أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - دروس في التاريخ














المزيد.....

دروس في التاريخ


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3335 - 2011 / 4 / 13 - 22:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يعيد التاريخ نفسه للمرة الألف ربما.. لكن الدروس والعبر تمر قطرة ماء في مجرى نهر هادر.. او غيمة تبددها الريح.
هاهي قوات الغرب التي تتحالف وقت ما تشاء وتنسحب متى ما تشاء. تضرب ليبيا لردع القذافي وجيشه من التقدم نحو بنغازي التي أعلنوها منطقة ممنوعة الطيران(free zone). كما حصل لشمال العراق في التسعينات من القرن الماضي! فتعيد سيناريو تدمير العراق لتخليصه من صدام.. ولو تابعنا مسار الوضع السياسي نراه متشابها، فهم من وقف مع القادة الدكتاتوريين وباعوهم شتى الأسلحة وجعلوا تلك البلدان سوقا ومختبرا لتجاربهم العسكرية.. ومن تتبع أخبار القصف لمدن ليبيا، نرى ان سيناريو ضرب العراق يتكرر هناك مع بعض التغييرات الطفيفة. كما في سرقة بعض الكتاب لمقالات من الانترنت فيغيرون جملة من هنا، و كلمة من هناك مع تغيير العنوان وينشروه باسمهم، بل وتدفع لهم الصحف التي تنشر لهم مقابل سرقة جهد الاخر.
فهاهي قوات التحالف او الناتو تلوي عنق التاريخ ليعيد ذلك الدرس، فتقتل الثوار الليبيين (خطأ)! وتقصف المدن والطرق التي يحاول الثوار او الهاربين من المدنيين اتخاذها. فيتزايد عدد الضحايا الأبرياء من المدنيين، مع التخريب المهول الذي يحصل بالمدن على كافة الأصعدة. وهذا ما فعلوه في العراق إبان حرب (التحرير)! التي مازال الشعب العراقي يدفع الثمن غاليا لها الى اليوم.
بل نرى أن كلما شدوا العزم للرحيل تتصاعد عمليات القتل والتفجيرات في شوارع بغداد ومدن العراق خاصة موصل والرمادي! من قبل من يسمون أنفسهم مقاومة مما يدفع للتساؤل، اذا كانت التفجيرات والتخريب هو من اجل إخراج العدو، القوات الأمريكية! لماذا إذن تصاعد عمليات التفجير وقتل الأبرياء كلما أعلنوا عن قرب رحيلهم النهائي!؟ هل هم (قوات الاحتلال) من يقوم بتلك التفجيرات؟ أم إن المقاومة (الشريفة) متحالفة معهم لإعطائهم الحجة والسبب للبقاء كما فعل قائدهم من قبل.
كل دروس التاريخ مرت هباءا منثورا ولم يستفد منها لا الثوار ولا القائد.. كان الأجدر بالثوار الليبيين أن لا يعيدوا خطأ المعارضة العراقية التي سلمت قيادها لواشنطن، فكانت الحصيلة الكثير من الفوضى وآلاف القتلى وتخريب شامل لكل مناحي الحياة! ويستفيدوا من درس شعب مصر الذي أعلن منذ بداية انتفاضته أنه لا يريد تدخل أمريكا أو غيرها، وحافظوا على سلمية انتفاضتهم.
ولا القائد القذافي اتخذ من دروس القادة الدكتاتوريين ممن سبقوه وتعلم منهم الدرس، فإصراره على الكرسي على حساب شعبه سيجره الى تدمير البلد وتدميره هو معنويا وجسديا. كما حصل للقائد (الضرورة)! ولم يتعلم الدرس من مبارك الذي أنقذ مصر وشعب مصر بتنحيه عن السلطة خلال أسبوعين من الانتفاضة.

ولم يتعلموا من درس الافغان، أليس هم من ابتدع عناصر الطالبان لوأد جمهورية أفغانستان الوليدة؟ ومن خلالهم عرفوا زواغير وكهوف البلد المتخلف ذاك، الذي تسرع بقلب النظام الملكي دون ان يحسب حساب حجم الجهل والتخلف الذي استخدمته أمريكا كسلاح فعال وقد غسلت ادمغة من سمتهم (المجاهدين) بالمال الذي لم يروه من قبل وبالسلاح الذي حلموا باقتنائه، فجندتهم ليحاربوا بلدهم وناسهم ويدمروا مدنهم تحت اسم (الجهاد).
من ثم استخدمت هؤلاء المجاهدين لتشويه الإسلام، وقد صاروا ارهابيين، وليكونوا الأرنب الدمية التي تربط بحبل ليتوهم كلاب السباق بملاحقتها! هكذا استخدمتهم لاحتلال بلدان وضرب أخرى.

