أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار العدد 27: شباط / فبراير/ 2011















المزيد.....



طريق اليسار العدد 27: شباط / فبراير/ 2011


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 10:00
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم/
العدد 27: شباط / فبراير/ 2011 - E-M: [email protected]

الحرية لرفاقنا معتقلي حزب العمل الشيوعي: عباس عباس، أحمد نيحاوي، توفيق عمران، غسان الحسن، ولجميع معتقلي الرأي والضمير!

في هذا العدد:
1- افتتاحية العدد _______________ 2- نايف سلّوم: ”سقوط الفراعنة!“ 3 -محمد سيد رصاص: ”هل ستكون تونس نقطة البدء لموجة ديمقراطية عربية؟“_
4- علي الخطيب: ”إلى روح الرفيق أبو نضال المسافر بعيدا عنا وإلينا..“__________
5- نذير جزماتي: ”المشهد السياسي في شباط/فبراير 2011 “______________
6- محمد شاويش: ”الفكر الجديد للشعب العربي: عن تغير الأيديولوجية الشعبية العربية بعد الانتفاضتين التونسية والمصرية___
7- الياس دبّانة: ”قراءة نقدية في مشروع التقرير الفكري المقدم للحزب الشيوعي السوري، المؤتمر الحادي عشر (النور)“_______________ 8- بيان صادر عن تجمع اليسار الماركسي في سوريا (تيم) : قلوب السوريين والعرب تنبض على إيقاع ثورة الشعب المصري العظيم!___________________
9- مقتطف من كتاب ماركس و انجلز : ”الأيديولوجية الألمانية “________


افتتاحية العدد
مصر: قراءة أولية في الانتفاضة - الثورة

نتابع جميعنا التاريخ الجديد الذي يكتبه شعب مصر ليس لبلده فقط وإنما للمنطقة العربية بكاملها , متابعا بذلك ما بدأه وحققه شعب تونس الذي نال حريته وأنهي حقبة الاستبداد والنهب والفساد وكبت الحريات والتبعية المطلقة للامبريالية....الذي استمر طيلة عهد بن علي ..
وبالتزامن مع ما يجري في تونس ومصر يتظاهر عشرات ومئات الألوف في الجزائر واليمن والأردن مطالبين بتحسين الحياة الاقتصادية للكادحين ونشر الحريات لسياسية..
....وقبل الانتفاضات الشعبية المذكورة كانت المقاومة الوطنية في العراق الموجهة ضد الاحتلال وعملائه حصراً قد أوقفت الاندفاعة الأمريكية الهادفة إلى السيطرة المباشرة على المنطقة، وتنفيذ مشروع الشرق الوسط الجديد القائم على تقسيم الدول العربية إلى كيانات صغيرة منهكة تتصارع فيها القوميات المختلفة وينمو فيها الاحتراب الطائفي والقومي والمذهبي والاثني ، الخ..
وأيضاً فقد سجلت المقاومة الظافرة في لبنان وغزة بداية نهاية العصر الإسرائيلي الذي كانت تهيمن فيه الدولة العبرية على المنطقة ، وتهين شعوبها وقيمهم الوطنية. وخصوصا بعد اتفاقية كامب ديفيد وإخراج مصر كبرى الدول العربية من الصراع العربي الإسرائيلي.
هذا الخروج الذي ساهم في تخاذل العديد من الحكام العرب, وزاد من تبعيتهم لأمريكا و إسرائيل
ويلاحظ أن المشاركين والمؤيدين والداعمين للمقاومة الوطنية. والناشطين والمبادرين إلى الانتفاضات الشعبية في البلدان العربية هم من الفقراء المعدمين ومن الشباب الجامعيين العاطلين عن العمل . هذا يعطي للتحرك القادم- ورغم محاولة جهات متعددة من منعه- معاني وطنية وديمقراطية على أرضية شعبيه طبقية تعرف مصالحها الحقيقية , وتعمل على المعاني جميعها.
لقد ردت التحركات الشعبية على الليبراليين الجدد العرب وأخرستهم . الليبراليون الجدد الذين نفخوا طيلة عشر السنوات السابقة في بوق الولايات المتحدة الأمريكية ودعوا للديمقراطية الأمريكية (النموذج العراقي) والذي ما زال الخونة من العراقيين يحاولون تكريسه عن طريق استمرار الاقتتال وإسالة دماء أبناء الشعب .
لقد شتمونا وهاجمونا نحن الماركسيين وجميع الوطنيين، واعتبرونا وشعوبنا وشبابنا متخلفين, ونحن نصنع التخلف في المنطقة. بسبب رفض ومقاومة النموذج الأمريكي وعدم قبول الآخر . وليس الآخر عندهم سوى أمريكا والكيان الصهيوني .
وأيضاً، فقد سبقت التحركات الشعبية القوى السياسية، المتصارعة والمنهكة والمبعثرة بسبب الاستبداد ، والتي لم تتجاوز حالة الفشل في تأمين برنامج سياسي قادر على التغيير. إن هذا الوضع يشكل عقبة أمام قدرة المنتفضين في تحقيق الشعارات التي انتفضوا من أجلها. وهي الثغرة التي تحاول السلطات الاستفادة منها للعمل على إبقاء مصالحها وسياساتها القائمة. فالولايات المتحدة ترفع شعار التبديل ؛ أي تبديل الوجوه والإبقاء على السياسات . والشعوب تعمل على تغيير الأنظمة التابعة ورموزها ، والمستفيدين منها . وهذا الصراع ظهر ومازال في مصر، فاللافتات والهتافات التي اجتمع عليها الشعب المصري الثائر، و التي عمت المدن المصرية كانت (الشعب يريد إسقاط النظام) . الآن، يحاول البعض حرف ذلك باتجاه: (الشعب يريد إقصاء حسني مبارك)، وهذا من صنع الولايات المتحدة الأمريكية.
ورغم العقبات الناجمة عن ضعف وتبعثر الحركة السياسية المنسجمة بطبيعتها مع المطالب الشعبية والمتطابقة مع شعارات الانتفاضة، إلا أن هناك العديد من النجاحات التي حققتها الانتفاضة منها:
1- طرد ممثلي رجال الأعمال من الوزارة الذين جمعوا مسروقاتهم وهربوا ، بعد أن سدت الثورة الشعبية منافذ نهبهم ، بمن فيهم طبعا أولاد حسني مبارك، الذين قدرت ثروتهم حسب ما هو معلن ،ا بين 40 – 70 مليار دولار . على حساب 40 % من الشعب المصري الذي يعيش تحت خط الفقر(2 دولار للفرد الواحد) .
2- اعتراف السلطة المصرية على لسان رئيسها بتزوير إرادة الناخبين في انتخابات مجلسي الشعب والشورى. والطلب إلى لجان مختصة لدراسة الطعون المقدمة , و إيقاف دورات المجالس المذكورة . وهذه سمة عامة للأنظمة العربية أسقطتها الثورة في مصر.
3- اعتراف السلطة بإهمال مطالب الشعب وتركيز جهدها على تطوير وتنفيذ مطالب رجال الأعمال. وأيضاً على لسان رئيسها الذي اعترف بإهماله لمطالب الشعب بعد ثلاثين عاما في الحكم .
4- الانتهاء من التوريث. والتأكيد على تحديد فترة الرئاسة بدورتين. وبالتداول السلمي للسلطة. وهذا ما أعلن عنه رئيس اليمن أيضاً. وكان قد سبقهم بن علي في هذا الإعلان. ورغما عنهم أعلن رئيس الوزراء العراقي بعدم ترشّحه لولاية ثالثة .

