أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - الفراغ بين الفيزياء والفلسفة!















المزيد.....

الفراغ بين الفيزياء والفلسفة!


مؤيد الحسيني العابد
أكاديمي وكاتب وباحث

(Moayad Alabed)


الحوار المتمدن-العدد: 3178 - 2010 / 11 / 7 - 23:08
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الفراغ بين الفيزياء والفلسفة!
حلقة ثانية من:
بين الفيزياء والفلسفة.. عشق دائم!


يقول فلاسفة الفيزياء وعلماؤها بأنّ الفراغ أحد المواضيع الأساسيّة في هذا العلم وهو الذي يحدد الصفات الأساسيّة لهذا العالم. وأنّ هذا الفراغ هو في حقيقة الأمر فراغ غير إعتياديّ لا بل يمكن أن نقول عنه أنّه ليس بفراغ كي لا تعلق صورة الفراغ الإفتراضيّ الذهنيّ بإعتباره هو المقصود! هذا الفراغ هو فراغ أدركه الإنسان منذ آلاف السنين على أساس تركيب العالم الذي يحيطه، ومن أين جاء. لذلك نرى هذا الفراغ موجوداً في العديد من الأساطير القديمة. لكنّ هذا الفراغ يمكن تسميته وفق العلم الجديد بالفراغ البسيط. ويقولون أنّه لا يحتاج إلى إستنتاجات أو توضيحات لفهمه وإدراكه. وهو الذي كان يرادف اللاشيء.
إنّ هذا الفراغ الذي نحن بصدده هو أعقد شيء يمكن أن يلج فيه ومن خلاله الإنسان! حيث يعتبر هذا الفراغ في حقيقته عالم متكامل، هو وسط مادي(أي محدّد من خلال المادة) وهو شكل من أشكال المادة!!
أمر غريب هذا!
هل هذا الفراغ موجود في الطبيعة بالفعل؟ إن أجابك عنيد فسيكون جوابه الرفض وإن أجابك عالم الفيزياء فسيكون الجواب بنعم وبصوت عال!
سؤال:
إن كان الفراغ موجوداً فعلاً فهل يمكن الحديث عن فراغات مختلفة؟! وإن كان الفراغ هو هو فهل يمتلك مواصفات تختلف عن مواصفات فراغ آخر(هذا إن كانت له مواصفات!).
جواب:
إن كان عالمنا دائم التغيير زماناً ومكاناً فلم لا يكون للفراغ طبيعة التغيير في الزمان أو في المكان أو في كليهما؟!
إنّ الفراغ الذي نعنيه هو مفهوم قد تغيّر مرات عديدة، ولا يمكن فصله عن المفهوم المدرك عقلاً وهذا بطبيعة الحال يفنّد الرأي الذي يزعج كارهي الربط بين الفيزياء والفلسفة! حيث لا يمكن التعامل مع الفراغ فيزيائيّاً ما لم نعرضه على إخواننا الرياضيين: هل للفراغ صفة الإنحناء؟! أو الإستواء؟! أو غير ذلك
(نكتة علميّة)
لقد أشار الكثير من بلداء التفسير على أنّهم منطقيون وواقعيون وظاهريون في التفسير! لورود كلمات تسمى بالصفات لله تعالى في القرآن الكريم وفسّروها بضرورة حمل الصفات على ظاهرها فأشاروا الى وجود يد ووجه ورجل وغير ذلك لله تعالى!(أنظر:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=1&Rec=6430
وهو في حقيقة الامر سقوط في مهالك التعامل مع مفهوم الوجود والفراغ والمحسوس والملموس فلم يصلوا لا في الدين الى معنى واضح ولا في الفلسفة ولا في المنطق الرياضي!).
إنّ مفهوم الفراغ هو عنصر من العناصر الأساسيّة لتصورنا عن العالم بشكل عام. رغم أنّ هذا المفهوم يتعرض في كل حين الى تغييرات متعددة! عند دخول التصورات الدينية والعلمية وغير ذلك كما أشرنا قبل قليل.
ربّ سائل يسأل عن إختلاف ببعض وجهات النظر بين مفهوم الفراغ عند الفيزيائيين والفلاسفة خاصة اذا درسنا هذا المفهوم من وجهة نظر أرسطو مثلاً. والجواب إنّ إدراك الفلاسفة جاء متبايناً الى حد كبير في النشأة الاولى للفلسفة! لكنّ الامر وصل الى نتيجة جميلة اذا لاحظنا وتابعنا الإكتشافات المتعددة في الفيزياء! فالفراغ تصور واضح في ذهنية الفيزيائي لذلك ركّز في كثير من الامثلة عليه من قياسات الثوابت الى بعض المتغيرات كالتعامل مع الضغط الذي لا يستغني عن وجود شيء إسمه الفراغ الفعلي حينما يقوم بتفريغ الوعاء من الهواء فلا تستطيع أقوى القوى من فكّ وجهي الوعاء المذكور!(خاصة إذا عزّزت هذه القوى بجيوش كجيوش الولايات المتحدة الامريكيّة التي تكاتفت مع جيوش عديدة من العالم على تقويض العديد من حركات التحرّر لكنّها فشلت!!).
الكثير من الأسئلة تثار في ذهن العديد منها((كما يذكرها فلاديلين باراشنيكوف في كتابه المترجم:الكواركات.. البروتونات.. الكون) اذا لم يكن هناك اي شيء بامكانه نقل الحركة من نقطة الى اخرى؟ الا يشير واقع انتشار الموجة الضوئيّة ذاته الى ان الفراغ على اية حال، ليس مكانا خالياً، بل مادة خاصة حاملة للضوء، ولنقل اثيرا؟ مادة رقيقة الى درجة بحيث تتسرب من خلال جميع الاوعية وبخلاف الهواء لا يجوز مبدئيا ضخها او سحبها من اي مكان)).
وبالفعل فقد عثر علماء الفلك على بقعة من هذا الفراغ في الفضاء بعرض ما يقرب من مليار سنة ضوئية. حيث لا تحتوي هذه البقعة على أيّ مادة من المواد التي تتصف بالكتلة كالمجرات والنجوم أو من المادة المظلمة التي لا يعرف العلماء الكثير عنها!
ماذا كان يقصد بهذه البقعة؟
تلك البقعة عبارة عن العدم(هكذا!) حيث لاحظ علماء من جامعة مينيسوتا أنّ مساحة تلك البقعة تزيد مساحتها على المساحة التي كانت متوقعة بألف ضعف! وتبعد البقعة حوالي 6-10 مليارات سنة ضوئية عن الأرض. ويقول البروفيسور لورانس رودنيك واصفا البقعة: "اذا تسنى لنا السفر بسرعة الضوء فان الوصول الى أقرب النجوم في مجرة "درب التبانة" سيتطلب عدة سنوات، ولكن السفر من أحد طرفي تلك البقعة الى الطرف الاخر سيتطلب مليار سنة"($)
والسؤال هل كان العلماء يتوقعون مساحة للعدم محددة بحدود واقعيّة أي حدود الوجود المحيط بهذا العدم؟! أي هل كانت للعدم صورة في الذهن؟ كيف كانت الصورة لهذا العدم ؟! مجرّد أسئلة أريد من خلالها أن أصل الى حقيقة أنّ السفر أو الحركة في العدم هي في الحقيقة حركة تفوق فيها السرعة سرعة الضوء لا محالة!
والسؤال الآخر الذي يثار هو: لقد وردت عبارة الفراغ في العديد من الكتب الفلسفية على هذا الاساس وهو نفسه الذي عني به العدم لكن من الاول في الوجود أو الخلق العدم أو الوجود(اللاعدم)؟

هل الحديث اليوم عن فلسفة أم عن فيزياء؟! أم ماذا؟

إنّ الفيزياء عموماً علم العلوم الطبيعيّة، ذلك العلم الذي ينضج كلّما تعقّدت الظواهر الكونيّة بكل أشكالها وإن الفيزياء المعاصرة بكل ما تحويه من نظريات وقوانين وفرضيات، لا تتصف بالطابع الكشفي، وانما بطابع تحولي هائل في المفاهيم ذاتها. أي أن الفيزياء المعاصرة اتصفت بأنها صححت المنطق الكلاسيكي لتفسير الظواهر الطبيعية او أضافت اليه الجديد المقنع. فقد اتصفت بالمنطق الرياضي المتقدم لتفسير الظاهرة في كثير من فروعها, وبذلك يستطيع اي من المتخصصين ومن غيرهم فهم هذه الظاهرة والاقتناع بأنها مقبولة علمياَ حيث ينسجم هذا المنطق المتقدم الى حد كبير مع ورود الظاهرة بشكلها الطبيعي في الآيات القرآنية(مثلاً). وقد ورد الفراغ في هذا التصور بشكل جميل حيث تقاس العديد من الظواهر في الفيزياء على أساس وجود حتميّ بينما يترك الفيزيائي للبعد النظريّ مجالا حيث يكتب أو يقيس الكميات بتأثير الواقع الى فراغ حتمي الوجود فيقول القياس المعياري(كما أوردنا!) في الفراغ كسرعة الضوء وغيره.

نكتة!

في الفيزياء يستند العالم الى ما يسمّى بمحور الاسناد أو الثابت المعياري، وفي الفنّ الاصيل يكون الثابت المعياري هو القاعدة العقلية التي تسند الجمال الحركي أو الحركة الجميلة التي لا يجيدها إلاّ القلّة من الفنّانين!
هل تعلم ما المحور الذي نتكلّم عنه؟

يسمّونه محور إسناد تستند اليه دراسة حركة الاشياء(لغة جسدها!) تلك الحركة التي أسهب في شرحها أنشتاين في نظريته المسماة بالنظرية النسبية.
لقد لعبت النظرية النسبية دوراً مهماً في تفسير النتائج العديدة للكثير من التجارب التي تقع ضمن تأثير الحواس. والعبقرية التي يتمتع بها صاحبها حين تطرقت نظريته دون النظريات الاخرى الى اللامتناهي في صغره واللامتناهي في كبره. فمن الجسيمات الدقيقة( التي تؤلف وتركّب نوى الذرات) الى المجرات التي لا تمتلك المواصفات المحسوسة. وقد تم وضع العشرات من المعادلات الرياضية الرائعة لعملية تفسير سلوك المجرات وما يحيط بها. بالاضافة الى ذلك فقد تطرقت النظرية النسبية الى ظواهر تخصّ الطاقة التي تنبعث من النجوم وكذلك الى ظاهرة التجاذب الكوني بين كل الاجسام العظيمة في الكون.

لقد عبّرت مرّة عن العبقري أنشتاين بأنّه فنّان أصيل قد نقل ما يكنّه عقله الى واقع جمالي رياضياً وفيزيائياً بل وصوتياً. نعم لقد إستخدم هذا العبقري فيزيائيته ورياضياته عبر أصوات جميلة كان يعزفها على كمانه الجميل، الذي كان لايغادره في رحلاته.
أذكر يوم كنّا طلبة في جامعتنا العريقة(بغداد) قد ذكرت في نشرة أصدرتها عن جمالية الفيزياء وفيزياء الجمال من وحي كتيب قد كنت أحتفظ به عن فيزيائية الكون وجماليته،وقد إطّلعت حينها على الموضوع إستاذة من أساتذتنا وقد ضحكت حيث قالت أنّني لم أفهم ماذا تريد قوله!! قلت لها للكلمات صوت ونغم من مقام خاص يعزفه القلب ربّما لم تسمعي بهذا المقام لحدّ الآن!! هذا المقام أو النغم هو الذي عرفه القليل من الناس حيث أوجدوا الهارمونيا المناسبة لتظهر فكراً جمالياً رائعاً!
وللحديث بقيّة من فلسفة وفيزياء
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
($):
موقع بي بي سي العربي:السبت 25 أغسطس 2007 بعنوان ((العلماء يعثرون على "العدم الكوني"))

د.مؤيد الحسيني العابد



#مؤيد_الحسيني_العابد (هاشتاغ)       Moayad_Alabed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المواجهة العسكريّة.. هل هي قادمة بالفعل؟!
- الوضع في العراق والهروب الأمريكي من الساحة!
- هل لنا من القدرة؟! حول مقترح تفعيل الطاقة النووية للأغراض ال ...
- بين الفيزياء والفلسفة.. عشق دائم!
- التلوّث البيئيّ من تواجد جيوش الإحتلال على أرض العراق
- قوانين الفيزياء وحكومتنا الرشيدة.. القادمة!
- أسلحة الدمار الشامل في (أسطول الحريّة)!
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...
- (تشرنوبيل) والتأريخ النووي...
- الأمن النوويّ حقيقة أو أسطورة؟!
- جامعاتنا والتحدي الكبير
- الوضع المرتقب ما بعد الإنتخابات. ورئاسة الوزراء
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحلق ...
- هل تفعلها السعودية من جديد؟!
- نعم سأنتخب وطني العراق..
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة الحل ...
- التلوّث الإشعاعي في العراق بين مدّ الواقع وجزر السياسة
- ما الذي يجعلنا نتخبّط بالأحلام ..بعيدا عن الحقيقة؟
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...
- منطقة الشرق الأوسط .. هل تكون منطقة منزوعة السلاح النووي؟! ا ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - مؤيد الحسيني العابد - الفراغ بين الفيزياء والفلسفة!