أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف














المزيد.....

كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف


محمد عادل زكى

الحوار المتمدن-العدد: 3332 - 2011 / 4 / 10 - 18:17
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


عادة ما يتم تقديم "التخلف" من قِِِبل النظرية الرسمية التى تدرس فى الجامعات، ومن ثم، من قِِِبل المنتظمات الدولية المعنية، والتى لا يستغنى رأس المال عن خدماتها إطلاقاًً، على أساس من ترادفه، أى التخلف، مع الفقر والجوع والمرض، فالبلد المتخلف هو البلد الفقير، والمريض والجائع شعبه، ويُُجند فى سبيل ترسيخ هذا المفهوم كماًً مهولاًً من الأرقام والبيانات والمعادلات، التى تدفع المرء أحياناًً للتساؤل عن ما الذى تبحث عنه كُُُُل تلك الأرقام على وجه الدقة !! وتثير فى نفس الوقت الدهشة لتجاهلها من قبل النظرية الرسمية!!
وبمفهوم المخالفة، تُُُرتب النظرية الرسمية (وصندوق النقد الدولى(3)تحديداًً) على إعتبار الجوع مرادفاًً للفقر والجوع والمرض . . . إلخ، نتيجة تعتبرها منطقية بالنسبة للمقدمات التى تبدأ منها، وهى أن التقدم هو: الغنى والشبع والصحة . . . إلخ. ومن ثم وجب البحث عن أسباب هذا الغنى والشبع والصحة!! وهذا هو بالتحديد ما يبحث عنه صندوق النقد الدولى من أجل رخاء الشعوب!!
فمن جهة أولى، فإنه وبعد جهد جهيد من قبل الصندوق والمزيد من الأبحاث والدراسات الدائرة فى فلك النظرية الجامعية الرسمية، فقد توصل كُُل من الصندوق والأساتذة الباحثين إلى الإكسير المسبب للغنى والشبع والصحة، هذا الإكسير ببساطة تم إستخلاصه بمنطق غاية فى السلاسة والوضوح؛ فطالما الدول الغنية غنية والمتقدمة متقدمة؛ فلننظر إلى ما تفعله تلك الدولة كى تفعله الدول البائسة الأخرى لكى تصبح مثلها!! والنتيجة الأكثر منطقية لدى الصندوق، والنظرية الرسمية هى: تطبيق نفس النظم الإقتصادية السائدة فى الدول المتقدمة، والتى من ركائزها: تحرير الإقتصاد ووحدات النقود، وكف يد الدولة، وبيع العام للخاص، وفتح الحدود وتسريح العمال، والإنخراط اللامحدود فى المعاهدات الدولية الملزمة بكُُل ذلك. هكذا يتم تقديم "التخلف"، وهكذا يتم تقديم "التنمية والتقدم" ، على الرغم من أن الأجزاء المتقدمة نفسها لا تقوم بإتخاذ مثل تلك التدابير، المفرطة والهزلية أحياناًً، التى يفرضها الصندوق على الأجزاء المتخلفة كى تلحق بالمتقدمة.
ومن جهة ثانية، لا تتعامل النظرية الرسمية مع التخلف، كظاهرة إجتماعية، ليست وليدة اللحظة أو تحدث مصادفة، إذ أن النظرية الرسمية لا تتمكن من فهم التخلف كظاهرة مركبة تشكلت تاريخياًً، وأسهمت فى صياغتها وتحديدها بالشكل التى عليه عوامل ومؤثرات شتى، وبدلاًً من الإنطلاق من القوانين الموضوعية التى حكمت نشؤ، وتطور التخلف عبر الزمن، تذهب النظرية المهيمنة إلى إعتبار التخلف ظاهرة لحظية لعبت الصدفة دور البطولة فى إيجادها بداخل المجتمع.
الوجهتان لا يمكن التسليم بهما، إذ لا يمكن التسليم بوجوب إتباع نظام السوق من أجل دفع التنمية، كما لا يستساغ إبداًً إعتبار التخلف ظاهرة لحظية، وليكن، على سبيل المثال، المجتمع المصرى وتخلفه الإقتصادى، بإختصار، محل النظر؛ لنفى صحة المقدمات، التى تبدأ، ومن ثم النتائج، التى تنتهى إليها النظرية المهيمنة.



#محمد_عادل_زكى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (فى التناقض) لماو تسى تونج
- أمثلة على أزمة فهم الأزمة
- الشركات الإمبريالية
- تراث البله
- االإقتصاد السياسى هو علم فائض القيمة
- بصدد 25 يناير
- خواطر وأفكار أستاذنا العلامة محمد دويدار(الجزء الثانى)
- خواطر وأفكار أستاذنا العلامة محمد دويدار
- الإقتصاد السياسى كعلم إجتماعى
- الإقتصاد المصرى والإقتصاد الإسرائيلى، فى أرقام
- القيمة لدى ادم سميث
- التحريف تخريبا وتخريفا
- الشرايين المفتوحة لأمريكا اللاتينية، إهداء من تشافيز إلى أوب ...
- فنزويلا كما صورها جاليانو
- فنزويلا ليست إيران
- كولومبوس وفجر العالم الرأسمالى
- شبح يخيم على أوروبا/ رفائيل ألبرتى
- عالمية العلاقات الإقتصادية لدى روزا لوكسمبورج
- أدم سميث
- خواطر حول أرسطو وقانون القيمة


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - محمد عادل زكى - كيف تنظر النظرية الرسمية إلى التخلف