إن التداول السلمي للسلطة، وتحديد مدة الرئاسة لدورتين فقط، هام جداً لتطور المنطقة اللاحق , فالرؤساء هم موظفون وليسوا مالكين كما تبين من الثورة على حسني مبارك وقبله بن علي .
5- الانتهاء من عصر التطرف . فلم نسمع صوتاً واحداً للقاعدة التي حاولت دفع المصريين للاقتتال بعضهم ببعض كما لم يظهر صوتاً متطرفاً يسارياً كان أم يمينياً. وحتى التيار الديني (الأخوان المسلمين) لم يرفعوا لافتة واحدة تعكس شعاراتهم مثل (الإسلام هو الحل). لأن أي تطرف ستسقطه الانتفاضة. وهكذا فقد أفشلت الانتفاضة فزّاعة التيار الديني التي يترزّق عليها رموز الأنظمة في عدد من الدول العربية والغرب الأميركي- الأوروبي.
فبعد أن أعلن حسني مبارك في لقائه مع صحيفة ألمانية أنه كان سيرحل لولا خوفه من استيلاء الأخوان على السلطة ,عاد وطلب التحاور معهم هم وبقية القوى السياسية عبر نائبه! وجميع المصريين الآن ومعهم العالم يحترمون الصليب والقرآن المرفوعين معاً في ساحات الانتفاضة المصرية . وهناك مؤشرات على أن وزير الداخلية السابق له ضلع في تفجير كنيسة القديسين بالإسكندرية. وبسبب تبعية مؤسسة الأزهر للحكومة المصرية استقال الناطق الرسمي باسم الأزهر ليشارك الشعب طموحاته في بناء المستقبل الجديد.
وبكلمة، فقد تبين أن التطرف والاقتتال المذهبي من صنع الأنظمة وليس من صنع الشعوب .
6- عودة الوحدة الوطنية الراقية التي انبعثت من التاريخ الحضاري للشعب المصري, حيث لم تظهر أي حالة عنف أو اختلاف أو احتجاج غير سلمي. ويكتب الآن الشعب المصري بجهده وحركته وطريقة احتجاجه الهادف إلى التغيير الثوري أرقى أشكال الثورات . إنها الإرهاصات الأولية للحضارة العربية القادمة المستندة إلى تاريخ حضاري ذي طبيعة إنسانية. ويقابل هذه الحضارة تخلف الأنظمة التي واجهت رقي الشعب بالبلطجية والبغال والجمال والسيارات التي تقتل المواطنين العزل , و الشرطة التي أسقطت عشرات القتلى الأبرياء, وطلبت المساعدة من اللصوص والمجرمين الذين أخرجتهم من السجون وأمرتهم بنهب الممتلكات ,والمتاحف ,والمتاجر ، بعد أن سحبت قواتها من المدن لتسهيل مهمة اللصوص الإجرامية.
لقد توضح في تجربتي تونس ومصر أن الشعب أرقى بطبيعته من السلطات الهمجية والمتخلفة.
7- أكدت تجربة مصر أن استمرار حالة الطوارئ تعني وجود حالة حرب بين السلطة والشعب. فالعلاقة ممتازة بين مصر وإسرائيل . ولا توجد أي دولة مجاورة أو بعيدة عن الحدود المصرية في حالة حرب مع النظام. والنفوذ والثقل الأمريكي داعم للسلطة المصرية . رغم كل ذلك كانت حالة الطوارئ مفروضة على الشعب المصري طيلة حكم حسني مبارك. ونستطيع أن نفهم حالة الحرب المعلنة على الشعب إذا علمنا أن تعداد الشرطة والأمن المصري يبلغ مليوني رجل. وعدد أفراد الجيش المصري 400.000 رجل فقط . ورغم كل ذلك يسجل الشعب الآن أغلى انتصاراته في حربه مع النظام .
8- ألغت انتفاضتا تونس ومصر مقولة أن الشباب بعيد عن الاهتمام بقضايا الوطن وغير مبال ، وغير ذلك من المقولات المعروفة. فقد تبين أنهم متابعون لما يجري في وطنهم ومبادرون وقادرون على استخدم التكنولوجيا المتطورة في عملهم الاحتجاجي , وأنهم قادرون على تحديد الشعارات السياسية الدقيقة بدون أي تطرف , وقادرون على فرض شكل الصراع الأكثر نجاحاً مع السلطة , ولديهم الاستعداد التام للتضحية في سبيل بلدهم . إن الأساليب التي استخدموها أدت إلى تخفيف عدد الضحايا، رغم همجية السلطات . وهذه سمة الثورات القادمة في المنطقة
9- القبول بالآخر، والحوار معه والعمل المشترك دون مواثيق أو نصوص. فقد تواجد في ساحة التحرير وفي كل ساحات الاحتجاج في مصر الشيوعيون إلى جانب الإخوان المسلمون وحزب الوفد والقوميون وكل التيارات السياسية المحتجة، بالإضافة إلى غير الحزبيين . المسيحيون إلى جانب المسلمين بانسجام واحترام وتفهم لكامل الآراء وكامل المعتقدات . بينما تتقاتل بعض الأحزاب وتتصارع للوصول إلى ما يمكن من مكاسب ضيقة بشكل يتناقض مع طبيعة الساحات المحتجة، مما يبشر بتشكيل أحزاب جديدة تنسجم وطبيعة الشباب والمرحلة الجديدة التي تجتازها مصر، و ستعبرها المنطقة العربية.
10- ستعيد الثورة الكرامة للعمال المصريين الذين يعملون خارج بلادهم بأصعب الظروف وأقساها وبأقل الأجور بسبب السياسة الاقتصادية الطاردة لهؤلاء العمال من أوطانهم. إن تغير السياسة الاقتصادية والتخفيف من الفساد والنهب واعتماد سياسة تنموية قادرة على امتصاص أقسام من اليد العاملة العاطلة عن العمل وزيادة الدخل الوطني، كلها إجراءات مفروضة على السلطة السياسية القادمة من أجل استعادة كرامة العمال.
11- وأيضاً، ستعيد الكرامة الوطنية المجروحة والوجه الوطني لشعب مصر الرافض للتطبيع مع إسرائيل ولحصار غزة، والمؤيد للمقاومة الوطنية، والرافض للهيمنة الأمريكية و لتخاذل السلطات . فقد أظهرت الهتافات واللوحات المكتوبة ورسوم الكركاتير الموقف الشعبي المعادي للصهيونية ولأمريكا ولتخاذل الرئيس. فقد كتبت إحدى اللوحات التي تطالبه بالرحيل باللغة العبرية . وقالوا للرئيس إذا لم تفهم عربي فقد كتبنا لك باللغة التي تفهمها!
12- وهكذا تندمج المهام الثلاثة للانتفاضة . التنمية الاجتماعية الهادفة إلى تامين العدالة الاجتماعية , والموقف الوطني الواضح المعادي للتطبيع والاحتلال والهيمنة الأمريكية، والمؤيد لكافة أشكال المقاومة الوطنية, والمطالب بالديمقراطية. ونحن نؤكد على تكامل المهام المذكورة لتشكل عنوان التغيير القادم، وهذا ما ظهر بشكل واضح على اللافتات والشعارات المكتوبة. ونحن إذ نؤكد على اندماج هذه المهام لنرد على من يريد أن يعطي للانتفاضة معنى مطلبي فقط متجاهلاً المعاني الأخرى، فإن هناك من يريد أن يعطيها طابعاً ديمقراطياً سياسياً، متجاهلاً المحتوى الاجتماعي للانتفاضة. وهناك من يريد أن يعطيها طابعاً وطنياً فقط للهروب من الاستحقاقات الاجتماعية الطبقية والديمقراطية. وهذا انعكاس لرؤى التيارات القديمة الرافضة للاعتراف بالواقع والعاملة على إخضاع هذا الواقع لأرائها؛ أي إخضاع الانتفاضة لمفاهيمها فقط. وهذا غاية في الخطورة على الانتفاضة ومستقبلها، ويعكس عدم قدرة أمثال هؤلاء على الرؤية المتكاملة.
ويمكن أن نستنتج مما يجري وبشكل أولي عدة أمور منها :
- هناك اهتزاز جدي للنظام العربي السائد منذ ما بعد هزيمة 1967 عنوانه الخروج من الهزيمة والتبعية ونشر الحريات السياسية . إن هذه التطورات تأتي بعد النجاحات التي تمت في أمريكا اللاتينية، والتي تؤكد على تنامي دور بلدان العالم الثالث وانتفاضها على الهيمنة الإمبريالية وخصوصاً في المناطق الغنية، حيث يتمركز النهب الامبريالي . وكما هو واضح من تجربة دول أمريكا اللاتينية، فان التغيرات ستأتي تباعاً حيث ستتغير الصورة بشكل كامل خلال سنوات قادمة.
- أدى تراجع وضعف الحركة السياسة إلى مبادرة الشعب الذي تجاوز الحركة السياسية. ورغم أهمية ذلك إلا أن ضعف وبعثرة وتشتت الحركة السياسية المنسجمة مع تطلعات الشعب سيؤدي إلى سرقة الثورة وهذا يؤكد على أمرين: الأول، إسراع القوى السياسية المنسجمة بطبيعتها مع الحركة السياسة بتجاوز البعثرة والانقسام والتشتت وتأمين برنامج قادر على مشاركة الشعب في نهضته. والثاني، أن الثورة الشعبية ستمر بمراحل وتطورات ربما تستغرق سنوات حتى يتمكن الشعب من إفراز قياداته المعبرة عن تطلعاته .
- هناك تشابه في شكل النشاط الجماهيري السلمي المؤدي للتغير والمواجه للسلطات المستبدة ولنهب الثروة الوطنية والتدخل الخارجي. وهذا ما جرى في تونس وما يجري في مصر والأردن واليمن والجزائر، الخ.. ورغم أهمية ذلك إلا أننا نعتقد أن أشكالاً أخرى من التطورات ستظهر، وستبادر خلالها بعض السلطات القائمة إلى اتخاذ إجراءات دستورية تؤدي إلى انفراج سياسي يؤدي إلى تغير ديمقراطي تدريجي سلمي . بعد أن تفشل محاولات رشوة المواطنين ببعض الزيادات الفقيرة في الرواتب، وبمعونات لا تسد الرمق.
-لقد غدا واضحاً أن النهب والفساد و حماية أنظمة أمنية قاسية وقاتلة لأي تحرك، وتحالف هذه الأنظمة مع الامبريالية وخضوعها لسياستها ، هذا الشكل قد وصل إلى نهايته. والتغيير يعني تدمير هذه الأشكال وتعبيراتها في السلطة. والتغيير يعني تدمير كل الدساتير والأشكال التي قامت عليها هذه الأنظمة والسلطات وإيجاد دساتير وأنظمة وقوانين تسهل الانتقال إلى السياسة الجديدة.
- علينا الحذر من دور الجيش في ثورتي تونس ومصر . هذا الدور مرتبط بالنفوذ الأميركي داخل قياداته الرئيسية ، وبتهميش الجيش إجمالاً بالمقارنة مع أجهزة الأمن وشرطة مكافحة الشعب.
- ووضح أيضاً أن المزيد من الاضطهاد والقتل والسجن يؤدي إلى المزيد من إرباك السلطات حيث لم تعد تفيد هذه الأساليب. وهذا ما وضح في بداية انتفاضة تونس، وهذا ما يتوضح في انتفاضة مصر.
- أكدت الانتفاضة وطبيعة الفئات الاجتماعية المنتفضة أن الديمقراطية هي حاجة وقوة تستخدمها الطبقات والفئات المتضررة من النظام القائم (وهي تشمل المهمشين والعاطلين عن العمل و الطبقة العاملة والفئات الوسطى، وبعض فئات رجال الأعمال الذين لم يدخلوا في زواج الثروة والسلطة والمتضررين في الوقت نفسه من نتائج ذلك الزواج في أعمالهم) بعد أن يكون النظام قد أوغل في احتكار الثروة والسلطة.
في المحصلة، يؤكد ميدان التحرير في القاهرة، بمشهديته التي تضم مختلف التيارات السياسية المعارضة من إسلاميين ووفديين ليبراليين وشيوعيين وجموع هي الأكبر من غير الحزبيين ، أن الدكتاتورية السياسية، التي يتزاوج فيها النظام الأمني مع قسم كبير من رجال الأعمال لينتج رعاية القمع لرأسمالية وحشية وفاجرة لا تعرف القانون، تؤدي إلى اجتماع غالبية مجتمعية، تضم العمال والشباب العاطل عن العمل والمهمشين والفئات الوسطى المتضررة من الأوضاع القائمة وقسماً ولكنه قليل من الأغنياء ورجال الأعمال المتضررين من الحيتان الكبار. على سبيل المثال يملك زعيم حزب الوفد السيد بدوي، مصنع ألفا للأدوية، وهو صاحب تلفزيون الحياة ، كما يضم هذا الحزب في عضويته ، وكذلك جماعة الإخوان المسلمون، العديد من رجال الأعمال. تحت راية شعار مثلث الشكل( حرية - عدالة اجتماعية- كرامة)، ما يزال الشارع المصري منذ يوم 25 يناير يثور من أجل تحقيقها!
هيئة التحرير
سقوط الفراعنة!
نايف سلّوم

لم يكد عرش الفرعون يهتز في مصر حتى سارعت النسور الإمبريالية تحوم في سماء المنطقة ، كعلامة على وجود جيف كثيرة.
كانت تونس قد سبقت مصر في المبادرة إلى الثورة ، لكن وزن مصر الدولي و الإقليمي والعربي جعل اهتزاز عرش فرعونها يصل بعيداً ، ومنذ اليوم الأول لانطلاقة الثورة.
لقد شاهدنا من اللحظة الأولى تشكيل ما يسمى غرفة طوارئ أو خلية أزمة تضم النظام الأميركي والمصري ومعهم الإسرائيليون . خلية أزمة لمتابعة تطور الأحداث وشكل الانهيار في النظام وأثر ذلك على "المعاهدات الدولية" والإقليمية التي كان نظام الفرعون المصري قد التزم بها ، وحبس بها قوة مصر ودورها إقليمياً وعربياً.
بدأت الاحتجاجات التونسية بشعار يندد بالبطالة والفقر والتهميش الجهوي ومن ثم تطور شعار الانتفاضة التونسية ليغدو : إسقاط نظام بن علي و حزبه الحاكم. أما انتفاضة مصر فقد بدأت بالشعار الأعلى : إسقاط نظام حسني مبارك ، الذي يشكل السبب الرئيسي في الفقر والبطالة والتهميش وإهانة كرامة الشعب المصري وإذلاله ، وحبس مصر عن القيام بدورها العربي. شعار الحد الأعلى ومن اليوم الأول هو ما أرعب النظام الأميركي ومعه إسرائيل. لهذا السبب نرى أن الأحداث قد بدأت بإحراق مقرات الحزب الوطني الحاكم، ومقار شرطة مكافحة الشَّعْب التي تشكل الذراع الضاربة للنظام. لقد تحول مركز الثقل من الجيش النظامي المصري المعد لمحاربة إسرائيل إلى شرطة النظام المتوحشة لمكافحة الشعب ، شرطة مرتزقة وحاقدة تحمي عرش الفرعون والملأ من حوله.
الملفت في انتفاضة 25 كانون الثاني/ يناير أنها أربكت المعارضة المصرية بكل أشكالها الرسمية وغير الرسمية . دائماً كنا نرى مسافة بين الشعب المنتفض في ميدان التحرير وقيادات المعارضة المصرية. كان التذبذب يظهر هنا وهناك نتيجة ضعف الثقة بقوة الشعب من قبل أحزاب ليبرالية دينية (الأخوان) وغير دينية عتيقة كالوفد ، وتردداً وذعراً من قبل أحزاب يسارية بائدة كحزب التجمع، الخ..
لقد تفكك الحزب الوطني الحاكم (حزب المافيا والزعران من رجال الأعمال) في الأسبوع الثاني للانتفاضة الشعبية ، لكن النظام قائم بقوة القيادات العليا للجيش وقوة غرفة الطوارئ الأميركية / الإسرائيلية .
ما أظهرته ثورة مصر هو غياب القيادة بالمعنى التاريخي ، والدور الانتهازي للجيش المصري الذي عمل بنصيحة النظام الأميركي : عدم الاصطدام بالشعب الثائر كي يبقى حامي النظام القديم، وموضع ثقة النظام الأميركي وحامي المعاهدات الدولية والإقليمية وضامن فاعليتهما (النظامين الأميركي والمصري المقطوع الرأس) في الأحداث اللاحقة.
لا يمكن لثورة شعبية أن تحقق أهدافها الأساسية من دون أن تحطم آلة الإكراه القديمة وبناء جيش وطني يعمل بأوامر الشعب لا بإرادة الفراعنة وحماتهم من الإمبرياليين الطغاة.
ما يلفت انتباه المراقب المدقق في ثورة مصر هو افتقادها لتنوع التكتيكات في المواجهات مع النظام. فقد اكتفت الانتفاضة بأسلوب التظاهر والاعتصام في الميادين الرئيسية . ويعود هذا الفقر التكتيكي للانتفاضة إلى انتهازية أحزاب المعارضة وسوء ضمائرهم . فالانتفاضة في براءتها وقلة خبرتها ظهرت أحادية التكتيك . والذي أسعفها هو ضخامة الحشود ووضوح هدفها وتماسكها حول الهدف الرئيسي والمحرك وهو إسقاط نظام الفرعون "تْحسني الثاني" بعد الفرعون "تحسني الأول" ( السادات).
لقد كان ملفتاً الخطاب الذي وجهه الإمام على الخامنئي في طهران خلال خطبة الجمعة حيث أشار في إحدى عباراته إلى أن ثورة مصر "ثورة إسلامية" ، والملفت أيضاً أن الرد جاء من جماعة الأخوان المسلمين في مصر بأن ثورة مصر ليست إسلامية . وهذا صحيح فثورة مصر ثورة سياسية بامتياز ذات مطالب اجتماعية ، فهي انتفاضة ضد الفقر والجوع والبطالة والإهمال والتهميش للشعب المصري وقواه ، وهي انتفاضة لاستعادة الشعب المصري لحريته وكرامته ودوره العربي الصحيح في النضال ضد المشروع الصهيوني وضد مشاريع السيطرة الأميركية

وضد الإمبريالية الغربية عموماً.. وكانت العلامة على ذلك ،غير الشعارات المتنوعة في الميدان، تفجير خط الغاز الذي ينقل ثروة الشعب المصري إلى الصهاينة المغتصبين لأرض فلسطين.
إن مصر بحاجة إلى جمعية تأسيسية وإلى دستور جديد وإلى تطهير الجيش من أعوان الفراعنة في مصر وفي النظام الإمبريالي خاصة الأميركي . بهذا الشكل تكون ثورة مصر قد استحقت اسمها العظيم.
"وجاء السحرة فرعون قالوا إنا لنا الأجر إن كنا نحن الغالبين..[ الأعراف: 113 ] وقال فرعون يا أيها الملأ ما علمت لكم من إله غيري..[ القصص: 38 ].. ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب.. [غافر: 46 ]
والفرعون في اللغة : التمساح.. ولقب كل من مَلِكَ مصر .. أو كل عات متمرّد.. وتفرعن : تخلّق بأخلاق الفراعنة . والفَرْعنة: الدهاء والنُّكر(من المنكر) المحيط 1221
الفِرْعَون : كل عات متمرد جبار ؛ كل متمرد على أمر الحقيقة الذي مصدره مشيئة الشعب أو إرادته ، والمعنى واحد.

هل ستكون تونس نقطة البدء لموجة ديموقراطية عربية ؟
محمد سيد رصاص

حصلت ثلاث موجات ديموقراطية كبرى في الربع الأخير من القرن العشرين، تميزت بكون كل واحدة منها كانت محصورة ومحددة في نطاق إقليمي محدد،وبأنها كانت تحصل في سياق زمني متصل وقصير المدى:أولها في جنوب القارة الأوروبية،انتهى من خلالها الحكم الديكتاتوري،سواء منه الفردي،أو الذي يتم عبر طغمة عسكرية:(برتغال نيسانإبريل1974، ويونان تموز يوليو1974، ثم اسبانيا عبر انتخابات برلمان حزيرانيونيو1977التي شاركت فيها كل الأحزاب وذلك إثر فترة انتقالية نحو الديموقراطية أعقبت وفاة الجنرال فرانكو في 20تشرين ثانينوفمبر1975). كانت الموجة الثانية في أميركا الجنوبية:(بيرو1980،بوليفيا1982،أرجنتين1983،برازيل1985،تشيلي1990،باراغواي1993).فيما حصلت الثالثة في أوروبا الشرقية والوسطى عندما سقطت الأحزاب الحاكمة خلال مدى زمني لم يتجاوز ستة أشهر من عام1989بين حزيرانيونيو وكانون أول ديسمبر في البلدان التالية على التوالي : (بولندا،ألمانية الشرقية، هنغاريا، بلغارية، تشيكوسلوفاكية، رومانية).
لا توجد آلية سقوط واحدة في تلك الانتقالات نحو الديموقراطية من الأنظمة الديكتاتورية، سواء كانت فردية،أو طغمة عسكرية، أو لحزب حاكم سواء كان واحداً(رومانية)أو كان يحكم مع إطار ديكوري ل"جبهات"، تضم الأحزاب الحاكمة مع أحزاب أخرى،كما في بلدان (الكتلة الشرقية) الأخرى المذكورة آنفاً: أولاً كان نشوء تلك الأنظمة مرتبطاً بظروف الحرب الباردة (1947-1989) بين العملاقين الأميركي والسوفيتي، وحتى من كان سابقاً في النشوء،مثل ديكتاتورية سالازار في البرتغال (منذ1928)أو فرانكو(1939)، فقد ساهمت ظروف الصراع مع موسكو في دفع واشنطن لوضع هذين الديكتاتورين تحت جناحيها، رغم تعاونهما وقربهما من نظامي هتلر وموسوليني. طبعاً،هذا لا يعني أن الديكتاتورية لم يكن للعوامل الداخلية دور في نشوئها،مثل فشل واستعصاءات الحكم المدني في برازيل1945-1964،ولكن ما كان للطغمة العسكرية في برازيليا أن تصعد للسلطة وتستمر لعقدين من الزمن لولا الغطاء الأميركي ،الذي ظلَل بحمايته ورعايته العديد من الأنظمة العسكرية في أميركا الجنوبية في ظروف المد اليساري بتلك القارة الذي استمر،لعقد ونصف،إثر وصول كاسترو للسلطة في هافانا بيوم رأس سنة 1959.
على نفس المنوال،كان الانتقال الديموقراطي محكوماً بعوامل متعددة،ولم يكن على نسق أو آلية واحدة ومتشابهة:في البرتغال قام الجيش بانقلاب25نيسان 1974ضد ديكتاتورية أصبح تمثيلها الاجتماعي متآكلاً وضعيفاً ليفتح الباب أمام تطور سياسي حزبي،مالت فيه الكفة لصالح الشيوعيين، والقوى اليسارية، حتى النصف الثاني من عام1975،وقد أظهرت واشنطن الكثير من القلق أمام تطورات المسار الديموقراطي البرتغالي،قبل أن يستقر عند تركيبة حاكمة "مرضية"لواشنطن تراوحت بين (الديموقراطيين الاشتراكيين) و (الديموقراطيين المسيحيين). في اليونان كان سقوط الحكم العسكري ناتجاً عن آلية اجتماعية قوية مضادة أعقبت فشل انقلاب 15 تموز1974 المدعوم من أثينا ضد الأسقف مكاريوس في قبرص، فيما لم تستطع تحركات شهر تشرين ثاني نوفمبر1973 الجماهيرية في العاصمة اليونانية أن تسقط العسكر، وإن هزَت نظامهم . في اسبانيا كان موت الديكتاتور بمثابة انهيار السد الأخير أمام مجرى الانتقال الديموقراطي، ولم تكن التوازنات الاجتماعية – السياسية تسمح لما تبقى من قوى النظام القديم بالاستمرار على طراز ما كان عليه فرانكو.
في تلك البلدان الأوروبية الجنوبية، كانت قوة الدفع نحو الانتقال الديموقراطي ذات طابع محلي، ولم يكن للعامل الخارجي دور مقرِر : في بلدان أميركا الجنوبية، بالثمانينيات،كان الاختلاط بين المحلي والخارجي قوياً في اجتماعه نحو الدفع باتجاه الانتقال نحو الديموقراطية. انتهت موجة المد اليساري هناك منذ أواسط السبعينيات، وبدأ التوازن العالمي يميل لصالح واشنطن ضد السوفيات في أوائل عقد الثمانينيات. هنا،لم يعد الأميريكان في موقع الخوف من ظاهرات مثل تشي غيفارا، أو سلفادور أليندي، وإنما بدأوا في الميل نحو ركوب الموجة الديموقراطية التي أصبحت ، بخلاف تشيلي أيلول سبتمبر1970، تفرز صناديق اقتراعها قوى فائزة ، من اليمين،أومن يسار أو يمين الوسط. هذا حصل في برازيل1985، التي قاد الحكم العسكري ثورتها الاقتصادية في الصناعة والزراعة بالسبعينيات، على الرغم من أن ذلك النمو الاقتصادي قد ولدَ فوارق جهوية وطبقية في توزيع الثروة ليكون في تلك السنة واحداً من كل أربع برازيليين يعيش على أقل من دولار في اليوم، وأيضاً في أرجنتين 1983التي قادت مغامرة الحكم العسكري الفاشلة بالعام السابق في حرب الفوكلاند ضد لندن إلى تفجر حركة احتجاجية قوية أجبرت الجنرالات على التنحي أمام الحكم المدني الآتي عبر انتخابات تنافست فيها الأحزاب.أيضاً،في تشيلي ،كان من الواضح أن قوة الفئات الوسطى،والحركة العمالية،قد أصبحت الموازين الاجتماعية- السياسية تميل لصالحها بالنصف الثاني من الثمانينيات،وخاصة بعد انضمام الكنيسة الكاثوليكية للمعارضة فيما كانت مع العسكر في انقلاب 1973 ضد أليندي.
بخلاف أميركا الجنوبية،كانت سقوط أنظمة (الكتلة الشرقية) خلال عام 1989 محكوماً بعامل خارجي، تمثَل في انهيار التوازنات الدولية التي قامت عليها (الحرب الباردة) منذ أن كسرت(مبادرة الدفاع الإستراتيجية: "حرب النجوم") ، التي قدمها الرئيس الأميركي ريغان في آذار1983، توازن الرعب النووي القائم منذ وصول السوفيات للقنبلة الذرية في1949. هذا أدى إلى ترجمة في موسكو سميت بـ (البيريسترويكا) منذ نيسان إبريل1985، وضح من خلالها دخول القوة السوفياتية في مرحلة الأفول، وهو ما قاد بالتالي إلى تلك الترجمة التي تمثلت في انهيار نظم أحزاب(الكتلة الشرقية) في 1989 قبل أن يلحق بها الحزب الشيوعي السوفياتي في آب1991 ومن ثم الاتحاد السوفياتي الذي تفكك خلال الأسبوع الأخير من ذلك العام. يمكن لهذا أن يتوَضح، إذا عرفنا أن حركتي هنغاريا 1956 وتشيكوسلوفاكيا 1968 كانتا تملكان قوة دفع اجتماعية ذاتية، أكثر مما توفر بهما أثناء عام 1989، ومع هذا لم تفلتا من قبضة موسكو ،بحكم مفاعيل التوازن الدولي الذي كان مازال محكوماً بـ (يالطا).
لم تحصل موجات ديموقراطية، خلال العقدين الأخيرين،على الصعيد العالمي: عربياً،ظنَ الكثيرون أن موجة انهيارات الأحزاب الحاكمة في (الكتلة الشرقية)ستصيب بريحها العالم العربي.على العكس من هذا، اتجهت السلطة المصرية في التسعينيات إلى تقليص (نموذج الديموقراطية المحدودة) التي رعاها نظام الرئيس مبارك عبر انتخابات1984و1987 البرلمانيتين، وهو ما فعله أيضاً منذ عام1991 نظام بن علي في تونس بعد فترة من الحريات المقيدة والانفتاح إثر وصوله للسلطة في7 تشرين ثاني نوفمبر1987، قبل أن يلحق بهما جنرالات انقلاب11 كانون ثاني يناير1992 الجزائري الذي ألغى الجولة الثانية من انتخابات البرلمان التي كان واضحاً اتجاه(الجبهة الإسلامية للإنقاذ) نحو الفوز بأغلبية كبيرة من مقاعده. في هذه الأمثلة العربية الثلاث، رعت واشنطن (وباريس) تقييد الفضاء الديموقراطي، تحت ذريعة "مكافحة المد الأصولي الإسلامي"، وإن كان من الواضح أن التقاء هذه الأنظمة العربية الثلاث مع الإستراتجيات الغربية العامة هو الأساس في ذلك،حتى أتت مرحلة ما بعد ضرب البرجين بنويورك لتظهر حدود رغبة واشنطن في ديموقراطية بالعالم العربي، ربما كان يحسب مفكروا وصناع القرار الأميركيون أن القوى المرشحة للفوز بصناديق اقتراعها ليست "ملائمة" لمصالح واشنطن، وإن كان هذا لم يمنع إدارة بوش الابن من استخدام"تبشيريتها "بالديموقراطية كفزَاعة أو كوسيلة ضغط من أجل إجبار بعض الأنظمة العربية على الانخراط أو عدم الممانعة أمام ما فعله الأمريكان في عراق 2003.
خلال العقد الأول من القرن الجديد، كانت الأوضاع الديموقراطية بالعالم العربي متراجعة بالمقارنة مع فترة1985-1991 في العديد من البلدان العربية، حيث أصبحت أغلب الأنظمة في حالة من الركون والاطمئنان إلى ثبات الوضع القائم في ظل دعم دولي ،وقوة أجهزة السلطة،وضعف المعارضة، وتطورات اقتصادية- اجتماعية على مدى عقود ماضية أفرزت طبقات وفئات اجتماعية ثرية جديدة، من البرجوازية الجديدة بما تضمه من صناعيين وتجار ورجال أعمال ،إلى فئات وسطى من المتعلمين والتكنوقراط والأكاديميين، رأت غالبيتها الكبرى مصالحها مع السلطات العربية القائمة.
مع بداية العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين أظهرت تونس معطيات جديدة،كان أولها أن هناك خيطاً رفيعاً وقصيراً يفصل بين الضعف والقوة ،وبين القوة والضعف، في أوضاع المجتمعات التي تعيش بظل نظم غير ديموقراطية . ثانياً، دلَل المثال التونسي أن هناك بركاناً اجتماعياً ،يسخن ويغلي ببطء تحت السطح الظاهري للهدوء والاستقرار القائمين في ظل العديد من الأنظمة العربية. هذا يأتي من أسباب اقتصادية أساساً بحكم الخلل الكبير في توزع الثروة بين فئات وطبقات المجتمع الذي أدت إليه اللوحة الاقتصادية- الاجتماعية الجديدة إثر تطورات العقود الماضية في ظل الأنظمة التي أتت للسلطة في خمسينيات وستينيات القرن العشرين.ساهم خلل النمو وطبيعة البرجوازية الجديدة،ذات الطابع الخدماتي والوسيط و الأعمالي، في عدم قدرتها على استيعاب القادمين الجدد إلى سوق العمالة،وهو ما استفحل منذ الأزمة المالية- الاقتصادية العالمية بدءاً من أيلول سبتمبر2008، التي ألقت بظلالها القوية على أكثر من بلد عربي.هنا اجتمع الاحتجاج الاقتصادي- الاجتماعي ليتوجه ضد سلطة سياسية كانت خيمتها هي المطبخ والإطار التي أتت من خلاله، أومن ظله، ثروات الأغنياء البرجوازيين الجدد.هذا أدى إلى أن يكون الانطلاق الاجتماعي من(الاقتصاد) ليس محصوراً أو محدداً بمطالب اقتصادية- اجتماعية محضة،وإنما لأن يصل إلى (النظام السياسي)، الذي كان الخيمة والقوة الدافعة للخريطة الاقتصادية- الاجتماعية خلال العقود الماضية.
في تونس حصلت هذه الآلية، التي بيَنت إمكانية للتغيير الديموقراطي عبر قوة اجتماعية داخلية،بخلاف ما روَج الكثير من المعارضين العرب الذين راهنوا على"العامل الخارجي الأميركي للتغيير" في فترة2002-2007، بعد أن انطلقوا من مقولة أن "الديكتاتوريات قد قضت وجففت العوامل الداخلية للتغيير": ربما تعطي أحداث(مابعد 25 يناير2011) المصرية ،مع إرهاصات أظهرتها الجزائر وصنعاء، مجالاً يمكن أن يعطي المشروعية للتساؤل التالي : هل ستكون تونس نقطة البدء لموجة ديموقراطية عربية؟؟


