هل تنسحب إيران من الجزر الإماراتية المحتلة؟

محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب
(Mohammad Abdelmaguid)

الحوار المتمدن-العدد: 992 - 2004 / 10 / 20 - 09:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أمام الجمهورية الإسلامية الآن فرصة كبيرة لتمد يدها إلى العالم عبر علاقات صحية وودية وإسلامية غير قائمة على العدوان والاحتلال، ويمكن أن يتحول التعاطف العربي إلى تحالف إسلامي خليجي يحمي ظهر إيران، ويطمئن دول الخليج العربية إلى أنها ليست على الساحل الآخر من جار يتربص بها فيبدأ بأبو موسى و طنب الكبرى و طنب الصغرى وعينه على البحرين وأحلامه لا تنتهي بأبو ظبي ودبي والشارقة ورأس الخيمة ثم يمد أذرعه الأخطبوطية إلى كل الخليج الدافئ.
في المدة ما بين 1750 وحتى 1866 كانت جزيرة أبو موسى تدار من قبل الشارقة، ومنذ عام 1866 وإلى اليوم المشؤوم الذي غزت فيه إيران الجزر الإماراتية، كانت جزيرة أبو موسى قطعة من أرض وإمارة الشارقة، أما طنب الكبرى و طنب الصغرى فكانتا جزءا من رأس الخيمة.
ثلاثة وثلاثون سنة مضت منذ أن احتلتها قوات الشاه المدعومة آنئذ من الولايات المتحدة الحليف القوى للشاه، ودولة الإمارات العربية المتحدة صاحبة الحق القانوني والشرعي ترفض العدوان والاحتلال وتتجنب خوض غمار حرب أو مغامرات أو ضغط من الغرب حفاظا على مكاسب وإنجازات الدولة التي دخلت بالفعل في عصر الرفاهية.
العالم العربي ينظر إلى إيران كقوة إسلامية كبيرة وحماية له من الكيان الصهيوني، ولكن طهران لم تظهر ميلا نحو حل أخوي إسلامي بينها وبين دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن الهدف الذي كان يسعى إليه الشاه وقت أن كان عميلا للغرب وأمريكا في الخليج، كان ينبغي أن يزول مع بزوغ الثورة الإسلامية واعتبار الإمام آية الله الخميني الخليج العربي خليجا إسلاميا! ولكن للأسف الشديد ظلت الجمهورية الإسلامية متمسكة بغنائم غزو منذ وقت عدوها الأول محمد رضا بهلوي، وازداد الطمع في البحرين ويسيل اللعاب لالتهام دولة الإمارات العربية المتحدة.
إن اللقاء الذي جرى بين شاه لإيران والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون في أوائل عام 1970 انتهى إلى ضرورة إيجاد قاعدة بحرية وجوية وبرية في الجزر الإماراتية لمراقبة مدخل المحيط الهندي إلى الخليج العربي وإيقاف أي تمدد عربي أو سيطرة على المنطقة، وكنا نأمل أن تفهم طهران أن الثورة الإسلامية ليست امتدادا إمبرياليا لعرش الطاووس البهلوي، ولكنها لا تزال ترفض- بشدة وغطرسة القوة- يد السلام والعدالة والأخوة التي تمدها إليها دولة الإمارات.
وحكام الإمارات وفي مقدمتهم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان يدركون تماما أبعاد اللعبة، ويعلمون أن رفضهم الغزو والاحتلال وفرض الأمر الواقع لا يعني دخول حرب ضد إيران لا تبقي ولا تذر!
يعلم حكام الجمهورية الإسلامية أن سبب احتلال إيران للجزر الإماراتية يعود إلى خشية إسرائيل أن تقع الجزر في يد قوة عربية كبيرة، لذا أوحت تل أبيب إلى الشاه أن يضمن بنفسه وقوة أساطيله وصول البترول إليها من الخليج وفي ناقلات لا تتعرض لخطر عربي! أما جزيرة طنب الكبرى فهي تتحكم في مضيق الخليج العربي وفي السيطرة على مدخل المحيط الهندي إلى الخليج العربي.
ولعلنا هنا نستعيد الموقف المشرف لحاكم رأس الخيمة الذي رفض بعزة نفس وإباء وأخلاق عربية أي مساومات أو اقتراحات أمريكية أو بريطانية مؤكدا أن أرض العرب ليست للتنازل أو البيع أو المساومة.
وللحقيقة وللتاريخ فلا يزال كل حكام الإمارات العربية المتحدة يقفون هذا الموقف الوطني الصلب من قضية احتلال الجزر حيث تظن طهران أن ذاكرة الشعوب العربية ليست قادرة على الاحتفاظ بالوجه القبيح للغزو الذي قام به الشاه نيابة عن إسرائيل و الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا.

محمد عبد المجيد
رئيس تحرير طائر الشمال
أوسلو النرويج
http://www.tearalshmal1984.com
[email protected]
[email protected]
Fax: 0047+ 22492563

#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل