أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - خطاب الأسد : أنا أو الحرية














المزيد.....

خطاب الأسد : أنا أو الحرية


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 3323 - 2011 / 4 / 1 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحقيقة أن بشار الأسد كان واضحا جدا , و هذا الوضوح في نفس الوقت ليس إلا نتاج خيارات محدودة جدا أمامه , إن الآمال التي خيبها خطابه هي آمال لا مكان لها في الواقع , ففي الواقع ليس بمقدور بشار أن يصلح أي شيء في سوريا , أكثر من الزيادة المتواضعة التي حاول بها رشوة السوريين التواقين للحرية و الكرامة , يتحدث البعض عن أنهم قد فوجئوا بتصرف بشار الأسد كطاغية عادي مستعد لإراقة الدماء بطريقة وحشية ما أن يشعر أن شعبه قد بدأ يفكر جديا بشيء اسمه حرية , لكن بشار الأسد كان في الواقع قد تحول من مجرد طبيب عيون , من مجرد ابن لطاغية , يتمتع بالامتيازات التي يقدمها له مثل هذا الانتساب لطاغية سوريا لثلاثة عقود إلى طاغية حقيقي , عادي , يتصرف كما يتصرف أي طاغية آخر , لقد وصل بشار إلى السلطة بتوريث صريح من والده , جرى التحضير له في حياة الأب و نفذ بطريقة كوميدية لا تتناسب و جلالة المصاب بفقد الأب المؤسس , عبر مجلس شعب شكلي و عبر استفتاء شكلي , و أعاد هو و حاشيته انتخابه مرة أخرى بطريقة كوميدية أيضا , لم ينتخبه أي سوري و هو لا يزعم أنه جاء عبر انتخابات حرة , و هذا كان حال والده من قبل , لكن ليست هذه كل القضية , لكن إذا أردنا ان نختصر فيمكن القول أن الطريقة التي وصل بها بشار إلى الحكم و التي يواصل من خلالها حكمه لسوريا هي بالتعريف ما تسمى بالديكتاتورية , أي سلطة مستبدة تفرض نفسها على الناس بقوة القمع , يستمر بشار في السلطة اليوم لأنه يملك نصف مليون مخبر و عنصر مخابرات مخولين بصلاحيات مطلقة لمواجهة أي خطر مفترض أو حقيقي , قد يتعرض له النظام , و بطريقة وقائية أو استباقية , و أيا كان الثمن الذي قد يدفعه السوريون , هذا الواقع يمكن إصلاحه بطريقة واحدة فقط , لا يتطيع بشار الأسد أن يعد بها أو حتى أن يتحدث عنها , و هي أن يتغير النظام كله بصورة جذرية , أيضا فإن بشار يتصرف بشكل مباشر و غير مباشر عن طريق أفراد اسرته بمعظم الثروة الاجتماعية اليوم في سوريا , بشار لم يحصل و أفراد أسرته على هذه الثروة إلا من خلال ماكينة الفساد و من خلال آليات الاستيلاء على الثورة العامة , لا يملك بشار اليوم أن يصلح ماكينة الفساد هذه و لا آلياته التي يمارسها هو و نظامه , هذا الأمر لا يمكن إصلاحه أيضا إلا بطريقة واحدة فقط , هي تغيير كلي للنظام , الرجل كان واضحا , قال , كما ردد ذلك أبواق إعلامه , أنه لم يخضع يوما للشعب السوري , و انه لن يفعل ذلك الآن أيضا , منطق نظام الأسد كما أي نظام استبدادي أن الشعب يخضع للنظام و ليس العكس , إنه يقبل فقط أن يأتي بعد الله و سوريا فقط بشكل اصطلاحي , لا معنى له , فهو يتصرف كأي طاغية كإله على الأرض و إن لم يكن هو كل سوريا فهو قبل سوريا , فوق سوريا , ها هو يحذر , و ها هو ينفذ تهديده , فقد أظهر الرجل استعداده الكامل لتدمير سوريا بمجرد أن تحدث البعض عن سوريا حرة , الرجل صريح جدا , هو أو سوريا الحرة , لا يمكن أن يجتمع نظامه و حرية و كرامة السوريين , الخيار هنا ليس خياره , إنه خيار السوريين أنفسهم هذه المرة , هكذا نصل إلى النقطة الأخرى في خطاب الرجل , لقد تحدث بشار , قال كلمته , لكن و منذ أن مات خالد سعيد دفاعا عن الحقيقة على يد بلطجية نظام مبارك و منذ أن أحرق البوعزيزي نفسه احتجاجا على الظلم الاجتماعي و انعدام المساواة , فإن الناس العاديين اليوم هم أبطال المشهد , هم من تعلو أصواتهم اليوم , و يقتصر دور بشار و أمثاله على محاولة إخراس أصواتهم هذه بأصوات الرصاص , و في بعض الأحيان دوي القذائف , هذا هو أول و آخر سلاح متاح لقوى الأمر الواقع , لقوى الاستبداد لكي تحاول أن تحول دون تحقق حرية الناس العاديين , النتيجة المنطقية و المحصلة الأخيرة لكلام بشار أنه إذا كان السوريين يريدون الحرية فعليهم أن يحصلوا عليها بالطريقة الوحيدة الممكنة , في الشارع , تماما على الطريقة المصرية و التونسية . الجواب الأخير هنا سيكتبه الشعب السوري نفسه .. طبعا هناك حاجز الخوف الذي أقامه النظام عبر عقود من القمع , و عبر حضور ثقيل الوطأة في كل مكان و زمان من حياة كل سوري , و عبر تاريخ من القهر و حتى المجازر , لكن هذا يختلف في أيام الثورات , في سوريا اليوم ثورة تتقدم ببطاء , لكن بثبات , لتصبح شعبية حقا , في سوريا اليوم شعب يريد حريته و كرامته و حياة أفضل , هذه هي مصيبة النظام اليوم , و هذه هي مصيبة الأنظمة في الشرق عموما اليوم , الشيء الوحيد الذي يفعله الإعلام اليوم هو أن يكسر حاجز الصمت , أنه يجعل من المستحيل اليوم قتل السوريين أو إبادتهم بعيدا عن الأضواء , كما أراد ماهر الأسد , في ظلام ليل دامس , لقد أوضح بشار دون أي حاجة لشرح طويل أنه إما هو أو الحرية و السوريون أنفسهم , هم من سيكتبون نهاية هذا الفصل من تاريخ سوريا و ليس بشار أو ماهر الأسد أو آصف شوكت أو غيرهم.....

مازن كم الماز



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسد يا ملك الزمان
- اللاسلطوية ( الأناركية ) و التنظيم لإيريكو مالاتيستا
- لن تستطيع أن تغسل دماء الشهداء عن يديك
- لا لديكتاتورية القذافي , لا لعدوان الناتو , هناك طريق ثالث , ...
- الشعب السوري قادر على أن يهزم الطاغية
- كلمات موجهة إلى بلطجي أو لعنصر مخابرات .. مهداة لمن سقطوا في ...
- الديكتاتوريات العربية تشن أبر هجوم لها على الجماهير
- خواطر في الثورة العربية المعاصرة : الثورة اللبنانية
- فجر الحرية القادم
- محاولة لتفكيك الخطابات الدينية السائدة أو محاولة لإعادة اكتش ...
- خواطر في الثورات العربية المعاصرة
- مجالس شعبية كردية لا مجلس سياسي كردي
- أفكار عن حملة التمثيل الوطني الفلسطيني
- لحظات حاسمة و حرجة لل 300 مضرب عن الطعام
- هل يمكن لواشنطن أن تصبح مثل القاهرة للاقتصادي الأناركي الأمر ...
- ما الذي يجري بالفعل في ليبيا و بقية العالم العربي
- أنا ديكتاتور لكني أختلف عن مبارك , و شعبي شعب من العبيد لكنه ...
- هل يمكننا أن نغير العالم ؟
- عن ويسكونسين , بيان ائتلاف الأول من مايو ايار اللاسلطوي ( ال ...
- بيان لاسلطوي ( أناركي ) أممي تضامنا مع المتهمين بالخيانة في ...


المزيد.....




- كوريا الشمالية تُعلّق على ضربات أمريكا لمنشآت نووية إيرانية ...
- شاهد.. طاقم CNN يضطر للإخلاء أثناء البث المباشر تزامنًا مع إ ...
- رحلة اللقالق تحت المجهر: رومانيا تطلق مشروعًا علميًا فريدًا ...
- أهداف الناتو الجديدة أعباء وتحديات جديدة للجيش الألماني
- خبراء يحذرون من -سلبيات- العمل قبل السابعة صباحاً!
- 7 بدائل طبيعية للسكر تقلل استهلاكك دون التخلي عن حلاوة المذا ...
- قائد الجيش الإيراني: نقاتل اليوم من أجل النصر
- شمخاني يؤكد: اليورانيوم الإيراني المخصب لا يزال موجودا
- عراقجي يجري في موسكو محادثات -جادة ومهمة- مع بوتين
- واشنطن تحذر رعاياها بالداخل والخارج وتقلص بعثتيها في لبنان و ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - خطاب الأسد : أنا أو الحرية