إلى روح الرفيق أبو نضال المسافر بعيدا عنا وإلينا..
علي الخطيب (أبو نسرين)
النهر والعصافير والحكاية الجميلة.. وضوء امرأة صافية.. التعب, الحزن القاسي, ووجع الظلم .. الحبس، وعطر الصبايا وأزاهير الحلم.. كل الأسى الذي في الخيبة والانكسار.. جميع الهزائم المشرفة.. عبق الذكريات، بيتك وتفاح الروح.. هذه الأشياء جميعها تؤذن بالرحيل..
ترجل إذاً..
للحلم طريق من نار يحرقنا الدرب المتمادي.. الدمع يسيل على الجمر, هل يطفئ سكين النار الدمع؟ ترجل إذاً..
هل أوشك ينفذ زيت العشق لديك؟ هل خذلتك القوة ترفع رايتك الحمراء؟ صوت النهر دوي في دمك الأخضر أنت تلونه كي تطلع شمسك من خلف الغيم القاتم. قلّب أوراقك واكتب آخر سطر في كراس الضوء.
العالم هذا جوهره الفقراء.. الجوعى.. المنبوذون المطرودون هناك خارج بيت العقل وبيت الرزق, أصوات من وجع الحرمان.. عواطف حب.. ورياحين.. وآلهة من طيش وجرائم مغتفرة. هذا صوت النهر ومن هذا البركان المتزاحم.. من هذه الخلطة أنت فقط، أنت.. وجميع الرسل وأصحاب الغايات القصوى,أصحاب الجدل المنحاز إلى الأرض الموجوعة تعبث بها الآلهة الزور فسادا.
.أنت فقط,وعدك, ضوؤك, عطرك، جلدك يصرخ تحت سياط الظلم وأحزانك.. أنت مخلص هذا العالم.. امرأة تصرخ في روحك رغم هزائمك المثلى تبعث فيك العزم تقول تقدم.. قاوم.. رجلي أنت صديقي أنت رفيقي أنت.. إذن، كن زيت الإيمان وكن ألق الفجر.
سنمضي نحن معا عند الفاتحة الأولى للضوء، سنبكّر كي ننضم إلى جسد الحلم، سنسافر في البحر الأكبر.. سنسافر.. لا تغلق شباك البحر، هذا الكون سيد ذاته ، يصنعنا نصنعه.. فينا كان وفيه نكون.. ولا شيء هنالك خارج هذا الوجع المكنون. وهذا العتم الغامض تدخله الآن .. إن لجوهره الضوء.. روحك جوهر هذا الغامض وضوء العتم ومن خاصرة أخرى في الكون الرحب الواسع تنبق قمرا ورياحين وبيتا للحب وغوايات أخرى وشموسا..
سنسافر في البحر الأكبر مهما عاثت في الموج قراصنة الإيغال. مهما حاول أن يغوينا ذهب التجار الممسوسين.. مهما انكسرت فينا خصلات الحبق.. مهما رتَّل قداس المال تعاويذا ونساء مسحورات ونفاقا وعطورا مغشوشة.. مهما أُنتج وهما.. أنت تظل حقيقة هذا العالم، جوهره..
لا نسخر من وهم العالم أيضا, من سلب العالم أو زيف الأبطال الشوه وتجار الحرب وصناع النصر المثلوم.. هذا السلب يضاهينا يهزمنا حينا أحيانا، يلوث عالمنا بنفايات القتل ونفايات النهب ونفايات النفط وبالخزي وبالعار، يدحرجنا نحو القيعان الموبوءة والصدأ الروحي الخانق ..
سيدتي.. للشفق الوردي وللغسق أن يُطلع باكورة ضوء أول.. هذا الممعن بالغيب يغادرك الآن هو الحاضر أكثر منا أو منهم.. الحي يصير هو.. والغصن الأخضر يغدو في العالم هذا المقفر والمجدب والمتهاوي نحو الوهم المطلق والقسمة والظلم.. الشاهد والميزان يكون..
قد تكبو خيول الحلم ولكن لما تنهض لا يدركها الضوء أقول إذن: يا هذا الممعن في الغيب.. أشهد أن العشق حرام في عالمنا هذا لكني أقترف الفاحشة القصوى عن عمد عن سابق إصرار, وليرجمني الشيطان المتلبس بالحكمة والتقوى والسلطان.. صوتك يصرخ: اعشق، إذا أنت موجود..
امض صديقي.. جمِّع أوراقك, كتبك عطرك, رائحة امرأة فيحاء.. أوجاعك كنت ترتلها تاريخك مكتوب بتباريح التعب السامي.. امض ولا تنظر للخلف ولا تلو على شيء.. لا بل دون وداع حتى وبلا تلويحة يد أو طرفة عين..
امض.. هذا العالم مختل ميزان الحق به مسلوب فيه العدل ورائحة الصدق, موجود قط لترتفع المزبلة العظمى.. هذا العالم إذ يتهدم نحو القاع الأقصى, لا يستأهل أن تودعه..
امض رفيقي وانصب خيمتك السرية في نجم ما أو كوكب, ثم تأمل ترتيب العالم أو تخريب العالم أو تهريب العالم.. وإلى أن تكتمل المهزلة أو حتى تنفتح المجزرة.. انصب خيمتك السرية في قفر العالم في صحراء أبي ذر المنفي المطرود وتهيأ ثانية لتعود إلينا.. حين العالم سوف يعيد بناء الضوء.. حين تدور تفاحة الشمس.. حين يعيد بناء الحلم الأزهر وينمنم قنديلك هذا المكسور.. وعشقك. . حين يفتحه وردا وعصافير، فاتحة أخرى ستعود.. لاترهب شيئا.. هذا العتم الظالم محض سراب.

المشهد السياسي في شباط / فبراير 2011
بقلم نذير جزماتي

كتب خالد الحروب ، وهو فلسطيني أردني أكاديمي ومحاضر في جامعة كامبريج في بريطانيا يكتب عادة في جريدة "الحياة" اللندنية ، تحت عنوان " سقوط مقولة الاستثناء العربي" : العرب يثورون للحرية" أن"الاكراهات التقليدية والقديمة في إخضاع الناس أعادت إنتاج نفسها في شكل الدولة الحديثة في العالم العربي، وهي التي قامت في جوهرها على الاستبداد والتوريث ولم تستورد من الحداثة إلا شكلها الخارجي وبطشها الأمني والعسكري"وقد وظف الحكام وخصوصاً العسكريون منهم الحاجة إلى التنمية والخوف من إسرائيل في تخليد بطشهم واستبدادهم واستيلائهم على خيرات البلاد. ومن ناحية أخرى، لم يأخذوا عن إسرائيل التي انتصرت عليهم دائماً نظام حكمها الديموقراطي ، وتمسكوا بأنظمة حكم فات أوانها( "الحياة " 30-1 –2011 )
ولهذا ارتدت الانتفاضات الشعبية في تونس ومصر والأردن والجزائر أهمية كبيرة باعتبارها تخرج من "القمقم" الذي صنعه عملاء الامبريالية والصهيونية اللتين وفرتا لهم الحماية والدعم المالي وغير المالي بعد سقوط دولة الاتحاد السوفياتي، وقبله سقوط جدار برلين وسقوط الأنظمة(الاشتراكية) في أوربا الوسطى والشرقية . وإسقاط الامبريالية العالمية لجمهورية يوغوسلافيا الاشتراكية بقوة سلاح حلف شمالي الأطلسي . وقد حرر الأطلسيون الألبان المسلمين في ألبانيا وفي يوغوسلافيا(كوسوفو والعاصمة بريشتينا) من التعصب الديني الصربي. وقد قدر الألبان تقديراً عالياً دور الامبرياليين عموماً، ودور الامبرياليين الأميركيين خصوصاً إن كان في تعزيز استقلال ألبانيا وفي الوقوف إلى جانب الألبان في كوسوفو..وبذلك حققت الامبريالية العالمية وعلى رأسها الامبريالية الأميركية انتصارًاً تاماً على كل أعدائها من بروليتاريين وشيوعيين واشتراكيين وتقدميين،في كل أنحاء العالم، واضطر بعضهم في فييتنام وكوريا .

