أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد زناز - أدباء و شحاذون














المزيد.....

أدباء و شحاذون


حميد زناز

الحوار المتمدن-العدد: 3292 - 2011 / 3 / 1 - 17:06
المحور: الادب والفن
    


لكل شخص ظروفه وأهدافه في هذه الحياة ولا أحد عاقل يطلب من غيره أن يكون بطلا انتحاريا أمام الطغاة. ولكن علينا أن نطالب من الناس وخاصة إن كانوا أدباء أن يلوذوا بالصمت على الأقل عندما لا تسمح لهم ظروفهم أو طموحاتهم مواجهة الحاكم المستبد و التافه أحيانا.
من حق المواطن أن ينتظر منهم عدم الوقوف إلى جانب المستبد بشكل صريح إذ ذاك تشجيع له على المضي في نهجه والاستمرار في غيّه. كيف يمكن أن يأتي أدباء من كل حدب عربي و صوب إلى الجماهيرية العظمى لمناقشة أدب القائد معمر القذافي وليحللوا مجموعة قصصية ساذجة شكلا و مضمونا وتحت يافطة مأجورة " القذافي كاتبا ومبدعا" ؟ كيف يمكن أن يشارك ناقد أدبي في وليمة دعائية يبذر من أجلها النظام الليبي ملايين الدولارات من أموال الشعب الليبي؟ كيف يتظاهر القوم بدراسة نصوص قصصية منسوبة للقائد كتبها له غيره؟ وحتى و إن كانت نصوصا خارقة للعادة، فهل يستحق صاحبها كل ذلك التطبيل وهو المستعبد لشعب كامل؟ ومن المضحكات المبكيات أن تقدم جائزة تحت مسمى "جائزة القذافي الدولية لحقوق الإنسان" ويزمر لها كثير من المتزلفين و هم يعلمون أن هذا البائس يعبث بحقوق الإنسان في ليبيا ويعتدي على البشر حتى خارج ليبيا و يعترف بجرمه و يدفع الملايين لأهل ضحاياه..

الجنازة عظيمة و الميت فأر.هل تستحق مجوعة القذافي القصصية "القرية القرية ،الأرض الأرض،و انتحار رائد الفضاء" كل ذلك الكم النقدي أم أن الأمر مجرد تملق و تكسب؟ ابراهيم الكوني درس المكان الأسطوري في تلك القصص! لو لا المأساة التي يعيش أهلنا في ليبيا لضحكنا من هول النكتة. و لا أكاد أن أصدق أن الروائي المبدع و الباحث المدقق واسيني الأعرج قد تناول " المدينة و المثال في مجموعة معمر القذافي القصصية"! و من الجزائر يكتب ناقد محترم آخر، نور الدين السد ، بحثا حول " الأبعاد الدلالية في الخطاب القصصي للقائد الأديب معمر القذافي" ! و من أرض الروائي الثائر كاتب ياسين أيضا يتحدث الشاعر عز الدين ميهوبي عن "البعد الإنساني في إبداعات معمر القذافي"! و لكن سرعان ما نحذف علامة التعجب حينما نتذكر أن الرجل شغل منصب وزير الإعلام و الاتصال في الجزائر و رئاسة اتحاد الكتاب الجزائريين و هو مدير المكتبة الوطنية الجزائرية اليوم! أما الدكتور عثمان بدري أستاذ النقد الأدبي الحديث بجامعة الجزائر فلا يتحرج أبدا و يعنون بكل جرأة "الدلالة المفارقة للمكان في الخطاب الأدبي للقائد، المبدع، معمر القذافي" . شر البلية ما يضحك. تلك عينة من قائمة طويلة تتضمن أدباء من معظم البلدان العربية، كلهم وجدوا في السفاح القذافي الأديب و المبدع. فهل يمكن أن يكون أديبا من يجد صعوبة حتى في الكلام بالدارجة الليبية؟ كيف استطاع الروائي الليبي ابراهيم الكوني أن يبقى صديقا وفيا لمجنون طرابلس مدة 40 عاما ؟ و لن أتساءل حتى عن الأسباب التي جعلت جابر عصفور يقبل جائزة معمر القذافي العالمية للآداب بقيمة 150 ألف دولار، فللرجل سوابق ولواحق والكل يعرف اليوم من هو هذا الرجل المنبطح. يعرف الناس أن الجائزة عادت إليه بعدما رفضها الشهم الإسباني غويتسولو مصرحا أن الأمر لا ينسجم مع أخلاقه و أنه لا يهادن الديكتاتوريات.
لو كنت مكان هؤلاء لاعتذرت للشعب الليبي بعد كل ما ارتكبه الأديب القذافي من مجازر



#حميد_زناز (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ستولد ليبيا الحديثة كالعنقاء من تحت رمادك يا نيرون..
- الجماهير من ورائكم والمحاكم الدولية أمامكم!
- رسالة إلى المجرم معمر القذافي
- موسم الهجرة إلى الإعلام الانتهازي
- لا ترحل يا سيدي.. لا ترحل!
- ليلة سقوط جابر عصفور
- في الاستثناء التونسي
- أندري غورس : العشق والانتحار في الزمن الرأسمالي..
- متى تخرج المرأة العربية من معتقل القِوامة؟
- لقائي مع الفيلسوف سيوران
- هل وجد محمد عبده الإسلام في الغرب حقا؟
- أكذوبة العلمانية المنفتحة
- العلمانية أو الطوفان
- كل عام وكباشكم سمينة وسكاكينكم مسنونة!
- في أن الدين معاد للعلمانية بالضرورة
- التحليل النفسي: طقس ديني أم طريقة علاج؟
- هل في الإسلام روحانية ؟
- امرأة غاضبة..رسالة من الجزائر إلى الأوروبيين التائبين عن عال ...
- وهذا من فضل الأصولية!
- حدّث كارل ماركس قال...


المزيد.....




- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...
- دواين جونسون بشكل جديد كليًا في فيلم -The Smashing Machine-. ...
- -سماء بلا أرض-.. حكاية إنسانية تفتتح مسابقة -نظرة ما- في مهر ...
- البابا فرنسيس سيظهر في فيلم وثائقي لمخرج أمريكي شهير (صورة) ...
- تكريم ضحايا مهرجان نوفا الموسيقى في يوم الذكرى الإسرائيلي
- المقابلة الأخيرة للبابا فرنسيس في فيلم وثائقي لمارتن سكورسيز ...
- طفل يُتلف لوحة فنية تُقدر قيمتها بخمسين مليون يورو في متحف ه ...
- بوتين يمنح عازف كمان وقائد أوركسترا روسيا مشهورا لقب -بطل ال ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حميد زناز - أدباء و شحاذون