أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حتى يمكن للشعب الفلسطيني انهاء الانقسام:














المزيد.....

حتى يمكن للشعب الفلسطيني انهاء الانقسام:


خالد عبد القادر احمد

الحوار المتمدن-العدد: 3306 - 2011 / 3 / 15 - 15:05
المحور: القضية الفلسطينية
    



لكل انتفاضة شعبية في المنطقة ليلاها التي تغني لها, ولكل نظام فيها ورد الذي يود الابقاء عليه قسرا زوجا لليلى, ووحده الفكر القومي العربي يقيم زفافا جماعيا لهذه الانتفاضات, فاين هو زفافنا الفلسطيني من كل ذلك,
يحاول الشعب الفلسطيني, ايضا, تفجير انتفاضته الشعبية الخاصة, مسترشدا بمطلب انهاء الانقسام الذي اضر كثيرا بالقدرة الفلسطينية على حراك التحرر وشكل مظلة واسعة لنهج الاستيطان الاستعماري, كما انه في ابسط صوره شكل مظلة له في التهرب من استحقاقات القرارات الاممية بخصوص قضية الاحتلال. ونحن كفلسطينيين _ مجبورون _ لتاييد مطلب انهاء الانقسام, فحال الانقسام وإن كان في اصله _نتيجة_ مسار فلسطيني ايديولوجي سياسي خاطيء, غير اننا لا ننكر انه بات ايضا سببا من اسباب حالة العجز الفلسطينية عن التحرر. واحد المظلات التي تحتها توسع نهج العدوان الصهيوني علينا في محتلف المجالات. وقد تعودنا نحن الفلسطينيون على تقبل النتائج والخضوع لها والعودة للتعامل معها _كاسباب _نغفل انها اصلا كانت نتيجة.
حالة الانقسام في واحد من تجلياتها مكسب فصائلي _ ميليشياتي _ تتقاسمه حركتي فتح وحماس, ولكل منهما مردوده السلطوي السياسي الاقتصادي فيه, وتاسيسا عليه تبلورت شرائح طبقية سياسية انتهازية تحمل اسم مناضل وممثل, لذلك يحرص كل منهما على الابقاء على حالة الانقسام, اكثر من حرصه على تجاوزها, لذلك يتمترس كل منهما خلف منطق ونهج الخيار الواحد الذي يرفضه الاخر. فهل نجد في رؤية الانتفاضة الشعبية الفلسطينية برنامجا قادرا على كسر ارادة هذين الطرفين واجبارهما على التنازل عن مصالحهما الخاصة في الانقسام والرضوخ للرغبة الشعبية؟
من المفترض في الانتفاضة الشعبية ان تشكل بذاتها او تحمل في اليتها مبادرة برنامجية وان تبدي القدرة اللازمة على تطبيقها المستقل الى درجة تهدد معها مصالح هذه الاطراف ووجودها في موقعها السلطوي, فما هو برنامج مبادرة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية غير المطلبي؟ والقادر على تفجير المواقع السلطوية تحت اطراف الانشقاق.
إن الطرفين فتح وحماس يسيطران على شريان الاقتصاد الفلسطيني اولا كونهما حلقة الاتصال الفلسطينية بالمنظومة العالمية التي تغذي ماليا هذا الشريان, وهما ثانيا اقاما علاقة تنسيق موضوعية خاصة بهما مع الكيان الصهيوني علاقة وحالة تنسيق موضوعية, سقفها الاعلى سماحه بوجودهما واستمرارهما في حجم محدد في مقابل حدها الادنى وهو سيطرتهما على العنف الفلسطيني, وفي المقابل فان العدو الصهيوني يحفظ هذه المعادلة بالية على اساس حساب دقيق يبقي استمرار تغذية الشريان الاقتصادي الفلسطيني ضمن سيطرة هذين الطرفين مع بقائهما منفصلين منقسمين متناقضين, كما انه يسمح لهما بدرجة من التسلح القادر على قمع وكبح جماح اي انحراف فلسطيني نحو العنف المسلح. وهذين الطرفين يدركان تماما الشروط الصهيونية الموضوعية وهما خاضعين لها على امل ان يغير الزمن في هذه الشروط,
ان السؤال الذي نطرحه على الانتفاضة الشعبية الفلسطينية ضد الحالة الانقسامية هنا, هو في مدى استعداد قوى الشباب الفلسطيني على تفجير هذه المعادلة او الرضوخ لها بعد فشل محاولة تغييرها. اذا لم يكن في جعبة هذه القوى بديل ثوري عملي لها. فاقصى ما يمكن للانتفاضة الشعبية احرازه هنا هو اعادة اطلاق الحوار بين طرفي الانشقاق, ولكن على اساس مستجدات الوضع الاقليمي الذي لا يصب عمليا باتجاه تجاوز حالة الانشقاق بل باتجاه تعميقه.
ان التراجع الملحوظ في موقف الولايات المتحدة الامريكية كوسيط يستفرد بعملية التفاوض, يرافقه الان تراجع ملحوظ في حماسة اللجنة الرباعية, والتي باتت تاخذ بعين الاعتبار عدم جدوى الضغط على الكيان الصهوني في لحظة تنفتح بها امعاء المنطقة امام النفوذ الامريكي خاصة في منطقة شمال افريقيا التي كانت تعد خارج اطار هذا النفوذ, وخاصة بعد ان نجح النظام في ليبيا بتوظيف الصراع الدولي كعامل من عوامل الصراع المحلي, الامر الذي ادركته مبكرا الولايات المتحدة الامريكية فصعدت من لغة احتمال تدخلها مباشرة مما جعل اوروبا تستشيط غضبا, فكان العرض الامريكي على صورة مساومة تبقي شمال افريقيا في اطار النفوذ الاوروبي في مقابل ابقاء مسار تسوية الصراع الفلسطيني الصهيوني في اطار الاستفراد الامريكي. ومن هنا جاء تاجيل اجتماع اللجنة الرباعية.
لا جديد اذن على وضع الصراع الفلسطيني الصهيوني يحمله الزمن القادم القريب, وانما عودة لمساومة فلسطيينية امريكية من وضع تعرض الفلسطينيين لضغوط شديدة تستهدف قبولها المقترح الصهيوني بدولة الحدود المؤقتة كما يراها نتنياهو.
ان قراءة احتمالات الانتفاضة الفلسطينية في انهاء حالة الانقسام يجب ان يتم في ظل وضوح صورة العلاقة الاوروبية الامريكية, التي طرأ على موازين قواها تغير ليس للصالح الفلسطيني, والذي حملت نتائجه السيئة لها الانتفاضات _ العربية _ في تونس ومصر والوضع الراهن في ليبيا, والذي ستكون النتيجة الرئيسية فيه عدم القدرة على تجاوز حالة الانقسام,طالما ان الانتفاضة الشعبية الفلسطينية لم تحمل جديدا نوعيا يتجاوز طلب انهاء الانقسام
ان مدى نجاح الانتفاضة الفلسطينية في تحقيق الاماني والرغبات الشعبية الفلسطينية يعتمد على المدى الذي ستذهب اليه برنامجيتها في القدرة على التاثير ليس على الوضع الداخلي الفلسطيني فحسب, بل وعلى مجمل العلاقة الاقليمية العالمية, فجوهر الجيوسياسية الفلسطينية يكمن في حالة تقاطعها مع الصراع الاقليمي والعالمي, فهل يعي شبابنا الفلسطيني في انتفاضته هذه الحقيقة
ان الانتفاض الشعبي الفلسطيني في توجهه يجب ان يجتاز اطار الخلاف الداخلي ويخترقه الى مباشرة الصراع مع الكيان الصهيوني ففي هذا السياق يمكن هزيمة نهج وقوى الانقسام والانشقاق وفي سياق مباشرة الصراع الفلسطيني ضد استقرار مصالح مراكز الاستعمار العالمي اقليميا يمكن هزيمة الكيان الصهيوني.