الشمالية وكوبا إلى تجميد بعضٍ من أنشطتهم، واشتراك بعضهم في أنشطة ترضي الامبريالية الأميركية كأن تشترك الفييتنام في ما يشبه حلف آسيان مع الولايات المتحدة ودول أخرى في اوقيانوسيا وجنوبي شرقي آسيا فاجتاحت مشاعر اليأس كل التقدميين في العالم في تسعينات القرن الفائت ، ولم نكن نحن بمنأى عن ذلك، وانتقلت أعدادٌ كبيرة من الشيوعيين إلى جانب الأعداء الطبقيين وعلى رأسهم الامبرياليين وحفائهم وعملائهم. واحتل بعضهم مواقع هامة في تلك الصفوف. وانتهت هذه المرحلة بأحداث 11/9/2001التي أحلت الإسلام والمسلمين محل الاتحاد السوفياتي والشيوعية بالنسبة لجبهة الامبريالية والصهيوينة. وبصرف النظر عن استقلالية أو عدم استقلالية "تنظيم القاعدة "برئاسة أسامة بن لادن، وحدود هذه الاستقلالية حتى هذه اللحظة، وأنا لا أشك بصدق مشاعر هذا التنظيم ... أخذت الامبريالية الأميركية من تنظيم القاعدة "كارت بلانش" أ ي"بطاقة بيضاء" تمنحها حق إعلان الحرب الصليبية الجديدة ضد العرب والمسلمين ، واستهدفت بالبدء أفغانستان ،ثم شنت الحرب ضد العراق. وكان مُخططٌ لهذه الحرب أن تقيم "شرقاً أوسطاً جديداً "أي أميركيا وصهيونيا. و لم تعلن موافقتها أو تأييدها كثير من الدول الإمبريالية كفرنسا(شيراك) وألمانيا شرويدر، ودول اسكندينافية، ، والأمم المتحدة ذاتها. ونزلت إلى الشوارع جماهير واسعة إن كان في لندن أو في باريس وحتى في أميركا نفسها معلنة الوقوف ضد الحرب الامبريالية الأميركية على أفغانستان والعراق. ولم يكن شن الحرب العدوانية الإسرائيلية على لبنان في حزيران 2006 إلا البدء بإقامة الشرق الأوسط الجديد حسب ما صرحت في ذلك الوقت كوندليسا رايس وزيرة الخارجية الأميركية .. ولكن المقاومة المسلحة والمقاومة السياسية غير المسلحة في العراق ، والمقاومة في لبنان قطعتا الطريق على عملية بناء "الشرق الأوسط الجديد" الذي مهد له العملاء العرب من كل شاكلة ولون وعلى رأسهم جماعة 14شباط: الحرير يون والكتائبيون وجماعة جعجع..
ولعبت اتفاقيات كامب دافيد مابين السادات وأسياده في أميركا وإسرائيل دوراً في شل إرادة وتفكير الجماهير العربية وغير العربية في المنطقة بأسرها. وجاءت اتفاقية أوسلو تتمة طبيعية لاتفاقيات كامب دافيد.. ووقعت الحكومة الأردنية على اتفاقيات مماثلة مع إسرائيل تحت إشراف الولايات المتحدة.. ويبدو أن الأحزاب الكلاسيكية العربية بدءاً بالأحزاب الشيوعية من اليسار، وانتهاءً بأحزاب الأخوان المسلمين من اليمين، قد عفا عليها الزمن، ليتقدم الشباب في تونس ومصر وغيرهما إلى الأمام مستخدمين سلاحاً جديداً ضد الطغم الحاكمة، وهو "الأنترنيت و الفيس بوك، والتويتر..أي الشبكة العنكبوتية الالكترونية.
وإذا كانت الأحزاب المذكورة قد حافظت هنا أو هناك على شيء من الطاقة فقد تولى الحكام مهمة تغييبها ، وعلى سبيل المثال فان زين العابدين بن علي استطاع أن يلاحق بعض هذه الأحزاب ملاحقة متواصلة حتى غابت عن الساحة ،مثل حزب النهضة الإسلامية بقيادة راشد الغنوشي الذي حكم عليه بالسجن المؤبد ، وهرب إلى لندن منذ عشرين عاما وعاد في 30/1/2011، وحزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" وهو حزب يساري علماني بقيادة منصف المرزوقي الذي كان هارباً في فرنسا، وحزب العمال الشيوعي التونسي ، ورئيسه حمة الهمامي، وحزب تونس الخضراء،(حزب بيئي) ورئيسه عبد الرزاق الزيتوني. وقد اعترفت الحكومة الجديدة به، وحزب الاشتراكي اليساري (اعترف به أيضاً) بزعامة محمد الكيلاني، وحزب العمال الوطني الديموقراطي، توجهه يساري ورئيسه عبد الرزاق الهمامي..
واستطاع بن على أن يخترع حزباً اسمه "حزب التجمع الدستوري الديموقراطي" وأمينه العام زين العابدين نفسه، يحوز على معظم إن لم يكن كل الأصوات تقريباً، إن كان في الانتخابات الرئاسية أو في الحصول على الأكثرية المطلقة من المقاعد البرلمانية. وهي انتخابات مزورة ونتائجها مرسومة مسبقاً من قبل أجهزة المخابرات. وعلى هذا الأساس استطاع بن علي وحزبه أن يخضع 1- حركة الديمقراطيين الاشتراكيين وأمينها العام إسماعيل بو لحية، فاز ب16 مقعداً في البرلمان 2 - حزب الوحدة الشعبية الذي يتبنى النهج الاشتراكي وأمينه العام محمد بو شيحة وله 12 مقعداً في البرلمان 3- حزب الاتحاد الديموقراطي الوحدوي ، وهو حزب قومي عربي ، أمينه العام احمد اينويلي وله تسعة مقاعد في البرلمان 4- حزب الخضر للتقدم ورئيسه منجي الخماسي وله ستة مقاعد في البرلمان.
أما أحزاب المعارضة المعترف بها فهي: الحزب الديموقراطي (اليساري) وأمينه العام ميه الجريبي 2-التكتل الديموقراطي من أجل العمل والحريات(حقوقي) رئيسه مصطفى جعفر اقترح وزيراً في الفترة الأخيرة، لم يشترك في الانتخابات الرئاسية والتشريعية. 3- حركة التجديد (يساري وسط) وريثة الحزب الشيوعي التونسي وأمينها العام أحمد إبراهيم. حاز على مقعدين في البرلمان.
وإذا لم يكن للأحزاب المعارضة في تونس أي دور في البداية، وكان الدور للشباب وأداتهم الرئيسية هي الانترنيت ..فان المعارضة في مصر فوجئت مثلها مثل الدولة. وكانت المفاجأة رهن حركة من عناصر غير منظورة في الواقع، تعمل تحت السطح، بنمو غير مسبوق وتعيد رسم الخريطة السياسية. ومثلما لعبت دوراً هاماً أحداث "المحلة الكبرى" عام 2005 ، فقد لعب دوراً مماثلاً إلقاء القبض في الإسكندرية قبل أشهر على خالد سعيد وعذّب حتى مات.. وتشكيل حركة 6 ابريل.. ولعب دوراً هاماً حزبا "الغد" و"الجبهة"..كما كان لا بد أن يتقدم كل من "تيار الاشتراكيين الثوريين" و" تيار التجديد الاشتراكي"( "الأخبار" اللبنانية 28– 1 )
وأشارت الصحافة إلى ظهور لافت لرجال القضاء، وشيوخ الأزهر، الذين انضموا إلى الجموع المحتشدة في ميدان التحرير، كما ظهر الداعية الإسلامي الشهير عمرو خالد..ووُزع بيان باسم حركة "النهضة العربية" موقع من شباب ثورة الشعب يطالب بـ1- رحيل مبارك ونظامه وحل الحزب الحاكم ومحاكمة قياداته، ومحاكمة رجال الشرطة ..واسترجاع أموال الفاسدين ..ولم يثن المتظاهرين الطيران المنخفض فوق رؤوسهم، ولا لقطات لمبارك في غرفة عمليات الجيش
..(الشرق الأوسط31/1) وكتبت "السفير في 31/1 أيضاً، أن مصر تغرق في أسوأ أزمة وأخطر أزمة سياسية واجتماعية تواجهها في تاريخها الحديث، تسبب بها الرئيس حسني مبارك ورفضه التنازل عن الحكم الذي يشغله من أكثر من ثلاثين عاماً.." وهو لم يكتف بذلك بل أعلن في 2/2 أنه سيبقى في الحكم حتى انتهاء فترة حكمه في أيلول من هذا العام.
وبصرف النظر عن التصريحات الأميركية الداعية إلى تلبية مطالب الشعب المصري وحقه في نظام حكم ديموقراطي، فان الامبريالية
عموماً والامبريالية الأميركية والصهيونية خصوصاً تتابعان ما يجري في قلعتهما المصرية بقلق متزايد ولم تغمض عين الأجهزة المسؤولة التي ترسل ما ينبغ إرساله لمصر من أجهزة ومعدات وربما رجال ونساء للوقوف في وجه الخطر الذي يهدد القلعة المصرية بالعودة إلى الشعب المصري وباقي الشعوب العربية ، وإقصاء الأعداء عنها..
ومن جهة ثالثة، لا يمكن الموافقة على ما كتبه الرفيق هوشنك أوسيه الذي يكتب في "الحياة" و"المستقبل" أن فساد واستبداد السلطة من فساد واستبداد المعارضة." .. والحقيقة أن السلطات الحاكمة في تونس ومصر والعراق والأردن وسورية توصلت إلى سلاح أمضى من التجسس والملاحقات والاعتقالات والتعذيب ،وهو سلاح الرشوة الذي حوّل المعارضين إلى موالين في ظروف تراجع الحركة الشيوعية على المستوى العالمي .. وبذلك تم القضاء من دون ضجة على المعارضة وسادت الحكومات العسكرية، وبحجة الوقوف ضد إسرائيل وقفت في وجه طموحات شعوبها. وبدل أن تستعد لشن الحرب ضد العدو انتزعت اللقمة من أفواه الأطفال الفقراء..وكتبت صحيفة "الشرق الأوسط" في31/1تحت عنوان "هدوء على السطح وقلق في الأعماق: مخاوف في سورية من وصول "خماسين "مصر": أن ما يلفت النظر هو "تشديد المراقبة على وسائل الإعلام ومواقع الأنترنيت وبخاصة المواقع الاجتماعية كالفيس بوك وتوتير، كل ذلك يوحي

