أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الملكية التنفيدية ودولة المخزن ( الحرايمية )















المزيد.....

الملكية التنفيدية ودولة المخزن ( الحرايمية )


محمد بودواهي

الحوار المتمدن-العدد: 3329 - 2011 / 4 / 7 - 19:48
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


هكدا هي سياسة المخزن مند أن وجد فوق هده الأرض الطيبة بعد أن تم طرده من الأندلس شر طردة . تسلط واستبداد في الحكم في أوقات الجزر والترجعات النضالية وانكماش حركات التحرر الشعبية ، وكدب وتحايل ومناورات بل وحتى مساومات خبيثة في فترات المد النضالي الشعبي التي تكون فيها حركات الشارع في أوجها . فعندما تفشل كل محاولات الاحتواء وتتوارى عن الأنظار كل مظاهر الرضى والخنوع في صفوف الجماهير وتتحول إلى غضب شعبي جامح وإلى سخط عارم قد تكون نتائجه غير حميدة العواقب فتأتي على الأخضر واليابس ، وتقلب كل موازين القوى رأسا على عقب ، وتجعل السلطة المخزنية قاب قوسين أو أدنى من السقوط ، تلجأ هده الأخيرة إلى أساليب الخيانة والغدر المتمثلة في استنجاد أسيادها الإمبرياليين من فرنسا وأمريكا وغيرهم ليقدموا لها يد العون في الحماية من أي انهيار محتمل مقابل الاستفادة من كل التنازلات السياسية والإمتيازات الاقتصادية ومقابل التبعية لكل الدوائر الرأسمالية العالمية وبأرخص الأثمان .
هكدا حصل طوال فترات الصراع بين نظام المخزن وما كان يسمى بنظام ( السيبة ) لمدة قرون . وفي بداية القرن 20 عندما وصل الجيش الشعبي للنظام الكونفدرالي القبلي الديموقراطي إلى تخوم العاصمة المخزنية فاس في إطار حرب شعبية من أجل الحرية والكرامة والديموقراطية ، لجأ رجال المخزن وحكام الدولة المخزنية التيوقراطية المستبدة إلى مطالبة الدول الغربية بالتدخل لحمايتهم وحماية نظامهم السياسي الفاسد والمتعفن وهو ما أدى إلى فتح أبولب المغرب عل مصراعيها أمام الاستعمار سنة 1912 .
وعندما حصل المغرب على استقلاله الشكلي سنة 1956 وبدأت جماهير الشعب تتحرك لقطع الطريق أمام حزب الإستقلال الشوفيني العنصري وعصابته المخزنية المسلحة للإستلاء على السلطة ، طلب المخزن المغربي يد العون من فرنسا وإسبانيا الاستعماريتين فتدخلتا بشكل وحشي في الريف والأطلس وسوس والجنوب الشرقي فارتكبت مجازر في حق المدنيين العزل وجيش التحرير المغربي المناضل .
أما السيناريو الدي يحدث اليوم - وإن اختلف عن سابقيه على مستوى الشكل - إلا أنه يصب دائما في نفس التوجه الإستغاتي الدي يلجأ إليه المخزن في كل لحظة يحس فيها بالرهبة والخوف اتجاه تحركات الشعب والشارع .
فكما هو معروف يعرف المجتمع المغربي دينامية نضالية يقودها الشباب في إطار حركة 20 فبراير موازاة مع الثورات والانتفاضات التي حدثت في تونس ومصر والتي لا زالت تحدث في اليمن وليبيا وسوريا والجزائر والأردن والبحرين ودول عربية أخرى ، من أجل تحقيق بعض المطالب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية المشروعة . وعوض أن يتم التعاطي مع هده الحركة الشعبية الإحتجاجية بنوع من الجدية في إطار حوار ونقاش وتفاوض وطني واسع وشفاف وديموقراطي ومسؤول يتسع لكل القوى الوطنية والديموقراطية والشعبية يتم خلاله طرح كل القضايا والمشاكل على بساط الطاولة لمناقشتها وإيجاد الحلول الناجعة لها لجأ المخزن كعادته إلى أسلوب التحايل والمناورة من جهة أولى للإلتفاف على المطالب من خلال ما أتى به خطاب 9 مارس من تعديلات دستورية تافهة ومهينة ، وإلى التحرك في سفريات مشبوهة إلى فرنسا وأمريكا من جهة ثانية لتجديد ولاء التبعية وللمشورة وطلب المساعدة على وضع خارطة طريق لسيناريوهات ومخططات المرحلة ، هدا إضافة إلى زيارة قطر لاستدرار عطف حكامها للعمل على إصدار توجيهات توصي قناة الجزيرة بالكف عن بث كل الأخبار التي تتعلق بنشاطات حركة 20 فبراير الشبابية وكل ما له صلة بالبرامج النضالية التي يعرفها الشارع المغربي .
إن ما يجعل المخزن يكرر مثل هده السياسات العدوانية الرعناء اتجاه الشعب والوطن طوال هده السيرورة التاريخية دون أدنى هاجس أو خوف من عواقبه المحتملة هو كونه يستفيد من حماية لا حدود لها توفرها له المؤسسة الملكية على طول الخط . والمؤسسة الملكية بدورها تعلم جيدا أنها مبجلة بمختلف بروتوكولات التقديس لما وضعته ورسخته مؤسسات المخزن العتيقة من أدوار سياسية واقتصادية وثقافية وأمنية فعالة للحفاظ على ديمومتها واستمراريتها. فليس هناك شيء يمكن أن يعكر صفوالعلاقات التاريخية جدا بين المؤسستين ولا أن يمزق روابط الطاعة والعطاء المتبادلة بينهما ، ولا داك الولاء المطلق للملكية الدي تقابله تلك الرعاية المطلقة للمخزن ، سوى أن تنهض جموع جماهير الشعب في كتلة واحدة وموحدة لا تفرق بينها لا ألوان الطيف السياسي المتعددة من يساريين وإسلاميين وليبراليين وقوميين ومستقلين ، ولا تلك الاختلافات في الهوية والدين كلأمازيغ والعرب والأفارقة الصحراويين واليهود والمسلمين والملحدين واللادينيين والعلمانيين ، ولا الإنتماء الطبقي الدي يتحدد في طبقة العمال والفلاحين والفقراء المعدمين وعموم جماهير الطبقات الشعبية والطبقة المتوسطة وحتى تلك الطبقة البرجوازية الوطنية التي ما فتئت تدعو إلى تبني خيار الدولة دات التوجه الاقتصادي المستقل عن التبعية الإقتصادية للدوائر الإمبريالية ....
إن ما جاءت به حركة 20 فبراير الشبابية المجيدة من أدبيات في هدا الصدد ليعتبر ثورة حقيقية على ما كان عليه الوضع من تشتت سياسي وركود نقابي وصراع إيديولوجي وتناحر طلابي واستنفار هوياتي المستفيد الأوحد منه هو المخزن الفاشي المتسلط . فبفضل هده الحركة توحد الشارع المغربي في شعارات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية ضد عدو واحد وأوحد ، وبفضلها أرجأت فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب كل خلافاتها واختلافاتها من أجل دعم نضالات الشعب المغربي من أجل الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية والديموقراطية الحقة ، وبنظرتها الثاقبة وطروحاتها العقلانية أحدثت شرخا كبيرا بين قيادات أحزاب ساسية انتهازية ووصولية وانتفاعية كأحزاب الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية والعدالة والتنمية وبين قواعدها التواقة إلى التحرر والانعتاق والتي سئمت كل أساليب التسويف والانتظارية والديماغوجية المقيتة .
إن محطة 20 فبراير كانت لحظة مفصلية حقيقية في التاريخ المعاصر للشعب المغربي ، وعلى كل أحرار المغرب من جميع الأطياف السياسية والنقابية والجمعوية والجماهيرية مساندتها حتى تحقيق كل المطالب التي تضع حدا لدولة المخزن الحرايمية وحاميتها الملكية البرلمانية



#محمد_بودواهي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دولة المخزن إلى دولة القانون
- مطالب الإصلاح والأفق المفتوح للسيرورة النضالية في المغرب
- محطة 20 مارس والتحديات المطروحة على الدولة المغربية
- الثورة الليبية والمؤامرة الغربية المدبرة
- تطورات الوضع في المغرب في ظل الدينامية النضالية الإقليمية
- المغرب والجزائر : بين الاتفاقيات الرسمية المشبوهة وضرورة الت ...
- الأسباب الكامنة وراء تأخر المغرب في مواكبة الانتفاضات الشمال ...
- القدافي - الثائر - والقدافي المتسلط
- ملخص للأجواء التي تمت فيها تظاهرة 20 فبراير في مدينة خنيفرة
- القيادة العسكرية وتخوفات الشعب المشروعة من إجهاض أهداف الثور ...
- الثورة المصرية وبوادر الجمهورية الثانية
- المغرب الكبير : الدولة الفيدرالية الديموقراطية الموحدة ( مشر ...
- سيرورة الثورة وضرورة الحزب الثوري
- مصر على درب الثورة
- ثورة الياسمين التونسية : إنجازات وآفاق
- الثورة التونسية ، تداعيات ، نتائج وطموحات
- حتى لا يتم الالتفاف على الثورة التونسية المجيدة
- الأصًوليون الإسلامويون ( تكتيك ومشروع حكم)
- حول التوصيات الختامية للجنة الأممية ... حالة المغرب
- منتدى اليسار بإفريقيا


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد بودواهي - الملكية التنفيدية ودولة المخزن ( الحرايمية )