أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - بين العهد البائد والعهد الفاسد














المزيد.....

بين العهد البائد والعهد الفاسد


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3307 - 2011 / 3 / 16 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



بعد يوليو 1952 اطلقوا على فترة من أزهى فترات التاريخ المصرى " العهد البائد"، وبعد أكثر من ستة عقود على يوليو ها نحن نترحم على هذا العهد البائد بعد ما رأينا من جرائم العهد الفاسد. لا وجه للمقارنة طبعا بين فترة الليبرالية والنهضة المصرية قبل يوليو بعهدى السادات ومبارك والتى وصل الفساد فيهما إلى مرحلة يصعب تخيلها. فى العهد البائد كان هناك العشرات من الباشوات الوطنيين الأحرار كل منهم يصلح لرئاسة الدولة وقيادة نهضتها، وكانت مصر فى قمة مجدها ورونقها، وكانت القاهرة عاصمة اوروبية جميلة ، وكانت الأسكندرية مدينة كوزموبلوتينية توصف وبحق بأنها عروس البحر الأبيض المتوسط.
منذ سنوات طويلة كتبت بأنه لا يمكن محاربة الفساد فى عهد مبارك بدون سقوط النظام ذاته لأن النظام هو المحور الذى يدور حوله الفساد برمته، وهذا هو الفرق بين حالة الفساد فى تونس ومصر. فى تونس كان الفساد عائليا مع بعض الشلل الصغيرة المحاطة بالنظام والأسرة، فى مصر مبارك اصبح الفساد مؤسسيا ولا ابالغ القول أن دولة الفساد أصبحت دولة داخل الدولة، فالرئيس السابق وضع قاعدة إفساد كل من فى منصب كبير عن طريق الأغداق على رؤساء المصالح والهيئات والمؤسسات والوزارات حتى يضمن ولاء الرؤوس الكبيرة له ولعائلته ولحزبه ولنظامه ولاء كاملا ، ولكى تتستر فى نفس الوقت على أكبر عملية لنهب مصر تقوم بها عصابات الحكم أو بمعنى أوضح مافيا الحكم المتحالف مع عدد كبير من رجال الأعمال المتوحشين.كنت ترى صحفى هلفوت يحصل على مليون جنيه فى الشهر فى حين أن زميله الأكثر كفاءة يحصل على الفى جنيه فى الشهر...هذا ناهيك عن ما يحصل عليه بطرق أخرى غير مشروعة، وما يحدث مع هذا الصحفى يحدث مثله فى كافة مؤسسات الدولة.
لقد اصبح تاجر المخدرات فقيرا يندب حظه بالمقارنة برجال الأعمال المتاجرين بأراضى الدولة والمتهربين من دفع ضرائبها، ووصل الفساد إلى درجة تصنيف مصر كأهم مركز عالمى لغسيل الاموال، ومحطة رئيسية لتجارة البشر والأعضاء البشرية حتى أن الأمم المتحدة طلبت من مصر رسميا سرعة اصدار قانون يجرم المتاجرة بالبشر.
والسؤال هل يمكن القضاء على منظومة الفساد هذه وعودة مئات المليارات المنهوبة من قوت الشعب؟.
فى تقديرى أن هذا صعب جدا جدا ولكنه ليس بمستحيل إذا توفرت الإرادة والرؤية لبناء عصر جديد يناسب رؤية شباب التحرير، ولكن المشكلة أن كل ما حدث من خطوات فى هذا الاتجاه محدودة جدا مما يجعلنى أشك فى حدوث مثل هذا التغيير الواسع .نفس الوجوه من الإعلام إلى المؤسسات هى هى التى تدير كل شئ فى البلد مع تغيير فى اللغة وبوصلة النفاق.الذين كانوا يكيلون النفاق لمبارك وعائلته وحزبه ورجاله هم هم الذين ينهالون عليه طعنا ولعنة ، وصبيان أجهزة الأمن ينتحلون دور ثوار ميدان التحرير، ووجوه صحفية قبيحة تحالفت مع أجهزة النظام ومارست الفساد من ليبيا إلى العراق باتت فجأة عنوانا للشرف ورمزا للطهارة تطارد الفاسدين وتتحدث بأسم الثوار!!!....بل وصل الأمر بشاب قبطى استقدمته أجهزة الأمن عام 2005 من واشنطن وفرضته على رجل الأعمال (س.س)، وظل لآخر لحظة ينفذ أوامر هذه الأجهزة الأمنية حتى أنه اجتمع معهم ومعه 6 شخصيات قبطية أخرى يوم 6 فبراير بمقر وزارة الخارجية والثورة مشتعلة فى ميدان التحرير، ومع هذا ذهب الشاب بعد ذلك إلى ميدان التحرير مدعيا أنه من الثوار، وكان حريصا على أن يلتقط الصور فى الميدان بجانب المعارضة وبين الشباب ويوزعها على الصحافة؟؟!!!
إن التغيير لا يعنى الانتقام وتصفية الحسابات وفتح محاكم التفتيش ولكنه فى نفس الوقت لا يعنى التسامح مع هؤلاء الذين فلسفوا وساعدوا فى مأسسة الفساد وتعاونوا مع أجهزة الأمن القمعية ضد الشعب. الحد الأدنى من التغيير هو استبعاد هؤلاء من المشهد تماما. وهنا يقفز السؤال كيف يمكن إدارة البلد فى حالة استبعاد كل هذا العدد من الناس وأين نجد بديلا لهم؟.
اعتقد أن إذا قدمنا للمحاكمة وبشكل عاجل أكثر الف رجل أعمال فاسد، وأكثر الف سياسى فاسد، وأكثر الف صحفى فاسد، وأكثر الف مدير فاسد مع إرجاع ما نهبوه لخزينة الشعب لن تخرب الدنيا باستبعاد اربعة الاف شخص من شعب تعداده 87 مليون نسمة.
الثورة لا تكون ثورة إلا باحداث تغيير جذرى فى هيكل النظام واركانه وفلسفته ورجال عهده وأجهزته الأمنية ، وبدون ذلك نكون إزاء تلاعب بعقول المصريين واسخفاف بدماء شهداء الحرية.

كاتب المقال ناشط حقوقى بارز ومدير منتدى الشرق الاوسط للحريات



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للتصويت بلا على التعديلات الدستورية
- شرق أوسط إسلامى أم شرق أوسط ديموقراطى
- أول القصيدة كفر
- القذافى يحكم وزارة الخارجية
- حذارا من التأمر على الثورة
- نهاية نظام مبارك
- خواطر حول مجزرة الإسكندرية
- هل تقود تونس الموجة الخامسة للديموقراطية فى المنطقة العربية؟ ...
- عام حزين على الثقافة العربية
- نص تقرير الحريات الدينية عن مصر
- الأقباط وإسرائيل
- مصر وتقرير الحريات الدينية2010
- من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟
- انتفاضة أقباط العمرانية.. وإرهاب الدولة المصرية
- تساؤلات حول ويكليكس
- دموع مسيحى العراق
- العداء للعدالة الدولية
- المسرحية السياسية فى مصر
- التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة ...
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله


المزيد.....




- غزة: عشرون قتيلا وعشرات الجرحى إثر انقلاب شاحنة على مئات من ...
- الحرب في غزة: ما حقيقة الخلافات بين الحكومة والجيش في إسرائي ...
- ما حظوظ أن تثمر زيارة ويتكوف إلى روسيا وقفا للحرب في أوكراني ...
- أفريكا ريبورت: صورة كينيا كوسيط محايد تتصدع وسط اتهامات بإيو ...
- أطباء عادوا من غزة: هل بقيت لدينا في أوروبا ذرة من الإنسانية ...
- لماذا اختار الأميركيون هيروشيما بالذات بعد قرار قصف اليابان؟ ...
- كيف علق المغردون على الخطة الإسرائيلية لاحتلال غزة؟
- يوم وطني لدعم غزة.. مبادرة جزائرية للتحفيز على التبرعات الشع ...
- أصوات من غزة.. أطفال مرضى السكري معاناة وسط الانهيار الصحي
- ويتكوف يصل إلى موسكو في -الرحلة المرتقبة-


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - بين العهد البائد والعهد الفاسد