#خالد_عبد_القادر_احمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عملية ايتمار تريدمارك صهيونية:
- خففوا التاييد والرفض واكثروا القراءة
- حوار ثقافة فلسطينية مهزومة:
- فارق ما يحدث في البحرين عن المواقع الاخرى:
- الفيتو الامريكي كمؤشر ومدلول:
- شروط الانتفاضة الشعبية الفلسطينية:
- رد مقتضب من وزن ابن الجنوب عليه:
- شكرا سيد المقاومة, لقد تعلم الفلسطينيون الدرس:
- الانتخابات هل هي مازق او حل للازمة الفلسطينية:
- انتفاضة مصر بين الموقف الثقافي والموقف السياسي:
- السياسي والاعلامي ورجل الدين الرخيص عند ايران يخرس:
- الاهم في مصر الغد:
- كيف يمكن تداول السلطة بين جسم بلا راس وراس بلا جسم؟
- ثلاث اسئلة تمنع حدوث _ ثورة _ في الاردن:
- مصر وحرب التشكيك
- عريقات اسوأ شخصية فلسطينية عام 2011م
- ونجت مصر
- مؤسسة مصر العسكرية , وطنية متزنة
- رسالة الى ميدان التحرير: _ حدث _ في مصر:
- كيف يجري تنفيذ نظرية الفوضى الخلاقة:


المزيد.....




- الحرائق الكارثية أتلفت أكثر من 30 مليون هكتار من غابات البرا ...
- إسرائيل وافقت على وقف إطلاق النار مع إيران.. هل تكون غزة الت ...
- سوريا.. انفجار دمشق يثير التساؤلات وسط فوضى أمنية وإعلامية م ...
- بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة ...
- قادمة من مخيم الهول.. الداخلية تكشف عن خلية -داعش- المتورطة ...
- سلطة في الظل.. هل حلّ -الشيخ- مكان الدولة في سوريا؟
- حدث أمني -حساس- في خان يونس.. مقتل وإصابة ما يزيد على 20 جند ...
- الحرب على إيران تعيد الليكود إلى الصدارة.. نتنياهو: العالم ش ...
- مساندة الجزائر لإيران: -مجازفة دبلوماسية- مع الولايات المتحد ...
- الخارجية الليبية تستدعي سفير اليونان للاحتجاج


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد عبد القادر احمد - حتى يمكن للشعب الفلسطيني انهاء الانقسام: