أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي














المزيد.....

ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي


أمير أمين

الحوار المتمدن-العدد: 3159 - 2010 / 10 / 19 - 16:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





في تموز عام 1975 تعرفت لآول مرة على الرفيق ( أسعد لعيبي ) الذي جاءنا من البصرة الى الناصرية , زائراً ومشاركاً في حفل زواج أخي الكبير . ومنذ ذلك التموز البعيد , والذي مضت عليه ألآن أكثر من ثلاثين سنة , اصبح أسعد واحداً من أعز ألاصدقاء , وقد وطد صداقتنا تلك ,وعمق من جذروها , لقاء أخر جمعتنا فيه حفلة رائعة في مدينة البصرة , حفلة أقامتها منظمة الحزب الشيوعي العراقي في المنطقة الجنوبية , نهاية عام المرأة , أي في نفس عام لقائي ألآول به .
كان أسعد في تلك الحفلة ضمن فرقة الحزب الفنية , وقد إستقبلني بنفس تلك الحرارة التي أعرفها فيه , كان يناديني ( حبوبي ) وهي مفردة بصرية دافئة , كما عمق الصداقة أيضاً , التحايا التي كانت تصلني منه مع شقيقتي الشهيدة موناليزا , التي كانت تزور بيتهم في البصرة باستمرار, حيث تجمعها وشقيقته الكبرى مهمات رابطية وحزبية مشتركة .
حينما إشتدت الحملة ضد حزبنا من قبل النظام البعثي أواخر السبعينات ,إضطر أسعد لترك وطنه والسفر الى بيروت أواخر 1979 مروراً بدمشق , وكنت قد سبقته بحوالي شهرالى هناك , وفي بيروت سمعت من رفاقنا أنه يسأل عني , بعد أن أعطاهم إسمي وأوصافي , وألتقينا في إحد المعسكرات المخصصة للتدريب في ( الناعمة ) والتي تقع في ضواحي العاصمة بيروت . كان لقاءاً حميماً بللته الدموع والمشاعر التي لايمكن وصفها !! كان كل منا ينظر للاخر ويقول له : حمداً لله على السلامة , إذ من كان يصدق أننا سننجو مما كانت السلطة تخططه لنا من إعتقالات ومذابح !
دخلنا معاً دورة عسكرية على مختلف ألآسلحة المتوسطة , وكان ( أبو جنان ) وهو إسمه الحركي الذي عرف فيه في بيروت , نموذجاً للنشاط والحماس , يتميز بالطيبة والتسامح , ويشعر ان جميع الرفاق إخوته وأهله , أولئك الذين تركهم في الوطن ! وكنت من أقرب الرفاق اليه , إذ كان يعاملني بمودة وإحترام كبيرين .
وحين أنهينا الدورة العسكرية بنجاح معاً ,إنتقلنا الى منطقة البقاع ومكثنا وقتا في قرية ( عين عرب ) الجميلة .
وفي الذكرى الثانية والستين لثورة أكتوبر الاشتراكية ,أقمنا عدة نشاطات , كان من بينها معرض فني جميل للرفيق الرسام أسعد, الذي أذهل بلوحاته المعبرة عن معاناة وآلام الوطن.كل من شاهده من العراقيين ومن مقاتلي الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين , والتي كنا في ضيافتها حينذاك.
في نهاية تشرين الثاني من نفس العام , جرى ترشيحي مع مجموعة من الرفاق للالتحاق بفصائل الانصار في كردستان العراق .
وودعت الشهيد أسعد الذي بكى على كتفي كطفل مكرراً نفس مفردته البصراوية المحببة : حبوبي راح أجي وراكم !! قلت له وأنا متأثر لوداعه ودموعه : سوف ننتظركم جميعاً بالتأكيد! ومرت ألآيام وألأشهر, وسقطت ثلوج كثيفة تلك السنة , وأزاحتها أمطار نيسان وأيار عام 1980 , وجاء الى كردستان عدد من الرفاق , ملتحقين بصفوف الانصار , ولم أرى بينهم رفيقي وصديقي أسعد ....
وفي إحدى ليالي خريف ذلك العام , كنت أنصت في تلك الليلة الباردة للراديو الصغير , الذي لا يفارقني , وكانت المحطة هي إذاعة صوت العراق , لم أصدق وأنا أنصت للمذيع وهو يتلو بياناً صادراً من اللجنة المركزية لحزبنا وهي تدين الجريمة البشعة , التي قام بها نفر من ازلام السفارة العراقية في بيروت , والتي إستهدفت حياة الفتى الشيوعي الباسل أسعد لعيبي , وكان ذلك في التاسع عشر من أكتوبر 1980 , أي في مثل هذا اليوم ....لم أكن أريد أن أصدق , أن فتى واعدأً وجميلاً ونبيلاً كأسعد يمكن أن يغيب الى ألآبد , لقد حزنت كثيراً لخسارته , وقد عرفت من الرفاق الذين وصلوا الى كردستان لاحقاً أن الحزب الغى مسألة إرساله الى كردستان , ورشحه لزمالة دراسية في الاتحاد السوفيتي , وكان الشهيد يهيء نفسه للسفر ,عندما فاجئه الفاشيون بجريمة الاغتيال تلك !!....
الشهيد أسعد لعيبي من مواليد البصرة عام 1956 , كان بالاضافة لالتزامه الحزبي العالي وإنتسابه لعائلة شيوعية في البصرة , كان رساماً واعدا , كرس العديد من لوحاته لمعاناة شعبه والام وطنه ......دفن الشهيد ( ابو جنان ) في مقبرة الشهداء في بيروت , وحزن لوداعه المئات من رفاقه العراقيين والفلسطينيين وغيرهم , واليوم إذ تمر الذكرى الخامسة والعشرون على جريمة إغتياله الدنيئة , فأن نفسه الابية لتشعر بالاطمئنان والراحة وهي ترى أن رأس النظام الفاشي , ومجموعة من زبانيته وأزلامه , وهم يقبعون كالجرذان في قفص محكمة الشعب العراقي التي تقاضيهم على جرائمهم وبشاعاتهم , وستنزل بهم العقاب العادل الذي يستحقونه!!
المجد والخلود للشهيد البطل الفان التشكيلي أسعد لعيبي
ولكل شهداء حزبنا وشعبنا أؤلئك الذين وهبوا أرواحهم من اجل أن نصل الى اليوم الذي نرى فيه صدام جسين وهو يرتجف مرعوباً في قفص الاتهام !
الخزي والعار للقتلة المجرمين .
ملاحظة ..لقد كتبت هذا الموضوع في ذكرى إستشهاد الفنان أسعد لعيبي والتي تصادف اليوم ذكراه الثلاثين..أتمنى أحياء ذكراه اليوم من قبل رفاقه وأصدقاءه ومعارفه