بخشية من تكرار النموذج التونسي في دمشق. وفوق ذلك فان الحكم على معارض يساري يبلغ من العمر التاسعة والستين (المقصود رفيقنا عباس عباس من "حزب العمل الشيوعي السوري)بالسجن لمدة سبع سنوات(والحقيقة سبع سنوات ونصف) لمجرد أنه دعا إلى مناقشة فكرة وجود بدائل لحكم البعث في سورية. إن كل ذلك يوحي بأن النظام السوري يعيش على حافة قلق كبير إزاء الأحداث على الرغم من الهدوء الظاهري. وعلى الرغم من أن اختلاف السياستين السورية والمصرية، ورغم أن السوريين والمصريين يدعم كل منهما فرقاء مختلفين في كل من فلسطين ولبنان، فان كلا البلدين يشتركان في أمور، حيث يعيش البلدان تحت وطأة قوانين الطوارئ، ويعانيان من الفجوة الهائلة بين الأغنياء والفقراء والفساد المستشري بدرجة كبيرة والبطالة التي تقدر بمعدلات مقلقة .. وهناك مئات ألوف السوريين في المناطق الشرقية حيث الأزمة المائية..ويهرب الألوف إلى خارج البلاد أو إلى المدن الأخرى..
وأصدر أربعون مثقفاً وناشطاً سورياً، بينهم الكاتب ميشال كيلو، والمخرج السينمائي عمر اميرلاي، بياناً في 29/1 استهل بتحية من مثقفين سوريين إلى الثورة التونسية، والانتفاضة المصرية"، واعتبروا فيه أن شعوبنا اهتدت إلى طريق الحرية(السفير 31/1)ومما جاء في البيان المذكور أن بعض السلطات الحاكمة في بلداننا سارعت إلى محاولة رشوة الشعب بتقديمات اجتماعية غير محدودة، وأرفدته بالتشدد الأمني المتوقع منها. وقد منعت السلطات السورية اعتصاماً سلمياً دعت إليه مجموعة من الشباب السوريين تضامناً مع "أرواح ضحايا الشعب المصري" وطوّقت عناصر من الشرطة مبنى السفارة المصرية في كفرسوسة وسط دمشق، والأحياء المؤدية إليه ما يعني منع أي شخص من التجمع أو المرور أمام المبنى. والمطلوب مغادرة أسوار العصور الوسطى العربية نهائياً أي مغادرة نظام الإقطاع الذي كان سائداً في أوربا قبل الثورة الصناعية ، نظام خضوع صاحب الأرض الأصغر لمن يملك أرضاً وجيشاً أكبر.. ويقسم هؤلاء كلهم قسم الولاء للإقطاعي الأكبر الذي هو الملك : يقسمون جميعاً على التعاون والتآزر على مواصلة استعباد واستثمارقيق الأرض، أي منتجي الخيرات المادية كلهاو بالرغم من كل مظاهر الحداثة التي تم الحصول عليها بقوة أموال النفط في بلادنا لم تزل علاقات الإنتاج سابقة على نظام العلاقات الرأسمالية وما يجري في تونس ومصر والسودان والأردن وغيرها هو نضال واع من أجل الخروج نهائياً من نظام علاقات الإنتاج السابقة على نظام العلاقات الرأسمالية:علاقات القبيلة والعشيرة والعائلة الكبيرة الخ ..والانتقال إلى علاقات أرقى هي علاقات الإنتاج الرأسمالية التي عنوانها الأساسي على المستوى الاقتصادي تصنيع البلاد وعنوانها السياسي سيادة الديموقراطية (انظر بحثنا النضال من أجل نظام رأسمالي كلاسيكي)

الفكر الجديد للشعب العربي:
عن تغير الأيديولوجية الشعبية العربية بعد الانتفاضتين التونسية والمصرية
محمد شاويش- برلين

في هذا المقال أريد كتابة بعض الملاحظات عن تغير الأيديولوجيا الشعبية العربية بعد الانتفاضتين التونسية والمصرية:
1- عن الطبقات "الراقية" و"الطبقات غير الراقية" كما تبدت في الانتفاضة المصرية
لا شك أن اللغة منحازة طبقياً وتتسرب مفاهيم الشرائح المستغلة إلى المستغلين أنفسهم، ولولا هذا التسر ب لما كان هناك الاستلاب أصلاً الذي تعريفه عند كاتب هذه السطور أنه" تبني المضطهدون (بفتح الهاء) لما يقوله المضطهدين (بكسر الهاء) عنهم".
عندنا حديث قديم عن "العامة" و "الخاصة" كما استوردنا مفاهيم من الثقافة الأوروبية مثل مفهوم "المبتذل" وهو ترجمة للكلمة الفرنسية Vulgaire وأصلها لاتيني هو Volgus وتعني "الشعب". ونطلقه بلا تفكير على كل تفكير سطحي أو تعبير كلامي لا ينسجم مع الأخلاق الحميدة المطلوبة.
وأوسع استعمالاً من ذلك تمييز حديث بين "الطبقات الراقية" والطبقات الدنيا"، وكثيراً ما تنسب للأولى صفات التحضر والتمدن والثقافة وتنسب للثانية عكسها. وبالمناسبة هذا التمييز هو أيضاً مترجم لا يخفى أصله الأوروبي (upper class/lower class).
يعتبر المجتمع المصري بالذات من أكثر المجتمعات العربية سفوراً في انقسامه الطبقي، وفي مصر يستعمل مصطلح "الطبقات الراقية" بأكثر من غيره بعد أن نجحت الرأسمالية المافيوزية الجديدة في تصفية العلاقات المساواتية التي جلبتها ثورة يوليو 1952 للمجتمع المصري.
هذه "الطبقة الراقية" المصرية فضحت طبيعة "رقيها" الانتفاضة المصرية الأخيرة وأظهرت عبر انفضاح الطابع البلطجي للطبقة الحاكمة أن "الرقي" الحقيقي (إن صح المصطلح بالمعنى الأخلاقي) إنما هو في جانب الطبقات الشعبية الكادحة النزيهة المكافحة حتى الرمق الأخير التي لم ترسل أولادها وشبابها فقط بل أرسلت شيوخها ونساءها وأطفالها الصغار أيضاً إلى ساحة المواجهة مع "الراقين".
لا تصنع "الطبقات الراقية" المزعومة في بلادنا إلا النهب والتخريب وامتصاص النسغ الاجتماعي الحي، ولا تمانع حتى لو لفظ المجتمع أنفاسه لأنها بطبيعتها ليست من نوع الطبقات التي نشأت على أرضية وطنية بل هي طفيليات تفكر في نهب ما يمكن نهبه وتهريبه للخارج فقط في أسرع وقت ممكن قبل أن تأتي ساعة الانتفاضة والمحاسبة.
2- عن تغير الفكر السائد بعد الانتفاضتين التونسية والمصرية:
تابعت باهتمام تعليقات أهل السعودية بالذات على الانتفاضتين التونسية والمصرية، سواء تلك التي قالها هؤلاء في مكالماتهم التلفونية مع قناة الجزيرة وغيرها أو تلك التي نشروها في الإنترنيت.
ما ألاحظه بكل سرور هو "التطور الصاروخي" في الوعي بالعالم و بالوضع العربي عند هؤلاء. ثمة قفزة نوعية بين المنطق الوهابي التقليدي الذي كان ينطلق منه معظم كتاب الإنترنيت النشيطون من السعودية والمعلقون على الأحداث من المتصلين بالقنوات الفضائية قبل هاتين الانتفاضتين، وكان المعتاد فيه ترداد رؤية العالم كما كان التلامذة يتعلمونها في السعودية في المدارس، و هي مفرطة في التبسيط تقسم العالم إلى فرقة ناجية وفرق هالكة ومن هذه الأخيرة كثير جدا من العرب والمسلمين، مع عدم رؤية ضخامة الخطر الصهيوني الحقيقية واختزاله بتعريفه بأنه جزء من الحرب مع "النصارى واليهود"، وبين ما أراه الآن من تعليقات تنم عن فهم ممتاز جديد لحقائق الوضع العربي والعالمي وإعادة موضعة الأولويات ورؤية المشتركات مع المجتمعات العربية الشقيقة الأخرى.
ولم أفاجأ بذلك في الحقيقة، لأني بتجربتي في عشر السنين الأخيرة الشخصية لاحظت أن الشباب السعودي أكثر من شباب أي قطر عربي آخر في ظمأ للاطلاع على الأفكار المنتشرة في الأقطار العربية الأخرى وفي حالة استفادة متزايدة من تجارب هذه الأقطار. وبعض الإحصائيات تذكر أن
السعودية وليس سواها هي أكثر بلد عربي فيه إقبال على القراءة.
يكتب شاعر سعودي شاب يسمي نفسه باسم مستعار نشيداً عن الانتفاضة التونسية:
""تونسوها" يا شباب..قد أتى فصل الخطاب
واشعلوها أشعلوها..قد مضى وقت العتاب
ليست العتبى لقلب..دأبه نشر الخراب
ما مضى قد كان لكن..في غد نحيي اليباب
تونسوها وأعدوا..واطلقوها واستعدوا
واجهوا الإرهاب صفاً..شمروا فالأمر جد
واطلبوا الرحمن عوناً..من وصاياه استمدوا
دعوة المظلوم حق..ذا نداء لا يرد
تونس بدء المسيرة..من عقول مستنيرة
قد أضاؤوا الدرب حتى..لم يعد في الأمر حيرة
فمحا النور ظلاماً..وغدا في الأرض سيرة
لم نعد نخشى كسوفاً..شمسنا الآن منيرة
إيه يا مصر العظيمة..أنت للثوار ديمة
فاهطلي في القلب عزاً..ثم كوني مستديمة
سيلك الهدار لحن..للنفوس المستقيمة
قد علمنا اليوم حقاً..أن للثورات قيمة"
هذا التغير الجذري في "الوهابية الشعبية" كما كان الفقير لله يسميها في مقالات سابقة رافقته تغيرات في الأيديولوجيا السائدة عربياً مع التجربة التونسية تحديداً. ومن ذلك سقوط المنطق الاستئصالي عند قسم من "العلمانية العربية" ومعه المنطق التكفيري الإقصائي عند "الإسلامانية العربية". فالفريقان العلماني والإسلامي عوّدتهم الانتفاضة التونسية على منطق جديد حين صاروا يسمعون باستلطاف التنسيق بين حركة النهضة وحزب العمال الشيوعي على أرضية الأهداف الوطنية، وهو شيء لم يكن متصوراً في الفكر العربي قبل ذلك وإن كانت سبقته دعوات لبعض واسعي الأفق من التيارين. ما كنا نراه حتى الآن كان ميل غالب عند "العلمانيين" للرفض المسبق لكل تيار ديني وعدم التفريق بين الغلاة والوسطيين، وفي المقابل كان الرفض المعهود عند الإسلامانيين لكل فكر اشتراكي أو يساري أو علماني أكان استئصالياً أم كان معتدلاً عقلانياً. وكنا نرى ما هو عملياً "حرب أهلية ثقافية" بين الفريقين (كما رأينا في أمثلة من نوع الهجمات الشرسة على القرضاوي بعد أن زورت تصريحاته عن احتفالات عيد الميلاد).

من المؤكد تاريخياً (وإن كان كثير من العرب والأجانب قد نسوا) أن المد الإسلاماني المعاصر بدأ شعبياً مع انتصار نموذج ثورة هو ثورة إيران في نهاية السبعينات، وقبل ذلك كانت الجماهير متدينة طبعاً التدين الإسلامي التاريخي ولكنها لم تكن متوجهة سياسياً وفق الأيديولوجيا الإسلامانية الحديثة، أعتقد الآن أن المزاج الأيديولوجي بعد الانتفاضتين التونسية والمصرية سيتغير في اتجاه إعادة الاعتبار لمفهوم "الأمة العربية" و"البرنامج الوطني" الذي لا يتناقض لا مع الدين ولا مع الفلسفة العلمانية لمن لا يريد أن يكون متديناً. وأحب أن أصوغ ذلك بعبارة أراها أدق: إن تدين العرب الإسلامي ميل ثابت عند الأغلبية ولكن الإسلامانية متحولة، وإن اتجاه بعض الجماعات العربية اللاديني هو ميل ثابت ولكن "العلمانية العربية" تتغير. ويبدو أن علينا أن نقبل بفرضية أن العامل الأكثر حسماً في تغيرات الأيديولوجيا السائدة عند الجماهير هو نجاح التجارب السياسية الكبرى التي تتبنى الجماهير أيديولوجيتها حين ترى نجاحها في تنفيذ ما تصبو إليه. هكذا أصبحت جماهيرنا قومية بعد تأميم قناة السويس وصد العدوان الثلاثي وهكذا أصبحت إسلامانية بعد الثورة الإيرانية وهي الآن تصبح عربية متدينة بدون إقصاء لـ الادينيين بعد التجربتين التونسية والمصرية.
3- الكتلة التاريخية الجديدة:
هذا التغير في الأيديولوجيا السياسية الاجتماعية من شأنه في اعتقادي أن يسهل نشوء كتلة تاريخية جديدة مؤلفة من الإسلامانيين واسعي الأفق والعلمانيين النزيهين المتصالحين مع مجتمعاتهم وشعوبهم للعودة ببرنامج الوحدة والتحرر السياسي والاقتصادي العربي بنسخة أغنى من التي كانت فقد اغتنت بالتجربة في العقود الماضية ليصبح على جدول الأعمال.
Facebook helps you connect and share with the people in your life.

قراءة نقدية في مشروع التقرير الفكري المقدم للحزب الشيوعي السوري، المؤتمر الحادي عشر (النور)
الياس دبّانة

يعتبر المشروع الفكري المقدم للمؤتمر العام لأي حزب شيوعي هو محصلة للمشاريع الاقتصادية والسياسية والتنظيمية, وبنفس الوقت هو موجه لها.
لذلك تتسم مناقشة المشروع الفكري لأي فصيل أو حزب ماركسي بأهمية خاصة لما يتضمنه من تحليل ورؤى للواقع وتسليط الأضواء على القضايا الهامة المفصلية التي تخص المجتمع المعني والبلد من وجهة نظر هذا الفصيل أو الحزب. أو وجهة نظر قيادته أو وجهات النظر والاتجاهات واللونيات الفكرية والسياسية المختلفة داخله سواء أكان المشروع وحيداً أو في حالة تعدد المشاريع المطروحة وهي الحالة الصحية للحزب. يعكس مدى وعمق الديمقراطية ووعيها أو غيابها في هذا الحزب أو ذاك.. ومن خلال وجهة النظر هذه سأناقش المشروع الفكري المقدم لمؤتمر الحزب الشيوعي السوري ( النور ) الحادي عشر.
يتألف مشروع التقرير من 31 صفحة قياس 14 × 21 وقد تضمن 7 أبواب مع الخاتمة وهذه الأبواب:
1 - منطلقات العمل الفكري في الحزب
2 - الاشتراكية خيارنا المستقبلي
3 - بعض التحولات الطبقية في المجتمع
4 - اليسار والمهام الراهنة
5 - العلمانية والانتماء الوطني
6 - اقتصاد المعرفة
7 - الثقافة والمرأة
8- خاتمة
1 – الباب الأول، منطلقات العمل الفكري في الحزب:
وهذا الباب عبارة عن 6 صفحات من ص 3 – 9 يتضمن بشكل عام تعريفاً بالعمل الفكري ، والفكر الماركسي ومنهجه الجدلي المادي وتعريفاً بآلية تعاطي الفكر الماركسي ومنهجه مع الواقع لفهمه، وتعريجاً على دور لينين في فهم الماركسية ومن ثم التطرق لثورة أكتوبر ودورها وعدم تأثر الفكر الماركسي بانتكاسة هذه التجربة. ثم تحدث المشروع عن ضرورات ومبررات التجديد وكيفية هذا التجديد وشروطه وآلياته. وعرج على دور المثقفين ومسؤوليتهم. ويعود المشروع للحديث عن دور وضرورة النضال الفكري وشروط الثقافة الوطنية التقدمية وأهميتها وكيف أن للثقافة والمثقفين دوراً أساسياً في نضال القوى الوطنية، الخ..
والسؤال هنا هل هذه المقدمة المطولة هي محاضرة ثقافية تعليمية أم مقدمة إلى ورشة عمل اسمها المؤتمر ولمؤتمرين قادمين ليقرروا في أعلى هيئة في الحزب وهو المؤتمر خطة الحزب لأربع سنوات قادمة وهم أي المؤتمرون على سوية فكرية وثقافية متجاوزين لهذه الحالة التعليمية في حزب مؤسس منذ عام 1924 وفي مؤتمره الحادي عشر.
ثم سؤال آخر أليس هؤلاء الرفاق المؤتمرون ماركسيين حتى يجري تعريفهم بالماركسية..
2 – الباب الثاني الاشتراكية خيارنا المستقبلي:
الباب من الصفحة 10 – 17 يتضمن عرضاً لأزمة النظام الرأسمالي الحالية . وفي أول الصفحة 16 يتحدث التقرير بأنه ورد ذكر أن تقرير اللجنة المركزية في المؤتمر السابق، أي العاشر، عالج رؤيته لموضوعة "الاشتراكية خيارنا المستقبلي ، ولا تزال وجهة نظرنا تلك قائمة". ومن متابعة الباب الثاني نجد أنه من الصفحة 10 – 13 تتحدث عن أزمة النظام الرأسمالي الحالية وهذا طبيعي، طالما أن الأزمة الرأسمالية الحالية انفجرت في عام 2008 . وكان المؤتمر العاشر قد عُقد. لكن اعتبار من السطر 17 الصفحة الثالثة وإلى نهاية الباب الثاني ص 17 يتحدث التقرير عن الاشتراكية كخيار بديل عن النظام الرأسمالي. أي أنه كرر في غضون 4 – 5 صفحات ما ورد في تقرير المؤتمر العاشر .
صحيح أن الاشتراكية هي بديل للنظام الرأسمالي. لكن هل هذا الاستنتاج هو الاستنتاج الوحيد لأزمة النظام الرأسمالي الحالية، التي هي قضية هامة ومركزية في مجمل النضال الوطني والطبقي محلياً وعربياً ودولياً.
وهل يكفي تذكيرنا بالبديل الاشتراكي لتغطية هذه الأزمة، والتي تدل كافة الوقائع وتواريخ الأزمات السابقة للنظام الرأسمالي، التي انهالت وتنهال على البشرية، أن البديل ليس ميكانيكياً، وأن البديل يحتاج لعامل ذاتي فاعل وقادر على مواجهة الأزمة وتحدياتها. وأن هذا العامل الذاتي يتطلب الكثير من الجهد والتحليل لظروفه وحالته وطرق النهوض به. وأن الاشتراكية التي يطرحها التقرير هي ناتج من نتائج تفعيل العامل الذاتي. بدلا من الصيغ والجمل الضبابية التي لا تقدم ولا تؤخر..
3 – الباب الثالث، بعض التحولات الطبقية في المجتمع:
تتألف هذه الفقرة من 2.5 صفحة وتتضمن الأفكار التالية:
1" – دخول الفئات والكوادر العلمية التي تشكل قوة عمل هامة في الإنتاج مما أدخل تغييراً على مفهوم الطبقة العاملة وعزز دورها .
2"- بروز الفكر الليبرالي الجديد في بلادنا وظهور فئة جديدة من أصحاب الثروات ، تخطب ودها بعض الأوساط الحكومية ، واتساع دائرة الفساد..
3"- وصولا إلى الحديث عن الطبقة الوسطى الذي استغرق ثلاثة أرباع الصفحة 19 ..
4"- يصل التقرير إلى انقسام المجتمع إلى عالمين اثنين؛ عالم الأغنياء وعالم الفقراء والمفقرين الجدد الذين لم يصل تكوينهم إلى حالة الاندماج البنيوي مع بقية الكادحين، ويفتقد إلى الانسجام الطبقي الذي يفترض مسؤولية الأحزاب والقوى الوطنية و تنشيط عملها الفكري والسياسي في صفوف الطبقة الكادحة وحلفائها.. وتفعيل دورها من خلال جبهة متراصة ومتضامنة.. (انتهى كلام التقرير)
والسؤال هنا أية قوى وطنية وتقدمية معنية بالعمل في صفوف الطبقة العاملة وتشكيل جبهة متراصة؟!
أعتقد أن المهم بالنسبة لكاتبي التقرير أنهم أزاحوا هم الطبقة العاملة عن كاهلهم ليلقوا بها على أكتاف القوى الوطنية والتقدمية وليتجه الرفاق وكاتبي التقرير إلى الطبقة الوسطى ليندبوا عليها...
ليس خطأ بالطبع تحليل وضع الطبقة الوسطى في المجتمع، لكن تجاهل التبدل الهام والخطير
الذي يجري في اللوحة الاجتماعية للطبقة العاملة والفلاحين والذين لم يأت التقرير على ذكرهم مطلقا. من حيث فقدانهم للغطاء السياسي والاجتماعي، ومن بعض دلالاتها قانون العمل الجديد وخصوصا المادة 65 منه. وقانون العلاقات الزراعية الجديد 56 وغيره الكثير.. وبالتالي فإن هذه الطبقة والفئات الاجتماعية أصبحت تبحث عن غطاء جديد يحمي حقوقها ومكتسباتها بدلا من المرور بشكل عام وضبابي على الطبقة العاملة وعدم ذكر الفلاحين وأوضاعهم، وآفاق هذه الطبقات ومسؤولية الفصائل الماركسية تجاهها..
الباب الرابع، اليسار والمهام الراهنة:
يتحدث هذا الباب عن دور القوى الضامنة لمهام التحرر الوطني والتنمية وهي القوى المعبرة عن مصالح الطبقات الشعبية.. وعن عجز الفئات البرجوازية عن إنجاز مهام التنمية والتصنيع، الخ..
لذلك فإن القوى اليسارية هي المعبر الأكثر مصداقية. وهنا يجري الحديث عن ضرورة تجميع القوى اليسارية والعلمانية لتجاوز أزمة حركة التحرر الوطني العربية.. وضرورة طرح برنامج واقعي وإحداث تغيير جذري في علاقات الإنتاج..
إذا يجري الحديث عن ضرورة تجميع اليسار العلماني.. كل هذه العبارات تشير إلى المشكلة من بعيد ولا تطرح حلولا واضحة فتجميع قوى اليسار العلماني.. كيف، ومن هي هذه القوى المقصودة ، وعلى أي أساس؟ . كذلك فإن اعتراف التقرير بوجود أزمة في حركة التحرر العربية لا يرافقه أي حديث عن هذه الأزمة وعمقها وملامحها. وعن أزمة اليسار السوري تحديداً، رغم كون هذه الأزمة أحد الأسباب الهامة في عدم قدرة اليسار عن الدفاع عن لقمة الجماهير.. وهذا التجميع لليسار هل يعني وحدة الشيوعيين، هذا الشعار الذي لم يرد في مجمل التقرير المقدم. خاصة وأن هذا المشروع هو خطة عمل مقترحة لأربع سنوات.
وهنا أورد فقرة في الصفحة 23 الأسطر الأخيرة: " نعتقد أن البحث الجاد من قبل الماركسيين واليساريين أفراداً ومؤسسات والحوار بينهم لا بد أن يقود إلى المزيد من وضوح المشروع النهضوي و العمل على صياغته وتنفيذه.. وهذا ما ندعو إلى المباشرة به".
ورغم ورود عبارة "المباشرة به" فإنه لا يلغي حقيقة تصورهم لوحدة الشيوعيين. وهذا الشعار لم يطرحوه مطلقا في مشروع التقرير. ما يزال بعيداً رغم إلحاح الواقع وضرورته . ولجوْؤُهم إلى عبارات اليسار العلماني.. والماركسيين هو تغطية لتهربهم من مواجهة الأزمة الحقيقية للحركة الشيوعية في البلد. رغم اعترافهم بوجود الأزمة.
الباب الخامس، العلمانية والانتماء الوطني:
يبدأ الباب بالحديث بعبارة" نحن حزب علماني تقوم علمانيتنا على المنطلقات التالية، الخ.."
أقول: الحديث عن العلمانية في برامج الأحزاب الشيوعية هو حديث جديد انتشر بعد انهيار التجربة السوفييتية. ترافق مع تخلي بعض الماركسيين والقوى الماركسية عن القيم الطبقية والوطنية, إضافة إلى أن أحد أهم أسباب انتشار هذا المفهوم هو القصور المعرفي والفكري لدى الكثير من الماركسيين عن دور الدولة ومفهوم الدولة بشكل عام من وجهة النظر الماركسية. فمن الناحية المبدئية لا يستطيع الشيوعيون بأي شكل من الأشكال النضال والعمل في مجتمعات ما قبل سياسية. فالطائفية والعشائرية والسلفية الدينية من ألد أعداء الشيوعيين.
ونحن لسنا بحاجة لأن نستعير شعار العلمنة لتغطية تركيبة طائفية وعشائرية, بل وحتى قومية كما يحدث لكثير من الأحزاب المتواجدة في المنطقة . المهم، إن شعار العلمنة المطروح في التقرير يشكل برأيي نوع من المغازلة للتيار الليبرالي الموجود داخل الحزب، حيث أن فقرات ومضمون هذا التقرير يدل على وجود ثلاثة اتجاهات:
1- اتجاه ماركسي حقيقي ويتركز في قواعد الحزب
2- اتجاه ليبرالي، لكنه أقلية . وهو محاصر لأسباب عديدة. وقد أعطي فقرة كاملة في هذا التقرير. وهي الباب الخامس الذي نحن بصدده.
3- تيار توفيقي ومتمركز بأغلبيته في أوساط القيادات العليا وحولها من المستفيدين من المكاسب والمناصب الجبهوية ومن المنتظرين حظوظهم في مكسب أو منصب. وعقلية هذا التيار هي وراء صياغة هذا التقرير.
الباب السادس، اقتصاد المعرفة:
وهو باب مؤلف من صفحتين 27-28 . ومن الملاحظ أن هذا الباب يتحدث عن اقتصاد المعرفة بطريقة تقنية بحتة بعيدة عن المنهج الفكري الديالكتيكي، باستثناء ما ورد في بداية السطر 14 الصفحة 27 عبارة تقول: "وقد فرضت العولمة الرأسمالية".. فعبارة العولمة الرأسمالية تدل على يسارية كاتب المقال في حال فُصل هذا الباب عن التقرير.
فمن المعلوم أن تطور قوى الإنتاج وتحول علاقات الإنتاج ينتج اقتصاداً معرفياً متطوراً . لذلك فإن تطور المعرفة والعلوم والأبحاث لا ينفصل عن تطوير البنى الاجتماعية والاقتصادية عبر مفهوم التنمية, وأن التطور الرأسمالي التابع والطفيلي السائد في بلدنا الآن، لا ينتج اقتصاداً معرفياً بالمعنى الواسع للكلمة. لذلك فإن ورود هذه الفقرة بهذا الشكل التقني البحث، بعيداً عن جانبها الاجتماعي والسياسي، يدل على عقلية التكنوقراط والتي تجاوزها الزمن. وليس مطلوباً من الحزب الشيوعي ممارسة هذا الدور..
الباب السابع، الثقافة والمرأة.
ويتضمن صفحتين 29-30 معروف موقف الشيوعيين من المرأة..
ولكن هنالك سؤال، لماذا لم يخصص فقرة للحديث عن الشباب علماً أنه في فئة الشباب تتكشف أكثر فأكثر الأزمات الاجتماعية والاقتصادية بل والثقافية أكثر من أية فئة عمرية أخرى. ومعلوم للجميع درجة وأهمية العمل بين الشباب
الخاتمة:
في الباب الأخير، وبعد الحديث عن أهمية العمل الفكري والتثقيفي.. "وقد خطا المكتب الفكري بعض الخطوات في هذا المجال وعليه المتابعة".
ما هذا الرضا عن النفس، هل حقيقة أن العمل الفكري هام في هذا الحزب الذي يبلغ تعداد لجنته المركزية 85 عضواً ولا يصدر مجلة فكرية إلى الآن. لكنه يعد في الخاتمة بتشكيل مركز أبحاث فكرية وإصدار مجلة شهرية.
من الطبيعي أن يرتبط الاهتمام بالعمل الفكري بدرجة جدية هذا الحزب في سعيه لتمثيل الجماهير الكادحة وقيادتها وتوجيهها نحو الأفضل، وإنجاز مهمات صعبة ومعقدة وتقديم التضحيات.. بل وحتى تبرير وجود الحزب كحالة وطنية وطبقية .
لكنه في حالة هذا الحزب ومع غياب الديمقراطية ووجوده في تحالف فاشل وعدم جديته في الدفاع عن لقمة الجماهير ومكاسبها وعدم سعيه لتوحيد الشيوعيين بزيادة فعاليتهم على الساحة، يغدو العمل الفكري كحالة التقرير المقدم. وجلّ ما هو مطلوب من العمل الفكري هو التبرير والضبابية واللعب على الألفاظ.







