أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - فن التغيير














المزيد.....

فن التغيير


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3321 - 2011 / 3 / 30 - 16:14
المحور: الادب والفن
    


ليس المقصود بالعنوان فنية التغيير وجماليته، وقدرة أصحابه على إثبات الحضور بأجمل صورة، تحدث، لتبقى ماثلة، مثول الفن الحقيقي لدى المتلقي، كحكاية إبداع مهيب، تستحق التوقف والتأمل..المقصود، الآن، هو الفن بعينه، حين يكون مرادفا للتغيير، ومؤثرا فيه وبكل أصنافه وأجناسه.
إن ما حصل في البلدان العربية من ثورات واحتجاجات وتفاعلات سياسية يومية، توجب السؤال المحفّز عن دور الفن وموقفه من كل ما جرى، ويجري، ومساهمته بالتأثير، والتغيير.
ولعلّ الحكم على حجم هذا الدور ومنجزه، سيكون بالضرورة مقارنة وخزين الذاكرة (الثوري!). وقتها ستصدح الذكرى بأكثر تلك الأناشيد والأغاني(الوطنية!) وأقربها إلى النفس، رغم إيقاعها العسكري ولون الدم الراكض بامتداد اللحن، وما شابها من استلاب كثير، أو استخدام في غير موضعه، يجعل السامع -غالباً- متعاطفاً مع لحظة الوطنية الخاصة، ومدركاً لخطيئة من (يستعملون!) الفن كوسيلة لتبرير الغاية. والأمثلة وفيرة، وحاضرة في كل زمن لطغيان امتهن الفن ضمن ما حاصل ما امتهن.
حين أشعل التونسيون ثورتهم كان لهم في الشاعر الشابي وقصيدته الخالدة، داعماً فنيا،ً لافتاً، بشكل قدري وإعجازي، للقول، وبكل هدوء: كأن هذه القصيدة كتبت لأجل ما جرى في تونس أخيراً. فالشعب المريد للحياة، استجابت له الأقدار بالفعل، وعبرت كلماته من النشيد الوطني لتونس ليردّدها وبقصدية، كما لو أنها نشيد وطني جديد. وتبادلها معهم ملايين المتعاطفين في الأرض، وربما رواها أهل لغات أخرى، استوقفتهم لتأمل الخلود القادر على المعاصرة والاستنهاض.
عراقياً.. ربما تداولنا كلمات الشابي بحسرة لا يماثلها ألم آخر، فبلا مغالاة - وباعتراف عربي- إن للعراق مكانته في الشعر، ولكن حضور قصيدة عراقية بعينها، وإجماع وطني للتحرّر، يبدو أمراً مستحيلاً، حتى إن طرائف كبرى حصلت في هذا السياق، فعلى سبيل المثال، كان النشيد الوطني في زمن صدام من كتابة الشاعر شفيق الكمالي، وفي وقت كان النشيد الوطني إجبارياً كل صباح خميس في جميع المدارس العراقية، مصاحبةً ما كان يعرف ب (رفعة العلم) .. الملايين كانت تردّد بين إكراه وقناعات مختلفة: "وطن مدّ على الأفق جناحه"..بينما شاعر تلك القصيدة يرزح ،سجناً وتعذيباً أهلكه بعد سجن طويل، ولم تشفع له أكثر القصائد تمجيداً بالطاغية، ومنها :
تبارك وجهك الوضاء فينا كوجه الله ينضح بالجلال
مات مغدور سلطة بقيت تستمع إلى أناشيده حتى نهايتها المحتومة، وأفولها تيهاً هي ونشيدها الدموي، ولم يكن ليُسمع بحناجر معارضة، فرغم مئات الأغاني التمجيدية لشخصه والبعث، لم يبق الطاغية نشيداً وطنيا للإجماع عليه. في تونس ومصر، وحتى في ليبيا الطغيان والديكتاتورية كان ثمة أناشيد وأغاني تخص الوطن لوحده تتمجد بالوطن دون أن تمرّ باسم القائد الضرورة وسلالته.
وللحديث عن التغيير وفنّه بقية..



#علي_شايع (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نوروز بوعزيزي!
- مرج البحرين!
- الإيقاظ بالكارثة!
- مغانم التاريخ!
- صحيح الدولة
- حق المحتج
- الشكر لمن حرَّرَنا!
- رحيل مبارك، عنا، وعلينا!
- نار الحرية
- زين الديكتاتوريين!
- الوقت الضائع
- إنّا معكم محتفلون
- الاجتماع السياسي العراقي
- وبالمسنين إحسانا!
- لِتُقرع الأجراس لأجل الصحافة
- مبارك للمعارضين أيضاً!
- الزواليون
- أرْغْنُ سيِّدَة النجاة
- قرض المريض وقرظه!
- إن سعيكم لشتى!


المزيد.....




- غداً في باريس إعلان الفائزين بجائزة اليونسكو – الفوزان الدول ...
- اليوميات الروائية والإطاحة بالواقع عند عادل المعيزي
- ترامب يدعو في العشاء الملكي إلى الدفاع عن قيم -العالم الناطق ...
- رواية -الحرّاني- تعيد إحياء مدينة حرّان بجدلها الفلسفي والدي ...
- ضجة في إسرائيل بعد فوز فيلم عن طفل فلسطيني بجائزة كبيرة.. و ...
- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي شايع - فن التغيير