أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مجدى خليل - دموع مسيحى العراق














المزيد.....

دموع مسيحى العراق


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3176 - 2010 / 11 / 6 - 09:49
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


دموع مسيحى العراق
لا توجد أى كلمات تستطيع أن تعبر عن فاجعة أم تمسك بحذاء طفلها الصغير الذى أستشهد هو وزوجها على يد أعداء الحياة داخل كنيسة سيدة النجاة ببغداد. قد نبكى ونحن نشاهد منظر الجثث وهى ملقأة على أرض الكنيسة أو مع المنظر المهيب الجلل لعشرات الصناديق التى تحمل جثث الرجال والنساء والأطفال وهى تخرج من صحن الكنيسة متجهة إلى مثواها الأخير، ولكن حزن هذه الأم انبل واعمق بكثير جدا من مجرد دموع تنهمر على الخدود. أنها صدمة فاجعة كارثة مصيبة ذهول شرود...إن الدنيا باكملها أمامها اضيق بكثير من ثقب الأبرة التى تحدث عنها السيد المسيح له المجد.

يا الهى ،أى نوعية من البشر هذه التى تعتقد أنها تتقرب إلى الهها على جثث الأطفال والرضع والنساء وتمثل بجثث الرجال،لماذا يحتقر هؤلاء الناس الحياة الإنسانية؟.أى شيطان هذا الذى يسكن فى قلوبهم وعقولهم؟، ومن هو هذا الاله الذى يمكن أن يكافئ هؤلاء على دناءة وحقارة نفوسهم وعلى توحشهم وعلى فحيحههم المميت؟.
لقد جاءت هذه المجزرة، والتى وصفتها النيويورك تايمز بأنها حولت الكنيسة إلى حمام من الدم، وقالت عنها امنستى انترناشونال بأنها " جريمة حرب" ،بعد أقل من اسبوع على ختام سنودس الاساقفة الكاثوليك من آجل الشرق الأوسط بالفاتيكان حيث حذر من صعود الإسلام السياسى منذ نهاية السبعينات على مستقبل مسيحى الشرق ، معتبرا أن هذه التيارات تريد فرض نمط عيش إسلامى على مجتمعاتها بمن فيه من مسلمين ومسيحيين، معتبرين أن سبب كل الشرور هو الابتعاد عن الإسلام، ومن هنا ظهر شعار : الإسلام هو الحل، ولتحقيق هذا الهدف كما جاء فى اجتماع السنودس لا يتورع هؤلاء عن استخدام العنف.