بيان صادر عن تجمع اليسار الماركسي في سورية ( تيم)
القيادة المركزية

قلوب السوريين والعرب
تنبض على إيقاع ثورة الشعب المصري العظيم!
منذ 25 يناير و ملايين من أبناء الشعب المصري تنزل إلى ميادين مصر وشوارعها رافعة صوتها الهادر ضد نظام الحكم المستبد الذي ينهب ثرواتها الوطنية و يقهرها ويزور إرادتها ، بعد أن أستسلم تماماً للأمريكان والصهاينة أعداء الشعوب. مصر التي يرزح أكثر من 40% من أبنائها تحت خط الفقر.
لقد أثبت شعب مصر كم هو عظيم و شجاع ، و كم هو رفيع وعيه المدني ، وكم هي عالية ورائعة قدراته التنظيمية ، و أسقط بنضالاته الباسلة كل الذرائع و كل مزاعم الكذب والتخويف والدجل عن: خطر الإرهاب، والسقوط في الفوضى، وتخلف الشعوب العربية، تلك المزاعم التي طالما روجتها أبواق وأقلام الإعلام الإمبريالي وأتباعها في المنطقة لزرع اليأس في صفوفنا، ولنخضع لمثل هذه الأنظمة فلا نحاول تغييرها( بزعم أنها تناسب طبيعتنا المتخلفة)، بقدر ما أثبت أيضاً أن التخلف والإرهاب والهمجية هي من صنع بل ومن طبيعة هذه الأنظمة التي تحظى بالدعم والرعاية التامين من الغرب الإمبريالي مقابل حمايتها لمصالحه في بلادنا.
لقد بات واضحاً وضوح الشمس أن الصراع يدور في مصر بين شعب عظيم متسامح بطبيعة ثقافته وإرثه ومدنيته، شعب موحد بأديانه ومعتقداته، ومتقبل لكل اتجاهات أبنائه وميولهم السياسية ، وبين نظام متوحش متخلف مستبد وعنجهي تجاه الشعب، و في الوقت نفسه ذليل وخانع تجاه أعداء الوطن والشعب.
ولقمع الثورة وترويع المواطنين وإخضاعهم لم يتردد النظام المتخلف والهمجي عن إثارة الفوضى و اقتراف أعمال القتل و اللصوصية ودهس المواطنين وحرق المؤسسات وسرقة المتحف وتهريب الأموال و ومنع التجول وتعطيل المواصلات وترويع المتظاهرين المسالمين بكل السبل الوحشية مؤكدا بهذا أنه نظام يحكم بأخلاق وثقافة العصابات والمجرمين وقطاع الطرق ، ويحاول بلا حياء أن يلبس الشعب صفاته المنحطة .
إن شعب مصر العظيم يرسم بثورته مسار المنطقة العربية كلها ومسار قضاياها الكبرى لسنوات طويلة تأتي: الصراع بين الحرية والديكتاتورية، الموقف من الكيان الصهيوني وعنجهيته الأوقح، مسار تطور القضية الفلسطينية؛ قضية الشعوب العربية المركزية وأكاذيب السلام المزعوم ، التبعية للإمبريالية الأمريكية والغرب الأوربي الإمبريالي ،وكثير غيرها من القضايا الكبرى.
ولهذا يتطلع الكيان الصهيوني ، والغرب الإمبريالي، وكل أنظمة التخلف والاستبداد في المنطقة إلى الثورة المصرية بعيون يملؤها القلق والخوف من انتصارها، محاولين إجهاضها والالتفاف على أهداف الشعب وطموحاته بأن يصير سيد بلاده ومصيره. في حين تتطلع إليها الشعوب العربية كلها ، ومنها شعبنا السوري بالأمل والرجاء بانتصارها المظفر.
لقد هب الشعب المصري العظيم من أجل الحرية والكرامة، من أجل العدالة الاجتماعية وحقوق العمل والعيش الكريم، ضد الفساد والنهب والطغمة الحاكمة المستبدة، من أجل كرامة مصر ودورها العربي والإقليمي الكبير، و استعادة مكانتها التي سلبتها منها التبعية للأمريكان واتفاقات الذل في كامب ديفيد وحفنة من الطغاة واللصوص.
كل القلوب والعقول والأصوات الحرة والضمائر، كل الأقلام والحناجر ، كل الشرفاء والأحرار في سورية وفي طول البلاد العربية وعرضها تقف مع شعب مصر وثورته .
كل الدعم والتضامن مع شعب مصر العظيم ليمسك زمام مصيره بيديه ، دون طغاة ودون أوصياء ، ليلعب دوره الخلاق والمركزي في نهضته و في نهضة الأمة كلها للخروج من مناخ الاستبداد والتخلف والاستعمار الحديث بكل تلوناته وأقنعته الخبيثة.
دمشق 6 / 2 / 2011




مقتطف من كتاب ماركس و انجلز ”الأيديولوجية الألمانية ”
”إن العمال يعلقون أهمية عظمى على المواطنة، يعني المواطنة الفاعلة :active citizenship بحيث أنهم حيث يملكونها، في أمريكا على سبيل المثال، "يفيدون" منها [يستعملونها جيداً(يحسنون استعمالها) make good use of it] وحيث لا يملكونها يناضلون في سبيل الحصول عليها . ..[و] حول الملذات البورجوازية يقول ماركس: "إن الملذات العديدة التي يوفرها الكسل تنتسب كلياً إلى المفاهيم البورجوازية الأشد ابتذالاً" .. لأن لذة الكسل تفترض وجود استلاب العمل وطابعه الإلزامي القسري؛ بالتالي تفترض وجود المجتمع البورجوازي واغتراب قوة العمل عن منتوجها .. كما أن التأكيد على "رخاء " صاحب الريع كصاحب ريع؛ يظهر عند ”شترنر“ وكأن "صفة صاحب الريع"؛ صفة لاصقة بالأفراد الذين هم أصحاب ريع في الوقت الحاضر.. ويتوهم أنه لا يوجد أي نوع من "الرخاء" يمكن أن يوجد بالنسبة لهؤلاء .. غير ذلك الذي يقرره وجودهم من حيث هم أصحاب ريع" ص 225

الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://ww.ahewar.org/m.asp?i=1715

















#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلوب السوريين والعرب تنبض على إيقاع ثورة الشعب المصري العظيم
- طريق اليسار العدد 26: كانون الثاني 2011
- كل التضامن مع كادحي تونس ومناضليها
- طريق اليسار - العدد 25: كانون الأول 2010
- جدل - مجلة نظرية- فكرية- ثقافية العدد 8
- وثيقة نظرية حول الإمبريالية الجديدة
- طريق اليسار - العدد24: تشرين الثاني/ 2010
- طريق اليسار - العدد 23
- طريق اليسار - العدد 22: آب / 2010
- طريق اليسار العدد 21:
- الكيان الصهيوني في مواجهة قافلة الحرية ثقافة الوحشية والهمجي ...
- جدل - العدد 7 أيار / مايو 2010
- طريق اليسار - العدد 20: أيار/ 2010 /
- طريق اليسار - العدد 19: آذار/مارس 2010
- طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010
- طريق اليسار ملحق العدد 17
- طريق اليسار العدد 17: كانون الأول 2009
- نعوة مناضل - الرفيق سهيل الشبلي المدلجي
- طريق اليسار - العدد 16: تشرين الأول 2009
- جدل - العددالسادس - تشرين الأول2009


المزيد.....




- فرنسا تدعو روسيا وليس بوتين للمشاركة في احتفالات ذكرى إنزال ...
- الكرملين: كييف تسعى لوقف إطلاق النار خلال الألعاب الأولمبية ...
- الإيرانية والإسرائيلية أيضا.. وزير الخارجية الأردني يؤكد -سن ...
- المتنافسون على السلطة في ليبيا -يعارضون- خطة أممية لحل الأزم ...
- وزيرا الدفاع الأمريكي والصيني يعقدان أول محادثات منذ 18 شهرا ...
- باريس -تدعو- روسيا من دون بوتين للاحتفال بذكرى إنزال الحلفاء ...
- زيلينسكي يوقع قانون التعبئة الجديد لحشد 500 ألف جندي إضافي ب ...
- أوكرانيا أرادت تصفية الصحفي شاري واتهام روسيا باغتياله
- الوزير في مجلس الحرب بيني غانتس: إسرائيل سترد على إيران في ا ...
- لافروف: الولايات المتحدة وحلفاؤها يشعرون بقلق متزايد بشأن عم ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار العدد 27: شباط / فبراير/ 2011