#أمير_أمين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وأخيراً تحدث السكرتير الأول السابق للحزب الشيوعي العراقي
- لا تغرس مسماراً في الحائط..القي السترة فوق الكرسي !
- مئة عام على تبني النشيد الأممي في كوبنهاكن !
- قصة سليم الذي فقد كل شيء !!
- في ذكرى رحيل فنانة الشعب العراقي المبدعة زينب
- العجلة في إجراء الإنتخابات تولد وليداً مشوهاً !
- رحلة صيد مع إبني الى إحدى البحيرات.... ويا مدلولة شبقة بعمري ...
- نصب الحرية من أهم إنجازات ثورة 14 تموز
- أمي التي رسمت وجهها في مياه الفرات *
- إسبوعان في أراضي كردستان المحررة !
- ثلاثون عام على الحملة والإختفاء ومغادرة الوطن !
- الشيوعيون يعودون الى وطنهم في نفس العام
- كيف ننتشل الطلبة والشبيبة من واقعهم المزري في العراق ؟
- أوبريت جذور الماء في الناصرية
- مسرحية الحواجز..البداية التي لم تكتمل !
- حكاية البقرة والضفدعة في قراءة الصف الثاني إبتدائي !
- ربع قرن على إستشهاد ..سحر بنت الحزب
- بمناسبة الذكرى الخامسة والعشرين لرحيل الشهيد ( أبو الندى ) و ...
- في أربعينية الفقيد الخال بدري عرب !
- عمي جوعان يحب الحرس القومي !!!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أمير أمين - ربع قرن على إستشهاد الرفيق أسعد لعيبي