الانتفاضات الشعبية تحمل في احشائها ثورتان

تجمع الماركسيين اللينيين الثوريين العراقيين

الحوار المتمدن-العدد: 3340 - 2011 / 4 / 18 - 04:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الانتفاضات الشعبية تحمل في احشائها ثورتان

الصراع الطبقي يفسر لنا الحقيقة الموضوعية ان دسائس العدو الطبقي عاجزة عن احتواء الانتفاضات ولاتمني الانتفاضة بالهزيمة حتى اذا قمعت عسكريا ستبقى بدور التفاعل كنبتة جوهرية تتنامي مع الماساة اليومية للطبقات المحرومة ، التي تقارع العدو الطبقي ، التحليل الجوهري الملموس للانتفاضات يشير الى ان الانتفاضات الشعبية حركات احتجاجية تعتمدها الطبقات المسحوقة والمحرومة ، في التصدي للعدو الطبقي ، ففي المرحلة الاولى تشارك الانتفاضة فئات مختلفة من سواد الشعب تشاركها التيارات الانتهازية الرجعية المتذبذبة تقف عند حدود منافعها .

الغضب الشعبي المتصاعد في البلدان العربية برمتها هو المعبر الحقيقي عن المعارك الطبقية المندلعة بين البروليتاريا والبرجوازية الكبيرة والاقطاعيين ، التي تشكل السلطة القمعية ، بفعل الانتفاضات تغيرة موازين القوى بين الجماهير والسلطة القمعية ، كانت على مدى العقود الماضية السلطة بمفردها تمتلك وسائل بناء قوتها لتخريب الجو العام تقويضا للبناء التحتي ، تساندها قوى الشر المؤلفة من قطعات الجيش النظام الفاشي والشرطة واجهزة المخابرات الارهابية ، ورجال الدين ورجال القبائل والتيارات التحريفية ، مدعومة دعما لوجستيا من الامبريالية العالمية التي تزودها بوسائل القتل والخراب والدمار.

رافق العنف مسيرتها ولغتها ومنطقها التكتيكي والاستراتيجي ، في مهاجمة الجماهير دون رادع وبامكانية نفسية لايهزها رياح الشارع الصامت ، لقد طال الصمت امده والانتفاضة كانت في سباتها ونائمة .

بعد تماسك الجماهير بفكرة الانتفاضة في مواجهة هذا التيـــار الظلامي الجارف المحتكر للسلطة والمال العام وكل وسائل الحياة وهو يحمي كرسي التسلط حتى لايفلت من قبضته المال العام المنهوب ، اختصروا الطريق بمارسة اسلوب كم الافواه ، حبث ارتفع الضغط الى مستوى تجويع الفقراء ، رافقتها احكام التعذيب والموت انتقاما لمن يتفوه ولو بعبارة واحدة ، مع ممارسة قمع المراءة واستعبادها واحتقارها لسبب واحد لان اعضائها التناسلية ليست ذكورية المعادلة ، انقلبت الى شكلها الجديد الراهن حينما عبرة الجماهير عن غضبها مضحية بالغالي والنفيس من اجل الحرية والخبز والديمقراطية الحقيقية ، لقد انتقل الجماهير الى دور المهاجم والسلاطين في دور الدفاع عن تسلطهم وبربريتهم ومسروقاتهم .

حيث دفعت الامبريالية عملائها المعممين لسطوا جهد البروليتارية المنتفظة وحرق الانتفاضة على نار هادئة ، بالدسائس هذا هو حصيلة غياب القيادة الشيوعية الثورية عن دورها لقيادة الانتفاضات ، على اثر سقوط التحريفية في احضان العدو الطبقي ، والتيارات التحريفية تنادي للتوافق الليبرالي حتى يصب جهد المنتفظين وكفاحهم المرير في اطار سلطة رجعية حتى تمنح الحرية للنشاط العلني للتيارات التحريفية و تشيد لهم قاعات التنبلخانة و للهو واللعب في قلب المدن الرئيسة دون مبالات السادة الاشتراكيين الفاشيين للوضع الماساوي الذي يطوق الريف في بلداننا ، ولايسمعون عن الريف شيئا ولا يهمهم ذلك لانهم عبارة عن موظفي ساحات المدن توضفهم السلطة لحماية نظام السلطان ، لدى التحريفيين ان خارطة البلدان العربية لاتحتوي على القرى والارياف ولا حتى الريف يعلم عن وجود التحريفيين شيئا .

