أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - تأويل النص















المزيد.....

تأويل النص


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3317 - 2011 / 3 / 26 - 12:13
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


في محاولة مني لفهم العالم العربي الإسلامي فإنني أعتقد بأنني أستطيع قراءة القرآن بكامله مرة أخرى أي كأنني أريد كتابته مرة أخرى, طبعا أنا لا أستطيع أن أقول بأن كلامي منزل من السماء ولكنني أستطيع أن أقول بأنني فهمت هذه المعاني من القرآن وبالتالي أنا أُعيد انزال معاني جديدة أو نصوص جديدة, وهذه العادة ليست فكرتي وحدي فكل انسان يقرأ القرآن ويفهم منه ما يريده هو على هواه لذلك اختلاف الفقهاء هو بسبب اختلاف التأويلات وتعدد الفرق هو بسبب تعدد التأويلات للنصوص الدينية ومن الممكن لك عزيزي القارئ أن تختار لهذا المقال عنوانا آخر له دون أن يفقد هذا المقال صفته العلمية أو إحدى أهم معانيه التي نقصد منها القفز التاريخي بين النصوص أو بين نصٍ ونصٍ آخر للدلالة على المعنى من خلال فهم المغزى فمن الممكن أن تسميه (الكلمة المؤسسة) أو (تألسن النص) أو (النص المفترى عليه) كما ادعى الشيوخ بأن المفكر الكبير نصر حامد أبو زيد رحمه ألله قد (مَركس النص) وحمله وحملنا ما لا نحتمله بتاتا, وأعتقد لو أن شيوخ الإسلام والمفسرين قد مركسوا النصوص أو أدلجوها أو جعلوها ديالكتيكيةً لكان أرحم علينا من أن يأتي فقيه يأول النص ومصدر النص تأويلا آخرا ليجعلنا نغرق في الفساد أكثر وأكثر حين يعتبرنا بعض الفقهاء فاسدون ونستحق أن يتسلط علينا من لا يعرف لا الحرية ولا الديمقراطية ولا ألله ولا أي أحد من أبناءه ولا حتى ابنه الكبير(بِكره من مريم) المسيح عيسى بن مريم.

وكل قارئ للنقد الأدبي ونظرياته الحداثية يعرف مشكلة أو إشكالية تأويل النص أو (تقويل النص) بمعنى أن القارئ يفهم من النص المكتوب في الأدب وكشف التأويلات عن طريق (التناص) أحيانا أو عن طريق إخراج نص آخر في النهاية من النص الأصلي المُأول تأويلا فقهيا أو عقليا يتفقُ مع العقل أو يتفق مع نظرية (العقل والنقل) وبالمثال على ذلك: حين تسمع من أحد جملة ما أو كلمة ما فإنك تبدأ عقليا باستقراء ما يريد أن يقوله المتحدث لذلك تفهم أحيانا كلاما آخر أو جملة أخرى بخلاف الجملة الأصلية, وهذه نفس المشكلة التي يدعي فيها أحد الناس من أن سين أو صاد من الناس قد فهم كلامه أو كلامك فهماً خاطئاً أي انه قد قال على لسان المتحدث ما لم يقله المتحدث نفسه وهو ما ندعوه أحيانا بسوء الفهم أو سوء التفاهم, وكأن يقول أحد الناس صائحا(شو أنا كاين بحكي عبري أو سنسكريتي ليش ما تفهوا على لغتي؟!).وحتى لا يدخل القارئ في متاهات من كثرة التأويلات فإنني سأورد هنا بأسلوب سهل تأويل بعض المشايخ لسبب أو لأسباب تخلفنا أو للأسباب التي أدت بالفاسدين بأن يتسلطوا علينا.

ليس صحيحا ما يقوله الشيوخ الإسلاميين من أن ألله يعاقب المسلمين بسبب كفرهم وتركهم للصلاة فهذا الكلام ليس صحيحا ولو كان صحيحا لعاقب اليهود والأمريكان الذين هم بنظر المسلمين كفاراً, فكل تلك التأويلات ليست صحيحة والنص المُأول(تأويل النص) كله حمّال أوجه , أي كما نقول في اللغة الأدبية (النص حمال أوجه ويحتملُ كثيرا من التأويلات) والتأويلات هي اعادة قراءة النص أو اعادة انتاج النص مرة أخرى عن طريق فهمنا بالمراد من النَصْ,وأصلا هنالك عدة تفاسير وقراءات مختلفة للآية القرآنية القائلة:( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) فقراءة مجاهد بتشديد حرف الراء (أمرّنا) أي جعلنا الفاسقين أمراء على الناس, وبمعنى آخر جعلناهم ملوكا وأمراء طبعا ويستشهد أحد الشيوخ الإسلاميين بهذا التفسير ويقول بما معناه أن الفاسدين والذين هم مسئولون في البيروقراط الفاسد والمترهل ما هم إلا الأمراء الذين أرادهم ألله ليكونوا ولاة الأمور وهذا عقابا من ألله قد أرسله لنا, وهذا التفسير تأويل للنص فالنص للآية المذكورة لم يقل ذلك صراحة وإنما هو تأويل قُرّاء وتأويل مُفسرين.

وعلى حسب رأي بعض مشايخنا من أهل العلم والدراية فإنهم جميعا مجمعون على أن ألله يعاقبنا على تركنا للدين إما من خلال الأوبئة والكوارث البيئية كأن يرسل زلزالا أو بركانا أو طوفانا أو أنفلونزا أو ايدز أو في النهاية أن يجعل ولاة أمورنا من الفاسدين ومن المفسدين.

ولأول مرة في حياتي أسمع بأن هنالك رسل فاسدين يرسلهم الله لكي يفسدوا في الأرض, فهذا التعبير أصلا احدى تأويلات النص المقروء من اليمين إلى اليسار أو كأننا قريناه(قرأناه) من اليسار إلى اليمين أي بمعنى آخر كأنه لغة أخرى ليست لغتنا ومن المحتمل أن يقرأه غيرنا من تحت إلى فوق كالقراءة الصينية والتي تحتمل أيضا القراءة من فوق إلى تحت..وأنا على حسب علمي بأن الرسل مهمتهم مكافحة الفساد ولكن لأول مرة في حياتي أسمع عن رسل يرسلهم الله لمكافحة من يكافح الفساد.
وقبل مدة ذهبتُ مع أحد الأصدقاء لتقديم العزاء في نفس المدينة التي أقطن فيها فقام أحد الشيوخ بإلقاء خطبة عصماء مطولة عن الفساد والمفسدين واضعا كل الحق على الشعب اعتقادا منه من أن المخابرات سيكتبون ما يقوله وسيعينونه مفتيا عاما للمملكة الأردنية الهاشمية وجاء فيها بأن الحكومة الفاسدة يرسلها ألله إلى الشعب الفاسد كعقاب له ويجب أن لا نطالب بإستقالة الحكومة الفاسدة بل يجب أن ندعو ألله لها بالبقاء ومن ثم قال: الفقر نحن من يصنعه فليس من المفروض أن نتزوج أو أن نأكل أو أن نشرب أو أن نلبس فهذا كله ليس ضروريا , ومن ثم أضاف أن لبس البنات والنساء للبناطيل فيه فساد للعقول وللقلوب لذلك –على حسب قوله- نحن الفاسدون ونستحق أن يرسل لنا الله قوما جبارين فاسدين يعذبوننا بذنوبنا, ومن ثم قال تلك المرأة وأهلها والساكتين عنها يستحقون العقاب من الله بأن يرسل لهم حكومة فاسدة, وكذلك المعبرون عن الحرية والديمقراطية كل أولئك مفسدون والله يرسل لهم بمفسدين أكثر منهم كعقاب لهم على تصرفاتهم التي تدعوا إلى الحرية والرأي والرأي الآخر وهذا تفسير لقوله تعالى (وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) وهنا استنتج الشيخ تأويلا جديدا للنص مفاده أن الفتنة فسق والفسق فجور والفجور هو الإنترنت والفيس بوك والستلايت ومن ثم وقف وكأنه أراد أن يطلق الرصاص على صحون (الدشات) الستلايت المنتشرة على أسطح المنازل لأنه أشار إليها بحقد شديد.

والدين الإسلامي هو الدين الوحيد المتواطئ مع المفسدين حين يخرج تأويل النص بهذا الشكل علينا من النصوص فشيوخ الإسلام كلهم وليس هذا فقط لا غير الذي يقول بأننا مفسدون وبأننا نستحق العقاب والعذاب على جرائمنا فهو يعتبر الفساد عقابا من الله يرسله ألله للبشر على عصيانهم لأوامر ألله, والدليل على ذلك ما جاء في القرآن(وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا) فهذا الدين يشجع المفسدين على الفساد أي أنه يعتبر المفسدين رسلا يرسلهم ألله لتعذيب الناس الطغاة أو العصاة على حد تعبيره.
شو هذا الدين؟

معقول في دين مثل الدين الإسلامي؟يؤول النص بهذا الشكل كما كان يقول بعض المسيحيين بأن السلطان سليم العبوس العثماني أرسله الرب ليعاقب أوروبا على تركها للصدقات ولتخاذلها مع أعداء المسيحية وحين مات السلطان سليم أمر بابا الفاتيكان ليو العاشر بإقامة صلاة الشكر في كافة كنائس أوروبا
أو في نظام فكري مثل النظام الفكري والعقائدي الإسلامي؟؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أمة عرصه ورب غفور
- كيف ينام الرؤساء والملوك العرب!
- يعيش النظام الأردني
- نهاية العرب في السياسة والأدب
- السلاح السري
- مش معقول الفساد في السعودية
- نقد الاسلام السياسي
- آخر ما توصل إليه العلم
- مطلوب طبالين
- جاسوس حارتنا
- مطلوب مرتزقة
- وأخيرا أصبحت خطيرا
- أنا أمام المرآة
- فطرني جبنه وزيتونه وعشيني بطاطه
- من فوق فوق فوق فوق
- انحرافي
- طعم الحرية
- تحرير العبيد2
- الرأسمال الإسلامي
- سياسة التشليح


المزيد.....




- سلمان رشدي لـCNN: المهاجم لم يقرأ -آيات شيطانية-.. وكان كافي ...
- مصر: قتل واعتداء جنسي على رضيعة سودانية -جريمة عابرة للجنسي ...
- بهذه السيارة الكهربائية تريد فولكس فاغن كسب الشباب الصيني!
- النرويج بصدد الاعتراف بدولة فلسطين
- نجمة داوود الحمراء تجدد نداءها للتبرع بالدم
- الخارجية الروسية تنفي نيتها وقف إصدار الوثائق للروس في الخار ...
- ماكرون: قواعد اللعبة تغيرت وأوروبا قد تموت
- بالفيديو.. غارة إسرائيلية تستهدف منزلا في بلدة عيتا الشعب جن ...
- روسيا تختبر غواصة صاروخية جديدة
- أطعمة تضر المفاصل


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جهاد علاونه - تأويل النص