.
حيث يكاد يكون قدوم تلك الفرصة الذهبية بتحرير العراق هي الوحيدة التي سنحت للكورد منذ الفرصة الذهبية القديمة خلال الحرب العالمية الأولى التي لم يتمكن ساسة ووجهاء الكورد خلالها وبعدها بقصير من تثبيت جدارتهم للحلفاء والاستفادة منها لتشكيل كيانهم القومي الخاص أسوة بالعديد من شعوب السلطنة العثمانية الأخرى آنذاك. فيمكن القول بأن ساسة ومسؤولي الكورد في الأقليم بتقصيراتهم تلك قد تخلفوا مرة أخرى عن توفير تلك الجدارة أمام التحالف خلال الفرصة الذهبية الجديدة منذ 2003 في القرن الواحد والعشرين أيضا.
فالموقف الاضطراري الأمريكي البريطاني ذلك لا يندرج في اطار تقاعسهما أو خزلانهما المقصود للكورد كما وصفه وشكا منه رئيس أقليم كوردستان العراق مسعود برزاني سابقا لجريدة الشرق الأوسط، بل العكس ربما هو الصحيح، أي أن ضعف وهشاشة أداء تلك الادارات الخجول منذ تحرير العراق والى الآن هو الذي خذل نسبيا الاستراتيجية الأمريكية والغربية عموما هناك !
ـ وفي جانب آخر اضافة الى تلك التقصيرات الكبيرة المذكورة لساسة الكورد المعنيين، هناك قلق واستياء كبيران أيضا لدى أقسام واسعة من الكورد في أقليم كوردستان وذلك بصدد ازدياد حدة الفساد المتنوع المتفشي والسرقات المليونية من ميزانية الشعب الكوردي وشيوع التسلط العائلي والقبلي هناك رغم أنه مازال في مرحلة التحرر القومي، وبيان استعداد مسؤولي الأقليم للتنازلات المتتالية عن حقوق الكورد الكيانية الاستراتيجية, الأمر الذي يؤثر سلبا على معنويات واندفاع هذا الشعب وعلى آماله التحررية عندما يلامس ويعايش تلك الأوضاع السيئة من ناحية، ومن ناحية أخرى ولأسباب ذلك التسلط القبلي الفردي وحصر القرار به والغارق في داء الفساد التقليدي، هناك انسداد السبل حتى أمام النخب الكوردية الكفوءة والفعاليات الشعبية النشيطة لمعالجة آفة الفساد تلك، وباتخاذ مبادرات ضرورية للقيام بتوفير عناصر ومستلزمات التوجه التدريجي نحو بناء الكيان القومي الكوردي المشروع وفق صيغة كونفدرالية اختيارية أو غيرها، حيث الكل ينتظر لقرارات وأوامر أولئك المسؤولين الذين يهتمون غالبا فقط بما يتمتعون به من المصالح الوجاهية والمادية الخاصة.
لذلك يتبين مرة أخرى وللأسف الشديد، مدى عودة مظاهر ومضامين تلك الأوضاع الشبيهة المرة خلال ظروف السوداء السابقة، والشروع في الاندماج الاختياري الطبيعي هذه المرة بين الكورد والعراقيين الآخرين، بعد أن كان ذلك الاندماج أو الانصهار والتعريب يتم تطبيقه عنفيا من قبل السلطات العنصرية الوحشية السابقة في العراق!



#محمد_محمد__ألمانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- براعم ونسور الهور ميتانيين الميديين الآريين الجدد تنشط النضا ...
- استراتيجية الغرب الجديدة ترغم تركيا أكثر فأكثر بالهروب عنه!


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي