جهاد علاونه
الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 20:42
المحور:
كتابات ساخرة
لست أنا صاحب هذه الدعوة أو هذا الإعلان لأن أصحابه هم الذين يريدون استبدالي بالمرتزقة فمطلوب مرتزقة لإدارة البلاط الملكي والجمهوري, ومطلوب في الأردن مرتزقة لتنظيف شوارعنا من الجرذان والفئران , ومطلوب مرتزقة في كافة الدول العربية لتنظيف الشعب العربي من القمل والسيبان ومطلوب مرتزقة من أجل إبادة المحتجين والمهلوسين والمفصومين..مطلوب مرتزقة مأجورين في الأردن واليمن والبحرين لتصفية الخلافات بقوة السلاح بين الأنظمة الفاسدة وبين الشعوب العربية فلا تدع الفرصة تفوتك إذا كنت فنزوليا مثلاً أو صوماليا , ومطلوب محاموا دفاع مرتزقة يحامون عن اللصوص والحرامية والمفسدين بعد أن أصابت عقلنا لوثة التغيير,فنحن نطالب بتغيير الحُكام والحكام يطالبون بتغيير الجنود ومن المحتمل أن تطلب النساء أزواجا مرتزقة..ومطلوب مرتزقة في كل مكان نزرع فيه وردة أو زنبقة مائية, ومطلوب مرتزقة للتلفزيون الأردني يقدمون نشرة الأخبار دون أن يعرفوا من أين تأت تلك الصور من إربد أم من عمان التي تدعي بأن الأمن مستتب .. ومطلوب مرتزقة لرؤساء الجمعيات والمنظمات الحقوقية,فلم يبقى أمام الأردنيين إلا سنة واحدة حتى يشاهدوا إعلانا تلفزيونيا أو منشورا معلقا على أبواب كل سفارة أردنية في أفريقيا مكتوب عليه: مطلوب مرتزقة أو مطلوب مجندين تجندهم الدولة في الجيش الأردني, لا تضحكوا يا أصحابي ولا تستغربوا ولا تتعجبوا فهذا ملك البحرين يطلب مرتزقة في جيشه وها هم أهل أو شباب حارتنا مستعدون للذهاب وللقتال إلى جانبه صفاً واحدا مثل أسنان المشط لكي يحمونه من البحرينيين فكافة رؤساء وملوك الدول العربية أصبحوا يشعرون بأنهم قد انكشف سرهم وافتضح أمرهم واكتشف المسئولون البحرينيون بأنهم ليسوا بحرينيين واكتشف الأردنيون صُنّاع القرارات به بأنهم ليسوا أردنيين أو بأن الشعب الأردني ليس أردنيا لذلك الحل الأخير هو بالمرتزقة وهذا العمل لا يقل عن عمل ألقذافي الذي تشترك في قواته كافة أنواع المرتزقة, ونحن والبحرين واليمن كله على نفس الطريق والنهج والاختيار فالطريق إلى إخماد الثورة واحدة وصيحة الحق لم تعد تفيد أي نتيجة حين ينادي الشعب الأردني أن (أنقذوا الثورة يا رفاق) وغدا ستقولون بأنني صادق حين تنزل للشوارع في عمان قوات (الباشمرغا) لقطع طريق المطار على المتظاهرين أو لقطع الطريق إلى الدوار الخامس أو لقمع تظاهرة نسائية أو عمالية أو لقمع مظاهرة تطالب بتعديلات دستورية ولم يبقى أمامنا إلا شهور حتى نصطدم في شوارعنا مع المرتزقة السودانية والصومالية والأثيوبية والنيجيرية,وأنا أتخيل نفسي في وزارة الثقافة الأردنية أطالب بدعمي لنشر كتاب لي وأكاد أن أرى نفسي وأنا مرتمي على الأرض ورجال صوماليون ونيجيريون يجرونني ويشحطوني وهم ممسكون بملابسي على الأرض في ممرات الوزارة .. وسيبني الأفريقيون في عواصمهم ناطحات السحاب وسيجنني المرتزقة خيرات الوطن وسيبنون في بلدانهم قصورا من جماجم أطفال اربد وعمان والزرقاء والسلط , فالأردنيون انتهوا ولم يبقى في الشارع أي أردني أو فلسطيني أو شيشاني أو شركسي أو سوري فحتى هؤلاء لن نجدهم إلا في وضع نضالي معنا يطالبون بما نطالب به, أي والله زادوها اكثير, ومن لا يصدق فلينزل للشارع ليشاهد أولا العمالة الوافدة التي تعمل بمحل العمالة أو اليد العاملة الأردنية فأنا أكثر من 100 مرة طردني المصريون من الورش التي أعمل بها , فهذا من البداية على المستوى المهني وحقوق العمال وشيئا فشيئا سوف يتحول المرتزقة من العمل في الورش والدكاكين الصغيرة والكبيرة إلى الجيش ليحملوا على الشعب الأردني الكلاشن كوف ولسوف يمتلئ الجيش الأردني بالمرتزقة من كافة الدول الأردنية ولسوف يتم تسريح الطيارين الأردنيين واستبدالهم بطيارين من سلاح الجو التشادي .
ومطلوب في وطني الأردن عملاء من كافة الجنسيات ما عدى الجنسية الأردنية ومطلوب جواسيس من ذوي الخبرات والكفاءات العالية والسمع القوي والبصر الحاد ولو كانت تتوافر بي تلك الشروط لتقدمت من الآن لأشغل منصبا مهما ولكن مشكلتي أن سمعي قوي ولكن جنسيتي أردنية وهذه بحد ذاتها تهمة سيعاقبني عليها النيجيريون يوما ومشكلتي أنني نظيف وأحمل الجنسية الأردنية ووطني قد زهق ومل من كثرة الشرفاء والأوفياء وأنا أمي أردنية وأمها أردنية وأبي أردني وأمه أردنية وهذا أهم عائق يعيق تقدمي في كافة مجالات الحياة فكلهم يقفون ضدي لأنني أردني لا أساوم على القضايا الوطنية الأردنية ولا أقبل بأن أبيع شبرا واحدا من أرضه ولا يمكن أن أتخلى عن شعاراتي الأردنية فأنا مشكلتي هي أنني أردني ولو كنت سوريا أو عراقيا أو شركسيا أو شيشانيا لأصبحت أهم رجل أردني على الإطلاق , ولكنني أنصح أصدقائي الذين لا يحملون جنسية أردنية بأن يأتوا إلى الأردن لكي يعملوا في أمانة عمان براتب 10 آلاف دولار أمريكي ومطلوب كُتاب مرتزقة في أعمدة الصحف اليومية وعمال مرتزقة من كافة الجنسيات شرط أن لا يكون المتقدم أردنيا, ومطلوب سفاحين دماء وسفاكين وحشاشين قتل وحشيشة, ومطلوب في الأردن مرتزقة ليحموا النظام الأردني من الشرفاء والأدباء والمثقفين ومطلوب في الأردن مرتزقة من كافة الجنسيات فمن تتوافر به الشروط عليه مراجعة أقرب سفارة لديه في بلده والشرط الأساسي الذي يجب عليه أن يتوافر في المتقدم هو أن لا يكون أردنيا.
والمرتزقة المطلوبين في الأردن مطلوبون من أجل أن يتملكوا العقارات والصحف والوزارات وأن ينصبوا المشانق والمقاصل للأردنيين, ومطلوب فنزوليين وأثيوبيين ورجال أشداء من أفريقيا, ومطلوب كوبيين وأستراليين ومجانين من كافة أصقاع الأرض المسمومة بالعنصريات, ومطلوب في الأردن أطباء مرتزقة وقوات جيش وعساكر وضباط مخابرات واستخبارات من كافة الجنسيات المتوحشة والبربرية التي لم تسمع يوما بكلمة حرية, ومطلوب مخبرين سريين ومخبرين علنيين لأن الأردنيين لا يمكن الوثوق بهم.
#جهاد_علاونه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