أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - أوراق ليبيّة من ذاكرة مؤجّلة!















المزيد.....

أوراق ليبيّة من ذاكرة مؤجّلة!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 22:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد عرف عن الشعب الليبيّ الشيء القليل من قبل العديد من العرب إلا من أؤلئك الذين عاشوا وسط هذا المجتمع العربي المتنوّع بتكويناته المدنيّة والعشائريّة. وقد كنت ممّن سكن وعاش لفترة ليست بالقليلة وسط هذا المجتمع الطيب والذي حمل من المميزات والاخلاق الشيء الكبير والكثير. حيث يتمتّع هذا المجتمع بكلّ مدنه بمواصفات مشتركة بين هذه المدن التي تتكوّن منها البلاد الليبيّة. ومما يعرفه القليل من الناس، أنّ ليبيا كانت من الدول العربية الناهضة في فترة ما قبل القذافي! حيث ترى عن قرب العديد مما بقي في النفوس وفي الجغرافيا من هذا النهوض رغم الجهد الكبير الذي بذله القذافي وزبانيته من محاولات التغيير والتشويه لهذا المجتمع منذ سنوات السبعينيات يوم بدأ بتشكيل ما سماه بالثورة الخضراء وأسماها ثورة الفاتح! التي بدأت بحملة إعدام للعديد من أساتذة جامعة طرابلس حيث قام عدد من زبانيته من ((الثوريين!!)) من داخل الجامعة بعمليّة إبادة للنفوس المعارضة! وعلقت المشانق لهم فأطلق عليها القذافي حينها (ثورة الطلاب!) ضدّ(التيار الرجعي الملكي!!). وأنشأ ما تسمّى بسلطة الشعب. ومن هذا التأريخ بدأت حملة إبادة للعديد من ذوي العلم والادب العالي من نهج التعليم السابق وهم نخبة كانت لها علاقات طيبة مع جامعات العالم المتقدم. ثمّ حمل هذا النظام على كلّ الطاقات العلمية الرائعة ومحاولة إستبدالها بنماذج سيئة كمحاولة لتبديد النهج العلمي السديد الذي كان سائداً آنذاك، أو ما تبقى منه. وقد تمّت من هذا التأريخ التدمير المنظّم (أو محاولة ذلك!) للشخصيّة الليبيّة ومصادرة الحريّة شيئاَ فشيئاَ مرّة بحجّة الإنتساب الى العهد السابق ومرة أخرى الإنتساب الى العمالة لدول الخارج وحجّة التعامل مع الامبرياليّة والاستعمار! وما الى ذلك. ومصادرة رجالات الثورة لحرياتهم وإبعادهم عن المشاركة بالقرارات التي يصدرها الطاغية! وقد تحوّل الفكر الاشتراكي الذي كان يتبجّح به الى ثروات متزايدة في أرصدته وارصدة أفراد عائلته!
لقد لعب هذا اللانظام دورا كبيرا في تشويه حتى كلمة الثورة حيث أراد الاتكاء على العديد من الثوّار والثورات من اليساريين والوسطيين وغيرهم وبذل الكثير في سبيل التحول من كيان الى كيان من كيان الدولة الشرعية الديمقراطية الى الشرعية الثوريّة! وبالتالي فرض هذه (الثورة!) على الشعب بكلّ صور التطبيق الأعنف! وقد أسّس العديد من المدارس البحثيّة في محاولة نشرهذا الفكر الفوضويّ الاهوج ليقول أنّه(أي الفكر المذكور) نظريّة تطرق باب العالم الجديد للتعويض عن النقص الذي حصل في فكر وتطبيق النظريتين الرأسمالية والإشتراكية! ومن يقرأ نظريته التي لا تستغرق عملية قراءتها أكثر من نصف ساعة! يرثي لحال كاتبها قبل التضامن مع هذا الفكر اللافكر!!
وقد أثّر هذا الفكر الفوضوي على سلوك النظام ككل: إن من الجانب السياسي الداخلي أو الخارجي وإن من التطبيقات الاقتصادية والقانونيّة والادارية والعديد من هذه الجوانب. والشعب يعاني المعاناة تلو الاخرى! طوال السنين الطويلة هذه، وبالحديد والنار!
لقد حمى الطاغية نفسه من القوانين بالاتجاه الى ما سماها سلطة الشعب والوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان في عصر الجماهير وقانون تعزيز الحرية وغير ذلك. وقد أراد الطاغية إستبدال الدستور الليبي بهذه الترّهات التي لا تغني ولم تغن حقّاً.
(( في سنة77 صدرت وثيقة إعلان قيام سلطة الشعب وقد أشارت هذه الوثيقة في ديباجتها إلى الإعلان الدستوري ثم حددت في أربعة بنود خطوطا عريضة لمعالم النظام السياسي الجديد ومنها تم الإعلان الرسمي بالتحول من النظام الجمهوري إلى الجماهيري !! لتعويض غياب الدستور الدائم استوجب التطبيق العملي إصدار وثائق وتشريعات نصت على بعض المبادئ الأساسية المتعلقة بالحقوق السياسية وحقوق الإنسان حيث صدرت الوثيقة الخضراء الكبرى لحقوق الإنسان 1988م. أعقبها صدور القانون رقم 5ح لسنة 1998 بشأن تعزيز الحرية ويخلص الباحث عبد السلام المسماري إلى أن هذه الوثائق لا ترتقي لتكون وثائق دستورية ويبين النقص والتخبط التشريعي في بنودها المختلفة))$.
والمعروف أنّ الدستور الليبي الرصين قد وضع في زمن الملك إدريس السنوسيّ حين عودته من مصر الى بلده في يوليو 1944 وقد إستقرّ في برقة ((فأصدر قرارا بتعيين حكومة ليبية تتولى إدارة البلاد، وأصدر دستور برقة، وهو يعد وثيقة مهمة من وثائق التاريخ العربي الحديث، وقد تكفل هذا الدستور حرية العقيدة والفكر، والمساواة بين الأهالي وحرية الملكية، واعتبر اللغة العربية لغة الدولة الرسمية، ونص الدستور على أن حكومة برقة حكومة دستورية قوامها مجلس نواب منتخب)).
لقد عرف عن الشعب الليبي جسارته في مقاومة الاستعمار البريطاني والايطالي حتى لا تخلو بقعة من أرض ليبيا إلا وفيها ذكرى لمعركة تحرر ضدّ مستعمر:معركة بنغازي / جليانة ودرنة و معارك الخمس ضد القوات الإيطالية الغازية ومصراته وطرابلس ومعركة المرقب الأولى / الخمس. معركة الهاني / شارع الشّـطّ. معركة الهاني / أبي مليانة. معركة الهاني / سيدي المصري معركة وادي زازمت / مزدة. ابريل 1915 انتصار المجاهدين في معركة مرسيط بالجبل الغربي. 29 ابريل 1915 معركة القرضابية وهزيمة المحتل. 26 يناير 1915 معركة شجار قرب سوكنة حيث دحرت رياح الطليان وأخرجتهم من سوكنة ;معركة أم الجرسـان ضد القوات الإيطالية معركة أخليطـة بشحات. معركة العقيلة الشرقية / طبرق وغير ذلك من النضالات المعروفة لذوي التخصّص في التأريخ الحديث.
"نحن لا نستسلم... ننتصر أو نموت.... وهذه ليست النهاية... بل سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والاجيال التي تليه... اما أنا... فإن عمري سيكون أطول من عمر شانقي." هذه الكلمات التي ردّدها المجاهد عمر المختار قبل إعدامه من قبل السلطة الفاشية في إيطاليا. وهي كلمات كانت ومازالت بالفعل تؤدي ثمارها وتأثيرها على هذا الشعب الأبيّ.
لقد حكم البلاد من قبل الحاكم السابق الملك إدريس الأول (12 مارس 1890 - 25 مايو 1983)، أول حاكم لليبيا بعد الاستقلال عن إيطاليا وقوات الحلفاء في 24 ديسمبر 1951 وحتى 1969. وهو من العائلة السنوسية، من سلالة محمد بن علي السنوسي، مؤسس الطريقة السنوسية. وورث موقع جده.
هو محمد إدريس ابن المهدي ابن محمد بن علي السنوسي الخطابى الادريسى الحسنى ولد في الجغبوب جنوب شرق طبرق بشرق ليبيا (20 رجب 1307هـ/12 مارس 1890م نشأ في كنف أبيه الذي كان قائما على أمر الدعوة السنوسية في ليبيا، والتي أخذت مركزاً لنشر هذه الدعوة في مدينة الكفرة والتي كانت تضمّ مدارس لحفظ القرآن الكريم وتعاليم الاسلام الحنيف(مثل العديد من المدن في عموم ليبيا التي تنشر أسس هذه الدعوة والتي يقوم على نشرها كبار العلماء السنوسيين آنذاك).
لقد توفي السيد المهدي والد محمد إدريس عام 1902 بعد أن بلغت الدعوة السنوسيّة ذروتها في عهده. وعلى إثر ذلك وصل عدد الزوايا والتكايا الى 146 زاوية تتوزّع بين برقة وطرابلس وفزان والكفرة وقد إمتدّت الى مصر والسودان وبلاد العرب بعد ذلك، (وانتقلت رئاسة الدعوة إلى السيد أحمد الشريف السنوسي، وصار وصيا على ابن عمه إدريس وجعله تحت عنايته ورعايته. قاد السيد أحمد الشريف في فترة من فترات إمارته للحركة السنوسية المجاهدين الليبيين وبعد هزيمته في المعركة التي قادها ضد الإنجليز في مصر تنازل لابن عمه ادريس)#.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
$ راجع: العدد السادس ( يناير 2007 ) من مجلة "عراجين: أوراق في الثقافة الليبية "
# موسوعة الويكبيديا

ولنا عودة
د.مؤيد الحسيني العابد



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هوس الأسلحة الأسطوريّة.. فراغ في فراغ!
- المواجهة العسكريّة.. هل هي قادمة بالفعل؟! الحلقة الثانية
- النسبية والحقيقة المطلقة
- الفراغ بين الفيزياء والفلسفة!
- المواجهة العسكريّة.. هل هي قادمة بالفعل؟!
- الوضع في العراق والهروب الأمريكي من الساحة!
- هل لنا من القدرة؟! حول مقترح تفعيل الطاقة النووية للأغراض ال ...
- بين الفيزياء والفلسفة.. عشق دائم!
- التلوّث البيئيّ من تواجد جيوش الإحتلال على أرض العراق
- قوانين الفيزياء وحكومتنا الرشيدة.. القادمة!
- أسلحة الدمار الشامل في (أسطول الحريّة)!
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...
- (تشرنوبيل) والتأريخ النووي...
- الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!
- جامعاتنا والتحدي الكبير
- الوضع المرتقب ما بعد الإنتخابات. ورئاسة الوزراء
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلق ...
- هل تفعلها السعودية من جديد؟!
- نعم سأنتخب وطني العراق..
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد الحسيني العابد - أوراق ليبيّة من ذاكرة مؤجّلة!