على شعوبنا ان تاخذ الحيطة والحذر من اصحاب العمامات الموالية لايران والسعودية عملاء يانكي وهم يقفون بخبث وطرق ثعلبية وراء المخطط التامري ليانكي الامبريالي ، ومن خلال الخطاب الديني الخرافي للمعممين يسكبون الماء البارد على الانتفاضات الشعبية وهم الد اعداء الانتفاضات التحررية غايتهم امتصاص حماوتها للاطاحة بها واسقاطها ، تستخدم الامبريالية في مؤامراتها كبار العسكر ورجال الدين ورجال القبائل " الثلاثي المكر" هم بمثابة اسلحتهــــــا التقليدية التي تتوكىء عليها في حماية عملائها الانظمة الفاشية من السقوط وايجاد بديل من الوصايا ذاتهم ، كم مخزي ان الانتفاضات تنطلق من المعابد الدينية وايام الجمعة ، انه لامر مؤسف لماذا لابقية ايام الاسبوع ، لقد تغلغل رؤساء القبائل ورجال الدين ومجموعة من كبار العسكر في صفوف الانتفاضات الشعبية بغية احباط مسيرتها ومقارعتها من الصميم وبالتالي قراءة القداس الجنائزي على الانتفاضات الشعبية ، تمهيدا لبناء فاشية جديدة على انقاض الفاشية المندحرة ، كوصية من وصايا يانكي الامبريالي ، التعصب الديني والعرقي والقبلي يتعمق في البنية العقلية للانسان العربي ، هذا ما تستغرب منه شعوب العالم ومن التعصب الذي لايلائم التطور التقني للحياة في هذا العصر بالذات ، عصر العلم والمعرفة في ، عصر الانترنيت والتكنيك الحديث والمتطور، ومن المؤسف لم تتحرر عقول الشبيبة العربية المتمسكة بعالم الرعب الغيبي والميول العرقية وعلاقة الابوة .
بالرغم من انزعاج الامبرياليين من انتفاضة الشعوب العربية وارتفاع من وتيرة حقدهم وغضبهم ، لقد هدئ يانكي واستعاد انفاسه نسبيا حينما انطلقت الانتفاضات من الجوامع وبايام الجمعة بالذات ، تاكد ليانكي ان المنتفظين تقيدهم قيود العبودية الدينية ولم يتحرروا من الافيون ، والجمهور يطلق شعارات دينية افيونية بكثافة ، بدلا من اطلاقهم الشعارات الثورية التي تطلقهــــــــا الانتفاضات الجماهير البروليتارية في الهند وبيرو وكولومبيا ونيبال وفلبين ، الفارق الكبير بين الانتفاضات في البلدان المذكور التي تقاد من قبل الشيوعيين الماويين والتي انتقلت الى الحروب الشعبية ، والانتفاضات في البلدان العربية تقودها الرجعية المحلية والافيون ، حتى لاتخرج الجماهير المنتفظة من نفق الظلام وتبقى اسيرة التعصب تسايرها الظلاميون رجال الخرافات .
يعتمد يانكي الامبريالي في تفعيل مؤامراته ضد الانتفاضات الجماهيرية من خلال الانظمة الماسونية مماليك السعودية وحكام قم وطهران واسرائيل ، سقوط مماليك السعودية وملالي طهران تبطل مفعول مؤامرات يانكي في الشرق الاوسط للنهاية ، وتبقى اسرائيل يتيمة في المنطقة ، ستجف مستنقعات تيارات الدين الافيونية الماسونية التي تستند في دوامتها على مؤامرات ودسائس يانكي الامبريالي ، المنطلقة من الماسونية السعودية والماسونية الايرانية .
من الانتفاضة نبعت الفرص الملائمة والمتاحة لتشكيل تنظيمات بروليتارية ثورية ونشر الثقافة الثورية تمهدا لتشكيل خلايا ثورية مسلحة في الريف حتى تخوض حرب العصابات انطلاقا من الريف وبمرور وقت قصير ستنظم البروليتاريا من الجنسين الى صفوف ثوار حرب العصابات المتحركة (الحرب الشعبية ) ، نحن على يقين ان الحركة الماوية في البلدان العربية ضعيفة كما لم تظهر تشكيلات ماوية في اغلب بلدان العربية ، باستثناء العراق التي وضعت ارضية الحركة الماوية بغية احياء الحركة الشيوعية الماوية في المجتمع العربي ، لقد تلت تشكيلات الحركة الماوية في المغرب وتونس وستنبثق في بقية الاقطار لاحقا .

#تجمع_الماركسيين_اللينيين_الثوريين_العراقيين (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات