أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - المستبد خائن لشعبه ، وبموته يحيا شعبه















المزيد.....

المستبد خائن لشعبه ، وبموته يحيا شعبه


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 21:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



1 ـ قلنا من قبل ونؤكدها اليوم أن المستبد خائن لشعبه ، ونضيف أن بموته حياة لشعبه . قد لا نقصد الموت الجسدى ولكن موت استبداده ليعود شخصا عاديا يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق . قلت فى ندوة علنية فى معرض الكتاب فى منتصف التسعينيات ، ما لم يجرؤ أن يعلنه مصرى فى أوج استبداد مبارك ، قلت : لا بد من ديمقراطية تفرض تداول السلطة وتلغى الاستبداد بحيث يكون الرئيس بعد انتهاء مدته شخصا عاديا يأكل الطعام ويمشى فى الأسواق . وحين جلجل بها صوتى أخذ مديثر الندوة د. أسامة الغزالى حرب يلكزنى من تحت المائدة وهو يهمس : حتودينا فى داهية .
حقيقة (أن المستبد خائن لشعبه) ـ والتى قلناها قبل زلازل الثورات فى تونس ومصر وليبيا ـ تؤكدها تصرفات المستبدين بن على ومبارك والقذافى . كل منهم يؤمن أنه يملك شعبه ، ومقدرات شعبه وحياة وموت شعبه ، وله حق تعذيبهم ومطاردة أفكارهم والتفتيش على خطرات قلوبهم واستحلال اموالهم واعراضهم ، ثم ليس من حقهم أن يثوروا ، فإذا ثاروا عليه انتقم منهم أفظع انتقام ، على أساس المعادلة الصفرية : إما هو وإما الفوضى . ويعجل بانتهاج أفظع سبيل بتسليط الشرطة والجيش والمرتزقة من الداخل أو الخارج ليحيل الوطن الى فوضى ليذعن الشعب ويعود الى الخنوع و الموت السريرى . ولكن تجرى الأمور خارج سيطرة المستبد ـ الذى عادة ما يكون معزولا مع أوهامه لا يكلم سوى نفسه تاركا إدارة البلاد الى أبنائه وقرابته وبعض السفاحين المحيطين به . وحين يستيقظ على طبول الثورة يسارع باستخدام جيش الشعب ضد الشعب . ولهذا أمر مبارك بسحق مظاهرات التحرير بالأمن فلما عجز الأمن عقد اجتماعا مع القيادة العسكرية وطلب منهم سحق المتظاهرين بالدبابات و الطائرات ، ولو أطاع الجيش أوامره لامتلأ ميدان التحرير بجثث مئات الألوف من أنبل شباب مصر . وبعد هزيمة شرطة مبارك سحقوا المتظاهرين بالسيارات العسكرية و السيارات الدبلوماسية الأمريكية المسروقة للايقاع بين مصر وأمريكا ، وحاوا ما أمكنهم التخريب فى متحف التحرير ومنشئات الكهرباء و البنك المركزى وقتل جنود وضباط الجيش الذى نزل ليحفظ الأمن ليوقع بين الشعب والجيش . لا يفعل هذل سوى خائن لشعبه يؤمن أنه إما هو وإما الدمار والخراب . فعل نفس الشىء بن على فى تونس ، ويفعله الآن قذافى ليبيا الذى يستورد مرتزقة لقتل شعبه ويسلط علي الشعب الليبى البوارج والطائرات ويهدد علنا باحراق ليبيا واصفا ثوار الشعب الليبى بأقذع الألفاظ.

2 ـ حالة القذافى فريدة بين المستبدين ، يقترب من شخصية الخليفة الفاطمى الحاكم بأمر الله ، كلاهما بدأ حكمه وتحكمه صغيرا ، وكلاهما وصل به تألّهه الى أن أصبح مجنونا غريب الأطوار فى تناقض تصرفاته وفى وحشيته . والعجيب أن الحاكم بأمر الله اشتد غضبه عندما سخر منه المصريون فأمر مرتزقته من العسكر الأفارقة بقتل سكان القاهرة فاستباحوها قتلا و سلبا واغتصابا ، وهو نفس ما يرتكبه القذافى الآن حين ثار عليه الليبيون فاعتبرهم جراثيم وجذانا وخونة لأنهم وفق اعتقاده المريض قد كفروا بألوهيته ومجده وعليائه .
هذا المرض العقلى الذى يأخذ بتلاليب القذافى تسبب من طول إقامته فى سلطته المستبدة ، نجح فى انقلابه وصار رئيسا وهو شاب غرّ فى السابعة و العشرين ، والمفارقة صعبة بين القذافى عندئذ والقذافى الآن . الاستبداد الطويل هو المسئول عن جنونه ووحشيته . هو أول ضحية لاستبداده ، ويأتى شعب ليبيا ضحية ثانية ، ولولا سكوت الليبيين عليه طيلة أربعة عقود ما وصلت حالته العقلية الى هذه الدرجة من السوء . لمدة عشرين عاما تقريبا ظل القذافى اعجوبة يتندر بها العالم ويتعجب من سكوت الليبيين على هذا البهلوان فى أقواله وأفعاله و أزيائه وتقلباته وندواته وتصريحاته . وعندما قرر الليبيون أخير الثورة كانت حالته المرضية قد استفحلت واستعصت على العلاج ، ويدفع ثمنها الآن الليبيون من دمائهم .
3 ـ قبل قبل الثورة على مبارك وبعد نشوب ثورة تونس كتبنا مقالا بعنوان ( مبارك الطريد بلا توريث ولا تمديد ) وأكّدنا من قبل ـ أثناء وجوده معاندا فى السلطة ـ أنه انتهى .ونؤكد اليوم أن القذافى قد انتهى . حقائق عصرنا الراهن تؤكد أن المستبد يفقد شرعيته حين يواجه المظاهرات السلمية بالرصاص الحى لأن الشعوب تغيرت واستعذبت الموت فى سبيل حريتها وكرامتها . فى الماضى القريب كان المستبد يقتل الآلاف من شعبه عيانا جهارا وسط تعتيم اعلامى ونفاق المجتمع الدولى و خوف الشعب من الهمس ، كما فعل حافظ الأسد فى حماة وحلب ، وكما فعل صدام فى حلبجة والأنفال ، وكما ظل مبارك يفعل ببطء خلال التعذيب والاختفاء القسرى والاهمال . اختلفت الصورة الآن ولم يعد ذلك مقبولا محليا أو دوليا .إذن هى مسألة وقت ويسقط المجنون الليبى .

4 ـ ولكن المشكلة هنا فى طبيعة القذافى وعقليته الوحشية وجرأته بلا رادع ولا وزاع على سفك الدماء واسرافه فى شراء المرتزقة بأموال الشعب الليبى ليقتلوا الشعب الليبى ، وتصميمه المعلن على مقاتلة الشعب الليبى الى النهاية معتقدا أنه الذى ( خلق ) ليبيا وهو الذى يملك حق تدميرها طالما خرجت عن طاعته. هى حالة مرضية خاصة ( من المرض ) تستدعى تصرفا خاصا مختلفا عن وضع مبارك وبن على . هذه الحالة الخاصة تجعل الوقت حرجا ، فكل دقيقة تمر تعنى المزيد من الشهداء ، اى لا بد من تصرف سريع فى مواجهة مجنون مصمم على إحراق ليبيا . هذا يستلزم تدخلا فعليا وسريعا من مصر و المجتمع الدولى لانقاذ ما يمكن إنقاذه .
فى نهاية الأمر هناك فرد واحد يواجه شعبا بأكمله ، وهو مصمم على أن يقاتل الى آخر رصاصة شعبا مسالما ، وطبقا لتلك المعادلة الصفرية فإما هو وإما ملايين الشعب الليبى . كل التوقعات تؤكد هزيمته ، وأن الشعب الليبى هو الباقى ، أى إن مصالح أوربا وأمريكا مع الشعب الليبى ، وبالتالى فإن وقوف أوربا وأمريكا مع الشعب الليبى فى محنته هو الذى سيحافظ على مصالح الغرب فى استمرار تدفق البترول الليبى . وهذا يستوجب تدخلا غربيا فوريا لانقاذ الشعب الليبى . ونتذكر هنا أن الرئيس الأمريكى ريجان لم يتردد فى قصف قصر القذافى فى طرابلس انتقاما لبعض الدماء الأمريكية ، وحرمة الدماء الليبية لا تقل عن حرمة الدماء الأمريكية . ويمكن تحديد أماكن تواجد القذافى وقصفها لانقاذ الشعب الليبى ، وتقديم خدمة للانسانية وليبس للشعل الليبى وحده .
يبقى التدخل المصرى حفظا لأمن مصر من الغرب ، وانقاذا للعمالة المصرية فى ليبيا والتى تصل الى حوالى مليون ونصف مليون ، وهم مهددون فى حياتهم . والتدخل العسكرى مطلوب هنا ، وهو أول تحدى يواجه المجلس العسكرى الأعلى الحاكم فى مصر الآن . مطلوب منه المشاركة فى أنقاذ ليبيا والمسارعة بتأمين حياة المصريين فى ليبيا .

5 ـ هى مسألة وقت ويسقط طاغية ليبيا .. ولكنه وقت ملطخ بدماء الأبرياء و الشرفاء.



#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نهاية الأرب في نصح ثورات العرب
- احمد صبحي منصور في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: اسقاط ...
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم : الله أكبر .. وسقط الطاغي ...
- القرآن والواقع الاجتماعي( 16 ) : مبارك والخزى فى الدنيا ..!!
- اقتلوا مبارك ثم أقيموا له محاكمة عادلة
- أين شرف العسكرية المصرية ؟ هل تقف مع جنرالات مبارك أم مع مصر ...
- في فقه الشرعية السياسية : بين شرعية الاستبداد والاستعباد وشر ...
- يا مبارك .. أخرج منها مذءموماً مدحوراً :
- انتصرت ثورة -اللوتس -المصرية.- والحمد لله رب العالمين -.
- النضال فى سبيل العدل هو جهاد فى سبيل الله
- يا أمهات مصر ... تحركن لقيادة المظاهرات
- عار عليك يا شيخ الأزهر أن تكون مطية لطاغية فاجر .!!
- بيان المركز العالمى للقرآن الكريم بشأن مظاهرات يوم الغضب الم ...
- لكل نفس بشرية جسدان (18 ): (القضاء والقدر) والجسد الأزلى
- حق المرأة فى رئاسة الدولة الإسلامية : لمحة أصولية تاريخية: ا ...
- أيها الجلاّد : مقاومة سلطاتك شرف وعزّة ..وجهاد..!!
- بعد هرب طاغية تونس : مبارك الطريد ..بلا توريث ولا تمديد .
- نداء الى جنرالات الجيش المصرى : أليس منكم رجل رشيد ؟
- مشاركة المرأة فى صنع القرار : رؤية قرآنية.
- القرآن والواقع الاجتماعى (16 ) (مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ ...


المزيد.....




- تنامي الإسلام الراديكالي في بنغلاديش
- مصر تقضي بسجن إسرائيليين اثنين 5 سنوات للاعتداء على موظفين ب ...
- محافظ السويداء: الاتفاق مع وجهاء الطائفة الدرزية ما يزال قائ ...
- إيهود باراك يقارن بين قتال الجيش الإسرائيلي لحماس وقتاله لجي ...
- مصر.. سجن إسرائيليين بسبب واقعة -أحداث طابا-
- المصارف الإسلامية تحقق نجاحات كبيرة على حساب نظيراتها التقلي ...
- -الأقصر ولكن الأفضل-.. الرئيس الأوكراني يعلق على اجتماعه مع ...
- مصر.. فتاة ترفع الأذان داخل مسجد أثري يشعل  نقاشا دينيا
- خطوات تثبيت تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 TOYOUE EL-JANAH ...
- برازيليون يحولون نبات يستخدم في الاحتفالات الدينية إلى علاج ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - المستبد خائن لشعبه ، وبموته يحيا شعبه