أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - انتماء قهري














المزيد.....

انتماء قهري


عمر قاسم أسعد

الحوار المتمدن-العدد: 3296 - 2011 / 3 / 5 - 00:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


نولد وفي داخلنا فطرة الانتماء الى المكان الذي ولدنا به .. ويكبرفينا الانتماء ويتعمق من خلال ممارسات المحيطين بنا سواء الاسرة أو الاقران أو سلوكات مختلفة تمر بنا في مسيرة حياتنا ، وندرك بعد مضي الوقت أن هذه الفطرة كانت وهم ولد معنا ونحن ما زلنا نعيش هذا الوهم ، ونحاول جاهدين أن نجعل هذا الوهم حقيقة من خلال ممارساتنا اليومية مع انفسنا ومع المحيطين بنا نحاول جاهدين أن نستمر قدما ونعمق الانتماء فينا إلا أننا تصطدم بواقع مؤلم ، نصطدم بحواجز من اليأس والاحباط والقهر والظلم ، كل فرد منا يتمنى أن يحقق الانتماء ،، ولكن لمن ؟؟؟ ما الذي يستحق أن ننتمى له ؟؟؟ ربما في لحظة يأس نفقد الانتماء حتى لأنفسنا ، عندما يكون الانسان (( أنا )) فإنه ينتمي للأنا ، فليكن انتمائنا جميعا للأنا وهذا حق مشروع لكل فرد ، ورغم ذلك يفقد الانتماء معناه الحقيقي وجوهره ومضمونه لأن ( الأنا ) ستعزل – مجبرة – نفسها عما حولها لضمان استمراريتها . وهذا لن يجدي .

اذن نبحث عن انتماء اخر يحقق ( للأنا ) ديمومتها ، ننتمي الى أسرتنا ، نشعر بشئ من الأمان والطمأنينة ، تكون الأنا جزء من أنت وهو ونحن وربما تتنازل الأنا لأشخاص أخرين ومع ذلك نبحث أيضا عن دوائر انتماء اخرى نحاول الانتماء لمجتمعنا . تتوسع دوائر الانتماء شيئا فشيئا لتحقيق التوازن الداخلي للأنا من خلال انتمائها لعناصر أخرى خارجة عن ذاتها ولكنها مرتبطة بها بشكل أو بأخر , لا بد أننا سنصل الى دائرة في غاية الاهمية لتمكين وجودنا ألا وهي دائرة الانتماء للوطن . كيف يتحقق هذا الانتماء ؟ كيف سنصل الى مرحلة نضحى بذاتنا لتحقيق مصالح وطننا .

الكل يتمنى أن يكون منتمي لوطنه انتماء فطري غريزي .انتماء ينبع من الداخل . أنا ادرك تماما أن كل إنسان يتمنى أن يكون منتمي لوطنه بكل معاني الانتماء الحقيقي. لقد فقدنا هذا المضمون وهذا الجوهر ، نحن ما زلنا نعيش الوهم ونعيش الانتماء الزائف وما زال الاخرون يزاودون بانتمائهم الزائف لعل كل واحد سئل نفسه عن السبب الدي أجبرنا على أن نمارس الانتماء الزائف أمام الاخرين وفي داخلنا ما زلنا نلعن ... . الممارسات اليومية التي نعيشها معظمها زائف مخادع .. نصل الى قناعة حقيقية _ لا يمكن أن ينكرها عاقل _ الانتماء الذي نمارسه لا بد له من مقابل ، أنا انتمي لعملي وأبذل كل جهد ممكن – بقناعتي أو غير ذلك – ولكن في النهاية أنا منتمي لعملي لأن هناك مقابل وهو الأجر المادي الذي اتقاضاه مقابل انتمائي وعندما لا اتقاضى مقابل لا اقدم انتماء ، اذن هذا انتماء زائف مبني على مدى ارتباطي وتحقيق مصالحي .