ومن ثم وجدوا بصدام ضالتهم، فاستخدموه على أفضل وجه لتنفيذ خططهم باحتلال المنطقة بطريقة شبه مشروعة دوليا.. والشرعية طبعا تأتي من الأمم المتحدة التي ماهي الا مكتب آخر بيد الغرب.. ليشرع لهم حروبهم مرة ودعمهم لإسرائيل بأخرى! فكم من مرة ضربوا قرارات تلك المنظمة بعرض الحائط، خاصة فيما يخص العقوبات ضد إسرائيل وسياستها العدوانية، حتى لو كانت تلك العقوبات مجرد دغدغة!؟
ولم ننسى درس ايران. أليس هم من دعم الشاه وجعلوا منه شرطي الخليج؟ من ثم رفضوا حتى استقباله كلاجئ، لأنه صرح يوما أن يستخدم نفطه لتنمية بلاده قبل بيعه للغرب!؟ بينما اليوم لا يجرئوا على ضرب إيران مهما كثرت الحجج، من التي اتخذوها سببا لاحتلال دول وضرب أخرى، مثل صناعتهم لأسلحة الدمار الشامل! قمعهم للشعب الايراني بقتل المتظاهرين! تهديدهم المتواصل لإسرائيل! تدخلهم السافر بشؤون الخليج والعراق وتصدير الإرهاب والجهل لشعوب تلك الدول تحت غطاء الدين مرة ومحاربة إسرائيل بأخرى! مع ذلك لم تحرك أمريكا ولا حلفائها ساكنا!.
فمن يتحمل تبعات ما ينتظره الشعب الليبي الصغير؟ من تقسيم وقتل وتردي سياسي واقتصادي بعد ان كان يتمتع بخيرات النفط المصدر الوحيد الاقتصادي لهم. ليس هناك غير العقيد، الذي لم يتعلم الدرس من نظيره القائد البائد! فكلاهما لم يفكر أن يستخدم أموال الشعب بإنشاء مصانع او معامل تجعل البلد مكتفي ذاتيا. بل كلاهما بدد اموال الشعب وجعل البلد سوق للسلع الاستهلاكية حتى البسيطة منها، وسوقا كبيرة للأسلحة التي يصنعها الغرب ذاته. مع الفارق أن احدهما استخدم أموال الشعب في حروب لم تخدم غير تجار السلاح، وجعلته ثابتا بالكرسي معتقدا انه خالد ابدي!
بينما الآخر استخدم أموال الشعب لمناصرة بعض الفئات لشراءهم ليُتخذ ذلك حجة لمعاداته . الفارق الآخر أن القذافي ابتدع النهر (العظيم) بينما القائد البائد، جفف الأهوار أهم مصدر مائي لسكان تلك المنطقة من جنوب العراق.
وكلاهما تمسك بعروة الكرسي لآخر رمق للشعب. كلاهما استخدم القوة والسلاح الذي اشتراه من الغرب لقمع شعبه وقتلهم.. ليعطي الغرب الحجة الكبيرة ليلبسوا جبة الإنسانية ليشنوا الهجوم عليه جوا وبحرا وبرا ليدمروا تلك الأسلحة التي دفع ثمنها غاليا من أموال الشعب الليبي، وليقتلوا قواته وليعرضوا البلد للتشتت والتدمير كما حصل في العراق وليعرضوه هو للذل والإهانة.
هل سيعي القادة العرب الآخرين تلك الدروس؟ فالتاريخ ما فتأ يعيد نفسه مرات ومرات، لعل البعض ممن فاتهم الدرس الأول يستوعب الثاني أو الثالث! أم لابد لهم من دروس خصوصية ليستوعبوا الدرس؟.



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حراشف و.. درر
- الفساد الاداري في الواق واق!
- بلا صمت
- أواخر أيام الرئيس
- الأكراد..ومأساة كركوك
- الثورة الخضراء
- الوزارات العراقية بين التخصص والأداء
- العراق يصيح (أدير العين ما عندي حبايب)
- فارس يرحل وتبقى الكلمة
- زمننا المترهل وزمانهم..!
- حماية الدين بفصله عن الدولة
- بن لادن وتيري جونز
- ثورة الكهرباء
- على ضفاف المونديال
- البرلمان المعلق!
- من فشل في الانتخابات العراقية؟
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابتسام يوسف الطاهر - دروس في التاريخ