أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - -انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو-















المزيد.....

-انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو-


محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3106 - 2010 / 8 / 26 - 23:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو"

ـ توافق الأطراف العراقية المتنازعة سيتم مجددا على حساب تقليص حقوق الشعب الكوردي الجنوبي المنقوصة أصلا!

بهذا المثل الكوردي المجرب الذي أخترته قبل أسابيع عدة عنوانا لمقالة مختصرة منشورة لي باللغة الكوردية، ولحساسية الموقف أود في هذا الاطار نشر مقالة ثانية باللغة العربية أيضا.
حيث ينص ذلك المثل تقريبا التالي:
"عندما تتشاجر العصافير فيما بينها طويلا،تتوصل أخيرا الى صلح بعد هبوطها في حقل ذرى ممو"( "Fessla Chuka di nav Garisê Memo de ye")!
من خلال الاطلاع على سير السجالات والمناذعات الحادة الحاصلة بين مختلف الأطراف العراقية الفائزة بنسب كبيرة مقارنة مع تقهقر نسب نتائج الأطراف الكوردستانية الجنوبية للانتخابات البرلمانية المركزية العراقية الأخيرة وبعد مضي أكثر من خمسة أشهر على اجرائها، يتبين أن تلك الأطراف العراقية وبتوصيات اضافية من السلطات الغاصبة لكوردستان والمجاورة للعراق تكاد تتوصل فيما بينها الى توافقات مرضية مكللة بالالتقاء الحماسي المشترك ضد الخطر الكوردي المزعوم وبغية متابعة تقليص حقوق الشعب الكوردي الجنوبي المنقوصة أصلا، هذا في الوقت الذي ينغمس خلاله العديد من مسؤولي الأطراف الكوردستانية الجنوبية في التهافت والتشبث ببعض المناصب الوجاهية والمربحة ماديا وفي الفساد الاداري والمالي والقبلي على حساب ميزانية الشعب الكوردي ومناطقه المستقطعة( مادة 140) الحيوية وكذلك على حساب حقوقه الكيانية المأمولة.
حيث ان التقاء الأطراف المعادية والغاصبة لكوردستان ووفق مصالحهم ومنطقهم الشوفيني ليس بجديد، بل مورس ذلك بنجاح منذ عقود عديدة، وذلك نتيجة سوداوية ظروف الحرب الباردة السابقة ومن ثم رماديتها حتى ما قبل تحرير العراق سنة 2003.
غير أنه ومنذ أن انبلج الظرف الذهبي لاحقا بتحرير UK - USA للعراق من همجية ودكتاتورية السلطة البعثية هناك، ونظرا للاستراتيجية الغربية الجديدة في المنطقة أيضا، كان من المفروض أن يؤدي ذلك الى فشل تلك التوافقات والتفاهمات التآمرية لتلك الأطراف المعادية للشعب الكوردي الجنوبي، فيما "لو" أتقنت القيادات الكوردستانية المسؤولة هناك التعاون الأمني واللوجستي الجديين مع القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة في مختلف مناطق العراق، فكان ذلك سيخفف كثيرا الصعوبات الهائلة التي حدثت أمام تلك القوات بعد ذلك التحرير، ومن ثم كان سيؤدي ذلك الى تيسير منحى تلك الاستراتيجية الغربية، وبالتالي كان سيدعم ذلك نوعيا تأمين حق تقرير المصير للشعب الكوردي الجنوبي وافشال تلك الأجندات التآمرية المشتركة للأطراف والسلطات المعادية له أيضا.
لكن الذي حدث بعد ذلك التحرير، كان مخيبا للتوقعات الغربية وللنخب الكوردية الوطنية معا، بصدد هشاشة وضعف أداء تلك القيادات الكوردستانية الخجول لتوفير ذلك التعاون المطلوب.
فمن خلال الاطلاع على سير الأمور والأحداث المتتالية منذ تحرير العراق 2003 ومحيطه بشكل عام، وفي أقليم كوردستان بشكل خاص، ورغم أهميته القصوى وانعكاساته الايجابية الكبيرة على مصالح الشعوب والطوائف العراقية عامة، ومنها الكورد خاصة، ولكن كان هناك الانقسام الكوردي السياسي بعد ساريا عبر الادارتين في هولير وسليمانية منذ سنوات الاقتتال الداخلي الأليم في التسعينيات وباستمرار النعرات والنزاعات التقليدية المستديمة بينهما رغم وجود مصالحة حذرة مفروضة غالبا من أمريكا كانت سائدة بين الادارتين قبل التحرير، ساهم ذلك طبعا بعد التحرير في عدم تملكهما موحدا لخطة ولاستراتيجية واضحتين بصدد حقوق ومصير الشعب الكوردي ومناطقه الحيوية الأخرى المستقطعة، سوى المناداة معا بصيغة فدرالية غامضة شبه ادارية كانوا ينادون بها منذ بدايات التسعينيات منذ القرن الماضي مطبقة على مستوى ولايات ادارية في بعض الدول ذات "القومية الواحدة" لتخفيف الادارة على المركز، بينما لا يناسب ذلك النموزج الفدرالي للدول المتعددة القوميات كالعراق أو تركيا مثلا خصوصا تلك الدول التي تعاني من العقليات الشوفينية والدكتاتورية والطائفية الحادة, والاكتفاء بارسال حاميات محدودة من البيشمركة البواسل الى المناطق الكوردستانية المستقطعة دون الاتفاق معا على تحديد استحقاق قانوني عسكري، سكاني وجغرافي هناك والتمسك به وحسمه في وقته، وكذلك التهافت التنافسي الكبير بين مسؤولي تلك الادارتين على بعض المناصب الوجاهية والمربحة ماديا في الأقليم وفي بغداد معا والاستئثار المستديم بها، هذا في الوقت الذي كان فيه آنذاك يطالب العديد من الفعاليات النخبوية الشعبية الكوردية هناك باجراء استفتاءات ومبادرات حول مسألة حق تقرير المصير للشعب الكوردي وفي غياب اهتمام أولئك المسؤولين بذلك.
كما أن العامل السلبي الكبير الآخر، هو عدم قابلية تلك الادارتين بعد التحرير للتعاون اللوجستي والأمني الدقيق والكافي مع قوات التحالف المحررة الغريبة في مناطق العراق السهلية (بعكس مناطق افغانستان وباكستان الجبلية الوعرة) لرصد وملاحقة المجموعات الارهابية المتنوعة التي كانت تتحرك بسهولة هناك وترتكب جرائم وأحداث كثيرة على مدى عدة سنوات ضد تلك القوات والسكان الآمنين أحيانا كثيرة أيضا، مما أحدث ذلك تضحيات بشرية وخسائر مادية كثيرة وباهظة، وبالتالي قد أدت تلك الصعوبات أمام قوات التحالف الدولي أخيرا الى تعديل التكتيك وحتى الاستراتيجية الغربية المعنية في المنطقة والى تأثير سلبي خطير على القضية الكوردستانية في العراق وحتى في الأجزاء الأخرى أيضا. لهذا ولجلب الاستقرار ولتخفيف تلك الصعوبات اضطرت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانية أخيرا على الموافقة على مطاليب القوى والسلطات المعادية للكورد، وهذه ما تجلت عبر اهمال "خطة بيكر ـ هملتون الشهيرة" لمسألة كركوك والمادة 140، تقليص صلاحيات حكومة أقليم كوردستان بخصوص مجالات النفط والعقود مع الشركات الأجنبية، مطالبة البيشمركة بالانسحاب من مناطق ديالى وكركوك وموصل، عودة تنفيذ السلطات التركية لغارات متتالية وتوغلات معينة على و في بعض مناطق أقليم كوردستان بل ولولا رفض EU - USA مسبقا، لقامت القوات التركية بغزو شامل للأقليم وحتى كركوك ضمنا, تناقص كبير لعدد نواب الكورد في البرلمان العراقي وفق الشروط والقوانين المفروضة الجديدة هذا ولايزال الحبل على الجرار بخصوص تناقص دراماتيكي مرتقب لتلك الحقوق التي هي أصلا محدودة جدا خصوصا بعد رحيل القوات الأمريكية قريبا من العراق.
هكذا فبعد تحرير العراق ورغم ترحيب ساسة الكورد المعنيين هذه المرة بالتدخل الأمريكي - البريطاني في العراق ومن ثم كانوا يشكرون دوما بالكلام الحكومتان الأمريكية والبريطانية على تحريرهما للعراق, بينما في الواقع قد تفرغوا غالبا لرغباتهم ولنزعاتهم الخاصة التقليدية حول الاستئثار ببعض المناصب والغنائم على حساب الشعب الكوردي في الوقت الذي كانت فيه القوات الأمريكية ـ البريطانية المحررة تتعرض الى صعوبات وخسائرة هائلة من قبل المجموعات الارهابية المتنوعة والموالية للنظام البائد، علما أن أولئك الساسة الكورد كانوا يدعون البيشمركة الوطنيين الأبرياء الى الكفاح المسلح في مناطق جبلية نائية شبه معزولة منذ عقود عديدة وبالاعتماد على بعض الأنظمة الدكتاتورية الشوفينية الغاصبة لكوردستان وفي ظروف دولية غير مهيئة وبوجود عوامل الاقتتال والتناحرات الكثيرة بين مجموعات وأطراف تلك القوى الكوردستانية، مما كان يؤدي ذلك كذريعة الى شن حملات عسكرية رهيبة من قبل السلطات الوحشية العراقية السابقة على المناطق المدنية الكوردستانية لتدميرها وابادة أعدادا هائلة من السكان المدنيين واحداث تغيير ديموغرافي للكثير من المناطق السهلية الكوردستانية الجنوبية الغنية بالنفط والمحاصيل الزراعية المتنوعة والمهمة استراتيجيا كمناطق مندلي، خانقين، كركوك، شنكال، شيخان، باشيقة وغيرها في محافظة الموصل،وتشريد أغلب سكان الكورد منها، وجلب وافساح المجال للمستوطنين العرب هناك, هذا وحتى دون تحقيق نتائج مهمة تذكر للكورد خلال تلك الأوقات.
فالموقف الاضطراري الأمريكي البريطاني ذلك لا يندرج في اطار تقاعسهما أو خزلانهما المقصود للكورد كما وصفه وشكا منه رئيس أقليم كوردستان العراق مسعود برزاني سابقا لجريدة الشرق الأوسط، بل العكس ربما هو الصحيح، أي أن ضعف وهشاشة أداء تلك الادارات الخجول منذ تحرير العراق والى الآن هو الذي خذل نسبيا الاستراتيجية الأمريكية والغربية عموما هناك !
حيث يكاد يكون قدوم تلك الفرصة الذهبية بتحرير العراق هي الوحيدة التي سنحت للكورد منذ الفرصة الذهبية القديمة خلال الحرب العالمية الأولى التي لم يتمكن ساسة ووجهاء الكورد خلالها وبعدها بقصير من تثبيت جدارتهم للحلفاء والاستفادة منها لتشكيل كيانهم القومي الخاص أسوة بالعديد من شعوب السلطنة العثمانية الأخرى آنذاك, ويمكن هنا القول بأن ساسة ومسؤولي الكورد في الأقليم بتقصيراتهم تلك قد تخلفوا مرة أخرى عن توفير تلك الجدارة أمام التحالف خلال الفرصة الذهبية الجديدة منذ 2003 في القرن الواحد والعشرين أيضا.
وفي جانب آخر اضافة الى تلك التقصيرات الكبيرة المذكورة لساسة الكورد المعنيين، هناك قلق واستياء كبيران أيضا لدى أقسام واسعة من الكورد في أقليم كوردستان وذلك بصدد ازدياد حدة الفساد المتنوع المتفشي والسرقات المليونية من ميزانية الشعب الكوردي وشيوع التسلط العائلي والقبلي هناك رغم أنه مازال في مرحلة التحرر القومي، وبيان استعداد مسؤولي الأقليم للتنازلات المتتالية عن حقوق الكورد الكيانية الاستراتيجية, الأمر الذي يؤثر سلبا على معنويات واندفاع هذا الشعب وعلى آماله التحررية عندما يلامس ويعايش تلك الأوضاع السيئة من ناحية، ومن ناحية أخرى ولأسباب ذلك التسلط القبلي الفردي وحصر القرار به والغارق في داء الفساد التقليدي، هناك انسداد السبل حتى أمام النخب الكوردية الكفوءة والفعاليات الشعبية النشيطة لمعالجة آفة الفساد تلك، وباتخاذ مبادرات ضرورية للقيام بتوفير عناصر ومستلزمات التوجه التدريجي نحو بناء الكيان القومي الكوردي المشروع وفق صيغة كونفدرالية اختيارية أو غيرها، حيث الكل ينتظر لقرارات وأوامر أولئك المسؤولين الذين يهتمون غالبا فقط بما يتمتعون به من المصالح الوجاهية والمادية الخاصة.
لذلك يتبين مرة أخرى وللأسف الشديد، مدى عودة مظاهر ومضامين تلك الأوضاع الشبيهة المرة خلال ظروف السوداء السابقة، والشروع في الاندماج الاختياري الطبيعي هذه المرة بين الكورد والعراقيين الآخرين، بعد أن كان ذلك الاندماج أو الانصهار والتعريب يتم تطبيقه عنفيا من قبل السلطات العنصرية الوحشية السابقة في العراق، بينما الكل يعلم بأن الشعب الكوردي المضطهد والمحروم من بناء كيانه القومي المشروع في أرضه التاريخية يكافح ويضحي منذ عقود عديدة من أجل تحرره القومي والاداري والاقتصادي نحو بناء ذلك الكيان أسوة بالشعوب الأخرى، لا فقط من أجل ذلك الاندماج السلمي الطبيعي!

محمد محمد ـ ألمانيا



#محمد_محمد__ألمانيا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة المبادرة الحرة ... ومستقبل أقليم كوردستان الجنوبي
- براعم ونسور الهور ميتانيين الميديين الآريين الجدد تنشط النضا ...
- استراتيجية الغرب الجديدة ترغم تركيا أكثر فأكثر بالهروب عنه!


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد محمد ألمانيا - -انهاء شجار العصافير يتم أخيرا في حقل ذرى ممو-