وبقدر ما أحقق مصالحي ازداد ارتباطا وانتماء والعكس كذلك ،الانتماء والارتباط مساوي لما احققه لذاتي ، نحن نعيش ونعمل في بلد ما ندفع ما نملكه ضرائب بأشكالها المختلفة انا مواطن في بلد ما اتعرض للقمع والظلم والقهر أنا مواطن في بلد ما لا استطبع ان اعلم اولادي في المدارس والجامعات انا مواطن يمتص دمي تحت كثير من المسميات. أنا مواطن من الدرجة العاشرة في بلد ما ، لمن أنتمي ؟؟؟ لقد فقدت الانتماء حتى ( للأنا ) خاصتي لأني في النهاية اشعر اني لست أنا ... فقدت ذاتي وكرامتي وحريتي .. ولعل الأمر الذي يدعو للسخرية أن تلصق بك تهمة عدم الانتماء من أناس عاثوا فسادا ونهبوا الوطن وثرواته .

الفساد أصبح يحتل حيزا كبيرا من ذاتهم _ علميا ثبت أن ثلثا جسم الأنسان ماء _ وأنا أثبت أن بعض الأشخاص ثلاثة أثلاثهم فساد ونهب وسرقة . إنهم يسرقون مني عنوة وبلطجة ، لمن يكون الانتماء ؟ لمن أنتمي ؟ نحن نعيش الانتماء للأشخاص . حقق لي مصالحي أنتمي إليك أضحي لأجلك . وإذا كان هناك شخص غيرك حقق لي مصالح اكثر تحول الانتماء له وهكذا ... لا قدر الله اذا حصل في بلد ما شيئا يتهدد أمنها واستقرارها ... من الذي سيحميها ؟ . لا أعتقد أن الفاسيدين والسارقين سيفعلون ذلك لأنهم أول من يتخلى عن بلده . من سيبقى ؟ وحدهم المواطنون من الدرجة العاشرة ، وحدهم من تستيقظ بهم فطرة الانتماء الحقيقي . وحدهم من سيتحول الانتماء لديهم حقيقيا خالصا . التاريخ أثبت ذلك ـ وما حدث في بعض الدول العربية أخيرا واقع عشناه جميعا ، كان الشعب ينتمي لأشخاص وليس للوطن .

وعندما ذهب الاشخاص ذهب معهم الانتماء وما زال الناس يلعنون عهدهم البائد ويطاردون بقيتهم ، هل ما زلنا نعيش انتماء قهريا أجبرنا على ممارسته خوفا وطمعا ؟ ما زال المواطن العربي يعيش الانتماء القهري خوفا من سلطة الحاكم وادوات قمعه ، انتماء قهري لتأمين لقمة العيش لأولاده ، انتماء قهري عسى أن يحقق جزءا صغيرا من حقوقه وما زال المواطن العربي ... يلعن .... ، مع كل قطرة ماء يشربها يلعن ، مع كل ذرة هواء يتنشقها يلعن عندما ينال المواطن حقوقه ويعيش بكرامة ، سيتعلم أن يرفع رأسه ويمارس الانتماء أنه يريد ذلك..



#عمر_قاسم_أسعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مولانا الحاكم ( جل جلالك ولك الأسماء الحسنى )
- لن أعلق صورة الحاكم في بيتي
- القذافي و( مهشة ) الذباب
- وانتصر الجيش على الشعب !!!
- مهزلة مسيرات تأييد أنظمة الحكم
- استنتاجات في غباء الحكومات


المزيد.....




- الجدل يعود حول قانون الإيجار القديم بعد التصديق الرئاسي على ...
- ورقة براك: هل تقايض واشنطن سلاح حزب الله بمستقبل لبنان؟
- عشرات الضحايا إثر غرق قارب مهاجرين أفارقة قبالة سواحل اليمن ...
- إيران تعتقل 3 مشتبهين في ارتباطهم بـ-مجاهدي خلق-
- لبنان: هل الدولة قادرة على نزع سلاح حزب الله؟ وهل الحزب مستع ...
- إصابة ضابط إسرائيلي جنوب قطاع غزة
- طابور المساعدات انتهى بإعاقة أيمن ونقله لخيمة مهجورة بغزة
- 8 شهداء جراء التجويع بغزة ومقرر أممي يتهم إسرائيل بارتكاب إب ...
- صدام علني بين الجيش الإسرائيلي وحكومة نتنياهو بشأن احتلال غز ...
- هل فلسطين دولة؟ وماذا لو قالت الدول إنها كذلك؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عمر قاسم أسعد - انتماء قهري