أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الحاكم الطاغية














المزيد.....

الحاكم الطاغية


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3334 - 2011 / 4 / 12 - 01:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ابتلانا الله في كثير من الأمور ليرى مقدار تحملنا وصبرنا على البلاء ، والصابرون لهم أجر عند ربهم .

ابتلانا بالفقر والمرض والجوع والجهل والمرض ، ورغم ذلك نحن صابرين ، بعضنا صابر ينال الأجر والثواب من الله ، والبعض صابر مكرها لأنه ليس بيده حيلة ، ولكن لحكمة أرادها الله تم ابتلائنا بحكامنا الطغاة ، ونحن ـ كشعوب ـ ساهمنا على زيادة هذه البلوى والمصيبة التي حاقت بنا .

من المفروض أن الحاكم هو مخلوق وهبه الله العقل وبعض السمات الشخصية التي أهلته ليكون حاكما وعلى قمة هرم الدولة ليحكم بين الناس بالعدل ويعمل على نشر المحبة وإسعاد الناس.

إلا أن الله سبحانه وتعالى يسر لنا ـ من فضله ـ بعض الحكام ولم يوهبهم أي ميزات تختلف عن الآخرين وبعض منهم يتسم بالغباء والبلاهة ولكنه يجد أناس على شاكلته يناصرونه ويعملون على تحويل الغباء والبلاهة إلى ذكاء وعبقرية ، فيصبح الحاكم هو الأول في كل شيء ، هو المعلم الأول والمفكر الأول والسياسي والرياضي والمثقف ... الخ الأول ، ولم يكتف بعض حكامنا بصفات الغباء والبلاهة بل أضافوا لأنفسهم صفة الإجرام والقتل وأصبحوا الحكام الطغاة ،

وهذا ما فسره ( أرسطو ) حول الطغاة فقال : الحاكم يحكم حكما مطلقا بلا رقيب أو حسيب ولا مسؤولية من أي نوع ، إنه السيد الأوحد الذي يحكم لمصالحه الشخصية ولأهدافه الخاصة وحدها ، ولا يكترث لشيء ، إنه حكما بالإكراه واغتصاب للسلطة دون وجه حق ويسخر كل شيء لإرادته ورغباته ( وهو لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ) .

والحاكم الطاغية لا يثق بشعبه ولهذا يعمل على تدمير روح الشعب وزرع بذور الفتنة والشك ويوصلهم لمرحلة من العجز عن فعل شيء ويعودهم على الذل والهوان والعيش بلا كرامة ، ويقضي على كل أصحاب العقول والمفكرين والمثقفين ، كما يعمل على تجنيد جواسيس لجمع المعلومات عن شعبه ومحاولة إغراء بعض النفوس الذليلة لنشر الفساد والخلاف بين أفراد الشعب .

والأمر المهم لعمل الحاكم الطاغية هي محاولاته إفقار شعبه وفرض الضرائب التي تثقل كاهلهم حتى ينشغل الناس بالبحث عن قوت يومهم فلا يجدون الوقت للتأمر عليه ، كما ويعمد الحاكم الطاغية إلى محاولات إشعال الحروب وافتعال المشاكل مع الدول المجاورة لضمان المزيد من انشغال الشعب ـ وشعار الحاكم الطاغية ـ إن جميع الشعب يودون الإطاحة بي ـ ولهذا نجد الحاكم الطاغية يختار الفاسدين ليكونوا عونا له لأنهم عبيد النفاق والتملق والمداهنة ، والحاكم الطاغية يكره الرجل صاحب الكرامة والشرف والسمعة الطيبة لأنه سيزاحمه في هذه الصفات ، فالحاكم الطاغية هو صاحب الشرف والكرامة وإن امتلاك غيره لهذه الصفات هو اعتداء على شخص الحاكم .

كما ويصف ( أرسطو ) طغيان الحكام الشرقيين بأنه نموذج حقيقي للطغيان وهذا ما يؤكده الأوربيون عندما يشتمون حاكما لديهم يصفونه بأنه أقرب إلى ( الطاغية الشرقي ) فالحاكم الطاغية الشرقي يعامل شعبه معاملة السيد للعبيد ، وكما قال ( هيغل ) إن الشرقيين كانوا جميعا عبيد للحاكم الذي ظل هو وحده الرجل الحر في الدولة .

زين العبدين بن علي كان الأول والأخر والظاهر والباطن والشرف والكرامة، وبقدرة الله والشعب الثائر أصبح شين العابدين وكل ما تحمله صفات الذل والهوان والخسة والاحتقار.

وفرعون مصر مبارك الذي كان كثير من الشعب المصري يسبح بحمده ها هو مطلوب للعدالة على جرائمه وما زال يتجرع كأس الذل والانكسار ، وبعده ملك ملوك إفريقيا وإمام المسلمين والمفكر ألأممي ، وبعده من يدعي أنه موحد اليمن ... الخ والمسبحة قد انفرط عقدها .

ابتلانا الله بطغاة وأمرنا أن نغيرهم ، ولا يطمئن أي حاكم أنه بمأمن من شعبه وإن قرأ أو سمع أو شاهد أن لديه مؤيدين وموالين له فلا يثق بمن يزين له هذه التفاهات من الموالاة والمؤيدين لأنها لا تنبع من قلب ووجدان شعبه وليعلم أنهم مكرهون على ذلك ....

وكل سقوط طاغية والشعب العربي بألف ألف خير



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلالة الملك الشعب يريد سماعك
- أنا الحاكم النائم
- أمن الدولة والمخابرات ،،، أجهزة إجرام وانتهاكات
- انتماء قهري
- مولانا الحاكم ( جل جلالك ولك الأسماء الحسنى )
- لن أعلق صورة الحاكم في بيتي
- القذافي و( مهشة ) الذباب
- وانتصر الجيش على الشعب !!!
- مهزلة مسيرات تأييد أنظمة الحكم
- استنتاجات في غباء الحكومات


المزيد.....




- ما هي القاذفة الأمريكية الشبح -بي-2- التي تعول عليها إسرائيل ...
- رئيس الأركان الإسرائيلي: دمرنا نصف منصات إطلاق الصواريخ الإي ...
- تحمل اسم -باقري-.. العثور على حطام مُسيّرة إيرانية في جنوب ...
- إسرائيل.. حريق هائل وإصابات في استهداف صاروخي إيراني لمدينة ...
- فيديوهات الذكاء الاصطناعي تتنبأ بحرب عالمية ثالثة بطريقة ساخ ...
- إسرائيليون يفرون من القصف إلى الخارج عبر الأراضي المصرية
- الإعلامي السوري موسى العمر يعلن عن استثمارات ضخمة في جبل قاس ...
- حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة ...
- خبير عسكري: إيران تستخدم صواريخ نوعية ومتطورة يصعب اعتراضها ...
- تمارين القوة.. سلاح ذكي لوقف زيادة الوزن المصاحبة لانقطاع ال ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - الحاكم الطاغية