أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير أمين - دكيت بابك يا وطن وانة غريب ببابك !















المزيد.....



دكيت بابك يا وطن وانة غريب ببابك !


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3338 - 2011 / 4 / 16 - 13:15
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    




حينما يعتزم المغترب زيارة بلده العراق يفكر كثيراً ولساعات عدة تمتد أحياناً لعدة أيام..ثم يقرر السفر بسبب الحنين والإشتياق الذي يشده الى منبع طفولته وصباه..يفكر أولاً بتكلفة الرحلة وبإنتقاء الهدايا لأناس يعرفهم حق المعرفة وهم قلة وآخرين لم يتعرف عليهم بعد لكن صور بعضهم قد أرسلت اليه لكي يتذكر ملامحهم وهم من نفس عائلته لكنهم كبروا وهو في بلدان الغربة وتزوجوا وأنجبوا ولم يرهم وظلوا طيلة هذه السنوات يسمعون بإسمه ويشاهدون صوره القديمة..ثم يفكر بالأصدقاء الذين تركهم خلفه دون وداع وهرب بجلده متخفياً عن أعين المخبرين والجلادين في وطن كان أبناءه وبناته يئنون من ثقل الجراح..يطيل المغترب التفكير بكيفية الوصول والصعوبات التي ستواجهه وخاصة المخاوف من السيطرات الكثيفة والعمليات الإرهابية ومن سوء الخدمات ورداءة الأكل ومسبباته المرضية على صحته في تلك الرحلة..لكنه الحنين ولوعة الفراق وشم نسيم بلده وريحة أهله ومعارفه وغيرها ..هي التي تنتصر على كل المعوقات المتوقعة والفجائية..يشتري بطاقة السفر ويصعد المسافر الى الطائرة ويطلق العنان لأحلام خيالية وأخرى واقعية ليس لها حدود..
قررت أن أسافر الى وطني للمرة الثالثة ولمدينتي الناصرية لأول مرة بعد غيبة طويلة وقاسية جاوزت كثيراً نصف سنوات عمري وبعد سقوط النظام الذي شردنا في شتى الأصقاع من الدنيا.. وكانت المدينة وكل مدن الوطن تتعمق مع أيام الغربة في ذاكرتي وأحلامي ببناياتها وحدائقها وناسها بمختلف صفاتهم ومهنهم وتواجدهم وظلت صورهم لا تبارح مخيلتي في أي مكان أكون فيه على الرغم من نسياني لبعض الأسماء العزيزة على قلبي وبعض الوجوه وهذه المسألة خارجة عن نطاق الإرادة الإنسانية..في الطائرة جلس جنبي عراقي يعيش في دولة أخرى وهو متدين ويعمل في كل شيء يخص الممنوعات في بلد اللجوء الذي يسكن فيه وفي العراق الذي يزوره حسب ما أخبرني بذلك كل شهرين مرة تاركاً زوجته الثانية الشابة وأطفاله الثلاثة معها وحينما عرف أنني لا أملك الجواز العراقي طلب مني إستحضار ورقة صغيرة ثم أملى عليّ كتابة إسم شخص يعمل مقدماً في الشرطة ببغداد وكتبت رقم تلفونه أيضاً وأخبرني بأني سوف أحصل على جواز عراقي جديد منه لقاء 200 دولار فقط وبظرف 24 ساعة !! خبأت الورقة بجيبي ثم وضعتها مع بقية أوراقي ولم أتذكرها طيلة الرحلة علماً أنني أكدت عليه بعدم حاجتي لذلك لكنه أشار الى تحقيق ذلك بسرعة فائقة وبمبلغ زهيد إن أردت...كرهت هذا الرجل ولم أودعه حينما وصلنا الى مطار بغداد الذي فوجئت بأنه كان هادئاً ونظيفاً جداً وجرت معاملتنا بمنتهى المحبة والإحترام من قبل ضباط المطار وإنتبهت الى أن أحدهم رفض بشدة رشوة قدمها له أحد المسافرين وبدون سبب يذكر مما حدى بالضابط أن يصرخ به : روح الى ذاك الشباك ! وأعاد المسافر النقود الى جيبه بخوف.. وكنت سعيد الحظ حيث كان دوري في شباك تقف به بنت لطيفة تحمل على متنيها نجمتين لامعتين..كانت تبتسم لي وأنا أسلم عليها بلهجة جنوبية واضحة وأترجاها أن تعمل لي فيزة لمدة شهر حتى لا أتعذب في مراجعة الدوائر لتمديدها..صارت تضحك حينما أخبرتها بأنني سأبقى لشهر حتى أزور مدينتي الناصرية وظهر لي بأنها بنت ولايتي وكانت قد تجاوزت العشرين من العمر وتعرفت على إسمها ومحل سكنها السابق في مدينتي وإطمئنيت لها كثيراً وهي تضع ختم المطار على جوازي وتشير لي بأنني يمكنني البقاء سنة أو مدى الحياة إن شئت ذلك دون مراجعات ! وبدون إرادة مني قلت لها أروحج فدوة يا بت اللوى!! فضحكت طويلاً وصافحتني متمنية لي السلامة والتمتع في وطني الحبيب..كنت مع أحد الإخوة الذين تعرفت عليهم أثناء الرحلة وقد قدم من المانيا وكانت عائلته بإنتظاره فحالما وصلنا قامت والدته بطش الواهلية على رؤوسنا وإستقبلونا بالزغاريد وأوصلوني الى بيت أخي في أحد مناطق بغداد وهنا تذكرت والدتي التي كانت متوفاة قبل عدة شهور فكنت أمسح الدموع التي كانت تنهمر من مقلتي دون إرادتي وكم شعرت بالخجل حينما وصلت معهم الى الشارع ولم أتعرف على بيت أخي وتركتهم جالسين في السيارة مدة من الزمن ونزلت أبحث عنهم الى أن إهتديت حينما شاهدت أحد أبناء أخي الذي ساعدني بحمل الحقيبة والولوج الى باحة منزلهم الذي كنت الف وأدور حوله ونسيته بسبب الإرباك والخجل وبعض التغيرات الحاصلة فيه وفي الشارع ..عيد الأضحى بدأ يقترب كثيراً بينما لا توجد أية ملامح للبهجة به وخاصة من قبل الأطفال الذين كانت ملابسهم رثة والألعاب التي شاهدتها في المنطقة كانت تعود للقرن التاسع عشر تقرياً ! بقدمها وخراب المنطقة التي شيدت عليها وكثرة الأتربة والأزبال فيها..قمنا بشراء خروف ذبحناه في اليوم الأول كضحية أولى لوفاة الوالدة ووزعنا اللحم على بيوت الجيران ثم سافرنا لزيارة قبرها في النجف..هذه المدينة التي كانت متوشحة بالسواد في كل شيء وكانت للأسف من أوسخ المدن التي زرتها في العراق وحينما خرجت مع أخي وإبنه من المقبرة فوجئنا بمقهى يضع صاحبها شاشة كبيرة جداً يعرض بها كاسيت لأناس تضرب القامة والزنجيل في موكب مشترك وتخر منهم الدماء كالأنهار مما يثير الرعب والحزن في قلوب المتجولين وخاصة النساء والأطفال..نحن في عيد الأضحى وليس في شهر عاشوراء ..!! وكان الكاسيت باللغة الفارسية لكني لم أستطع التفريق في ملامح هؤلاء البشر وهل هم فرس أم عراقيون وذلك لأنهم قد غرقوا بالدماء..منظر مقرف تهربت من مشاهدته طويلاً بينما كنت أتجنب الأوساخ المنتشرة بشكل مهول وأحاول أن أجنب قدمي من الغوص فيها..كذلك فعل بقية الزوار وطيلة مكوثنا في المقبرة والأماكن المجاورة لها لم نرى أي وجود للمرافق الصحية حتى في المطاعم ! ولما سألت صاحب المطعم عنها أشار الى ناحية الإمام..! مما حدى بالناس التبرز والتبول بين القبور ! في ثاني يوم العيد إصطحبت أخي وعائلته الى حدائق أبو نؤاس وكانت غاصة بالشباب الذين يبدوا على منظرهم الخارجي التخلف وإنعدام الثقافة بشكل عام وكانت نظراتهم للبنات وهنّ قلة وكأنهم يقومون بعملية الإزدراء..كانوا يحملون الدفوف وأدوات الطرب الأخرى بجماعات متراصة تقطع عليك الطريق فتضطر للنزول تجنباً لنظراتهم وتصرفات بعضهم اللاأخلاقية..بالكلام أو محاولة اللمس..أما الأغاني فهي سوقية بكل معنى الكلمة وبها عبارات جنسية شائنة وتمتاز بالهبوط وإنعدام الذوق ترافقها رقصاتهم والتي تفوقوا بها على الغجر بهز الرأس والصدر والورك والبطن بشكل قد تدربوا عليه كثيراً وهم أفواج وجماعات كل مئة أو أكثر بتجمع واحد يروحون ويجيئون وهم يغنون ويرقصون ويعزفون..كنت أراهم عن قرب وتداخلت بينهم وأنا غير مصدق أنني في بغداد ولم أشعر بوعيي الذي فقدته لحظة إلاّ حينما صاح أخي..أموري وينك ! كنت سارح الفكر أتذكر جيداً هذا المكان الذي كنت أتمشى به في أيار عام 1979 حينما كنت سياسياً هارباً من أنظار السلطة وأجهزتها القمعية وكنت حزيناً وبعيداً عن مدينتي الناصرية ..كنت أصرخ وبصوت خرج هادراً دون إرادتي حينذاك ..والناي على الشط غنى والقدود تميل..على هبوب الهوى..في أغنية أم كلثوم شمس الأصيل..وتوقفت برهة أمام شاب كان يختلي بحبيبته الجامعية والتي حالما سمعت صوتي وتوقفي عند مشاهدتهم خجلاً ..رجتني أن أكمل بقية المقطع قائلة لي أن صوتك جميل وأنا أحب هذه الإغنية ..بنت لم أعرفها..كانت رائعة في ذلك الزمن الجميل لم تضع حجاباً على رأسها وتحب ثلاثة بنفس الوقت كما هو عليه الحال لبعضهن الآن ولو حباً تلفونياً ! ..كانت تحب واحداً والكل يعرف بها ومنهم أهلها في وقت كان فيه الكتاب هو الأنيس وليس الأغاني الهابطة والمشوهة للذوق العام..إعتذرت منهما ومضيت بعيداً أدندن مع نفسي بقية كلمات الأغنية..في زمن كان له طعمه الخاص !....في حدائق أبو نؤاس تتناثر المطاعم والتي لا يوجد مثيل لها في أي بلد متحضر في العالم وحينما يعرف البائع أنك إنسان مثقف أو متعلم فإنه يهمس لك بأن لديه علب البيرة إن شئت لأنها شبه ممنوعة في أماكن وممنوعة في أخرى ويمكنك أن تجد قناني البيرة والخمر مرمية في عدة أماكن وخاصة بين الشجيرات . في اليوم الثالث من العيد زرنا الكرادة وكانت جميلة ونظيفة ومكهربة بشكل لائق وبها مطاعم راقية وبأسعار معقولة وفيها مرطبات متنوعة وجيدة المذاق لكني لاحظت كثرة المتسولين فيها وفي الأيام اللاحقة صرت أرتادها لوحدي ولعدة مرات وخاصة عند المساء..في هذه الرحلة لاحظت قلة عدد الأطفال المتسولين لإنصرافهم للأعمال كبائعين متجولين وغيرها وإزدياد عدد النساء المتسولات واللواتي يرتدين ملابس جيدة ومحتشمة أحياناً لكنهن يمارسن هذه المهنة الشاقة والمذلة بسبب الذائقة المادية في أغلب الأحيان وهناك عدد من الرجال من كبار السن صار يبتكر طريقة للإستجداء وهي أن يقدم لك قطعة علك أو جكليتة صغيرة تتناولها منه وتعطيه 500 أو الف دينار وهذه الظاهرة شاهدتها بكثرة لرجال يبدو عليهم الوقار وعزة النفس..في إحدى المرات ‫كنت أرتدي بدلة زيتونية وربطة عنق حمراء مذهبة أتمشى في بغداد ماراً أمام سينما بابل..لمحت إمرأة بائسة ترتجف وهي تمد إحدى يديها للمارة ولا يظهر من جسدها إلاّ نصف عين..وقفت قبالتها وخاطبتها : خالة هل أنتي بحاجة الى المال !! لم تقل شيئاً ! كانت... خجولة تبدو على وضعها أنها مريضة أو متعبة جداً ....سارعت لإخراج ورقة نقدية فئة خمسة آلاف دينار وأعطيتها لها وإنصرفت لكني سمعتها تقول بصوت واهن : الله يخليلك شبابك..لم أستطع أن أضع حداً للدموع التي غمرت عيناي وشعرت بالخجل من نفسي ومن الضعف الذي إنتابني وانا أحاول أن أجفف دموعي المنسابة بكثرة وكأنني أبكي فعلاً على أمي التي إعتقدت أنها كانت تشبهها وماتت الصيف الماضي وأخيراً إنزويت في أحد الأركان وأخرجت منديلاً ساعدني لتجفيف الدمع الذي لا أعرف كيف إنهمر فجأة بينما كنت العن البرلمانيين القدماء والجدد الذين يتسلون بالنظر الى المشاهد المرعبة والمأساوية التي يعاني منها أبناء وبنات شعبنا المغلوب على أمرهم والذين سلموا زمام أمورهم بيد من لا قلب ولا ضمير لديه إلاّ ما ندر منهم !..في بغداد كنت أسمع كثيراً بالستوتة ! وهي تجمع ما بين السيارة والدراجة البخارية حيث يقوم صاحب الدراجة بتحويرها الى هيكل شبيه بالسيارة القديمة وكانت تسع لستة أشخاص ويكون في مقدمتها عجلة واحدة وإثنتين في الخلف..رفعت يدي بينما كنت أتمشى في الباب الشرجي ..توقفت هي ولا أدري وجهتها لكن رغبة جامحة كانت في داخلي بأن أجرب الركوب بها وكان بها خمسة أشخاص سألت أحدهم : هل تصل الستوتة الى شارع المتنبي ! ضحك بعد أن أيقن أنني ضائع أو غريب وقال سوف تنزل معي وأنا أصطحبك الى هناك وتمشينا أنا وهو أكثر من المسافة التي ركبت بها في الستوتة ثم أشار بيده : خذ هذا الشارع وستصل الى مقهى الشاهبندر..! كانت رحلة ممتعة بعد أن جربت الركوب بالكيات لعدة مرات لكني كنت كثيراً ما أستقل التاكسي إيماناً مني بأن المغترب إذا أراد أن يعرف عن المدينة شيئاً لابد وأن يذهب إما الى الحلاقين أو الى سواق التاكسيات فهم سيتحدثون وسيجيبون عن أي سؤال يطرأ على الذهن وهم أصدقاء الكل بسبب طبيعة المهنة فأصبح عدد من سائقي الأجرة من أصدقائي وهم يعرفون الشخص من لحظة صعوده لسيارتهم وذلك من خلال التحية وملابسه وكلامه وتعامله معهم على السعر والمنطقة التي يروم الوصول اليها ولذلك صارت لي معهم حكايات كثيرة وممتعة...في أحد الأيام الأولى من عاشوراء المحرم نويت الذهاب للمنصور ببغداد..اشرت الى سائق التاكسي من بغداد الجديدة ..وقف وأخبرته بأني أريد الوصول الى نقابة الأطباء في المنصور وكم تأخذ مني.. قال عشرة آلاف ..قلت له تسعة ..رد أن المكان بعيد وفيه إزدحامات...الخ وافقت وإنطلقت التاكسي تقلني الى المنصور وكان السائق شاب لطيف وضع ليسمعني كاسيت لسميرة سعيد بدل الكاسيتات الدينية ..! شكرته لكني قلت له : هل عندك الأولى في الغرام لأم كلثوم ..!! تعجب قائلاً : للأسف لا توجد عندي كاسيتات لها هنا في السيارة لكن عندي في البيت !..قلت له ولكاظم الساهر ..رد بفرح : هل تحب سماعه وأي أغنية تريد !! قلت أشكيك لمين !! إستأذن مني بغلق زجاج نوافذ السيارة وبدأ يطربني بصوته الذي يشبه كثيراً صوت كاظم الساهر وأغنية أشكيك لمين وأنا أردد معه ...الله ..الله و صرت أكمل بعض المقاطع حينما يتعب ولما إنتهى من غناءها كلها ..أثنى على صوتي وقال إنني تعبان ولخاطرك غنيتها كلها ولرد الجميل غنيت له أغنية تعلل في الهوى علل للفقيد رياض أحمد ووصلت الى المنصور ولم أشعر كيف مضى الوقت بهذه السرعة ولم يتقبل أن يأخذ مني المبلغ لكني وضعته بيده بصعوبة وزدت عليه الف لأنه نموذج طيب من أبناء شعبنا وقد أخبرني بأنه خريج معهد فنون فقلت له أنا مهندس زراعي وكان يوماً جميلاً إستمتعت فيه بالتجوال في أسواق المنصور وشوارعها التي تأتي بالدرجة الثانية في حلاوتها بعد الكرادة..ودعته بالقبلات وكأنه صديق قديم وعزيز وأرشدته لأغنية ثانية لكاظم الساهر لم يكن منتبهاً لحلاوتها وهي أغنية ..إغسلي بالبرد فرد حالاً : سأبحث عنها في البيت.. ويسلم ذوقك...صعدت مرة مع سائق لم أطمئن اليه فكنت أكذب عليه وخاصة في مكان عملي لكنه إرتاح لي و بعد أن وصف السلطة بأنها حكومة حرامية ومزورين وهذه الصفة سمعتها من العشرات غيره قال : عندي صديق كان في النظام السابق شرطي أمن ..ثم أردف ضاحكاً : هل تعلم ماذا أصبح الآن ..قلت له باسماً : أكيد مفوض شرطة ..نظر اليّ وقال :لا تصدق إذا قلت لك بالله الكريم أنه الآن مقدم شرطة وعلى متنه تاج ونجمة !! وشرح لي الطريقة التي عملها صديقه لترقية نفسه والذي لا زال على صلة به للآن !..في إحدى المرات إرتفعت يدي كالعادة للأعلى وتوقفت إحدى السيارات كان بها شاب يرتدي قميص خالي من الأزرار لا يتجاوز عمره العشرين كان حافي القدمين وهو يسوق وبين فترة وأخرى يقول كذا وكذا راح السيد يحلها ! ويقصد هنا مقتدى الصدر لم يتلاعب في التسعيرة وأوصلني الى كراج النهضة لكنه حكى لي بعضاً من بطولاته ! ومنها أنه في أحدى المرات شاهد على قارعة الطريق طفلان يبيعان البانزين ولم يكن في سيارته البانزين الكافي..قال نزلت أفول وشاهدت أن البائع قد زوّد قليلاً من السعر الأصلي ..وافقت وملأت الخزان الى نهايته بل وأكثر من المعتاد وحاولت الإستدارة ثم إنطلقت بأقصى سرعة ولم التفت للبائع ولم أدفع له فلساً !! لم أقل له شيئاً سوى أنني أكدت له... أنك أكيد تركته يبكي..كان السائق يضحك مبتهجاً بفعلته في السرقة وبوضح النهار من أطفال تركوا مقاعد الدراسة لإعالة عوائلهم الجائعة في زمن رديء من نوع آخر ..وكان سائق آخر يحدثني عن الفترة السابقة أي قبل ثلاثة سنوات وكيف أن بعض سواق التاكسي كانوا يبيعون الركاب من طائفة الى مناطق طائفة أخرى بورقتين لكل واحد لكي تتم تصفيته ولا أعرف مدى صحة ذلك علماً أنه أراني ساقه التي كانت تحمل آثار طلق ناري من أحد المسلحين المختلفين معه في الطائفة بعد أن أوضح لهم بأن طائفة والدته منهم وكون أنه رزق للتو بطفل رضيع مما حدى بهم لمسامحته والإطلاق فقط على أرجله وأخذ سيارته منه وهي مصدر رزقه الوحيد ..! وفي مرة صعدت في تاكسي وكنت أتجول في المنصور وبعد لحظات فوجئت وللمرة الأولى بأن السائق يقول لي ضاحكاً : أستاذ أكيد أنت شيوعي !! كان في أواسط الأربعين وهو مثقف وعرفت أنه كان نائب ضابط جوي قبيل سقوط النظام وأن أخيه الأكبر شيوعي وقد أرغمه على إنتخاب قائمة إتحاد الشعب حيث أنه مدح الشيوعيين كثيراً لكنه أكد بأن الحزب سوف يفشل في أي إنتخابات لرداءة أبناء الشعب كونهم مصلحجية وخوفهم من المسؤولين كما ذكر ولصوصية القائمين على العملية الإنتخابية بحيث يعملون بخباثة وشيطنة لكي لا يصل الشيوعيين للبرلمان والحكومة..! إتفقت جزئياً مع بعض ما أشار اليه وخضت معه نقاش عميق وقد أعجبتني أفكاره ورؤاه ومعرفته الشديدة بالأحزاب الحاكمة وخططها ونواياها وإرتباطاتها وكأنه أحد كوادر الحزب الشيوعي وليس سائق تاكسي ! من المناطق الشعبية التي أثارت إعجابي هو الباب الشرجي بمطاعمه والشاي الساخن عند الأرصفة وتواجد العراقيين بكثرة وأحاديثهم الشيقة والحميمية في لقاء بعضهم لبعض وخاصة بعد وجبة الفطور وبحضور لافت لأشعة الشمس الجميلة..كنت أتمشى بفرح وإستمتاع وأنا أشاهد أبناء شعبي وأستمع الى أحاديثهم وشكاواهم لبعضهم بصوت عالي وتذمرهم من قلة الإهتمام بالخدمات العامة وإنعدام فرص العمل للجميع وعدم توفير الكهرباء وغيرها والتي يختمونها غالباً ..ب الله كريم ننتظر ونشوف لازم تنحل..وفي أحد الأيام قررت أن أزور مدينة الثورة والتي كان صدام قد أطلق عليها إسمه ثم غيرها الصدريون بعد سقوط النظام الى إسم الشهيد الصدر لكن سكانها على العموم لا زالوا يحنون الى إسمها الأول.. الثورة وهي المدينة التي خرجت من أحد بيوتها المناظلة حينما كنت مختفياً عندهم عدة شهور من ربيع عام 1979 قبل مغادرتي أرض الوطن..كان بيت الشهيد أبو زياد..جمال سلهو الذي أعدم على أيدي النظام المقبور مع رفيقه أحمد بربن أبو سلمى وهو شاب من الحلة وللأسف لم ألتقي كما كنت سابقاً بوالد ووالدة العائلة بسبب الوفاة لكني التقيت بعدد جديد من الشباب الذين ولدوا وتزوجوا بعد مغادرتي بيتهم وفي ظروف الحرب مع إيران وفي ظل الحصار على العراق وتوسعت العائلة ولم أكن قد شاهدتها أو ألتقيت بأغلبيتهم الساحقة لكنهم كانوا يعرفوني حق المعرفة وقد أطلقو إسمي على أحد أبنائهم وإسم إثنين من أخواتي على أسماء بناتهم إعتزازاً منهم بنا وبالحزب الشيوعي الذي ننتمي اليه جميعاً وتكن له هذه العائلة الإحترام الكبير ..لاحظت بألم الغرفة التي كنت أختفي بها وألتقي هنا بالشهيد جمال وعائلته المناظلة والتي ضحت كثيراً للشعب وجادت بأكبر أبناءها قرباناً له..كنت أتكلم معهم وأنا غير مصدق بأنني قد عدت من حيث خرجت قبل سنوات غابرة مرت وكأنها سراب طيف لكنني أحسست أن هؤلاء فعلاً هم أهلي وبيوت سائر الشرفاء هي بيوتنا جميعاً في وقت الشدة والمطاردة من عصابات البعث تلك الحقبة المظلمة والمخيفة وفي الجهة الأخرى من بغداد كنت ذلك الوقت أتردد على بيت الأخ حاكم كريم الكائن في الإسكان وأمضي عندهم بعض الوقت للإختفاء من أنظار السلطة وأجهزتها لكني للأسف لم أجدهم حتى هذه اللحظة وأحاول اللقاء بأي منهم في السفرات اللاحقة ..أخذت التقط عدة صور مع هذه العائلة الكريمة للذكرى بعد فراق طويل وكان حقاً لقاءً ممتعاً وحزيناً أفتقدت فيه رفيقي وصديقي الشهيد جمال الذي كانت صورته الشخصية البهية معلقة على جدار الحائط حاضرة معنا ونحن نتذكره بفخر وإعتزاز ..
في أحد الأيام قررت السفر الى مدينتي الناصرية والتي لم أزرها قبل أكثر من ثلاثة عقود خلت ولم أعد أتذكر أشياء كثيرة كانت تشكل كل كيان حياتي..إستقليت التاكسي وكنت في المقعد الأمامي وكان أحد الشباب يجلس بيني وبين السائق والذي ظهر في نهاية الرحلة إنه قد إستطاع أن يسرق بعضاً من نقودي بحيث إمتدت يده الى جيب قميصي لإنتزاع عدة أوراق نقدية حمراء من فئة الخمسة وعشرين ألف دينار وبحدود خمسة أو ستة أوراق في الوقت الذي كان فيه يوهمنا بأنه غارق في نوم عميق ! مرت بنا عدة سيطرات ولم يتكلموا بشيء لكنّ الأخيرة قرب ناحية البطحاء طلب منّا العسكر تقديم وثائقنا ولما أعطيت لأحدهم جوازي الأجنبي ضحك قائلاً : خوية آنه ما أعرف عربي عاد شلون إذا تنطيني أجنبي ..! وناوله الى زميله الذي لم يفهم منه شيء وأعاده لي بسرعة قائلاً :الله وياكم ! نزلت قبل الآخرين من التاكسي للبحث عن بيت خالي الأكبر بعد أن شخصت المنطقة حسب الورقة المكتوبة لدي وكنت أسحب حقيبتي وأسأل عنه كلما تمشيت عشرة أمتار وكان هو من شخصيات المدينة الإجتماعية المعروفة للجميع وهذا مما سهل عليّ الوصول اليهم بسرعة ووقفت أمام الباب ..لم يكن قد كتب عليه إسم الشخص أو العائلة وكانت شابة حلوة تنظر لي ولا تتكلم بشيء ! أرادت أن تدخل الى بيتهم لكني صحت بها : هل هذا بيت فلان الذي هو خالي وكان جدها ولم أعرف ذلك مسبقاً ..ضحكت بفرح قائلة : ذولة إحنة ! وأرشدتني لباب الدخول وصاحت عليهم وكان لقاءً حميمياً سكبت فيه العبرات وخاصة حينما التقيت بخالي الأكبر الذي لم أشاهدته قبل أكثر من ثلاثة عقود وقد تغيرت هيئته تماماً ومكثت عندهم أربعة ليالي وصار الجميع من الجيل الجديد أصدقائي وهم كثر والحمد لله ولكني للأسف لم أستطع معرفة عشرات الأصدقاء ولا أدري أين أجدهم وذهبت الى منطقتي في حي الإسكان ولم أتعرف على الحي ودخلت إعدادية الناصرية التي كنت طالباً بها دون معرفتي أنها هي نفسها لكن الفراش إستقبلني بعد أن تصور أنني أما مدرس جديد أو أب أحد الطلاب وعرّفته بنفسي وكم تألمت لوضع الإعدادية البائس وهيئة طلابها الذين أحاطوا بي وأدلوني على حي الإسكان الذي يقع خلفها بمسافة لا تتجاوز عدة أمتار لكني فقدت الذاكرة ولم أستطع تمييزه بسهولة ورحت أسأل أولاد الجيران عن بعض الذين أعرفهم وخاصة من الأقارب الذين تفاجئوا بقدومي وأحاطوني بالمحبة والتقدير ورفضوا مغادرة البيت فبقيت عندهم الى نهار اليوم التالي وكانوا بمثابة أهلي وفي اليوم التالي أرشدني رب الأسرة الأخ كريم وهو من عائلة رائعة قدمت عدة شهداء للوطن وهم إخوانه الخمسة وكانوا بأعمار الشباب ومنهم زوج أختي الشهيد صباح طارش..