أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة














المزيد.....

التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3148 - 2010 / 10 / 8 - 22:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كأن التيارات الإسلامية بمختلف مشاربها لم تتعلم شيئا من تجربة إستغلال السادات لها ومن تجربة السجون والمعتقلات ومن المراجعات الفقهية التى أعلنتها، فعادت إلى سيرتها القديمة فى التمهيد للأنقضاض على الأقباط مرة أخرى.
حتى الآن 9 مظاهرات حاشدة فى القاهرة والأسكندرية تعلوها الشتائم والصراخ والهيجان والتهديد والوعيد ،يقودها السلفيون والوهابيون والأصوليون والمتطرفون تمهيدا للتسخين فى المعركة الكبرى التى بشرهم بها الدكتور محمد سليم العوا.، علاوة طبعا على البيانات النارية والبرامج التليفزيونية التى تهدد الأقباط بالويل والثبور وعظائم الأمور.
كنت أظن أن الإنسان يعتبر فترة السجن فترة مراجعة للذات ينفرد بها مع نفسه يعيد شريط حياته فى هدوء ،يعيد تقييم سلوكه وأهدافه،يتذكر الذين ظلمهم وتقوده شفافية نفسه فى ليالى السجن الطويلة المظلمة إلى الأعتراف بخطئه وطلب السماح ممن ظلمهم. كنت أنتظر من هذه المراجعات الفقهية أن تمتد لتشمل أعترافا صريحا من هذه التيارت بما اقترفته أيديهم فى حق الأقلية القبطية المسالمة، كنت أتمنى أن تشمل هذه المراجعات طلبا صريحا ممن قاموا بها بالاعتذار للأقباط عما بدر منهم وفتح صفحة جديدة من آجل السلام الاجتماعى والوحدة الوطنية. كنت على الأقل أنتظر أن يفهموا دروس التاريخ ولا يدعوا أحد يستغل حماسهم الدينى مرة أخرى من آجل أهدافه السياسية.
كنت أنتظر لحظة صدق مع النفس من هذه التيارات لتسأل نفسها ماذا فعل الأقباط المسالمين لكى يقوموا بكل ما أقترفوه من أثام ضدهم على مدار عقود.
منذ أن التقى الرئيس السادات بالسيد كمال ادهم رئيس المخابرات السعودية، خطط وعمل السادات لتحويل أتجاه مصر تماما ناحية الدولة الدينية لينضم وقتها إلى الحلف السعودى الباكستانى السودانى المرتبط بالولايات المتحدة.
أستدرج السادات الشباب المتحمس دينيا وبقايا تنظيم الأخوان المسلمين ليصنع منهم مليشيات دينية خاصة تدار بمعرفة الحكومة وتوجهاتها ، أما مباشرة عبر بعض المسئولين وقتها أم بطريقة غير مباشرة عن طريق الأجهزة الأمنية التى كانت تعلم جيدا كيف تستفز هذا الشباب وتحول مسار سخطه تجاه الأهداف التى تريد توجيه غضب وعنف هذه التيارات ناحيتها.
لأسباب كثيرة، منها خلاف السادات مع البابا لعدم حماسه لمشروع السادات للتطبيع مع إسرائيل وزيارة القدس، كانت أجهزة السادات ترى الأقباط هدفا مثاليا تستطيع أن تفرغ السخط العام وحالة الهياج المجتمعى تجاههم بدلا من توجيهها إلى رأس النظام واعمدته، وما أسهل أثارة هولاء الشباب تجاه الأقباط عبر الشائعات والأتهامات المرسلة والإدعاءات الكاذبة والحوادث المفتعلة. بلعت كافة التيارات الإسلامية الطعم وتوجهت بعنفها تجاه الأقباط، ولكن جزء من هذا العنف انطلق تجاه صدر السادات ذاته ليدفع ثمن مخططاته الخبيثة.
سيناريو نهاية السبعينات من القرن الماضى يتكرر مررة أخرى ولكن بصورة اسوأ، الجهات الأمنية والمخابراتية التى أدارت الملف هى نفسها التى تستخدم نفس آلياتها لتوجيه دفة الغضب فى الأتجاه الذى تريده. كبار الشيوخ المتخصصون فى التهييج يمارسون نفس الدور بمهارة، الشباب المتحمس والمتطرف والهايج هم انفسهم الأدوات التى يستعملها هؤلاء الشيوخ، وفى النهاية هناك جهة ما تدير كل هذا بالريموت كنترول من داخل مصر.
الفرق بين أجواء سبتمبر 1981 وما بين أجواء سبتمبر 2010 أن السخط هذه المرة موجه تجاه الأقباط بجملتهم وليس رأس الكنيسة وحده، وأن الاتهامات طالت الأقباط جميعهم، وأن نتائج هذه الفوضى إذا حدثت لا قدر الله ستكون أكثر بكثير مما يتخيله مخططوها .
والسؤال لماذا فى كل مرة تكون أدوات العنف ضد الأقباط هى التيارات الإسلامية؟.
هناك أسبابا كثيرة لذلك نختصر منها ثلاثة أسباب:
الاول: هى الكراهية الشديدة التى تكنها التيارات الإسلامية لكل ما هو غير مسلم، وهم مستعدون لعمل أى شئ وارتكاب أى جرائم ضد غير المسلمين وخاصة اليهود والمسيحيين.
الثانى: هو جبن هذه التيارات الإسلامية، فمن تعامل مع هذه التيارات يدرك تماما انها تتصف بالخسة والغدر والجبن، ولهذا فان الأقباط هدف سهل ومثالى بالنسبة لهم. لقد تم هزيمة هذه التيارات أمام الدولة مما اضطرها أن تقوم بصفقة يتم بموجبها تقديم مراجعات فقهية تعلن من خلال هذه المراجعات أنها اخطأت فى حق الدولة لتبنيها للعنف فى مقابل الأفراج عن معظم أفرادها من السجون،أى أن هذه التيارات ركعت أمام النظام ولم تكن مقتنعة بوقف العنف ولكنه إعلان للهزيمة، ولهذا فان رغبتهم العميقة فى ممارسة الكراهية والعنف لا مانع من توجيهها تجاه الأقباط ، وياللعجب بتوجيهات من أجهزة الأمن نفسها التى كانوا فى عداء معها، وهذا يمثل ضرب لعصفورين بحجر وأحد بالنسبة لهذه الأجهزة الأمنية ،بتوجيه فائض العنف تجاه الأقباط بعيدا عن أستهداف النظام كما فعل السادات، وثانيا لالهاء الناس عن الملفات الخطيرة مثل ترتيبات نقل الحكم والأنتخابات القادمة، وثالثا لتأديب الأقباط الذين علا صوتهم من وجهة نظر أجهزة الأمن.
الثالث: أن هذه التيارات الإسلامية تتسم بالإضافة إلى الخسة والندالة والجبن فهى أيضا لا تؤمن بالكذب فقط كوسيلة للتشنع على الخصوم ولكنها تعشق الكذب وتتنفس الكذب وتحيا على الكذب ولا تستطيع أن تحشد زبائنها بدون هذا الكذب، فليس لديها نصيب من المنطق ولهذا تبنى نشاطها على جبال الأكاذيب، ولهذا تلتقط خيط الشائعات التى تسربها أجهزة الأمن لتبنى عليها جبال من الأكاذيب فى توزيع أدوار لا تخطئه العين بين الطرفين.
أن اللعب بات على المكشوف ، وقداسة البابا فى أحاديثه فى الفترة الماضية المح إلى فهم الأقباط للعبة وتسائل فى التليفزيون المصرى مع عبد اللطيف المناوى،أين الأمن القومى من هذا كله؟ وهو اتهام واضح لأجهزة الأمن والمخابرات بأنها تدير اللعبة برمتها .
الحل فى يد عقلاء الأمة من المسلمين والأقباط، فالمشكلة ليست فى فعل الأشرار وأنما فى صمت الأخيار كما يقول مارتن لوثر كنج... فهل يصحو الأخيار قبل فوات الأوان... هذا ما نتمناه وندعوا اليه.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
- الأقباط وسيناريو الفوضى
- حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى
- الناسخ والمنسوخ فى الدستور المصرى
- حكاية الدكتور عصام عبد الله
- التعليم والمواطنة(3-3)


المزيد.....




- محمد بن زايد يهنئ أرمينيا وأذربيجان باتفاق السلام
- لندن وباريس تتعهدان بدعم زيلينسكي وتحقيق سلام عادل بأوكرانيا ...
- الجيش اللبناني يغلق بعض المداخل المؤدية للضاحية الجنوبية
- إعلام إسرائيلي: الجيش سيقدم خطة جديدة للسيطرة على غزة
- اتساع هوة الخلاف بين دمشق و-قسد-..توتر كبير واتهامات متبادلة ...
- فرنسا.. إنقاذ مهاجرين اختبأوا في شاحنة مبردة متجهة لبريطانيا ...
- علي باقري: محاولة إخراج حزب الله من المعادلة بلبنان لن تنجح ...
- زعماء أوروبيون يدعون لممارسة مزيد من -الضغط- على روسيا
- محمد رمضان يثير التكهنات بصورة مع لارا ترامب.. ويعد بمفاجأة ...
- هل تستخدم إيران سلاح حزب الله كورقة تفاوض في ملفها النووي؟


المزيد.....

- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة الدولة