أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 25: كانون الأول 2010















المزيد.....



طريق اليسار - العدد 25: كانون الأول 2010


تجمع اليسار الماركسي في سورية

الحوار المتمدن-العدد: 3229 - 2010 / 12 / 28 - 22:53
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


جريدة سياسية يصدرها تجمع اليسار الماركسي في سورية / تيم/

العدد 25: كانون الأول 2010 - E-M: [email protected]
الحرية لرفاقنا معتقلي حزب العمل الشيوعي: عباس عباس، أحمد نيحاوي، توفيق عمران، غسان الحسن، ولجميع معتقلي الرأي والضمير!

كل عام وأنتم بخير
بمناسبة أعياد الميلاد ورأس السنة الميلادية تتقدم أسرة تحرير ” طريق اليسار ” بتهانيها الحارة لكل عمال و كادحي بلادنا والعالم بعام جديد ، كله أمل ، وبعالم أكثر أمناً وسلاماً..
وكل عام وأنتم بخير
هيئة التحرير

افتتاحية العدد
زيادة في الدخل الوطني.. و إفقار للشعب!
نشرت صحيفة الثورة في عددها الصادر بتاريخ 24 تشرين الأول 2010 تصريحاً لمدير المكتب المركزي للإحصاء الدكتور شفيق عربش يقول فيه:" أن حجم الناتج الإجمالي السوري وصل إلى 2.5 تريليون ليرة سورية أي ما يعادل 54.3 مليار دولار بينما كان الناتج عام 2008 يعادل 48 مليار دولار وبذلك تكون نسبة نمو الناتج 6.3 مليار دولار."
ولكن المواطن العادي الذي لم ينعكس عليه ذلك مطلقاً ، لم يلمس دفء التحسن في الشهور الباردة، بل أحس العكس تماماً! فالأسعار تزداد بشكل متواتر وسريع. ومن يتابع الصحافة الحكومية ومناقشات مجلس الشعب وصحافة أحزاب الجبهة ، وهي كلها تعتبر حكومية ومعتمدة، يلاحظ الازدياد المستمر للأسعار, و بشكل جنوني تحت سمع الحكومة وبصرها وحمايتها.
ففي جلسته المنعقدة بتاريخ 5 / 10 / 2010 تحدث أكثر من سبعين عضواً من المجلس. حيث تركزت مداخلاتهم حول المطالبة بزيادة الأجور وتوزيع دعم المازوت. وهذا ما فعله مجلس اتحاد عمال دمشق ومجلس الاتحاد العام للعمال الذي اصطدم مع نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية و مع وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل.
وهذه المداخلات جميعها وكذلك المقالات التي تملأ الصحف الرسمية ، بالإضافة لسياسة المعارضة الوطنية المطالبة بزيادة الأجور بما يتناسب وزيادة الأسعار، وتغيير السياسة
الاقتصادية المعتمدة والتي ساهمت في انهيار الإنتاج الوطني بشقيه الزراعي والصناعي وتآكل أجور العاملين وزيادة الفساد.. الخ، تؤكد أن هناك موقفاً وطنياً وشعبياً يطالب بزيادة الأجور وتوزيع مادة المازوت، يقابله تجاهل لهذه المطالب من قبل الحكومة، التي لم تستطع أن تثبت مصداقيتها مطلقاً أمام الشعب السوري خلافا لتصريح رئيس الحكومة- بعد زيادة أسعار المازوت الفاجعة من 7.50 ل س إلى 25 ل س- الذي يقول فيه: "أن الحكومة الحالية ستردم فجوة الثقة بين الشعب والحكومة." وطبعاً لم يصدق أحد هذه التصريحات.
وأيضاً، فقد أكدت الحكومة أنها ستزيد الرواتب والأجور خلال الخطة الخمسية العاشرة 100 % وانطلاقاً من هذا التصريح بدأت برفع الدعم تدريجياً عن العديد من المواد الغذائية، والمواد الإستراتيجية كالأسمدة وغيرها الكثير بالإضافة للمازوت. وقد ارتفعت أسعار جميع السلع بنسبة تتجاوز الـ 250 % كما صرح العديد من المختصين خلال الفترة المذكورة . أي أنه يجب على الحكومة رفع الأجور بما يتناسب مع ارتفاع الأسعار، لتحافظ على القوة الشرائية للرواتب التي كانت قبل بداية الخطة الخمسية العاشرة. ولكنها لم تزد إلا 65 % من الراتب وبقيت حسب وعودها 35 % من الراتب وحسب الواقع 185 % لردم الزيادات. أي أن القدرة الشرائية للرواتب قد انخفضت بنفس القيمة المذكورة.
وأيضاً، فإن تصريحات أعضاء الحكومة متناقضة، فقد صرح رئيس الوزراء أن هناك زيادة ستصرف للعاملين مقدارها 17 % من الأجور، بينما صرح نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية أنه لا زيادة قريبة في الأجور! وهكذا تدفع ملايين الأسر نحو هاوية الفقر المدقع. خاصة إذا ما علمنا أن متوسط أجر العامل في القطاع العام 9000 ل س تسعة آلاف ليرة سورية و7000 سبعة آلاف ليرة سورية في القطاع الخاص، وأن إنفاق الأسرة العمالية المكونة من ستة أفراد هو 25000 ل س حسب الإحصائيات الحكومية. أيضاً، نعرف تماماً الوضع المزري الذي وصل إليه العاملون بأجر في بلادنا. ونعرف أيضاً، توجهات الحكومة المستقبلية إذا استمر هذا النهج، خصوصاً وأن نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية قد صرح مؤخراً أن الحكومة سترفع الدعم عن الطاقة؛ أي الكهرباء + منتجات النفط. وهذا كله تمهيدٌ لدخول القطاع الخاص مجال إنتاج الكهرباء.. ويعني ذلك أيضاً ارتفاعاً خطيراً لأسعار المنتجات الوطنية الزراعية والصناعية، وكساداً هائلاً لن تهتم به الحكومة التي تشجع الاستيراد والتصدير.. هذا هو الوضع! .. وهكذا يبدو المستقبل ؟
لماذا هذا التصرف من قبل الحكومة، وخصوصاً وأن هناك زيادة في حجم الناتج المحلي الإجمالي كما ذكر مدير المكتب المركزي للإحصاء. وكما يؤكد العديد من الإقتصادين الوطنيين ومنهم الدكتور الجاعوني الذي يقول: " إن الدخل الوطني يزداد بشكل عام ".. المشكلة إذاً ليست في زيادة الموارد، بل في سوء توزيعها. الدخل الوطني يزداد وتتركز هذه الزيادة بيد 5 % من البرجوازيين الجدد والفاسدين. وذلك على حساب 95 % من السوريين .. ومع ازدياد الفساد يزداد وضع العاملين والمنتجين السوريين تفاقماً . وحسب تقرير التنافسية العالمي 2010 / 2011 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي يكون ترتيب سورية قد تراجع 29 مرة عن العام الماضي بمؤشر الفساد أي من المرتبة 76 في العام 2009 إلى المرتبة 116 العام الحالي 2010 . وأيضاً، فإن الزيادة الحقيقية للأجور في الخطة الخمسية التاسعة بلغت 20 % عندما كان الفساد أقل منه الآن.. والآن فإن القيمة الشرائية للأجور تراجعت 185 % كما ذكرنا.
وأيضاً، فإنه عندما رفعت الحكومة أسعار المازوت كما ذكرنا أكدت أنها ستبقي أسعار التدفئة على ما هي عليه وقررت توزيع 1000 ليتر مازوت لكل أسرة سورية. وأكد رئيس الوزراء أن الحكومة صادقة هذه المرة. وستردم قلة الثقة بين المواطن والحكومة، بالتزامها بالتوزيع الذي لم يصمد أكثر من عام !! في العام الماضي وزعت القسائم على أقل من ربع الأسر السورية! واليوم تطنش الحكومة عن التوزيع!
الموضوع أبعد من الاقتصاد، ليشمل نظام تتجه بنيته الطبقية، والقوى

الاجتماعية الرئيسية الداعمة للنظام، نحو الليبرالية الاقتصادية والتي ليست المظاهر الجديدة في السياسة الاقتصادية – المذكورة في سياق النص- سوى بعض تجلياتها، وهو ما يعبر عن بداية اكتمال تبلور طبقات وفئات اقتصادية- اجتماعية ترى مصلحتها في تحويل البنية الاقتصادية- الاجتماعية للنظام السياسي، الذي يتحرك باتجاه الليبرالية في الاقتصاد والارتباط بالسوق الرأسمالية العالمية والاندماج بها، وكل ما يترتب لاحقاً على هذا التحول من ترجمات سياسية وتشريعية وأيديولوجية.
هل نستطيع أن نسترد حقوقنا في زيادة الرواتب، وفروق المازوت، أو عودة أسعاره إلى ما كانت عليه؟... وهل نحصل على توزيعٍ للدخل القومي بشكل عادل وتفعيل سياسة الدعم للمواد الأساسية ورفع الأجور بما يتناسب وارتفاع الأسعار دون المساس بسعر صرف الليرة ؟....
نعم، ولكن عندما تغير الحركة النقابية أسلوب " نضالها " من احتجاجات كلامية رغم أهميتها إلى نشاطات احتجاجية سلمية ضاغطة ومؤثرة. و تمتلك الطبقة العاملة وجماهير الكادحين وسائل فعالة عليها استخدامها في التصدي للفساد وللنهب من أجل إعادة توزيع الثروة بشكل أكثر عدالة وإنصاف. و عندما تبدأ القوى السياسية المعارضة، ذات الخط الوطني- الديمقراطي، في تثليث نضالها (ديمقراطي- وطني- اجتماعي اقتصادي) للانخراط في القضايا الاقتصادية- الاجتماعية لغالبية السوريين، الذين أصبحوا يعانون وبقوة من الهبوط المتسارع لقوتهم الشرائية، في ظل خريطة اقتصادية- اجتماعية للمجتمع السوري أصبحت فيها الفروق الطبقية في الدخول، بين الأغنياء والفقراء، واسعة وكبيرة.
هيئة التحرير
المشهد السياسي في كانون الأول 2010



اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن نشر موقع "ويكيليكس"لوثائق*بمثابة "اعتداء" على الولايات المتحدة الأميركية. واعتبره مارك تيسن (1) الاعتداء الثالث من نوعه خلال خمسة أشهر، تشنه"ويكيليكس"على الولايا ت المتحدة وحلفائها الدوليين..وكما حصل في الحرب على الإرهاب، فقد أعتدي علينا في هذه الحرب الالكترونية الجديدة بطرقٍ لم نتوقعها". وفي دفاع الأميركيين عن أنفسهم عن طريق الضغط على الشركات للتوقف عن استقبال الموقع على خوادمها طردت "أمازون.كوم" ويكيليكس من خوادمها وأوقفت "ريبايبل" الحساب الذي يستخدم الموقع لجمع التبرعات. وعلى الآخرين – حسب مارك تيسن-أن يحددوا مواقفهم" إما معنا أو ضدنا"..
وقبل أن يلقى القبض في لندن في 11/12 على جوليان أسانج نتيجة شكوى امرأة في استكهولم ضده، كتب أن موقع "ويكيليكس" ليس وحده الذي نشر الوثائق التي أقامت الدنيا ولم تقعدها ، نشرتها أيضاً كل من "ذا غارديان" البريطانية، و"نيويورك تايمز"الأميركية، وصحيفتا "إل باييس" الاسبانية، و"دير شبيغل الألمانية" فلِمَ إذن يُتهم الرجل بخيانة أميركا وهو استرالي؟ ولماذا لم توجه رئيسة الوزراء الاسترالية جيلارد ولا وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أي كلمة إلى وسائل الأعلام الأخرى؟ ذلك أن "الغارديان" و"نيويورك تايمز" و"دير شبيغل" هي مؤسسات كبيرة وقديمة، في حين أن "ويكيليكس" صغيرة وفقيرة ونحن مستضعفون..
تم إنشاء الموقع في ك1/ ديسمبر 2006 عبر مجموعة من الناشطين الحقوقيين على الانترنيت من مختلف قارات العالم ، دفعهم حرصهم على احترام وحماية حقوق الإنسان ومعاناته، معتبرين أن أفضل طريقة لوقف هذه الانتهاكات هو كشفها وتسليط الضوء عليها. ويعمل في الموقع 1200 من الصحافيين والمدافعين عن حقوق الإنسان في كل أنحاء العالم..والعاملون فيه يعملون في منازلهم.. وقد كشف أسرار الكثير من القضايا الإنسانية مثل الأعداد الحقيقية للمصابين بمرض الملاريا القاتل في أفريقيا، وهي على سبيل المثال مائة شخص كل ساعة.. وينشر الموقع وثائق بأكثر من 50 لغة من بينها اللغة العربية.. ومن أهم ما نشر حتى الآن ما يتعلق بالولايات المتحدة وحرب العراق، إضافة إلى أن 90 ألفاً منها عن خفايا الحرب في أفغانستان.
ونشر عن تونس أنها دولة"مافيا" والناس ينتظرون موت الرئيس..وعن السعودية: مجون الأمراء.. والسيطرة على الإعلام. وأدى نشر هذين الخبرين كما يعتقد البعض ، إلى الاعتداء على جريدة"الأخبار" الكترونياً عند فجر الخميس 9/12.. وهناك أحاديث وزير الدفاع الياس المر الفضائحية مع السفيرة الأميركية .. ويُذكر الكثير عن تجار الماس اللبنانيين في زيمبابوي..والقلق الأميركي من الوجود الصيني في أفريقيا..ودور الإدارات الأميركية المتعاقبة في تسليح بعض الأطراف في المناطق الساخنة ولاسيما السودان عبر تسهيل إمرار الأسلحة إلى حكومة الجنوب..وتلقيها طلباً من الحكومة الانتقالية في الصومال للتدخل الأميركي المباشر وقصف مواقع الإسلاميين "الشباب"..
و نُشرت أخبار استعدادات أطلسية لمحاصرة روسيا.. و رعاية واشنطن لفساد حكومات آسيا الوسطى بدءاً من كازاخستان إلى أوزبكستان، و طاجكستان. وتحدثت "ويكيليكس" عن الأسرار فيما يخص موضوع البيئة والمناخ في كوبنهاغن، وعقد اللقاء الثاني في كانكون في المكسيك، والطرق التي استخدمها الأميركيون لتعديل اتفاق كوبنهاغن "نهاية العام الماضي" وعن مناورات مالية وتهديدات للحصول على دعم سياسي، وتجسس وحرب الكترونية.. ورغم أن الكثيرين كانوا على علم بالطرق الأميركية في الضغط، فان الرأي العام العالمي، خصوصاً الأوربي، قرأ نتائج قمة كوبنهاغن بوصفها صراعاً وشرخاً بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة الأميركية..وبينما كانت الاتصالات السرية المتواطئة بين الوفدين الأوربي والأميركي تجري بعيداً عن الأضواء، كانت وسائل الإعلام تشير إلى اختلاف جوهري كبير بين الحلفاء الغربيين، وتتحدث عن تواطؤ، بل تحالف صيني- أميركي أفشل القمة. والميزة الرئيسية لاتفاق كانكون في المكسيك هي أنه كرس نقاطاً عدة من الاتفاق السياسي الذي تم التوصل إليه في كوبنهاغن ولم يقرّه 194 من الأعضاء في معاهدة الأمم المتحدة. ويؤكد الجميع على ضرورة إجراءات لتخفيض درجات حرارة الأرض بمقدار درجيتين مئويتين..ووعدت الدول المتطورة في كانكون بتخصيص مئة بليون دولار كل سنة وحتى 2020 لمكافحة التغير المناخي..ويتولى إدارته في مرحلة انتقالية البنك الدولي. ومع ذلك تبقى قضية خفض انبعاثات غاز ثاني أوكسيد الكربون بلا حل حقيقي..
وعربياً أوردت صحيفة"الشرق الأوسط" في 11/12 أنباء عن فتح مكتب لمجلة "إسرائيل- كرد" التي تصدر في أربيل ..وهي مجلة شهرية تركز على تطوير العلاقات الإسرائيلية الكردية، وتصدر بأربع لغات هي الكردية والعربية والتركية والانكليزية..وقبلها نفى المسؤولون الأكراد وجود مكتب إسرائيلي دبلوماسي في "كردستان العراق".. وأدت مطالبة البر زاني في كلمته أمام مؤتمر حزبه "بحق تقرير المصير للأكراد"إلى شيء من الاعتراض ..وإن كان البرزاني قد رد على ذلك بأن "حق تقرير المصير لا يعني الانفصال في العراق".
وجاء في المقال الأسبوعي لأسعد أبو خليل في جريدة"الأخبار" في11/12بأن ميشال سليمان من جماعة 14 آذار بامتياز وأكبر دليل على ذلك حربه ضد مخيم نهر البارد" ثم "متى يتوقف زهوكَ وزهو غيرك بمجزرة نهر البارد وتحويلها إلى موقعة بطولة، مع أن الوساطات الجارية آنذاك كانت ستسمح بتسلم عناصر عصابة "فتح الإسلام" كما أشار الرفيق فداء عيتاني في مقابلة تلفزيونية قبل أيام"..
وكتبت صحيفة"السفير" في 10/12 أن في كل يوم تصدر وثيقة جديدة ومعها يتكشف حجم الانكشاف السياسي-الأخلاقي لرموز في الطبقة السياسية اللبنانية، ممن راحوا يقدمون أوراق اعتمادهم للسفارة الأميركية في بيروت، بلا حسيب أو رقيب إلى حد التحريض على أبناء جلدتهم، في الوطن والعروبة، من دون إغفال ما كشفته الوثائق نفسها من أدوار دولية وعربية كان يمكن لها أن تحوّل لبنان إلى هياكل من الخراب والفتنة..لو حققت ما أضمرته من نوايا للبنان وخاصة لمقاومته.
وقال الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله في 15/12.:"إن شاء الله هذه المحكمة سيأتيها يوم أصعب من"ويكيليكس"..وكل الذين تواطأوا وتآمروا سيأتيهم يوم بفضيحة أكبر من فضيحة "ويكيليكس"..وقال إن هؤلاء"المتواطئين"يعرفون التفاصيل وماذا يحصل في التقرير، وهم شركاء في التحقيق ولهم علاقة بشهود الزور وبالتوقيت و"بكل شيء ويعرفون كل شيء".... "وحياتكن كتار" في لبنان يعرفون ماذا كُتب في المغلف، يعطيه (دانيال) لفرانسين قاضي الاجراءات التمهيدية،وفرانسين لديه من ستة أسابيع إلى عشرة أسابيع ليدرس المسودة ..والوثائق والمعلومات الخاصة بالمحكمة باعها ضابط ألماني لمن يشتري ب50 أو 60 ألف دولار..
ورد الرئيس السوري بشارالأسد في فرنسا(8/12) أن المقاومة اللبنانية خط أحمر لا يمكن اتهامها بأي شكل من الأشكال" إلى جانب كون "حزب الله" جزء من أمن سوريا القومي."ولا مانع لدى سوريا من سعي فرنسا لإعادة المباحثات غير المباشرة مع إسرائيل..واشتكى اللاجئون العراقيون في سورية من إذلال مفوضية اللاجئين لهم وسوء المعونة الغذائية. وأطلقت سوريا للمرة الأولى أذونات وسندات خزينة بقيمة خمسة مليارات ليرة سورية(107مليون دولار) سيتم استخدامها في تمويل مشاريع وخاصة في مجال الطاقة الكهربائية, وقررت وزارة المالية إطلاق سوق الأوراق المالية. وتسعى سورية إلى استثمار 95 بليون دولار في الخطة الخمسية الـ11 المقبلة بينها 45 بليوناً استثمارات حكومية، والبقية من القطاع الخاص المحلي والعربي والأجنبي. ووقعت سوريا في 6/12 مع بنك الاستثمار الأوربي اتفاقي قرض بقيمة 185 مليون يورو "لتحديث الرعاية الصحية وتطوير البنية التحتية للمياه على الساحل السوري. ودعا أعضاء في مجلس الشعب(البرلمان) الحكومة إلى زيادة الرواتب والأجور بما يتناسب مع الارتفاع الهائل للأسعار بعدما أظهرت أحدث الدراسات أن متوسط إنفاق الأسرة السورية يبلغ نحو 31ألف ليرة(أكثر من 600 دولار) يرتفع في بعض المحافظات مثل دمشق إلى نحو أربعين ألفاً، بينما يبلغ متوسط الأجور نحو 200 دولار..أي عشرة آلاف ليرة كحد أعلى.. وتم إذلال الأسر الفقيرة التي لم تستطع ولن تستطيع شراء المازوت بأسعاره الحالية في مواجهة البرد القارس وخصوصاً موجات الصقيع المهلكة. ومن جهة أخرى، فان نسبة البطالة في سورية 48% (الحياة 9/12) وكتب فرح عاقل في "الحياة"6/12 أن خريجي سورية يمتهنون البحث عن عمل ومكاتب التشغيل لم تنجح إلا في تعدادهم.. وكتبت بيسان البني في الحياة أيضاً أن القانون السوري متساهل، والمجتمع يدفع الضحية إلى الزواج من مغتصبها درءاً للفضيحة: سوريات صامتات على التعنيف خوفاً من الطلاق، وكان عدد جرائم الاغتصاب 1300 في عام 2009..وتشترك في حوادث اغتصاب النساء والإساءة إليهن كل من كردستان العراق، والسودان..
* ويكيليكس تعني باللغة الانكليزية "ويكي"مركبة متنقلة من وإلى مكان معين، و"ليكس" تعني التسريبات . [مركبة للتسريبات]
1- جريدة"الأخبار"اللبناينة في 10/12/2010

مأزق نموذج الديموقراطية المصرية المحدودة
محمد سيد رصاص
بدأ الرئيس المصري أنور السادات بإخراج سجناء جماعة الإخوان المسلمين من المعتقلات في الشهر التالي لإبعاد الرموز اليسارية للمرحلة الناصرية، بقيادة علي صبري، في يوم 15 أيار 1971. وقد بدأ مذ ذاك في استخدم الإسلاميين من أجل تحجيم الناصريين والشيوعيين في الجامعات، وداخل النقابات المهنية. ولكنه عندما سمح بنشوء الأحزاب في عام 1976 لم يرخص لنشوء حزب إسلامي، وإن ترك الإخوان تنظيماً "واقعياً" ينشط بحرية على الأرض من دون شرعية الترخيص، إلى أن ضاق السادات بالمعارضة المتنامية على خلفية "كامب ديفيد" والاقتصاد وبداية الاضطراب الطائفي مع حادثة الزاوية الحمراء بالقاهرة، قبيل شهر من اغتياله في 6 تشرين الأول 1981، فجمع الجميع بمن فيهم زعيم حزب الوفد فؤاد سراج الدين في السجن. كان نهج الرئيس حسني مبارك مختلفاً: جمع بين فرض قانون الطوارئ غداة اغتيال سلفه وبين الانفتاح على القوى السياسية التي أخرج زعماءها وكوادرها من السجون وسمح لها بحريات في السنوات الثلاث الأولى من عهده لم تذق مثلها في عهد السادات. في انتخابات برلمان (مجلس الشعب) 1984 لم يعط الإخوان الترخيص لكي ينزلوا مرشحيهم على قائمة حزبية خاصة (لم يكن يسمح بالترشح إلا ضمن القائمة الحزبية، المنفردة أو الائتلافية، ويكون التمثيل البرلماني لمن ينال مافوق8% من مجموع أصوات المقترعين)، ولكن قامت السلطة المصرية بغض البصر عن ركوب مرشحي الإخوان في مركب الوفد ليصلوا إلى البرلمان، وهو ما تكرر منهم في عام 1987، لما نزلوا ضمن قائمة حزبين متحالفين هما العمل والأحرار، ولينال الإخوان مقاعد برلمانية جعلت منهم الحزب الثاني في البرلمان بعد الحزب الوطني في تلك الانتخابات التي رفع فيها القيد الحكومي عن ترشح المستقلين منفردين في الدوائر، إثر تلمس السلطة المصرية مدى تنامي القوى الحزبية المعارضة.
أعطى نهج الرئيس مبارك صورة عن نموذج جديد من الحريات السياسية: إعطاء ديموقراطية محدودة للقوى السياسية المعارضة سواء منها "الشرعية" أو تلك "الواقعية" الوجود، وذلك في دولة تحكمها سلطة رئاسية، تحتكر القرار السياسي والأمني، وتترك الباقي لحكومة "الحزب الحاكم"، فيما البرلمان الذي تتواجد فيه تلك القوى المعارضة، بنموذجيها، محدود الصلاحية، وبينما المجتمع محكوم في حراك فاعلياته، السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، بسيف مصلت فوقه اسمه قانون الطوارئ.في تلك الفترة كان الإسلاميون، بشقهم الإخوانيّ، في حركة تناغم مع السياسة المصرية في معظم المواضيع الداخلية وفي أكثر قضايا السياسة الخارجية (ما عدا كمب ديفيد) بحكم تلاقي الطرفين مع واشنطن ضد السوفيات في فترة الحرب الباردة، وبالذات في أفغانستان الثمانينات: ومع الهزيمة السوفياتية أمام واشنطن في 1989 انتفت أرضية التحالف بين الحركة الإسلامية العالمية والغرب، ليُترجم آنذاك في القاهرة منذ عام 1992 في حرب مفتوحة شنها النظام المصري على الإسلاميين لم يفرق فيها لعقد من الزمن بين الإخوان والجهاد والجماعة الإسلامية، حاولت فيها السلطة الحفاظ على نموذج الديموقراطية المحدودة ولكن بأسلوب جديد منعت فيه الإخوان من الوصول بأي منفذ إلى البرلمان، مع تقييدات أكبر على حركتهم في الجامعات والنقابات المهنية وفي العمل الدعوي- الثقافي، إضافة إلى استخدام تكتيك جديد حاولت به إنشاء تناقض بين الإخوان وكل القوى السياسية "الشرعية". وعندما تمرد حزب العمل على ذلك في التسعينات قامت السلطة بإجراءات أدت إلى إزالته من الحياة السياسية.
تلاقى هذا مع واشنطن ومع فئات اجتماعية تقف وراء السلطة المصرية، وعند فئات خارج تلك الدائرة تخاف (بحكم نمطها الحياتي الاجتماعي، أو لكونها من الأقلية القبطية) ممّا يحمله الإسلاميون. هذا جعل نموذج الديموقراطية المحدودة، وبالذات في طبعته المقلصة في التسعينيات، ذا طابع وقائي، يستوعب الكثير من دروس تجربة الرئيس الجزائري الشاذلي بن جديد الذي سمح، بعد تظاهرات تشرين الأول 1988، بفتح كل نوافذ نظام الحزب الواحد أمام الخصوم السياسيين لكي ينالوا الشرعية الحزبية – السياسية، إلى أن قام الجنرالات في الأسبوع الثاني من عام 1992 بإقالة بن جديد وبإلغاء الجولة الثانية من انتخابات البرلمان التي كانت مؤشرات جولتها الأولى (26 كانون الأول ( 1991) تشير إلى فوز الإسلاميين. هنا، كان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من أول المستوعبين للدرس الجزائري لما اتجه (وقبل الجنرالات الجزائريين) إلى استئصال الإسلاميين منذ أيار 1991، بعدما أقلقته نتائج انتخابات (الجمعية الوطنية التونسية)، في 2 نيسان 1989، لما نال الإسلاميون 9% (وهم غير المرخص لتنظيمهم، والذين نزلوا كمرشحين مستقلين) من مجموع الأصوات فيما نال حزب واحد من الأحزاب الستة "الشرعية" المرخصة في المعارضة، أي (حركة الديموقراطيين الاشتراكيين)، نسبة 5 %، والباقون كانوا أقل من ذلك بكثير.
في هذا الإطار، حصلت تجربة مماثلة لتحجيم الإسلاميين من قبل الملك حسين في الأردن، عبر تعديلات في القانون الانتخابي، بعدما أقلقه كثيراً فوز الإسلاميين بأكثر من ربع مقاعد برلمان انتخابات 8 تشرين الثاني 1989، والتي قال الملك عندما سمح بإجرائها، وسط عاصفة "الموجة الديموقراطية" التي كانت تضرب أوروبا الوسطى والشرقية آنذاك، بأنه "يجب الانحناء أمام العاصفة"، وفي الوقت نفسه لجأ إلى إجراءات تشجيع الآخرين أمام الإسلاميين، بخلاف كل تكتيكاته السياسية المعاكسة منذ نيسان 1957 بإستخدام الإسلاميين ضد البعثيين والشيوعيين الأردنيين. أيضاً، حاول الجنرالات الجزائريون استخدام اليساريين والعلمانيين والبربر ضد الإسلاميين منذ يوم انقلابهم على بن جديد، وعندما استعصى عليهم في ذلك حزب جبهة التحرير الوطني، زمن قيادة عبد الحميد مهري، لجأوا إلى تنظيم انقلاب حزبي داخلي ضده في عام 1996.
كان تداعي قوة الإسلاميين الجزائريين، بشقيهم في الجماعة المسلحة وجبهة الإنقاذ، مؤدياً في عهد الرئيس بوتفليقة (منذ نيسان 1999) إلى نجاح نسبي لنموذج الديموقراطية المحدودة، التي تم فيها استبعاد القوى الإسلامية الرئيسة(الإنقاذ) أو التي تخرج عن المرسوم (حركة النهضة بزعامة الشيخ جاب الله)، وخاصة لما ترافقت تجربة بوتفليقة مع الهدوء الأمني وارتفاع أسعار النفط والدعم الدولي، مما سمح لأول مرة في الجزائر منذ 19 حزيران 1965 بأن يضع رئيس مدني العسكر تحت سلطته.
في تونس لم يحصل شيء من ذلك وإنما كان هناك اتجاه متزايد لتحديد وقمع الحريات حتى ضد الأحزاب "الشرعية" المرخصة، ولزيادة قبضة القوى الأمنية على المجتمع حتى مع تداعي قوة الإسلاميين التونسيين خلال العقد الأول من الألفية، وهو ما حصل شبيه له في مصر، بعد تجربة انتخابات برلمان 2005 التي كانت حريتها النسبية آتية من رغبة الرئيس مبارك في عدم إغضاب الحليف الأميركي الذي كان في ذروة حملته التبشيرية الديموقراطية في المنطقة بعد غزو العراق، حيث كان حصول الإخوان المسلمين على 88 مقعداً صدمة كبرى للدوائر الحاكمة، فأشارت تعديلات 2007 في القانون الانتخابي، في اتجاه إزاحة الإشراف القضائي الكامل في كل المراكز الانتخابية، إلى رغبة النظام المصري في عدم تكرار تجربة انتخابات 2005، وهو ما بينته بوضوح انتخابات 2010 التي اتجه فيها النظام إلى استئصالية انتخابية بوسائل شتى معظمها غير قانوني أو دستوري أو ديمقراطي، إلا أنه لم يحسب على ما يبدو أن الإفراط في ذلك سيقود إلى نتائج عكسية عند الأحزاب "الشرعية"، مثل الوفد، الذي لم يقبل بالأساليب والطرق، التي لا تلوي على شيء، والتي اتبعتها السلطة المصرية في عام 2010، رغم أن زعيم الوفد الدكتور سيد بدوي، المنتخب قبل أشهر قليلة، قد أعطى إشارات عديدة إلى استعداده لقبول دور "ما" في الديموقراطية المحدودة بعد تحجيم الإخوان، إلا أنه كما يبدو لم يتوقع وصول الأمور إلى ذروة في أساليب السلطة، أرغمته على مشاركة الإخوان في الانسحاب من العملية الانتخابية، مما يعني انتهاء نموذج الديموقراطية المحدودة في مهده الأول بالقاهرة، بعدما أصبح برلمان 2010 المصري (الذي هو ممر إجباري للانتخابات الرئاسية المقبلة) عملياً من لون واحد وبدون معارضة بشكليها "المرخص" و"الواقعي".

توجه تيم نحو بناء حزب موحد.. قدرنا ومهمتنا الوطنية الأولى
سعيد عبد القادر

يلاحظ المتابع لحركة العمل داخل "مؤسسة تيم" أن شيئاً جديداً فعلاً قد بدأ يظهر في الحياة السياسية السورية. ونعني به الشفافية، والعلانية في الحوار والنقاش وعدم التعصب في الآراء المقدمة. وعدم الخوف من أن يؤدي فتح الحوار إلى تأزم الوضع داخل تيم وهذا الشكل من الأداء السياسي هو حاجة وطنية وسياسية ملحة.
فما أن بدأت الفصائل المشاركة في تيم بتقديم آرائها المكتوبة حول موقفها من انتقال التجمع إلى حزب موحد ، حتى بدأت مباشرة نقاش الأفكار علانية في "طريق اليسار" راجع العدد/24/ وهكذا فإن ما كتب ونشر وما سينشر سيؤسس لبناء حزب من طراز جديد فعلاً.
ونحن نرى أن مصير "تيم" وتطوره يرتبط بمدى قدرته على التقاط المهام التي تطرحها الحياة أمامه. والتعامل معها بشكل ناجح, مما يجعله قابلاً للاستمرار والتطور وقادراً على زيادة نفوذه السياسي كتيار أو حزب ينتمي إلى مصالح الكادحين ويعمل على نشر الحريات السياسية وبناء مجتمع العدالة الاجتماعية منطلقاً من مواقفه الوطنية الواضحة وتحديد المهام والسرعة في التعامل معها، أو إيجاد الأشكال التنظيمية الملائمة والقادرة على تنفيذ المهام. و هي النقاط الأساسية للنجاح في عمل تيم، وخصوصاً في ظروف عمل القوى السياسية المختلفة، والإخفاقات المتكررة للتيارات الفكرية، والهزائم المتتالية للمشاريع المطروحة أمام الشعب التي أغلقت آفاق العمل وإمكانيات النجاح وأدت إلى انتشار التيارات الظلامية السلفية داخل مجتمعنا، وكذلك في المجتمعات العربية، كعامل ضاغط يهدف إلى تغيير أو تعديل أو تصحيح سياستها وطريقة عملها وبيانها الداخلي. ونعتقد أن عدم تجاوب الأحزاب مع متطلبات التغيير للخروج من أزمتها، أبعدها عن الحياة العامة وبعثرها؛ فما هو موجود اليوم بقايا أحزاب!
لذلك فإن المطلوب من تيم أن يحضّر لنجاحات ولو صغيرة قادرة على فتح فجوة أمل أمام شعبنا المنهك والمسلوب الإرادة والقدرة على الحياة الكريمة واليائس من نجاح الحركة السياسية القديمة. وحتى نستطيع أن نبدأ عملنا الناجح علينا أن ننفذ عدة مهام محددة :
أولها:- تحديد مهام المرحلة بنجاح. وقد حددتها وثيقة تيم وهي ترابط وتداخل المهام الديمقراطية والوطنية والاجتماعية/الاقتصادية (الطبقية)، واعتبارها مهمة متكاملة.
ثانيها:- تأمين الشكل التنظيمي القادر على تنفيذ هذه المهام. وقد تشكلت القيادة المركزية لتيم والتي كان عليها أن تشكل فروعاً لها في المحافظات وأن تعقد اجتماعات تداولية سنوية تكون بمثابة مراقبة تنفيذ للمهام المطروحة في الوثيقة, ولكن القيادة المركزية لتيم اكتفت بنفسها ولم تتابع تنفيذ المهام الأخرى وهي بذلك بقيت رأس بلا جسد, ومنعت بذلك التفاعل داخل قواعد تيم، عندما رفضت تشكيل الفروع في المحافظات وأحبطت حالة الانتعاش الحاصل داخل القسم الماركسي المستقل أو التارك للأحزاب الرسمية وغير الرسمية. ومنعت بذلك أي مشاركة للشيوعيين والماركسيين في أعمال تيم بسبب عدم إتاحة مجال في المحافظات عبر لجان تيم للمشاركة, رغم إلحاح أحد الفصائل بتشكيل اللجان, وأيضا . و رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على تشكيل القيادة المركزية لم تدع للاجتماعات التداولية السنوية حسب المادة العاشرة من الفصل الخامس من الوثيقة التأسيسية . وهكذا وقف التنظيم حائلاً دون تطوير عمل تيم، وأفقده القدرة على تنفيذ سياسته .
إن استمرار هذا الشكل من أداء قيادة تيم سيؤدي إلى أزمة أسبابها الركود التنظيمي وليس العمل السياسي أو البرنامج السياسي. وسيتراجع (تيم) ليكون أحد مكونات الأزمة السياسية في المجتمع. وهذا مالا يجب أن نصل إليه مطلقاً.
وإذا أضفنا لكل ذلك السياسة الاقتصادية الممارسة من قبل الحكومة. وتأثيراتها الخطيرة والمدمرة على حياة ومعيشة غالبية أبناء شعبنا، وما رافقها أيضاً من زيادة الفساد ونمو علاقات المجتمع السفلي (مجتمع الحضيض)، و تفكك اجتماعي. أضف إلى ذلك نتائج التعبئة الطائفية والمذهبية والاثنية التي تقوم به أمريكا وأتباعها في المنطقة (الوضع العراقي نموذجا)..
إضافة لكل ذلك تسود التيارات الانتهازية داخل الحركة الشيوعية الرسمية، حيث فقدت أي تأثير في المجتمع. وشلت نشاطات الحركة النقابية بسبب هيمنة النظام على قياداتها، ومنعها من أي تحرك. إذا أضفنا كل ذلك كانت جهود تيم المطلوبة مضاعفة ، وعبر كل ذلك نستطيع أن نعرف ونحدد الدور الذي يجب أن يقوم به تيم.
إن الضعف الشديد الموجود لدى فصائل "تيم" بسبب بعثرة الجهود وتشتت القوى وفصل القيادة عن القواعد وعدم القدرة على استقطاب الماركسيين الخارجين من التنظيمات والقريبين جداً من أفكار الوثيقة التأسيسية لتيم. كل ذلك يتطلب منا تجاوز هذا الواقع بسرعة والعمل على تفعيل تيم عن طريق: 1"- الإسراع بتشكيل فروع في المحافظات ووضع خطة عمل لتطوير علاقاتها مع الأصدقاء والفئات والقوى الصديقة. وفتح حوارات منتظمة معها.
2"- العودة للمهام المشتركة المتفق عليها في الوثيقة والتعامل معها بشكل مبرمج وعلمي، و وضع أولويات التنفيذ بما ينسجم والوضع الداخلي، وأيضاً، تحديد نقاط عدم الاتفاق وفتح حوار حولها للوصول إلى ما يشبه التفاهمات.
3"- تنفيذ سياسة التحالفات بشكل ناجح، بما ينسجم وطبيعة المرحلة وواقع التحالفات القائمة وصراعاتها وردود أفعالها.
4"- الدعوة لاجتماع تداولي لمناقشة ما تصل إليه القيادة من أجل التنفيذ الجماعي، وعلى التوازي من ذلك البدء بحوار جدي وفوري للانتقال باتجاه الحزب الموحد عن طريق تشكيل لجنة خاصة تمثل الأطراف المتحاورة وتعقد اجتماعات دورية تنطلق من الوثيقة التأسيسية.
حتى لا تكون مسألة الانتقال لحزب نقطة في جدول أعمال القيادة، تناقش بشكل سريع، على أن تقدم اللجنة ما تتوصل إليه إلى القيادة المركزية وإلى اللجان في المحافظات وإلى الاجتماعات التداولية.
ونعتقد أنه علينا أن ننطلق من أساسيات هامة منها :
-أن الحزب المطلوب الوصول إليه يجب أن يكون جديداً في شكله وبنيته. وهذا لا يطلب الاتفاق الكامل على كل المسائل مثار البحث والنقاش. المطلوب الاتفاق على الأساسيات ما يزيد عن 51% من القضايا على أن تبقى القضايا الأخرى للحوار. وقد أثبتت الحياة أن الاتفاق التام عبارة عن كذبة كبيرة! فقد كانت تخرج الفصائل الرسمية من مؤتمراتها معلنة أنها موحدة الإرادة والعمل، وسرعان ما تدب الخلافات داخلها وتنقسم مرة أخرى.
- التأكيد على المهام الثلاثة المعتمدة في الوثيقة وهي تداخل المهام الوطنية والطبقية والديمقراطية
- الحرص على إنجاز المهمة بأسرع ما يمكن ولكن بدون تسرع وبدون تأخير أيضاً.
- اعتماد نظام داخلي يسمح بمرحلة انتقالية حريصة على إنجاح التجربة وبتأمين حريات واسعة لإبداء الآراء وللحوار العلني حول القضايا التي لم يتفق عليها .
- وعلينا نحن أن نعلن فهمنا للماركسية، وخصوصاً مرحلة إنجاز مهام الثورة الوطنية الديمقراطية. بعد فشل الطبقات الأخرى في تنفيذ هذه المهام، انطلاقاً من أن أشكال التطور ليست واحدة في كل المجتمعات. وعلينا أن لا ننطلق من شكل التطور في أوروبا التي قادت البرجوازية فيها مهام بناء الدولة، بل من واقعنا وبيئتنا والتأثير العالمي على شكل تطورنا ودورنا في إنجاز هذه المهمة التي أدى عدم إنجازها إلى سيطرة القوى الطفيلية وسيادة التيارات الظلامية والاستبداد وتفتت الأوطان.
- من هنا أستطيع أن أناقش بعض الأفكار التي وردت في مقالة الرفيق أبو أحمد في العدد 24 حيث نعتقد أن التطورات السياسية والاجتماعية الخطيرة تتطلب وجود حزب جدي قابل للتعامل معها. وهذا يتناقض مع ما اعتبرته مقالة الرفيق حالة رغبوية. وأيضاً لا نستطيع أن نفهم الجملة الواردة في مقالة الرفيق والتي تقول: "تحقيق مكاسب آنية لبعض مكوناته".. فنحن نعتقد أن الوصول لحزب موحد هو مكسب لجميع تيارات تيم، ولا يوجد من يعلن غير ذلك. ومكسب للوطن أيضاً. إن حديثاً من مثل هذا الحديث خطير إذا كان صادراً عن قيادات أحد التيارات، حيث يرى في إبقاء الوضع على ما هو عليه مكسب له!


وفي ظروف سحب السياسة من المجتمع وتأثيرات ذلك على الوحدة الوطنية وعلى حياة كادحي الوطن ، فإن الحد الأدنى الذي يطالب بها صاحب المقال مرفوض ، وعلينا أن نستخدم الحد الأعلى من الإمكانيات المتوفرة .
جاء في المقالة أنه " لا يمكن الوصول للوحدة بوجد خلافات فكرية وسياسية" و أعتقد أن هذا التفكير ينطلق من الفهم القديم والعقيم لبناء الأحزاب. فالخلافات ستبقى وسيستمر النقاش داخل الأحزاب الحية ما استمر التطور وما استمرت الحياة. وعلينا جميعناً الاقتناع بهذا الواقع والعمل من خلاله.
أيضاً، فإن وجود تيار كردي داخل مكونات تيم هو وضع طبيعي. لقد أنجزت هذه التيارات جميعها عملية بناء تيم وأكدت هذه التيارات جميعها أن الهدف الأعلى لتيم هو بناء حزب وليس اتحاداً . لذلك فإن عملية اندماج هذه التيارات بحزب تعبير عن وطنية هذا الحزب ومفهومه الأممي لتساوي حقوق القوميات المختلفة في الوطن الواحد .
وأخيرا فإن المرحلة التي تمر بها سورية، والتراجع عن العديد من المكتسبات التي حققتها طبقتنا العاملة وفلاحينا وجميع كادحينا بفضل نضالاتهم وتضحياتهم، تتطلب التدخل السريع والمشاركة في الجهود الرامية لإيقاف هذا التدهور الخطير الذي إذا سيطر، فإن فاعليتنا ستتراجع كثيراً، وستزداد الشرذمة داخل الحركة الوطنية وأحزابها. فلا وقت للانتظار إذا استطعنا الاستفادة من دروس البلدان المجاورة، وهي غنية وكبيرة..
11 أيلول الأمريكي تدشينيّ ، لكن بأي معنى؟
تعليق على مقالة هاشم صالح : "هل القران هو المسؤول؟"
نايف سلّوم

يعتقد أحد "العقلانيين" العرب وهو (هاشم صالح) في هذا المقال وهو على خطأ أن على 11 سبتمبر أن يفكك "الانغلاق اللاهوتي الإسلامي" . وما حصل وما يحصل منذ 11 أيلول الأمريكي هو العكس تماماً . صب الزيت الأمريكي على نار السلفية الإسلامية كلما هدأت.
يقول هاشم: 11 أيلول حدث تدشيني ؟ !
نعم إنه تدشيني ، لكن بأي معنى؟ هل هو تدشين لبداية مراجعة نقدية صارمة وجذرية للتراث الديني كما يحلم هاشم، أم هو بداية تدشين الصراعات الثقافية بين الأديان السماوية الثلاث الإسلام من جهة واليهودية والمسيحية المهودة من الجهة الثانية كما رسم وتوقع صموئيل هنتننغتون في مقال له صيف 1993 ؟ يكتب هنتنغتون في مقدمة كتابه الشهير "صدام الحضارات": إن الاستجابات والتعليقات حوله (المقال) جاءت من كل قارة ومن دول كثيرة هامة . وتباين الناس في ردود فعلهم بين مندهشين ، ومعجبين وهائجين ، وخائفين وحائرين من الطرح الذي وضعته من أن البعد المركزي للسياسات العالمية البارزة ستكون صراعاً بين جماعات تنتمي إلى حضارات مختلفة" [صدام الحضارات وإعادة بناء النظام العالمي، ص 63]
بالفعل، يشكل 11 أيلول فاتحة صراعات ثقافية محمولة على موجة الغزو الإمبريالي الغربي، حيث يجري التحريض الثقافي ضد "الإسلام " من قبل دوائر غربية ملحقة بحركة الغزو . الهدف من هذا التحريض كلما هدأت نار "الجمهور المسلم " تغليب الوجه الثقافي للصراع على الوجه الاقتصادي/ السياسي ، بالتالي تشكيل وعي مشوه يقود إلى تكريس العصبيات الدينية والطائفية التي تخدم في النهاية مشروع الغزو .
يقول هاشم صالح: "تحدثت مرة عن هذا الموضوع أمام أحد كبار المختصين بالفكر الإسلامي ، ورحت أحلم بالتجديد الهائل الذي سيطرأ على فكرنا الديني بعد 11 أيلول [!]"

لا يلاحظ كاتبنا المسافة الكبيرة التي قطعتها العلاقة الثقافية بين الغرب الرأسمالي والعرب عبر قرن بكامله . ففي بداية القرن العشرين أدى الصدام والمواجهة إلى حوار وإلى نشوء حركات إصلاح ديني على مستوى عال في المنطقة العربية خاصة في مصر محمد علي وبعد ثورة عرابي 1882 (الطهطاوي، الأفغاني ، محمد عبدو، عبد الرحمن الكواكبي ). وقد تجذرت هذه الحركات الإصلاحية وراحت تأخذ طابعاً نقدياً على أثر ثورة 1919 التي شاركت فيها البورجوازية المتوسطة والصغيرة بنشاط في الريف والمدينة والطبقات الشعبية عموماً . تجسد هذا النقد في أعمال كل من طه حسين(في الشعر الجاهلي) و على عبد الرازق(الإسلام وأصول الحكم ) و محمد حسين هيكل في كتابه "حياة محمد " وعبد الوهاب النجار (قصص الأنبياء) ، وأحمد أمين (فجر الإسلام ..)، الخ..
أما في بداية القرن الواحد والعشرين، فما حصل هو العكس : فعلى أرضية فشل مشاريع التحديث التي قادتها البورجوازيات العربية بكل أشكالها الكبيرة الليبرالية والمتوسطة والصغيرة "القومية" ، وعلى أثر تفكك الدولة السوفياتية وقيام ثورة شعبية في إيران ذات شكل ديني ، وبعد اعتماد الدول الغربية الرئيسية سياسات ليبرالية جديدة وتحرير حركة رؤوس الأموال عبر الدول ، وظهور المضاربات المالية الدولية المستفيدة من الثورة التقنية في الاتصالات والمواصلات ، والسعي لاستعادة ما تفلت من الشبكة الإمبريالية بعد الحرب الثانية. كل هذه الظواهر الجديدة (وهي ما سميت بالعولمة ) ولدت ديناميات ثقافية على رأسها تعاظم ظاهرة الحزب الديني ، وتعاظم انشغال الفرق الدينية بالشأن السياسي ، وظهور ما يسمى بالحركات السلفية والجهادية ومنها ما اتخذ طابعاً دولياً وعنيفاً كتنظيم القاعدة . وراحت المحطات الفضائية تعج برجال الدين الملتحين من مسلمين ومسيحيين مهوّدين وغير مهوّدين. مدعومة ومشجعة عبر إستراتيجية إمبريالية ثقافية أميركية لتغليب الطابع الثقافي للصراع على الطابع السياسي .
ورغم طغيان هذا المشهد الثقافي / الإعلامي يعود هاشم صالح ليقول: أطلقت لنفسي العنان ورحت أتحدث عن إعادة النظر بالتراث الموروث من أوله إلى آخره ، وعن الآفاق المفتوحة أمام المجددين والحداثيين المسلمين . فنظر إليّ الرجل وعلى وجهه ابتسامة خفيفة تدعوني للتخفيف من تفاؤلي المفرط ثم قال لي: أين وجدت كل هذا الاستشعار لأهمية الحدث؟ من أقامه من أرضه؟ من وعى معناه؟ أين هو المفكر العربي أو المسلم الذي عرف المغزى العميق له أو انعكاساته الكبرى على اللاهوت الإسلامي ككل؟ إنك حالم يا صديقي وساذج أكثر من اللزوم. المسلمون لم يستيقظوا بعد من سباتهم التاريخي الطويل. حتى رجّة حدث صاعق مذهل كهذا الحدث عجزت عن إيقاظهم وإشعارهم بأنه قد آن الأوان لطرح الأسئلة الإستراتيجية على عقيدتهم وتراثهم وقدس أقداسهم ؟"
بالفعل أين وجد هاشم صالح كل هذا الاستشعار لأهمية 11 أيلول على مستوى دفع الخطاب الإسلامي للتجدد والإصلاح؟
يعتقد صالح أن الغرب الإمبريالي متضرر من تديننا ومن وجودنا الديني ، لذلك فهو يحاول معالجتنا بالصدمات الكهربائية الوجدانية عبر حدث كهذا: يقول هاشم:" والآن ماذا عن جهة الغربيين؟ بما أنّهم شعروا بأننا نرفض أن نستيقظ ونتحسس المسؤولية اللاهوتية الرهيبة المترتبة على حدث كهذا فإنهم قرروا أن يتبعوا معنا أسلوب الصدمات [الكهربائية] والمعالجة القصوى! من المعلوم أن المريض إذا لم يقم بأي رد فعل على المعالجات الهادئة فان الأطباء يلجأون أحيانا إلى أسلوب الصدمات [الكهربائية العنيفة، يطبقونها عليه] لكي يقوم جسمه برد فعل ما، لكي يحيا من جديد، الخ.. وهذا ما راح الغربيون يطبقونه علينا تباعا منذ تسعة أعوام وحتى الآن. بالطبع فان مستشرقيهم ومفكريهم راحوا يزيدون جهودهم أضعافاً مضاعفة بغية دراسة التراث الإسلامي دراسة علمية استقصائية لمعرفة فيما إذا كان يسمح بالعنف أم لا."
كم هم رحماء هؤلاء الأطباء الإمبرياليون الغربيون!؟ وكم هو كاتبنا ساذج ومأخوذ بالفكر الإمبريالي الغربي !

في واقع الحال ، إن الحدث التدشيني دشن مرحلة من الارتداد الديني والنكوص والعودة إلى السلف وإلى الظلامية الدينية . إن الأثر الذي تركه معاكس تماماً للأثر الذي ولده الصدام مع الغرب في القرنين الماضيين . فكلما اندفع الغرب الإمبريالي نحو المنطقة العربية والشرق الأوسط طامحاً للسيطرة عبر الغزو والاحتلال ومغلفاً بثقافات دينية يهودية ومسيحية مهودة كلما انخرط ت الثقافة الإسلامية في خط الصراع، وكلما راحت الدوائر الغربية الإمبريالية الثقافية تحرك وتثير مشاعر المسلمين بأفعال دنيئة كان آخر فصولها تهديد قس أميركي مغمور بحرق نسخ من القرآن الكريم على مرأى من النظام الغربي .
بالفعل ، أين وجد هاشم صالح كل هذا الاستشعار لأهمية الحدث(11 أيلول ) على مستوى تجديد الخطاب الديني الإسلامي ونقده. هل وجده في كتابات المفكر الكبير الراحل محمد أرغون الذي ترجم صالح بعض أعماله عن الفرنسية، أم في دراسات نصر حامد أبو زيد الذي تم تكفيره وخلعه عن زوجته بعد الحدث الجلل (11 أيلول ) . أم في كتابات حسين مروة وخليل عبد الكريم ومحمد عابد الجابري وهادي العلوي ، وفرج فودة وسيد القمني وحسن حنفي ، الخ..
إن كل هؤلاء الكبار من دارسي وناقدي التراث العربي ومنه الديني سابقون زمنياً على الحدث التدشيني الجلل (11 أيلول الأمريكي)
لم يلاحظ هاشم صالح هذه المسافة الكبيرة في العلاقة مع الغرب بعد قرن من الزمن . لم يلاحظ أنه بعد 11 أيلول الأمريكي كثرت أعمال التكفير والتهديد بالقتل لكبار دارسي التراث العربي ومنه الديني . على سبيل المثال اغتيال فرج فودة ، وتهديد سيد القمني بالقتل ، وتكفير نصر حامد أبو زيد ووصمه بالارتداد وتفريقه عن زوجته ، ومحاولة قتل الكاتب المخضرم نجيب محفوظ ، الخ.. كل هذه الأعمال السفيهة حدثت على أرضية الحدث الجلل ؟!
بالفعل إن الحدث تدشيني على مستوى إشعال نار التعصب الديني والسلفية الظلامية والعنف اللامنتج . تدشيني على أرضية السعي الأميركي لتحويل الدولة القطرية العربية بعد الحرب العالمية الثانية من دولة قطرية بورجوازية رثة إلى دولة طائفية، السيادة فيها للأحزاب الدينية ؛ أحزاب الفرق . دولة تجعل وجود دولة إسرائيل اليهودية وكأنها في بيتها .
اليوم يرمي النظام الأمريكي بفتات موائده الدبلوماسية عبر موقع ويكيليكس كي يشغل بهاالإعلام العالمي والعربي وينشغل هو بتنظيم انسحابه السياسي والعسكري والثقافي من مناطق الدمار الذي خلفته غزواته الكارثية المجرمة.

ثقافة الاستهلاك .. خطوة إلى الأمام!!
معتز حيسو

لأن الاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري مناسبة وطنية، يجب أن نقرع جرس الإنذار و نقف موقفاً نقدياً ونقيضاً من تحولات تكرس مفاهيم التنميط الترفي وثقافة التحلل و العادات القطيعية/ التسليمية...
عندما تعاودنا لحظات التأسيس، وقوانا الوطنية تعاني مزيداً من الانحسار والترهل ... نخشى انسداد الأفق السياسي العلماني وانفتاح المستقبل على تغيرات ارتكاسية. لكن بذات الوقت نستذكر تضحيات الشيوعيين الأوائل، والأكلاف المادية والمعنوية التي قدموها على مذبح الحرية. نتذكر المصاعب والأهوال التي عانوها من أجل رفع شأن الوطن ورايته في مواجهة الاستغلال والاحتلال. نتذكر نشاطهم بين الفقراء من أجل تحويل الفكر الماركسي لقوة مادية في مواجهة الاستبداد لتأسيس وطن حر ينعم فيه الكادحين والعمال والفقراء بالعدالة والمساواة والحرية والديمقراطية... وبدل استنهاض لحظات التأسيس وتجسيدها في الممارسة النضالية، يتم تحويلها إلى مناسبة طقسية لا تعبر عن الحد الأدنى من الممارسة السياسية بقضايا المضطهدين في لحظة تأزم سياسي واجتماعي يتراجع فيها دور الشباب في سياق انحسار المشاريع الشيوعية والديمقراطية العلمانية أمام تمدد قوى الظلام والعنف الطائفي والمذهبي الذي يجتاح الأوطان؟؟ فهل هذا التحول نتيجة لهيمنة البرجوازية اقتصادياً وسياسياً وثقافياًَ وانحسار المشاريع البديلة وتغيّر في وعيها الثقافي؟ مما يعني بداهة تمثّل النخب السياسية القيم الثقافية السائدة....في لحظات تستوجب تكريس ثقافة الحوار الديمقراطي والالتزام بالوطن أرضاً وشعباً، وإيجاد آليات تمكّن القوى الوطنية من استرجاع ألق الشباب وقوتهم الثورية .
ـــ لماذا هذا الاستعراض: باختصار لأن الاحتفاء بذكرى تأسيس الحزب الشيوعي السوري يجب أن يكون مناسبة مفتوحة ومنفتحة على الجميع وللجميع، بأشكال تعبّر عن مضمون المناسبة وأهدافها السياسية والاجتماعية،لا أن تتحول لمناسبة للفقش والطقش والرقص والشراب والشواء واللهو والطرب المبتذل والرخيص الذي يحط من القيمة الرمزية والمعيارية لهذه المناسبة.. فبدلاً من العمل على تكريس ثقافة الالتزام والوعي النضالي وتوسيع قاعدة النشاط الجماهير والشبابي في لحظات حرجة ومستعصية، فإن قيادة أحد منظمات الحزب الشيوعي السوري / النور/ أحيت هذه الذكرى بطريقة تشوه المناسبة وتحط من أهميتها، و هذا أقل ما يمكن أن يقال ..... في هكذا لحظات ينتابنا شعور بالإحباط والمرارة واليأس من التهاوي على مفترقات التحولات والتغيرات التي تبتذل الفكر والحزب ومن يراهن على تحقيق الحلم الاشتراكي...
جميل أن نسعى إلى الفرح والسعادة، لكن يجب أن ندرك بأن لكل مقام مقال، فإحياء ذكرى التأسيس بالشكل الذي ذكرناه، يشكّل أحد المفارقات المؤلمة والمحزنة.. وعدم مشاركة كوادر المنظمة وأصدقاء الحزب بذكرى التأسيس لأسباب تتعلق بشكل الاحتفاء وارتفاع الكلفة المادية وطبيعة المكان .. يدلل على انحراف في شكل الثقافة الذي يمكن أن يطال بنية الوعي وجوهره. ولو كان الاحتفال بشكله المذكور تتويجاً لجملة من النشاطات السياسية والثقافية والفنية والاحتفالات الجماهيرية... حينذاك يمكن قبوله وتبريره، لكن أن يكون الشكل الاحتفالي المذكور النشاط الوحيد، فهذا يدلل على انحراف في الوعي الماركسي بشكل لا تخطئه العين الفاحصة. لذا يجب أن نقف عند هذا التحول لأنه بداية في انحطاط الوعي والثقافة البديلة، وهذا ما تعمل البرجوازية على تحقيقه في سياق سياسات مضبوطة تروج لثقافة الاستهلاك الرخيص والمبتذل.
ولكي لا نذهب بعيداً في تحطيم ما تبقى من الوعي الماركسي الثوري النضالي الذي يجب أن لا نساوم عليه أو نتراجع عنه، وحتى نحافظ على احترام فئات اجتماعية ما زالت ترى في الشيوعية باباً تلج من خلاله لعالم تسوده العدالة والمساواة، وحتى لا يضيع من تبقى من الرفاق والأصدقاء في دروب الاستهلاك والثقافة الاستهلاكية والقطيعية .. يجب على الشيوعيون التمسك بمواقفهم النضالية، وإيجاد آليات للخروج من النفق المظلم ،لا أن يتحولوا إلى شلل للهو وتضيّع الوقت .. لذلك يجب أن تبقى ذكرى التأسيس منبراً لاستعادة وجودهم ورفع صوتهم في وجه الظلم والاستغلال، ولاستعادة الاعتبار للحزب والشيوعيين وكافة الوطنيين الحاملين لواء التغيير الوطني الاجتماعي الديمقراطي، وأن تكون دافعاً لتوسيع القاعدة الجماهيرية و استقطاب الشباب لمواجهة المد السلفي و الوعي الاستهلاكي الرخيص والمبتذل وثقافة الاستبداد... في سياق تحول اقتصادي رأسمالي حر ومشوه يسلّع البشر قبل الحجر...
هنا يمكننا التساؤل عن طبيعة الترابط بين التراجع عن الأشكال النضالية وطبيعة التغيرات السلوكية التي تعبّر عن تحول في شكل الوعي ونمطه..؟؟
نؤكد أخيراً بأن ليس ذكرى التأسيس أو اسم الحزب سيضيع وسط تعالي أصوات الطرب الرخيص وقرع الكؤوس وهز الوسط ، بل الحزب ذاته... إذاً: ماذا سيبقى للحزب وللشيوعيين بعد ذلك.هل ستنعيه الجماهير...أم تسارع لدفنه ودفن من يشابهه، بالتأكيد ليس للسبب الذي ذكرناه فقط.؟ يبقى ما قلناه موضعاً للنقد والحوار الرفاقي والصداقي، ومدخلاً للتأكيد على ضرورة تلاقي كافة اليساريين الماركسيين ....

وضوح الرؤية
د. الهام الإدلبي

الأمن الغذائي والاجتماعي في خطر..
لم يعد خافيا على أحد فوضى السوق التجارية والعقارية والاستهلاكية في بلادنا وانعكاساتها على مستوى المعيشة والقدرة الشرائية للمواطن. وربما لم يفكر المعنيون والمسؤولون بما نفكر به، وهم الذين لا يعانون مشكلات ارتفاع الأسعار وتقلباتها ومزاجية من يحددها من تجار وبرجوازيين طفيليين مسيطرين على كل مفاصل الحياة الاقتصادية في بلادنا. إن الواجب الوطني يفرض علينا التأكيد على الفوضى التي تلف وضع الأسواق بمجملها والتي يمكن أن نضيف إليها مشكلات الصحة والسكن وسوق العمل وأوضاع العمل وأوضاع التعليم. إن ارتفاع الأسعار الجنوني والتي ازدادت وتيرتها في هذه الأيام وتراجع الدخول والقدرة الشرائية للمواطنين يؤدي إلى خلل بالتوازن الاقتصادي الذي بدوره يؤدي إلى خلل بالتوازن الاجتماعي. إذ أنه في حال عدم حصول الأفراد والأسر على دخول كافية توفر لهم الطعام والكساء والصحة والتعليم والسكن والماء والكهرباء ، يصبح الأسلوب الوحيد لسد عجز ميزانية الأسرة هو الرشوة والنهب والفساد والبحث عن طرق ووسائل غير مشروعة لزيادة الدخل فتنتشر الجريمة وتنحرف الأجيال الشابة ويجد المتطرفون والإرهابيون من مختلف التيارات الإسلامية المجال أمامهم واسعاً ليكونوا هم البديل! وما أسوأ وما أخطر هذا البديل !! لأن أي مجتمع من المجتمعات البشرية عندما يفقد توازنه الاقتصادي بالضرورة سوف يفقد توازنه الاجتماعي. وهكذا نصل إلى الحقيقة المرة وهي انعدام الأمن الاجتماعي والاقتصادي معاً. وهذه الحقيقة لها انعكاساتها الخطيرة على بلدنا وشعبنا فيما إذا استمر الخلل في التوازن بين الدخول والأسعار وفوضى السوق التي يتحكم بها (العرض والطلب) و(الاستيراد والتصدير) . صحيح أن عملية التصدير مهمة لتأمين العملة الصعبة وهي ضرورية أيضا لخلق توازن في الأسعار مع الدول المجاورة، ولكن يحدث هذا عندما يكون حجم الإنتاج أكبر من حاجة السوق المحلية كما هي الحال في تصدير الحمضيات وزيت الزيتون. ولكن القيام بتصدير ما هو ضروري لحاجة المواطن من لحوم الأغنام العواس والخضار، الخ.. يضعنا أمام مشكلات حقيقية يدفع ضريبتها المواطن ويغلق أمام ذوي الدخل المحدود بقية فسحة الأمل في حياة حرة كريمة. من هنا تأتي أهمية زيادة الرواتب والأجور لردم الهوة بينها وبين ارتفاع الأسعار وضبطها ومنع الغش والاحتكار. وتأتي أهمية إصلاح القطاع العام وحل مشكلاته ورفع كفاءته الإدارية وتطوير مؤسساته الصناعية والخدمية وتعميق دوره، باعتباره مركز التنمية الشاملة و القاعدة الرئيسية للاقتصاد الوطني والدخل القومي. إن القطاع العام كان وما زال الضمانة الوحيدة لصمودنا واستقرارنا السياسي والاجتماعي. في بداية الخطة الخمسية العاشرة انطلقت وعود الحكومة بمضاعفة الرواتب والأجور وقد تم تنفيذ 65% منها ولا تزال الحكومة تقول إنها ستفي بوعودها قبل نهاية عام 2010 وقد قاربت الخطة الخمسية العاشرة على نهايتها وما زال أصحاب الدخل المحدود يتساءلون، متى ستفي الحكومة بوعودها بتحقيق الزيادة الموعودة؟؟ وهل زيادة الرواتب ستغطي جنون الأسعار وفلتان الأسواق، وغلاء مستوى المعيشة؟؟ وهل الزيادات بمجملها ستردم الهوة بين الأجور والحد الأدنى الضروري لمستوى المعيشة؟؟ وهل حققت الخطة الخمسية العاشرة الأهداف التي وضعت من أجلها؟؟ إن علاقات العمل الناجمة عن نهج اقتصاد "السوق الاجتماعي" هي علاقات يفترض أن تكون منعكساتها ايجابية على أفراد المجتمع وذلك من خلال التوازن الاقتصادي والاجتماعي. وإذا دققنا في المؤشرات الأساسية للجانب الاجتماعي والتي تشمل الأجور, البطالة, الفقر, الحماية الاجتماعية, عدالة توزيع الثروة الوطنية، لوجدنا أن الجانب الاجتماعي لا يزال قاصراً، بل في تراجع. وهذا ما يشكل عامل ضغط على حياة المواطن وعلى ذوي الدخل المحدود والطبقات الفقيرة في المجتمع. إن أمننا الاجتماعي سيكون في خطر إذا ما استمر الخلل في التوازن بين الدخول والأسعار وفوضى السوق!! فهل قضية الأمن الاجتماعي قضية عابرة في نظر الحكومة حتى أنها لا توليها أي اهتمام!؟؟
وهل قضية الأمن الغذائي وقضية الصحة والتعليم قضية لا تستحق الذكر يا حكومة؟؟
إن المرحلة القادمة تتطلب صياغة برنامج عمل وطني شامل ومتكامل على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والديمقراطية الذي سيتيح قدراً أكبر من الفاعلية، وذلك من خلال مشاركة كل القوى الوطنية والشعبية في صياغة هذا البرنامج وفي صياغة التوجهات, حيث لم تعد مناقشة الشأن العام حكراً على الجانب الرسمي أو الحزبي مما أظهر خصوصية يجب الالتفات إليها وعدم تجاهلها، وهي تحول الحوار الداخلي من تجلياته الفكرية إلى أفعال وآليات عمل على الأرض. وبذلك لم يعد تحديث الدولة مجرد فكرة أو شعار, بل أضحى واقعاً عملياً يجب ممارسته وتطوير آلياته للانتقال بسورية إلى موقع أفضل وأرقى؛ موقع يتيح لها إطلاق قدرات جديدة تسمح بتعميق النهج الديمقراطي وتوسيعه في تعبئة الجماهير الشعبية وفي الصمود وإتاحة الفرصة للمواطنين جميعهم لكي يعبروا عن أنفسهم في التغيير والإصلاح والتطوير والتحديث ومحاربة النهب والفساد الذي دمر السدود والبلاد وأفقر الشعب والعباد.

ندوة في حمص عن التحالفات السياسية


بدعوة من هيئة الشيوعيين السوريين عقدت في حمص ندوة حوارية حضرها عدد من ممثلي القوى والأطياف السياسية وهيئات المجتمع المدني والمستقلين . وحدد جدول أعمالها بنقطة واحدة تحت عنوان: "واقع التحالفات السياسية في سورية والوطن العربي" ووزعت الهيئة ورقة عمل قبل فترة كافية من الندوة. ألقيت في الندوة عدة مداخلات قيمة شكلت منطلقا لبداية الحوارات وتلتها مداخلات من قبل جميع الحاضرين تقريباً، وشملت مختلف جوانب الموضوع مجال البحث.
كان الحوار غنياً وهادئاً وصريحاً، مما حفز الكثير من الحاضرين للإشادة بمثل هذه الندوات والحوارات الجدية والمجدية طالبين تكرارها بين وقت وآخر. علماً أن أهم الأفكار التي نالت قبولاً من الحضور هي:
إن التحالف نقيض للصراع. ومع ذلك يبقى الصراع ضمن التحالف إلا أنه يأخذ طابعاً هامشياً خاضعاً لصراع آخر أكثر أساسية؛ هو التناقض المهيمن في الصراع العالمي الذي تلعب فيه الإمبريالية طرفاً رئيسياً.
التحالفات بالمعنى الماركسي هي تحالفات طبقية من حيث الأساس ، تكمن خلفها مصالح الطبقات حاملة الايديولوجيات المتماثلة أو المتقاربة . وهي تحالفات لفترات محددة ، أي ليست أبدية. ما أن تنتهي المصلحة بالتحالف حتى يظهر الصراع من جديد.
التحالف بين طبقتي العمال والفلاحين الفقراء وسائر الكادحين تحالف طبقي أساسي في العصر الإمبريالي الجديد . قد تتحالف هذه الكتلة من الطبقات وبشكل مرحلي مع بعض طبقات وشرائح البورجوازية في حالة وجود محتل أجنبي في بلد ما لحين طرد المستعمر وتحقيق الاستقلال، أو للدفاع عن الوطن ضد الغزاة وضد الأخطار المختلفة التي تهدده، وخاصة الأحلاف العسكرية والاتفاقيات الاقتصادية التي تؤدي إلى نهب خيرات البلاد. وأيضاً هناك تحالفات بين قوى لها برامج اقتصادية متقاربة. أو رافضة للبرنامج الاقتصادي المعتمد من قبل الحكومة. ومن أجل إطلاق الحريات السياسية، الخ.. هناك بعض القوى السياسية تتحالف أحياناً لأغراض تكتيكية بحتة كتحالف بعض القوى السياسية لخوض المعركة الانتخابية أو لإسقاط الحكومة، الخ.. غير أن هذا التحالف لا يرتقي فعلاً إلى المستوى الذي يمكننا من تسميته بالتحالف الطبقي ، بل هو شكل من أشكال الاتفاقات التكتيكية العرضية و المتداولة على كل الساحات السياسية.
إن أي تحالف تقوم به القوى السياسية التي تعتبر نفسها ممثلة للعمال والفلاحين الفقراء و سائر الكادحين عموماً يجب أن لا يتعارض مع توجهها الاستراتيجي العام وإيديولوجيتها المعلنة التي تفرض عليها الدفاع عن مصالح الطبقات الكادحة في كل الأحوال والظروف. يجب ألا يتعارض التحالف العرضي مع المبدأ الأساسي لعمل الحزب اليساري الماركسي (الشيوعي)
انطلاقاً من أن التحالفات في العصر الإمبريالي ذات طابع أممي بحكم الطبيعة العالمية للإمبريالية الجديدة . فإن الطبقات الرأسمالية في جميع أنحاء العالم قد وصلت في تحالفاتها إلى درجة الاتحاد والاندماج على النطاق المحلي والعالمي ( الاتحاد الأوروبي- مجموعة العشرين.. ، الخ..) وهذا يفرض على طبقتي العمال والفلاحين محلياً وعالمياً أن تستعيدا تحالفهما واتحادهما بعد أن مرت عقود على انقساماتهما التي أدت إلى تفتتهما وشرذمتهما وإضعافهما في نهاية المطاف إلى حد أكبر بكثير مما نتصور.
لقد أجمعت الآراء أن جميع التحالفات التي قامت في سورية منذ أواسط الستينات وحتى الآن قد فشلت في تحقيق الأهداف والمهمات التي وضعتها نصب عينها. وفي النهاية وصل المتحاورون إلى نتيجة مفادها: فشل التحالفات القائمة في سورية في تحقيق أهدافها المعلنة في وثائق التحالف. وسبب الفشل ناجم عن عدة أسباب منها محاولة الإخضاع. ومنها أحادية المهمة: إما الدفاع عن الوطن والتغاضي عن الوضع الداخلي (الحريات العامة والسياسية، والمسألة الاقتصادية الاجتماعية). وإما المطالبة بالحريات السياسية وتجاهل باقي المهام. ومن الأسباب، فشل التيارات السياسية القائمة في سورية، مما انعكس فشلاً في التحالفات. ومنها اعتقال الحريات السياسية. كل ذلك أدى إلى تراجع السياسة وظهور علاقات ما قبل سياسية. ساعد ذلك في نمو وتطور رأسمالية طفيلية مشوهة استفادت من الواقع القائم ونشرت الفساد، واعتمدت عليه في مراكمة ثروات أسطورية . وليس هذا فحسب، بل حققت هذه التحالفات تراجعاً عن الأهداف المعلنة وانحرفت عنها بـ180 درجة . والسبب كما هو واضح غياب الندية في العلاقات بين الأطراف المتحالفة وسيادة علاقات التبعية بينها. والقوة السياسية الأكبر تتخذ القرار وما على البقية إلا الموافقة. لذلك فإن ما هو قائم في بلادنا أقرب إلى علاقات التبعية منه إلى تحالف ندي, تعمل القوى المتحالفة فيه بشكل مشترك في المهام المشتركة ، وتعمل بشكل مستقل بالقضايا والمسائل الخارجة عن نطاق التحالف. الجميع يعمل بنهج وتوجه واحد مع لونيات بسيطة داخل كل حزب. لذلك أصبح الاسم: جبهة وطنية تقدمية، وواقع الحال حزب واحد بكتل مختلفة!
التحالفات العربية العربية موجودة على الساحة العربية ، لكنها تحالفات بين قوى رجعية تابعة للنظام الإمبريالي ، وهي تحالفات معادية بطبيعتها للشعوب العربية.
بهذه الأطروحات والأفكار التي نالت شبه إجماع الحاضرين انتهت أعمال الندوة بعد أن تقدموا بالشكر لمنظمي هذه الندوة آملين تكرارها قريباً.

أبراهام سرفاتي: قامة عالية، وطنية وأممية، في تاريخ منطقتنا*
داوود تلحمي

رحل، يوم الخميس 18/11 الجاري، المناضل المغربي والأممي الكبير أبراهام سرفاتي بعد حياة كان عنوانها الأول والأخير هو الوفاء للمبادئ، وللوطن والشعب، ولقضايا وحقوق الشعوب.
أمضى الراحل قسماً كبيراً من حياته في السجون أبان الاستعمار الفرنسي للمغرب وبعده، مدافعاً عن قضية استقلال وطنه المغرب، ورافضاً أي وطن آخر بديل. وكشيوعي ويساري جذري مخلص لأفكاره، قاوم الاحتلال الفرنسي للمغرب، ثم كل أشكال العسف والاضطهاد والظلم في بلده، كما في بلدان ومناطق العالم الأخرى. وحتى بعد أن جرى إبعاده قسراً عن وطنه في العام 1991 إثر معاناة طويلة دامت زهاء العقدين من الزمن في التخفي والسجن، بقي يصرّ في المنفى على أن وطنه الوحيد هو المغرب، إلى أن عاد إليه في العام 2000 حين ألغي قرار إبعاده، وتمكن من استعادة جواز سفره المغربي.
وتحديداً لكونه صاحب مبدأ، وقف بحزم مع الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية التحررية، وزار قواعد المقاومة الفلسطينية في الأردن في صيف العام 1970، وأكد باستمرار مناهضته للمشروع الاستعماري الصهيوني وللظلم التاريخي الذي أوقعه بالشعب الفلسطيني، وبقي على موقفه حتى أيام حياته الأخيرة، التي أمضاها في مدينة مراكش التاريخية، حيث انطفأ. وهكذا، رحل تاركاً وراءه ذكرى طيبة لمناضل صلب لا يلين ولإنسان لا يساوم على قناعاته وعلى إيمانه الراسخ بحق مواطنيه أولاً، وكل البشر أيضاً، في العيش بكرامة وحرية والتمتع بكامل الحقوق الإنسانية التي أقرتها، أخيراً، الهيئات الدولية، وإن لم تحترمها العديد من الدول الموقعة على وثائقها، بما في ذلك الدولة التي تستضيف أهم تلك الهيئات. ولم يقلل من صلابة موقفه، لا بل زاده، كونه نشأ في بيئة ثقافية يهودية، هي، على كل حال، جزء من تراث المغرب، البلد الذي استقبل أعداداً كبيرة من سكان الأندلس اليهود الذين طردوا من قبل حكام إسبانيا الجدد إثر خروج العرب منها في أواخر القرن.
الخامس عشر. وهو من نسل هؤلاء، كما يوحي بذلك اسم عائلته.
ولا شك أن موقفه المبدئي والحازم إلى جانب حقوق الشعب الفلسطيني يستحق كل التقدير والوفاء والاحترام والانحناء أمام هذه القامة النضالية العالية. وكل الذين التقوا به أو قرأوا له أو سمعوا عنه سيحتفظون بذكرى عطرة لنموذج وقدوة في النضال والصلابة والإخلاص للمبادئ والقناعات النبيلة، حتى الرمق الأخير.
* المصدر:
الحوار المتمدن 19 / 11 / 2010

تسريبات ويكيليكس*: تشويش إعلامي هائل لتنظيم الانسحاب الأميركي ، أو اللعب بالمياه العكرة لزيادة العكر
عين المحرّر

تأتي تسريبات موقع ويكيليكس في وقت يزداد فيه التفكير الأميركي بتغيير الإستراتيجية الأميركية في العراق وأفغانستان ، مع طرح أفكار جديدة لتنظيم الانسحاب خاصة سحب القوات الأطلسية من أفغانستان بحلول 2011 .
لقد حققت التسريبات أولى ثمارها ، وهي إشغال وسائل الإعلام العالمي العربي والعالمي بسيل هائل من الوثائق(600 ألف وثيقة) التي لا يمكن للمواطن العادي التأكد من صدقها.
إن المراقبة المتأنية والفاحصة لهذا الحدث الالكتروني/السياسي-الإعلامي تخرج بالملاحظات التالية:
1-التشويش بكم هائل من الوثائق المزيفة أو شبه الحقيقية على تسرب نسبة صغيرة من الوثائق الحقيقية الحساسة بالنسبة للسياسة الأميركية لا تتجاوز 5% حسب خبراء روس .
2-تسريب 5% من الوثائق الحساسة فعلاً بالنسبة للنظام الأميركي تهدف إلى زعزعة الثقة بنظام أوباما ، وهو ما يدخل ضمن الصراع بين أجنحة النظام الأميركي ، الصراع على رسم الاستراتيجيات والتكتيكات العالمية .
3-التأثير عبر التسريبات على شكل تأويل السياسة الأميركية بالنسبة للرأي العام العالمي
4-إشغال الرأي العام العالمي ووسائل الإعلام بهذا الكم الهائل من فتاة الدبلوماسية الأميركية ؛ وثائق صنفت من الصف الثالث ، كي يتسنى للقيادة الأميركية وللنظام ككل تنظيم الانسحاب العسكري والسياسي والإعلامي من أفغانستان والعراق .
5-فسح المجال للمخططين الأميركيين التفكير بهدوء في ظل ضباب البلبلة التي أحدثها التسريب .
6-نظراً للعداء العالمي للسياسات الأميركية خاصة في عهد بوش المنصرم ، تحاول هذه التسريبات في أحد وظائفها إلقاء بعض المسؤولية على شركاء النظام الأميركي وأتباعه في الدول الأخرى، خاصة البلدان المتخلفة . إنه إشراك للتابعين والملحقين

والحلفاء بجرائم النظام الأميركي الإمبريالي .
7-عدم تسريب معلومات حول أحداث مهمة وفضائح ، مثل قضية أسلحة الدمار الشامل المزعومة في العراق ، وحول أحداث أيلول في الولايات المتحدة ، الخ..
8-كانت نسبة التسريبات بخصوص روسيا 2% . قسم منها فيه تهجم على شخص رئيس الوزراء الروسي بوتين .
أسانج السويدي صاحب موقع ويكيليكس يلقى القبض عليه من قبل الشرطة البريطانية ، وسوف يطلق سراحه بكفالة مالية . أسانج بطل حرية التعبير والمنافح عن الشفافية في نشر المعلومات ، هو آخر الخيط في خطة أميركية للتشويش الإعلامي الهائل (لا يمكن لشخص واحد أن يقرأ 600 ألف وثيقة ويدقق فيها ويحكم عليها ، عدا عن التسريبات المقبلة ولو أن الخطة سوف تنحسر وتتوقف هنا للمزيد من التحكم بها) ، آخر الخيط في خطة للتشويش وهو ما يسمى أثناء الحروب بالتخفي عن العدو لتنظيم الانسحاب والإعداد لتنظيم هجمة جديدة. إنه أسلوب مبتكر بالفعل!
* ملاحظة:موقع ويكيليكس لا يديره شخص واحد، بل آلاف المتطوعين المرتبطين بأسا نج
رحيل الرفيق مصطفى الرضا




شيعت مدينة معرة النعمان التابعة لمحافظة إدلب جثمان الرفيق مصطفى الرضا الذي توفي بعد معاناة طويلة من مرض عضال.
والرفيق من مواليد 1933 كان والده أحد مؤسسي الحزب الشيوعي في المعرة، مع أنه كان من رجال الدين البارزين. حارب الإقطاعيين ولقب بالوطنيّ.
انتسب الرفيق مصطفى للحزب أثناء دراسته الإعدادية عام 1947 . وفصل من مدرسة الصنايع لمشاركته بالمظاهرات الطلابية والتحريض عليها . شارك بحماس واندفاع بكل نشاطات الحزب الوطنية. وكانت مواقفه صلبة وواضحة في نضاله ضد الاستبداد والمؤامرات التي مرت على سورية وعلى الحزب, تعرض للاعتقال والسجن وكافة أنواع التعذيب في مراحل سياسية متعددة, ثم هرب إلى لبنان خلال فترة الوحدة مع مصر. وبقي هناك لمدة ثلاثة سنوات ونصف.
في نضاله الحزبي كانت مواقفه واضحة ضد الانتهازية التي سيطرت على قيادات فصائل الحزب الرسمية، وتمرد عليها بعد أن يئس من إمكانية تغييرها بسبب تسلطها، وإبعادها لكل المؤثرين على سياستها الانتهازية الملحقة بسياسة البورجوازية المسيطرة.
شارك بحماس في بناء هيئة الشيوعيين السوريين، وكان فعالاً في العمل من أجل تطورها، واستمر بالعمل حتى أقعده المرض.
زاره قبل رحيله بأيام وفد من قيادة هيئة الشيوعيين السوريين. ورغم مرضه الشديد كان يصغي بانتباه للحوارات الجارية في غرفته.
فارق الحياة في 8/11/2010 وشاركت في تشييعه كل الفصائل الشيوعية المتواجدة في محافظة إدلب وعدد من الشيوعيين التاركين. و قد مثل هيئة الشيوعيين في التشييع الرفاق منصور الأتاسي وأبو يوسف.
كان منزله طيلة حياته مركزاً لنشاط الشيوعيين ونشاط الهيئة وسيبقى كذلك. فهو يمثل عقل ووجدان أهالي وسكان مدينة المعرة التاريخية الرافضة للظلم والاستبداد والمتطلعة لنظام العدالة الاجتماعية ولنشر الحريات السياسية ولبناء الاشتراكية.
عمل الراحل في تربية النحل طيلة حياته.
إن هيئة الشيوعيين السوريين تتقدم بأحر التعازي للشيوعيين في المعرة و إدلب ولأسرته الكريمة؛ زوجته وأولاده: هالة وبسام.
إن طرحنا المعضلة على هذه الصورة [في هذا الكتاب] كان يقودنا بالضرورة إلى الاعتراض على تخطيطية الإفصاحات التي كان ستالين قد حبس فيها المادية التاريخية ؛ إلى الطعن بشكل خاص في الفكرة التي كرسها وقنونها- قدسها ستالين في المادية الجدلية والمادية التاريخية . فكرة ” مخطط schéma تطور ” صالح كلياً -كونياً يقتضي ويتضمن التعاقب الإلزامي لسلسلة محددة من مراحل التطور الاجتماعي...
إن الغلط الستاليني يتعرف بمسلك مزدوج ومتناقض : إنه يحمل ويضع الكلي في الخصوصي ، لكن لكي يطرد على الفور الخصوصي خارج الكلي: عاجز عن القبض في الخصوصي على الكلي العيني الذي يجعله هذا الخصوصي كلياً ، إنه يخلط حين يجب التمييز ويفصل حين يجب الربط“ مقتطف من كتاب ”المادية التاريخية وتاريخ الحضارات“ أنطوان بلتيه، جان جاك غوبلو



شيء من تاريخ الأكراد في سورية ومصر والعراق
بقلم نذير جزماتي

كتب ويل ديورانت وزوجته ايريل في "قصة الحضارة" في المجلد 13 ص 318 مايلي:
"توفي ملك شاه بعد شهر من وفاة وزيره، وتنازع أبناؤه على وراثة العرش واقتتلوا، وتفرق المسلمون في أثناء النزاع فلم يواجهوا الصليبيين بقوة متحدة..وأعاد السلطان سنجر إلى بغداد أبهة السلاجقة..وقام في الموصل أحد مماليك ملك شاه الأكراد وهو عماد الدين زنكي وأسس أسرة الأتابكة في عام 1127، وهي الأسرة التي حاربت الصليبيين حرباً ضروساً وبسطت سلطانها على بلاد النهرين. وفتح ابنه نور الدين محمود(1146-1173) بلاد الشام، واتخذ دمشق عاصمة له، وحكم حكماً عادلاً وحازماً، وانتزع مصر من الأسرة الفاطمية المحتضرة..
"وحدث في عام 1164 أن قام النزاع على الوزارة في مصر بين شاور وضرغام. واستعان أحدهما وهو شاور على منافسه بنور الدين، فبعث إليه بقوة صغيرة يقودها أسد الدين شيركوه. وانتهى الأمر بأن قتل شيركوه شاور ونصب نفسه وزيراً. ولما مات شيركوه خلفه في الوزارة ابن أخيه الذي صار فيما بعد الملك الناصر صلاح الدين بن أيوب.
"وقد ولد صلاح الدين في تكريت الواقعة في أعالي نهر دجلة عام 1138 من أسرة كردية-غير سامية. وكان أبوه قد ارتقى في منصب الدولة حتى صار والياً على بعلبك في أيام عماد الدين الزنكي، ثم والياً على دمشق في أيام نور الدين محمود. واستلفت الأنظار في مصر فعين حاكماً على الإسكندرية وصد عنها غارة الفرنجة في عام 1167. ثم تولى الوزارة وهو في سن الثلاثين، ..وجعل صلاح الدين نفسه والياً لا وزيراً، وأقر لنور الدين بالسيادة.
"ولما مات نور الدين في عام 1173 أبى ولاة الأقاليم أن يبايعوا ابنه البالغ من العمر أحد عشر عاماً ملكاً عليهم، وأوشكت بلاد الشام أن تقع مرة أخرى في براثن الفوضى...فسار من مصر ومعه سبعمائة فارس واستطاع بحملة سريعة موفقة أن يستولي على جميع بلاد الشام. ولما عاد إلى مصر لقب نفسه ملكاً وأسس الأسرة الأيوبية(1175).. وكانت البلاد الإسلامية تفخر بعدله وصلاح حكمه بينما كانت المسيحية تعترف بشهامته .. وازدهر غرب آسية مرة أخرى مادياً، وأدبياً في عهد السلاجقة والأيوبيين حتى كانت دمشق، وحلب، والموصل، وبغداد،..أكثر مدن العالم ثقافة وجمالاً.. "
وغني عن البيان أن صلاح الدين الأيوبي هزم الصليبيين في مواقع مشهودة كثيرة كانت أهمها موقعة حطين التي حرر بها القدس..






أصدرت هيئة الشيوعيين السوريين البيان التالي في أوائل كانون الأول 2010 ، حيث تم توزيعه ورقياً في غالبية المحافظات السورية، ونشر في عدد من النشرات الإلكترونية.
بـيــــــــــــــــــان
لا تسمحوا للفاسدين بنهب ثروات الوطن فهي حق الكادحين
رغم الفساد والنهب الذي يزداد في وطننا بشكل متسارع بسبب السياسة الاقتصادية الممارسة من قبل الحكومة, والتي أدت إلى تراجع الإنتاج الصناعي والزراعي وإلى زيادة البطالة والفساد وزيادة الفقر الشديد ليشمل غالبية الآسر السورية. وبالمقابل إلى تمركز الثروة بيد قله لا تساوي أكثر من 5 % من عدد السكان.. رغم كل ذلك فإن الدخل الوطني يزداد بأرقام قادرة على حل المشاكل الاجتماعية المتزايدة والناجمة عن الفقر والبطالة.. فقد صرح مدير المكتب المركزي للإحصاء أن الدخل الوطني قد ازداد العام الماضي 6.3 مليار دولار أي ما يعادل 283.5 مليار ليرة سورية.
و نشرت الصحافة الرسمية السورية أن سعر كيلو غرام القطن قد بلغ في السوق العالمية 3.2 دولار أي ما يعادل 144 ل س وتدفع المؤسسة العامة لتسويق وحلج الأقطان 40 ل س ثمن الكيلو للفلاح ويدفع القطاع الخاص 50 ل س لكل كيلوا غرام واحد. واستلمت هيئة تسويق الأقطان 440 ألف طن من القطن تبلغ قيمتها حوالي 14 مليار ل س، بينما دفعت ثمنها للفلاحين أقل من 4 مليار ل س. ونرجو ألا تعلن المؤسسة خسارتها. ونحن نقول أن الفروق المسروقة هي حق للفلاحين الخاسرين ومن حق المواطنين المنتجين. ولا نقبل ولا نرضى نحن وكافة المنتجين والعاملين بأجر أن تذهب هذه الأموال الفائضة والمعلن عنها إلى جيوب الفاسدين والمفسدين. فهي من حق الشعب العامل والمنتج لهذه الأموال من عمال وفلاحين ومنتجين. وهذه الأموال قادرة على صرف فروق زيادات الأسعار التي بلغت حسب إحصاءات دوائر السلطة 250 % وتوزيع قسائم المازوت كما وعدت الحكومة، وأعلن رئيسها "أنه سيعيد الثقة المفقودة بين الشعب والحكومة عن طريق استمرار توزيع مادة المازوت المدعوم والمخصص للتدفئة"، أو العودة للأسعار القديمة، ولزيادة الحد الأدنى من الأجور ولدعم الصناعة والزراعة الوطنية.
إننا نطالب بأن تنفذ الحكومة وعودها بزيادة الـ 35 % من الرواتب للعاملين في القطاع العام وبما يساويها للعاملين في القطاع الخاص كمرحلة أولى، ولتوزيع حصص الأسر من مازوت التدفئة وحجبها عن الطفيليين وهم 5 % من عدد السكان الناهبين لـ 95 % من ثرواتها.
ونرى أنه يحق للطبقة العاملة وجماهير الكادحين والأسر الفقيرة والعاطلين عن العمل استخدام كافة الطرق السلمية للوصول إلى حقهم المنهوب ، والمحول للطفيليين.

الموقع الفرعي في الحوار المتمدن:
htt://ww.ahewar.org/m.asp?i=1715



#تجمع_اليسار_الماركسي_في_سورية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدل - مجلة نظرية- فكرية- ثقافية العدد 8
- وثيقة نظرية حول الإمبريالية الجديدة
- طريق اليسار - العدد24: تشرين الثاني/ 2010
- طريق اليسار - العدد 23
- طريق اليسار - العدد 22: آب / 2010
- طريق اليسار العدد 21:
- الكيان الصهيوني في مواجهة قافلة الحرية ثقافة الوحشية والهمجي ...
- جدل - العدد 7 أيار / مايو 2010
- طريق اليسار - العدد 20: أيار/ 2010 /
- طريق اليسار - العدد 19: آذار/مارس 2010
- طريق اليسار - العدد 18: كانون الثاني 2010
- طريق اليسار ملحق العدد 17
- طريق اليسار العدد 17: كانون الأول 2009
- نعوة مناضل - الرفيق سهيل الشبلي المدلجي
- طريق اليسار - العدد 16: تشرين الأول 2009
- جدل - العددالسادس - تشرين الأول2009
- جدل - العدد الخامس- أيار2009
- طريق اليسار - العدد 15: سبتمبر/ أيلول 2009
- طريق اليسار - العدد 14: تموز 2009
- طريق اليسار - العدد 13: حزيران 2009


المزيد.....




- من أجل صورة -سيلفي-.. فيديو يظهر تصرفا خطيرا لأشخاص قرب مجمو ...
- من بينها الإمارات ومصر والأردن.. بيانات من 4 دول عربية وتركي ...
- لافروف: روسيا والصين تعملان على إنشاء طائرات حديثة
- بيسكوف حول هجوم إسرائيل على إيران: ندعو الجميع إلى ضبط النفس ...
- بوتين يمنح يلينا غاغارينا وسام الاستحقاق من الدرجة الثالثة
- ماذا نعرف عن هجوم أصفهان المنسوب لإسرائيل؟
- إزالة الحواجز.. الاتحاد الأوروبي يقترح اتفاقية لتنقل الشباب ...
- الرد والرد المضاد ـ كيف تلعب إيران وإسرائيل بأعصاب العالم؟
- -بيلد-: إسرائيل نسقت هجومها على إيران مع الولايات المتحدة
- لحظة تحطم طائرة -تو-22- الحربية في إقليم ستافروبول الروسي


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - تجمع اليسار الماركسي في سورية - طريق اليسار - العدد 25: كانون الأول 2010