ذكرى انتفاضة 12 آذار تحتفل مع ثورات المنطقة هذا العام!

محمد محمد ألمانيا

الحوار المتمدن-العدد: 3302 - 2011 / 3 / 11 - 22:09
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

ان أهم ما يميز قدوم ذكرى انتفاضة الشعب الكردي 12 آذار 2004الباسلة في كوردستان سوريا هذه المرة ايجابيا جدا هو اندلاع انتفاضات وثورات الشعوب المقموعة والمضطهدة ضد السلطات الدكتاتورية والشوفينية الفاسدة في المنطقة من جانب، وكذلك في أجواء تشديد محكمة الجنايات الدولية لرقابتها بل وحتى اصدار مذكرة ملاحقة واعتقال لدكتاتور ومجنون ليبيا ومسؤولين آخرين معه من جانب آخر.
تلك الثورات الشعبية التي أفلح البعض منها وخلال أسابيع محدودة بالانتصار على تلك السلطات كما هو في تونس ومصر، والبعض الأخر على شفا الانتصار الحتمي كما هو حاليا في ليبيا، اليمن والبحرين، هذا فضلا عن انتفاضات متقطعة في العديد من الدول الأخرى هناك. كما أن الملفت للاهتمام جدا ولصالح وكتشجيع للشعوب المقموعة والمضطهدة أيضا هو, أنه تمكنت الشعوب التونسية والمصرية من تحقيق النصر على السلطات الاستبدادية الفاسدة بتضحيات محدودة بالمقارنة مع ما كان يكلف ذلك عشرات أو مئات الآلاف من الضحايا خلال العقود الماضية خصوصا اثناء زمن الحرب الباردة السوداء السابقة، وذلك كون رؤوساء الحكومات القمعية والعنصرية وقادة جيوشها لم تعد تتجرأ بارتكاب مجازر وتدمير كبيرين خوفا من الضغوط الغربية ومن ملاحقات المؤسسات والمحاكم الجنائية الدولية المعنية. ولهذه الأسباب المخيفة لم يتجرأ رؤساء وقادة جيوش تونس ومصر على استخدام العنف الكبير ضد المنتفضين المدنيين، وليس كونهم متسامحين أو ديموقراطيين مزعومين. وحتى أن جيوش الأردن والجزائر واليمن والبحرين وليبيا, باستثناء كتائب قذافي الخاصة، تتجنب التورط في استخدام العنف الكبير ضد الشعوب المنتفضة هناك.
وهنا، لا بد من التذكير بأن هذا الظرف المواتي سوف يشجع العديد من الشعوب المقموعة الأخرى في بلدان المنطقة على المضي قدما للقيام بالانتفاضات الشعبية التحررية، ومن بينها طبعا الشعب الكوردي المضطهد والمهدد مزدوجا أيضا.
أما بصدد اعادة تذكير تقييم أسباب ونتائج انتفاضة 12 آذار 2004، لا بد من اعادة الاشادة بها في ذكراها السابعة المجيدة، وكذلك بنقد بناء لموقف وتصرف الحركة التحررية الكوردية خلال قيامها.
فمنذ قيام انتفاضة الشعب الكوردي في 12 آذار 2004 كرد(بشد الدال) على استفزازات الأجهزة السلطوية وميليشياتها البعثوية آنذاك, ويوما بعد يوم، شهرا بعد شهر وسنة بعد سنة يزداد رد الفعل الناقد من المهتمين الكورد الوطنيين للحركة السياسية التحررية الكورديةـ سوريا بخصوص تقصيرها الكبير وعدم جاهزيتها بتنظيمها وادارتها واستمراريتها الى مناح مميزة لاستثمارها لصالح انتزاع حقوق قومية مهمة للشعب الكوردي في سوريا. تلك الفرصة التي تكاد تكون منذ مرحلة الحرب العالمية الأولى هي الوحيدة التي تهيئت في كوردستان سوريا في ظرف مهيء أقليميا ودوليا وشعبيا كورديا، بينما تلك الحركة السياسية، ولسوء الشنص، لم تكن مهيئة بقدر أهمية وعظمة وذهبية تلك الفرصة والارادة الشعبية الكوردية. ففي ذلك الجو المفعم بالابتهاج والحماس الكبيرين، وبعد تحرير العراق بسنة واحدة، وبوضع السلطة الحرج والمضغوط جدا من الغرب آنذاك وكذلك بوجود الروح المعنوية المليئة بالاندفاع والآمال المنشودة لدى الشعب الكوردي في سوريا، ترتكب أجهزة السلطات وبعض ميليشاتها البعثية الشوفينية في 12 آذار 2004 أفعالا استفزازية حمقاء ضد الكورد في القامشلي خلال التحضير لمباراة كرة القدم آنذاك, مما أتى ذلك تماما لصالح انطلاقة الاندفاع وتفريغ الشحنة الكامنة بارادة قومية فولاذية لدى جماهير الكورد معبرة عن الانتفاضة الشعبية العفوية الباسلة وخلال ثلاثة أيام لتعم كافة مناطق كوردستان سوريا. فقد تفاجئت تلك السلطة بل ومعها أكثر حتى السلطات الأخرى بذلك الاندفاع الحماسي المفاجئ، حيث ازدات المخاوف لديها، بأن ذلك سيؤدي الى تدويل المسألة الكوردية في سوريا أيضا مذكرة بمثل الانتفاضة المليونية الكوردية سنة 1991 في كوردستان الجنوبية, وخصوصا في ذلك الوقت الذي فيه تبحث القوى الدولية الديموقراطية عن دواعي مشروعة لتدويل هكذا مسائل. فحتى الرئيس المصري المخلوع حاليا قد قام آنذاك بزيارة خاطفة الى دمشق ليعبر عن تلك المخاوف ولينبه السلطات السورية بضرورة وقف تلك الانتفاضة فورا. وفعلا قد عمدت تلك السطات وبمختلف الطرق المشبوهة، و بعدم قابلية الحركة الكوردية على ادارة وتنظيم واستمرار الانتفاضة واستثمارها، الى ايقافها!

فمجددا, كل التحيات القلبية الكوردستانية الى الأرواح الطاهرة لضحايا وشهداء انتفاضة 12 آذار 2004 الباسلة
والخزي والعار للسلطات البعثية الدكتاتورية والشوفينية...

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات