أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - مسؤولية المثقف في المجتمع














المزيد.....

مسؤولية المثقف في المجتمع


سعدون هليل

الحوار المتمدن-العدد: 3289 - 2011 / 2 / 26 - 14:56
المحور: الادب والفن
    


لايحتاج الباحث والمثقف المدقق في الواقع الثقافي العراقي عناء كبيرا لكي يكتشف عمق الأزمة في المرحلة الراهنة .

والسؤال اذاً ؟ هل يمكن أن تزدهر الثقافة في ظل الديمقراطية ، نحن نجد أغلب الأعمال العظيمة هي التي كتبت في أحلك عهود الطغيان ، فكثيرا ما كان الظلم حافزا في تفجير الطاقات الابداعية للمثقفين ورجال الفكر التنويري . ان مايحدث الآن في عالمنا العربي ليس فقط حالة غياب الديمقراطية ، بل حالة يأس من امكان وجودها ، إذ أن هناك علاقة بين الديمقراطية والابداع ، وإن العلاقة بينهما وثيقة ، ونحن نرى أن الديمقراطية هي أفضل وسيلة عصرية لمواجهة التسلط والديكتاتورية ، كما انها أفضل آلية لضمان تداول السلطة وتطبيق الحريات ومحاربة الفساد ، واليوم لايمكن السكوت عن التردي الذي يحدث في عالمنا العربي من انتشار الحركات الاصولية وتوسع ظاهرة العنف السياسي ، فالجدال الطويل الدائر بين من يعتقد ان الانسان شرير بطبيعته كما يزعم توماس هوبز ومن يعتقد ان الانسان كائن اجتماعي كما يرى فولتير وماركس وغيرهما من الفلاسفة العقلانيين ، وأتصور اننا مقبلون على مستقبل مخيف ، وبالتالي يجب أن تتم التعبئة العامة للمثقفين والمبدعين والمفكرين لتسير كل خطانا بعمل موحد ضد الطائفية والمحاصصة المقيتة ، وظاهرة الارهاب الذي أخذ يتوسع بشكل غير معقول وأصبح جزءا من ، وعي زائف في بنية المجتمع العراقي ، خاصة ونحن نرى الثورات التي تنبثق ضد الديكتاتوريات العربية التي قادها الشباب المتنور والمتمرد ، ولهذا فقد تأخرنا نحن العراقيين كثيرا عن اكتشاف حقيقة هذه العوامل التي كانت ومازالت قاطرة التاريخ العمياء ، لأن هذه القاطرة هوجاء وعارية من أية قيمة أخلاقية وانسانية ، وإذا تحدثنا عن الثقافة لن ندخل في متاهات المصطلحات والتعريفات والشروح الكثيرة التي تضج بها أدبياتنا المعاصرة للثقافة ، وهذه الثقافة لاتنمو الا بنمو النقد للواقع الاجتماعي ، وأظن هذا لايتم إلا إذا توفرت له الحرية والديمقراطية ، ومن هنا يحق لنا التساؤل ان اعاقة الثقافة تعني اعاقة التنمية وتدمير الوسط الذي يزدهر فيه الابداع . ، وإذا تكرست هذه الحالة فمعنى ذلك انه لا الشاعر ولا الروائي ولاغيرهما من المبدعين يستطيع أن يواصل ابداعه ، فالكل سيسقط في العبث والعدمية . وما أجمل ما أوضح فرانز فانون هذه المسؤولية (( ان مسؤولية المثقف ليست مسؤولية عن الثقافة الوطنية . بل مسؤولية كلية شاملة للشعب بأسرها ، وما الثقافة الا جانب من جوانبها . فالكفاح في سبيل الثقافة الوطنية انما هو كفاح في سبيل الحرية )) . اذا مهمة المثقف الآن استثنائية ومزدوجة محملة بالكثير من المسؤوليات والهموم وهو ليس مخولا بالتنازل عن حلم الحرية ، فنحن نعتقد أن المثقف العراقي شأن المثقفين في العالم العربي يحمل مسؤولية متعددة الجوانب ، انها مسؤولية الحياة والمجتمع ، اننا محكومون بالأمل ومايحدث اليوم لايمكن أن يكون نهاية التاريخ . وإن أراد أن يظل مثقفا عليه أن يبحث عن مثقفين في المجتمع ويؤمن بوحدة التجديد والاختلاف ومن ثم فإن أزمة المجتمع انما تكمن في أزمة المثقفين ، نستنتج من ذلك ان الثقافة هي تعبير عن تراكمات تتداخل فيها أفعال متنوعة وليس من باب المصادفة أن تلجأ القوى التسلطية القائمة في العالم العربي والعراق بشكل خاص الى تعميق ظاهرة ترهيب المبدع ، وصولا الى قتلهم أو تهجيرهم أو سجنهم أو ارغامهم على السكوت بوسائل الترغيب والترهيب . وقد وصف الكواكبي في كتابه : (( طبائع الاستبداد )) مانصه : الاستبداد ان كان رجلا وأراد أن يحتسب وينتسب لقال (( أنا الشر وأبي الظلم ، وأمي الاساءة وأخي الغدر وأختي المسكنة ، وعمي الضر ، وخالي الذل ، وابني الفقر ، وبنتي البطالة ووطني الخراب وعشيرتي الجهالة . )) . المثقف اذاً هو الشخص الذي يمثل رسالة ، تستهدف خدمة المجتمع ، فالثقافة هثي الميدان الرئيسي لطرح مسألة التغيير في مجتمعنا وتحقيق نهضة ثقافية ، أو تحرر العقل من المطلق وبناء المجتمع المدني وحفظ هويتنا الوطنية ، ونشير هنا الى أن المثقفين ينقسمون الى ثلاثة أقسام ، فيما يتعلق بموقفهم من السياسة : نقد الحكم ، والمشاركة في الحكم ، والعزلة في (( البرج العاجي )) والثقافة تبقى خارج نطاق الدولة وتأتي هنا معادلة الثقافي والسياسي قد تتداخل هذه المعادلة فيكون الثقافي والسياسي في معسكر واحد وقد يختلف ولكن المهم أن الابداع له اعتبارات وحدود . ان هذا كله يصبح حوارا مبدئيا في القول والعمل من أجل عراق ديمقراطي موحد ، حتى نكون قادرين على هزيمة العنف في الشارع العراقي . السؤال اذاً : ان ولادة المثقف العقلاني يحتاج الى دور متميز للمبدعين العراقيين داخل الوطن بالدرجة الأولى وكذلك خارج الوطن ، لاحياء وتنظيم المجتمع المدني واعادة الهيبة للثقافة الوطنية . وأخيرا ( على جيلنا أن يحسم أمره : أن يضحي كي يرسي تقاليد جديدة تحفظ للمثقف آدميته .. .) .



#سعدون_هليل (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الفيلسوف العراقي د.حسام الآلوسي
- فينومينولوجيا الخطاب البصري
- حوار مع د. عامر حسن فياض
- مهدي العامل
- فاضل ثامر
- شجاع العاني
- قراءة التراث : في منهج هادي العلوي
- عن الميثولوجيا
- حوار مع د .نبيل رشاد
- ادوارد سعيد في كتابه -المثقف والسلطة-: الوعي النقدي في مواجه ...
- رضا الظاهر في حوار مع -طريق الشعب-:


المزيد.....




- وقائع واحداث منبجسة من نسيج الواقع.. وممضاة بدماء شهداء فلسط ...
- آراء متباينة حول الإعلان الترويجي لفيلم -الست- المرصع بالنجو ...
- -أفلام ميوز-.. ميلانيا ترامب تطلق شركة إنتاج قبل إصدار فيلم ...
- -الزمن تحت الخرسانة- المخيم كعدسة لقراءة المشروع الاستيطاني ...
- الاحتلال يخسر -الفضاء الأزرق-.. وصعود الرواية الفلسطينية يثي ...
- الثقافة: الفيلم المرشح للأوسكار
- إسبانيا: اعتقال الراهبة لورا غارسيا بتهمة تهريب الأعمال الفن ...
- الأمير مولاي رشيد: مهرجان الفيلم بمراكش منصة للحوار وإبراز ا ...
- كهوف الحرب وذاكرة الظلمات اليابانية الغارقة -تحت الأرض- في ق ...
- وفاة الممثلة الجزائرية بيونة عن 73 عاما


المزيد.....

- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون هليل - مسؤولية المثقف في المجتمع