لقد صدق البابا بندكيت السادس عشر بوصفه لهذه المذبحة المروعة ب " العنف العبثى والوحشى"، ووصفها البابا شنودة ب"الامر الذى لا يقبله عقل ولا ضمير".
لقد دفع المسيحيون فى العراق الثمن الأكبر منذ عام 2003، ولم يخلوا بيت مسيحى واحد مد دموع على فقد حبيب أو على فقد وطن بأكمله، ومن المؤسف أن المتطرفين الشيعة والسنة اختلفا فى كافة الأمور واتفقا على استهداف هؤلاء العزل المسالمين الابرياء، ويتحمل تنظيم ما يسمى بدولة العراق الإسلامية ومن وراءه السعودية، وجيش المهدى ومن وراءه إيران المسئولية المشتركة مناصفة عن كل ما جرى للمسيحيين فى العراق منذ عام 2003.إن الوهابية والخومينية يتحملان معا وزر ما حدث للمسيحيين فى العراق فى السنوات الأخيرة، ويتحملان معا المسئولية عن الإرهاب الدولى المعاصر.
لقد نشرت الواشنطن بوست فى 2 نوفمبر 2010 أن المحققين فى العراق كشفوا النقاب عن وجود جوازى سفر لاثنين من المصريين وثلاثة من اليمنيين ضمن القتلة المجرمين الذين هاجموا الكنيسة، وكشف وزير الدفاع العراقى أن جميعهم من دول عربية ولا يوجد بينهم عراقى واحد، ولعل تحقيق نزيه وشفاف يكشف الابعاد الحقيقية لهذه المذبحة ودور السلفية الوهابية التى ربطت المذبحة بأقباط مصر، ومدى التنسيق بين هؤلاء القتلة والمجرمين وبين المتطرفين الذين يهددون الأقباط اسبوعيا فى ربوع مساجد مصر بحمامات من الدم.
يبقى الكلام عن تنظيم القاعدة وتهديده لأقباط مصر وهذا الربط العجيب والمصطنع بين مذبحة مروعة فى بغداد وبين حكاية سيدة اختلفت مع زوجها فنسجوا حولها الاساطير لدرجة أن وكالة الانباء الفرنسية وصفت وفاء قسطنطين وكاميليا شحاتة بأنهم أشهر قبطيتين فى مصر.هناك من يتصور تنظيم القاعدة على أنه مجموعة بن لادن والظواهرى، وأن نشاطهم فى العراق واليمن والمغرب العربى يتم تحت أشراف التنظيم الرئيسى فى افغانستان، وهذا فى تقديرى خطأ كبير. تنظيم القاعدة ما هو إلا فكر جهادى وتكفيرى متطرف، وكل من يؤمن بهذا الفكر يعتبر ضمن تنظيم القاعدة حتى وإن لم يكن له أى علاقة ببن لادن والظواهرى من قريب أو من بعيد. تنظيم القاعد مثل محلات ماكدونالدز يستطيع أى شخص أن يحصل على علامة ماكدونالدز دون أن يكون التنظيم الاصلى هو المالك الحقيقى للفرع أو يقوم بإدارته. تنظيم القاعدة ما هو إلا علامة تجارية للجهاد الإسلامى التكفيرى العنيف، وبناء على هذا فمصر هى المخترع الاول والمصدر الأول للفكر الجهادى التكفيرى منذ عام 1928 عبر عشرات التنظيمات ومنها الاخوان المسلمين، وجماعة القطبيين،وتنظيم التكفير والهجرة، وتنظيم الجهاد، والجماعة الإسلامية، وتنظيم الفنية العسكرية(صالح سرية)،والناجون من النار، والتوقف والتبين، وجماعة الشوقيين، وتنظيم أحمد سمن، وتنظيم طه السماوى المعروف بالسماوية،وجماعة حرائق اندية الفيديو،وتنظيم طلائع الفتح، وتنظيم العائدون من أفغاتستان، وتنظيم العائدون من البانيا، والحركة السلفية التكفيرية، والتنظيم الوهابى....الخ. ومن هنا نلاحظ درجة التماهى بين بيانى ما سمى دولة العراق الإسلامية وبين البيانات التى صدرت من التنظيمات التكفيرية فى مصر حول موضوع كامليا شحاتة، وكذلك مع التهديدات التى رفعوها خلال مظاهراتهم الاسبوعية فى مساجد القاهرة والاسكندرية وكأن الكاتب هو نفس الشخص.
إن الهدف الرئيسى لهذه الشبكات الجهنمية هو تفريغ الشرق من مسيحييه، وهذا هو التحدى الحقيقى أمام المسيحيين أن يصمدوا مهما كانت التضحيات، فهم أصل الشرق ولا معنى له بدونهم. الله معكم لاتخافوهم.
تبقى كلمة أخيرة عن مقارنة بين ذلك الكائن البشع الذى تجرأ وذبح طفلة عمرها اربعة شهور وهى ساندرا جان يونان ومزق اشلاء عروس جميلة فى ثوب زفافها وهى رغدة، وبين الكاهن الشاب ثائر سعد الله والذى تقدم بشجاعة تجاه ثلة الوغود وقال لهم اقتلونى أنا واتركوا الشعب يمضى لحال سبيله فامطروه بوابل من الرصاص، فالشهيد بحق ليس من يقتل الأخرين بل من يقدم حياته لفداءهم على خطى السيد المسيح له المجد، ولهذا فأن دماء الشهداء هى بذار الكنيسة.
المجد والعز والفخار لشهداء سيدة النجاة وليملأ الرب قلوب ذويهم بالتعزيات السماوية.
من قتل هذه العروس الجميلة رغدة
http://www.youtube.com/watch?v=tPBpZIg4zwc



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العداء للعدالة الدولية
- المسرحية السياسية فى مصر
- التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة ...
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
- الأقباط وسيناريو الفوضى
- حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى
- إنقلاب على عهد بوش
- رسائل عطرة من اشقائنا المسلمين
- حوار مع قرائى


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مجدى خليل - دموع مسيحى العراق