كنت معه نطرق باب عدد من الجيران ونسلم عليهم وأخيراً قلت له أين بيتنا !! ضحك قائلاً : الم تتعرف عليه للآن !! وأشار بيده الى بيتنا الذي كنّا نملكه وإستولت عليه الحكومة المقبورة بما فيه من أثاث وحتى الصور الشخصية ولم يعد لنا لحد الآن بسبب المحاصصة وسياسة الفرهود والمحسوبية والمنسوبية المستشرية في كل المحافظات ! كان الوقت مساء..كنت أرتعش وأنا أقف قبالته ولا يحق لي أن أطرق بابه أو أن أدخله أو أسأل صاحبه الحالي : من أين لك بيتنا هذا ! تذكرت تلك اللحظة أغنية فيروز ..مثل الغريب أوقفت قدام الأبواب وما حدى منهم سألني شو بكي..كان عدد من الأولاد يعرفون قصتنا المحزنة فينظرون لي بعطف ومحبة وإحترام أما آباؤهم الذين كانوا من جيلي فأخذوني بالأحضان يريدون جرّي الى بيوتهم للراحة وكنت أعتذر منهم بسبب الوقت ولأنني أريد مشاهدة المزيد من المعارف والإصدقاء وزرت بيت الشهيد وائل والتقيت بوالدته وأخواته الثلاثة والذين عرفوني بسرعة..كنت أتمشى في حي الإسكان متمنياً أن يجتمع كل سكان الحي في جلسة واحدة لكي أراهم وأتحدث معهم لساعة واحدة على الأقل ! حتى أقول أنني قد إسترجعت عمري الذي حاول النظام المقبور خنق أنفاسه بالتغريب القسري لكني للأسف قد التقيت بعدد محدود منهم بسبب ضيق الوقت لدي ونسياني بيوتهم التي كنت أتردد عليها ما عدا شارعنا الذي أتذكر بيوت أصحابه لكنهم إما ماتوا أو إرتحلوا الى مدن أخرى وكم تألمت حينما سألت إحدى الأمهات التي عرفتني بعد أن سلمت عليها وأردت معرفة إبنها الذي كان يدرس معي في المرحلة الإبتدائية لكنها أكدت لي وفاته منذ عدة سنوات خلت ! ولم أعد أسأل أحد عن شخص عزيز عليه قبل أن أعرف هل لا زال على قيد الحياة حتى لا أصدم تلك الأسرة بفقيدها ! وأنا أتجول مع خالي الأكبر في سيارته أو راجلاً في شارع الحبوبي أو غيره من شوارع الناصرية أحاول جاهداً تذكرها لكن الذاكرة كانت تخونني على الأغلب للتغيير الحاصل بها وخاصة نزول الأسواق الى الأرصفة والناس الى الشوارع وإختلاطهم بالسيارات وكانت رغبتي عارمة وأنا أجلس في المقهى بأن أرى عدد من رفاقي القدامى ومن الأصدقاء وزرت المقهى لثلاثة مرات ولم التقي إلاّ بعدد قليل جداً منهم ولا أدري أين ذهب الآخرين الذين عرفت أنهم من مرتادي هذه المقهى أو التي تقع قريباً منها ولم يتبقى لي الوقت اللازم لكي أزور مقر الحزب الشيوعي واللقاء برفاقي الأعزاء وغادرتهم وكنت حقاً أشعر بالألم وكأن جراحي الساكنة رش عليها الملح..تألمت على الذين جددت اللقاء بهم والذين لم التقي بهم وأعيش الآن في أشد مراحل الشوق لهم ولمدينتي برمتها والتي كنت ولا زلت أحملها في فؤادي أينما ذهبت..لكنها السياسة وسياسة الإقصاء والتهميش بكل أنواعه التي تلاحقنا نحن الشيوعيين في كل زمان ومكان وحتى الآن للأسف !
عدت الى بغداد محملاً بكيس من الهدايا أجبرت على أخذها من إحدى نساء محلتنا الطيبات وعائلتها المحترمة.. إستعداداً لعودتي الى بلدان الغربة الباردة في جوها وناسها..لم يتبقى لي إلاّ بضعة أيام زرت خلالها مقر اللجنة المركزية مرتين وتعرفت على عدد من الرفاق الجدد وسلمت على القدماء من الذين أعرفهم وعدت الى عدد من المناطق الشعبية والتي زرتها في هذه الرحلة أو التي لم أزرها وتمشيت لوحدي عند الصباح في حدائق أبو نؤاس ومنطقة البتاويين والكرادة والباب الشرجي وترددت كثيراً على شارع المتنبي الذي كان يخلوا من تواجد الشباب فكان أكثر الذين يجلسون في مقهى الشاهبندر هم في سن متقدمة بينما كنّا نحن في أواخر السبعينات من رواد ذلك المقهى المحبب للنفس والذي يرتاده الأدباء والكتاب والفنانين والمثقفين بشكل عام أما النساء فيمكنك أن ترى واحدة أو إثنتين على الأكثر مع زوجها أو أخيها تبحث عن كتاب ما بالوقت الذي كان هذا الشارع يعج بالشبيبة رجال ونساء وفي كل الأوقات وليس في يوم الجمعة كما هو عليه الحال الآن ! العراق عموماً تغير نحو الأسوء في كل شيء وهناك تفاوت في وضعية المدن وطراز معيشة الناس وأنا لاحظت الفروقات واضحة بين مدينة أربيل مثلاً والنجف وكأنني في دولتين حيث ترى النظافة وطراز المدينة ولباس الناس وترتيب المطاعم والشوارع والحدائق وبيع المشروبات الروحية وأماكن اللهو والطرب في أربيل بينما الأمور كانت بشكل آخر متردي في النجف وغيرها من المدن التي تراها وقد خرجت تواً من دمار سحيق..يلفها السواد والأتربة وتسمع من قريب ومن بعيد الكاسيتات الحزينة ونواح الأطفال بينما ترى الأعلام السوداء والخضراء ترفرف فوق سطوح المباني.. لكن الذي أفرحني هو مساعدة الناس لبعضهم الآخر من المتضررين أو الذين يطلق عليهم لقب المتعففين والذين تساعدهم الدولة بالقليل من أموال النفط لكن الناس أصحاب الضمائر الحية تقدم لهم مساعدات يومية وقد سمعت بأن إحدى البنات هرب والدها الى الخارج بعد أن باع نصف حصته من بيتهم وترك النصف الآخر لها ولأمها التي ماتت لاحقاً وبقيت الطالبة الجامعية دون معيل..لم تترك هكذا وقام الجيران بحملة لدعمها شهرياً يجمعون لها راتباً محدوداً لكي تواصل تعليمها وتعيش وتحفظ شرفها لكني لا أعتقد أنها ستتعين في مكان ما حينما تتخرج لأن ذلك محصور على بعض الناس وخاصة من الذين يدفعون رشاوى هائلة وبالدولار ..!!..لم أتعرف عليها شخصياً لكني ساهمت بمئة الف دينار لها وأخبرتهم بأنني يمكن أن أرسل لها مبلغاً آخر إن طلبتم مني ذلك وهناك أناس آخرين كانت لديهم قائمة بأسماء عدد من الفقراء يقومون بتوزيع الأموال عليهم كل شهر دون تدخل من الدولة وهم بالعشرات وتصل اليهم المساعدات بإنتظام..وهذا يعكس شيمة العراقي ونخوته عند الشدائد عكس ما سمعته عنهم قبل سفري من أن الناس تغيرت نحو الأسوء وتأكد لي بأن الذي معدنه جيد لا يصدأ أبداً مهما تغيرت الظروف ولمست ذلك من الكثير من الناس وفي كل المدن العراقية..كانت فعلاً رحلة ممتعة وشاقة جداً في نفس الوقت.. إنه العراق وعلى المغتربين زيارته بإنتظام والتفكير بالإستقرار فيه..ولو لاحقاً !!



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرياتي مع إتحاد الطلبة العام في الناصرية !
- هنا إذاعة صوت الشعب العراقي !
- سجل الشيوعيين العراقيين حافل بالتهميش والمضايقات !
- هل كان الشاعر بدر شاكر السياب شيوعياً !!!
- المرأة العراقية وثقل الحجاب على رأسها
- ذكريات عن معلمي الناصرية في عيدهم الأغر
- المنحرفون وعروسهم أغرقوا مدن العراق بدماء الأبرياء !
- مارياقو لا تحزن..سيبزغ الفجر..
- ما الذي حدث لأنصارالحزب الشيوعي في قرية سينا اليزيدية !
- ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي
- وأخيراً تحدث السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي
- لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !
- مئة عام على تبني النشيد الأممي في كوبنهاكن !
- قصة سليم الذي فقد كل شيء !!
- في ذكرى رحيل فنانة الشعب العراقي المبدعة زينب
- العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
- رحلة صيد مع إبني الى إحدى البحيرات.... ويا مدلولة شبقة بعمري ...
- نصب الحرية من أهم إنجازات ثورة 14 تموز
- أمي التي رسمت وجهها في مياه الفرات *
- إسبوعان في أراضي كردستان المحررة !


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - أمير أمين - دكيت بابك يا وطن وانة غريب ببابك !