عودة كاوة على إيقاع نوروز

خالدة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3311 - 2011 / 3 / 20 - 13:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

مما قد يتبادر الى أذهان شعوب عدة على هذه الأرض ان الحادي والعشرين من اذار إنما هو انقلاب طقسي ليس إلا وإعلان عن نهاية فصل بارد قارس هو شتاء الشعوب هذه، وبداية فصل دافئ هو ربيعها، غير أن لشعوب الشرق معنى آخر يرتبط بانقلاب اكبر واخطر في تاريخها لا سيما لدى أبناء الحضارات الفارسية والافغانية والكردية، بعد أن أحال شتاء الدكتاتورية الى ربيع حرية على يد ثائر رسخ اسمه في تاريخ تلك الشعوب ألا وهو كاوة الحداد خالق شمس نوروز التي تتدفأ بها اليوم شعوب وشعوب . فارتباط نوروز بهذا التاريخ الانساني والروحي وبمصير إرثهما يدفع الأحرار إلى التطلع في كل عصر وتحت اي مد استعماري او دكتاتوري الى عودة كاوة ثانية وثالثة ورابعة، انطلاقا من فهمهم بأن التاريخ ليس كتبا ورقية تكتب على هوى من يشاء بل هو مخزن تجارب انسانية يمكِّن الانسان في كل مكان من استخلاص العبر والدروس الكفيلة بمساعدته على النهوض المستمر ودفع دفة الحاضر نحو أمواه المستقبل مستظلا بشراع الأمل. من هنا فإن اهمية نوروز لاتتأتى من كونه فجر يوم جديد في سماء الحرية الانسانية فحسب، إنما تتأتى أيضا من حقيقة باتت واضحة مفادها أن نوروز قد يكون في تقديري منعطفا مهما للوعي الانساني استنادا إلى الشعوربضرورة التحرر من قيود الاستغلال والعبودية، وإلا فكيف يمكن أن يتقبل الوعي في عصر التقدم اي نوع من انواع السيطرة المجحفة ؟! لقد أفرز صراع الخوف من الظلم - الرغبة في الخلاص، افرز الى السطح نوعا اخر من الصراع، نسميه اليوم صراع الذات- النظير، وصراع القبول – الرفض، وبالتالي صراع الاستسلام للواقع - الانقضاض عليه بالثورة، طالما أن ايديولوجية الثورة تهدف الى تحقيق كل ماهو ممكن يمكن تطويعه لمعطيات الواقع. والتغيير لايكون ممكنا في اي عصر دون أن يتعشق بمتغيراته وثوابته معا، وهناك شيء أخير: ثمن الحرية باهض، لكن التضحية به ضرورية إذا ما أردنا الانتصار لتوازن الذات - الفكر الانساني .

#خالدة_خليل (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل