أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مجدى خليل - من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟















المزيد.....

من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3207 - 2010 / 12 / 6 - 21:18
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟
مجدى خليل
سادت فى الفترة الأخيرة نغمة متشائمة بشأن ما يحدث للمسيحيين فى الشرق الأوسط ، وجاءت التحليلات لوضعهم الحالى أو لمستقبلهم تصب فى خانة التوقعات المتشائمة، والجديد هو ربط مستقبلهم معا رغم الأختلافات بين اوضاع المسيحيين من دولة إلى أخرى فى المنطقة، وجاء بيان تنظيم القاعدة الذى ربط بين المسيحيين فى العراق ومصر ليعزز هذا الاتجاه الذى يصورهم ككتلة واحدة تتحرك فى اتجاه واحد ناحية المجهول.
ومما زاد من نغمة التشاؤم هو سلسلة الأعتداءات التى استمرت على المسيحيين فى العراق بعد مجزرة كنيسة سيدة النجاة، وكذلك أستمرار مسلسل الاعتداءات على الأقباط والذى لم يكن أخرها الهجوم الغاشم لقوات الأمن المصرية على كنيسة العمرانية يوم 24 نوفمبر 2010، ومن قبلها الاعتداءات التى حدثت فى قرية النواهض بقنا يوم 15 نوفمبر 2010 وكان من جرائها حرق 23 منزلا يملكها أقباط بالإضافة إلى بعض المحال التجارية والمعدات الزراعية بسبب شائعة عن معاكسة شاب قبطى لفتاة مسلمة كما جاء فى صحيفة الجمهورية المصرية بتاريخ 17 نوفمبر 2010، والغريب أن نفس المحافظة شهدت أحداثا مماثلة فى نفس الشهر من العام الماضى، بدأت يوم 21 نوفمبر 2009 بسبب شائعة مماثلة عن أعتداء قبطى على فتاة مسلمة وتسببت فى حرق عشرات المنازل والمحلات التجارية للأقباط فى فرشوط وانتهت بمذبحة نجع حمادى يوم 7 يناير 2010. ولو تم توقيع عقاب قانونى عادل على المجرمين فى نوفمبر 2009 لما تكررت أحداث نوفمبر 2010.
نعود إلى المسيحيين فى العراق لنطرح السؤال الرئيسى فى هذا المقال عن من يقف وراء ما يحدث لهم؟.
● إن ما يحدث للمسيحيين فى العراق هو جرائم حرب على حد وصف امنستى انترناشونال، وجرائم إبادة ضد الإنسانية وفقا للقانون الدولى الإنسانى،فوفقا لتقديرات المنظمات الحقوقية منذ عام 2003 وحتى الآن تعرض المسيحيون لأكثر من 200 تفجير، حيث قتل نحو 1000 شخص بينهم 13 كاهنا واسقف الموصل للكلدان بولس فرح رحو،وتم تفجير 53 كنيسة.
● تم حرق نحو 500 محل تجارى، واغتصبت عشرات الفتيات، واجبرت جماعات تابعة لجيش المهدى المسيحيات على ارتداء الحجاب.
● بعد سقوط العراق مباشرة بدأت سلسلة من الهجمات على محلات الخمور وبيوت التجميل التى يملكها المسيحيون فى البصرة، ونتج عن ذلك أن تناقص عدد المسيحيين فى البصرة من 2000 عائلة إلى اقل من 40 عائلة حاليا.
● فى أغسطس 2004 تعرضت خمس كنائس للتفجير منهم كنيسة سيدة النجاة، ونتج عن ذلك مقتل 11 فرد واصابة 55، ونزح بعدها 40 الف مسيحى خارج المنطقة.
● فى اكتوبر 2008 نزح من الموصل 13000 شخص بعد مقتل 40 مسيحيا، منهم المعاق والسيدة المسنة والطفل مما يؤكد نية الترويع، وهدد الكثيرين بوضع منشورات على بيوتهم تخيرهم بين التحول للإسلام أو مغادرة المدينة.
● فى فبراير 2010 تم قتل 12 مسيحيا فى الموصل وقد نزحت 1700 أسرة مسيحية بعد هذا الترويع.
● فى يوم 31 اكتوبر 2010 تم قتل أكثر من 50 شخص علاوة على عشرات الجرحى فى الهجوم للمرة ثانية على كنيسة سيدة النجاة مما أدى إلى موجة جديدة من الهجرة وخاصة إلى الأردن كمحطة انتقالية.
● فى احصاء عام 1978 كان عدد المسيحيين فى العراق يقدر ب 1.4 مليون شخص. من عام 1991 حتى عام 2003 ترك العراق حوالى 400 الف شحص مسيحى.
● تقدر المفوضية العليا لشئون اللاجئين عدد المسيحيين الذين تركوا العراق منذ عام 2003 وحتى الآن من 250-500 الف مسيحى.
لقد تحول العراق من جمهورية الخوف إلى جمهورية الموت ، ومن دكتاتورية البعث إلى دكتاتورية العمائم.
فى تقديرى أن ما يحدث للمسيحيين فى العراق تتقاطع فيه الأسباب العامة والاسباب الخاصة، كما تتقاطع فيه الاسباب الدينية مع الاسباب السياسية، والظروف المحلية مع الظروف الاقليمية مع الظروف الدولية.ويمكن تلخيص أهم هذه الأسباب فى الاتى:
اولا:حالة الفوضى العامة التى تجتاح العراق منذ عام 2003
فهناك فوضى على الحدود مع دول الجوار، وفوضى فى التسليح وفى الاسلحة المهربة، وضعف فى حالة الانضباط العام، وأنقسام طائفى وصل إلى المؤسسات الأمنية ذاتها التى لم يعد يجمعها خيط وطنى قوى. وكلما لاح أمل للاستقرار غذت دول الجوار حالة الفوضى ليظل العراق منكسرا منكفئا على ذاته.
ثانيا: نقص الحماية المتوفرة للمسيحيين فى العراق
وتتحمل الحكومة العراقية وقوات الإحتلال الأمريكى المسئولية الرئيسية عن هذا الخلل فى حماية الأقليات الصغيرة فى العراق، وهى مكونات أصيلة فى المشهد العراقى التاريخى. وقد دفع هذا البعض بأن يفكر بطريقة يائسة مثل دعوة مطران السريان فى بريطانيا أثناسيوس داوود للمسيحيين فى العراق بالهجرة إلى الخارج،أو هذا النقاش الذى يدور حول خلق منطقة محمية للمسيحيين فى محافظة نينوى، وهى كلها فى رأيى خيارات ضررها أكثر بكثير من نفعها وستؤدى إلى تعقيد المشهد بصورة اكبر، وتصب فى النهاية فى تحقيق غاية المتطرفين والإرهابيين.
ثالثا:الصراع الوهابة الخومينى على أرض العراق
وهو صراع لم يتسبب فى محنة المسيحيين فحسب بل وفى محنة العراق ككل، ولا ابالغ إذا قلت أن الوهابية والخومينية يتقاسمان المسئولية عن الإرهاب الدولى المعاصر برمته.
رابعا:غياب العقاب بل وحتى التحقيقات النزيهة
وكما هو حادث فى مصر من أن غياب العقاب يؤدى إلى تسارع معدل الجريمة يحدث ذلك أيضا فى العراق، وفى حين يجد البعض عذرا للحكومة العراقية فى ظل عدم الاستقرار السياسى هناك،فأنه لا يوجد عذر للحكومة المصرية وهى تملك من أدوات القوة ومن اجهزة الأمن ما يكفى ويزيد لردع المعتدين وضبط الأمور... ولكنها للأسف لا تفعل ذلك؟؟؟!!؟
خامسا:التركيز على حماية الشخصيات السياسية والمصالح الطائفية
فمما يؤسف له فى العراق الجديد هو اعلاء الانتماء الطائفى على الانتماء الوطنى، وامتد ذلك من المحاصصة السياسية شبه الطائفية إلى الحماية الأمنية،ففى الوقت الذى ترسل الحكومة أكثر من ربع مليون فرد أمن لحماية المزارات الشيعية فى المناسبات الدينية تتقاعص عن حماية الاقليات الدينية الصغيرة، وفى الوقت الذى يتم فيه التركيز على الشخصيات السياسية بطريقة شبه مليشياوية يتم أهمال حماية المسالمين العزل من الطوائف الصغيرة.
سادسا:تداخل السياسى بالدينى فى مسألة المسيحيين
فمثلا الصراع العربى الكردى على ديالا وكركوك أدى إلى استهداف المسيحيين من الطرفين، ومحاولة استقطاب بعض الشخصيات المسيحية وخاصة من طرف الاكراد والاغداق المالى عليهم ليكونوا مساندين لحقهم فى ضم هذه المناطق لكردستان فى المستقبل، وهذا الصراع والاستقطاب للأسف كان ضارا باوضاع المسيحيين فى تلك المناطق.
سابعا: تراخى إدارة أوباما فى حماية المسيحيين
منذ قدومه إلى البيت الأبيض حمل أوباما معه أستراتيجية خروج من العراق، ومن ثم لم يكن فى حسابات إدارته مسائل تتعلق بمعالجة الأوضاع الذى تسبب عنها الاحتلال الأمريكى للعراق ومنها هذا الوضع المؤسف الذى يعانى منه المسيحيون والصابئة والايزيديين،كما أن إدارة أوباما ركزت على استراتيجية تصالح مع العالم الإسلامى ومن ثم لم تحاول الضغط لتحسين وضع المسيحيين فى الدول الإسلامية.
واخيرا: نمو ثقافة الكراهية المصاحب لصعود دور الإسلام السياسى
ففما لا شك فيه أن العقود الأربعة الاخيرة شهدت تصاعدا مستمرا لتيار الإسلام السياسى الذى يركز على أسلمة السياسة والحياة العامة ورفض الآخر وتشجيع العنف الدينى والتحريض على الأقليات المسيحية، ولهذا عانت كافة الأقليات المسيحية من جراء نشر ثقافة الكراهية والهوس الدينى المصاحب لهذا التيار، ومن المؤسف أن الشيخ يوسف القرضاوى يسمى ذلك " صحوة إسلامية"، ويسميها الشيخ محمد عمارة " يقظة إسلامية"، فى حين أن البعض الآخر مثل الكاتب والأكاديمى الفلسطينى أحمد ابو مطر يرفض هذه التسميات ويسميها " صحوة إرهابية"،فالإسلام موجود منذ قرون ولم يكن ينتظر حسن البنا أو الظواهرى أو بن لادن أو محمد عمارة أو محمد سليم العوا أو طارق البشرى لكى يوقظه... فكلها حركات سياسية تبغى السلطة وفى سبيل ذلك مارست كل صنوف العنف والإرهاب وخاصة ضد غير المسلمين.



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انتفاضة أقباط العمرانية.. وإرهاب الدولة المصرية
- تساؤلات حول ويكليكس
- دموع مسيحى العراق
- العداء للعدالة الدولية
- المسرحية السياسية فى مصر
- التيارات الإسلامية: عودة لإستهداف الأقباط بضوء أخضر من أجهزة ...
- لبنان بين جمهورية عرفات وجمهورية حسن نصر الله
- الأقباط وسيناريو الفوضى
- حرق القرآن عمل عدوانى مجنون
- أمريكا الأمنية: الوجه الآخر لأمريكا بعد 11 سبتمبر
- عام صعب على الشرق الأوسط
- من نيويورك إلى مغاغة
- هل الدول الإسلامية دولا حديثة؟
- دعوة لتكريم نصر حامد ابو زيد
- القمص بولس باسيلى
- وليم الميرى
- أفغانستان : الدولة المشكلة(2-2)
- أفغانستان: الدولة المشكلة(1-2)
- سؤال وجواب حول الزواج المدنى للأقباط
- الأقباط بين الزواج المدنى والزواج الدينى


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - مجدى خليل - من يقف وراء ما يحدث للمسيحيين فى العراق؟