أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها (٢)














المزيد.....

الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها (٢)


نوال السعداوى

الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 10:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


اكتسب الشعب المصرى ثقته بنفسه بعد نجاحه يوم ١١ فبراير فى إسقاط حسنى مبارك عن رئاسة الدولة، رغم كل المحاولات المضنية، المضحكة والمحزنة، والمناورات المعلنة والخفية فى الداخل والخارج لإجهاض الثورة، وما قام به مبارك وأعوانه للترويع والتجويع، وإشاعة الفوضى وإراقة الدماء، لاستمرار مبارك وأعوانه فى كراسى الحكم، نجحت الثورة بسبب الوحدة الشعبية الكاملة، أزالت الفروق الجنسية والدينية والعنصرية والطبقية المفروضة علينا، بسطوة الحكم الطبقى الأبوى منذ العبودية، نجحت الثورة بسبب التنظيم والوعى، والإحساس بالمسؤولية الوطنية التاريخية، والاستعداد الكامل للتضحية حتى الموت، دفاعا عن الحرية والكرامة والعدالة واستقلال الوطن، ثار الشعب المصرى كله، رجالا ونساء من كل الفئات والأعمار والعقائد والمهن والطبقات،

هذه الوحدة الشعبية الثورية الواعية السلمية، هى قوة أكبر من أسلحة الحكم الاستبدادى، ثورة الملايين المتحدة الواعية هى أكبر من قوى البوليس أو الجيش أو الإعلام الكاذب، الذى حاول تشويه الصورة الوطنية المضيئة للشعب الثائر، وإشاعة الأكاذيب، واصل إعلام مبارك وسوزان مبارك وأنس الفقى (كانت وزارات الإعلام والثقافة تتبع السيدة الأولى ضمن وزارات وهيئات وجمعيات حكومية تسمى غير حكومية) دأب هذا الإعلام الهابط على تزييف وعى الجماهير وتصوير الثوار والثائرات على أنهم خونة وعملاء لقوى خارجية، كنت أؤمن بقوة الشعوب على زلزلة العروش من قراءة التاريخ، لكن فرقاً كبيراً بين أن تقرأ وأن تعيش الثورة يوما بيوم ولحظة بلحظة حتى يسقط العرش ويتهاوى.

كان شعار الثورة المصرية «إسقاط النظام» فهل سقط النظام فعلا؟ ما أراه الآن أن رأس النظام سقط، لكن جسد النظام مازال قائما متجسدا داخل الحكومة التى شكلها مبارك قبل أن يتنحى، المطلوب الآن حكومة انتقالية جديدة ممن شاركوا فى الثورة، من وجوه وطنية مخلصة أمينة لم تجمع البلايين أو الملايين، ولم تسكت على الفساد والديكتاتورية، مطلوب أن يكون نصف وزراء هذه الحكومة من الشباب (رجالا ونساء) الناضج الواعى، لا يمكن للثورة المصرية الشعبية التى أسقطت رأس النظام أن تعود إلى بيوتها وتفقد قوتها الجماعية الكبرى،

بل هى مستمرة بقوتها واتحادها حتى يحكم الشعب نفسه بنفسه، فهذه هى الديمقراطية الحقيقية، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة ذلك، وأكد أن الجيش سوف يسلم الحكم للشعب كله.كشفت الثورة الشعبية عن عراقة وصلابة الشعب المصرى، سر صمود الشعب فى ميدان التحرير (من ٢٥ يناير حتى اليوم) أنه شعب عانى الجوع والبطالة والقهر البوليسى،

فلم يعد يهمه التجويع والترويع، رأيت أسرة بكاملها داخل خيمتها تنام الليل فى الميدان فى البرد وتحت المطر، الأم ترضع طفلها والأب يكنس الخيمة والأطفال يكتبون بقلم أسود فوق لافتة من القماش الأبيض «مش هنمشى هو يمشى».. يوم الأربعاء الدامى ٢ فبراير شارك الأولاد الصغار والبنات مع الشباب فى مطاردة الجمال والأحصنة التى أرسلها رجال مبارك لضرب الثورة،

نجحوا فى القبض على ثلاثة أحصنة، رأيتها مربوطة عند مدخل الميدان، قال لى أحد الأولاد (عمره ١٣ عاما) إنهم لم يقبضوا على الجمال لأنها عالية جدا فلم يستطيعوا القبض على راكبها فهربت الجمال بمن فوقها، كشفت الثورة أيضا عن أصالة الشعب وأخلاقه المستقيمة، لم تحدث سرقة واحدة رغم أن حقائب السيدات والبنات كانت ملقاة على الأرض داخل الخيمة وخارجها فى الممرات بين الخيام، لم يحدث تحرش واحد بأى فتاة، تقاسم الجميع الطعام القليل، رأيت شابا يتخلى عن نصيبه من الطعام لأم تحمل طفلها الرضيع وقال لها إنها تحتاج للطعام أكثر منه لأنها ترضع طفلا يبكى من الجوع، رأيت البنات والأولاد يكنسون الميدان وينظمون جمع القمامة ويبنون المراحيض وينقلون الجرحى ويكتبون القصائد والأغانى والمسرحيات، هذا هو سر صمود الثورة ونجاحها.

كشفت الثورة أن الشخصية المصرية قوية وليست رخوة كما قال واحد من النخبة التى أحاطت بمبارك وحرمه: السيدة الأولى «التى طأطأت لها هامات النخب المنافقة لكل سلطة حاكمة، خضعوا لأوامر السيدة الحاكمة فى الدولة رغم استبدادهم بزوجاتهم فى البيوت، تشدقهم بالإخلاص لله والوطن رغم خياناتهم المتكررة لزوجاتهم، ضربت النخبة المصرية المثقفة مثلاً سيئاً للشخصية المصرية، زيفت الوعى وأفسدت الرأى العام، الأدباء والأديبات والصحفيون والصحفيات الذين يهرولون إلى كل حكم جديد،

من الحزب القومى إلى حزب مصر (الساداتى) إلى الحزب الوطنى (المباركى)، يكيلون المدح لكل حاكم فإن مات أو سقط يكيلون القدح له والذم، نراهم اليوم يسارعون لضرب مبارك بعد أن سقط، يتملقون شباب الثورة الفتية الجديدة بمبالغة تصل إلى حد التقديس، لا يشعرون بالخزى أو الخجل من نفاقهم الواضح المكشوف، يتصورون أن الشعب الثائر ينسى ما كتبوه بالأمس، والجوائز التى منحها لهم مبارك.

كشفت الثورة عن وجوه المنافقين فى كل عصر وعهد، الشباب المصرى الواعى يعرفهم ويكشفهم، وإن تستروا تحت الأدب أو الإبداع والفلسفة، وإن تنكروا تحت وجوه جديدة، وإن قدموا أنفسهم لخدمة السلطة الجديدة أو لترشيح أنفسهم للرئاسة أو مجلس الشعب أو المناصب الأخرى، لن ينتخب الشباب إلا واحداً منهم شارك فى ثورتهم، عانى البطالة والفقر والقهر، أريقت دماء أخيه أو أخته أو زميله فى ميدان التحرير، أحد شباب الثورة الشعبية (أو إحدى شاباتها) سيصبح رئيسا للجمهورية المصرية الجديدة، لا يملك فيلا أو قصرا، لا يملك شركة أو رصيدا فى البنوك.

وللحديث بقية



#نوال_السعداوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المصرية تضع قيما وعقدا اجتماعيا جديدا
- نساء تونس ونجاح الثورة الشعبية
- الإبداع المتمرد لا يموت
- استعادة العقل المصرى هى الأمان الوحيد
- النساء وكتابة الأدب
- نساء ورجال القرن الواحد والعشرين
- هل ينمو فكر جديد؟.. حوارات نوال ومنى
- أعظم نساء ورجال القرن؟
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (٢)
- خروف العيد: حوارات نوال ومنى (١)
- تمجيد المرأة والعقل الأجنبى.. وتحقير أنفسنا وزوجاتنا
- السلطة الأبوية والتجارة بالجنس
- صمتوا حين كان الكلام واجباً
- الضمير الحى فوق الهوية القومية والدينية
- وجوه تتكرر فى كل عهد
- الدكتوراة الفخرية والتعددية والنسبية
- جلسة مع كاتبات فى القاهرة
- الصورة المفبركة بدل الحقيقة المؤلمة
- المرأة الكاتبة
- «سارة بالين» وجوارى القرن الواحد والعشرين


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوى - الثورة المصرية مستمرة حتى تحقق أهدافها كلها (٢)