قبل الثورة بشهر حذرت مبارك

رمضان عبد الرحمن علي

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 20:55
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    

قبل الثورة بشهر حذرت مبارك
أعتقد من يقوم بأي عمل نبيل ومن أجل الآخرين لا ينتظر جزاءً من احد ولا يبحث عن مصالح شخصية وإلا ذهب هذا العمل سدى، فمن غير المعقول من الذين تصدوا بصدورهم العارية في الثورة المصرية ضد نظام مبارك الفاسد أن يختلفوا الآن، من يشارك في القرار أو من يشارك في الحكم؟!.. المهم أن يحدث تغيير نحو الأفضل، هذا ما يتطلع إليه كل مصلح حقيقي لا يبحث عن الشهرة أو المادة، ومن الممكن لرموز الشباب الذين فجروا الثورة أن يشكلوا جمعية أو حزب لمتابعة انتقال السلطة ومتابعة التغيير السلمي ومتابعة محاكمة الفاسدين من رموز النظام السابق، وللتذكير فقط نحن كتيار فكري ندعو إلى الإصلاح منذ عقود، وما زلنا ندعو لذلك، وتعرضنا للاضطهاد والاعتقال في مصر والنفي خارج مصر ولم نسارع في يوم من الأيام إلى السلطة أو من أجل الشهرة أو المادة، كل ذلك من أجل الإصلاح والتغير السلمي، وقبل ثورة (25) يناير بشهر أرسلت لمبارك هذه الرسالة:

رسالة إلى الرئيس مبارك
كتب الدكتور أحمد صبحي منصور من قبل الكثير من المقالات وما زال يكتب حتى الآن طالبا فيها من النظام الحاكم في مصر ومن الرئيس شخصياً أن يعدل الدستور أو إصلاح بعض المواد في الدستور المصري من أجل مصر ومن أجل الشعب المصري، وخوفاً من الدكتور صبحي على مستقبل مصر وشعب مصر لم يستجيب الرئيس ولا النظام الذي يحكمه الرئيس، كما حذر الدكتور منصور من ا الثورة والتي من الممكن أن تعم البلاد وهي على وشك أن تعم، فمن هنا نقول ونطلب من الرئيس محمد حسني مبارك، ماذا تريد يا مبارك من مصر ومن الشعب المصري حتى نلبي لك ما تبحث عنه؟!.. إذا كنت يا مبارك تريد أن يحكم جمال مبارك مصر خليفةً لك أنت تعلم يا مبارك قبل أي مصري أن جمال مبارك في الوقت الراهن لا يصلح أن يحكم مصر بما ينقصه من خبره في السياسة الداخلية في مصر وكذلك السياسة الخارجية، وهذا ليس تقليل من شخص جمال مبارك ولكن يا سيادة الرئيس أنت تعلم ذلك، إن مصر تحتاج إلى حاكم ذو خبره وأنت لم تحكم مصر إلا بخبرتك وبمكانتك التي كانت تؤهلك إلى حكم الدولة، وأنت تعلم قبل الجميع أن الجيش ورجال الجيش لا يردون جمال مبارك حاكم عليهم وأن الحل ما زال في يدك بإلغاء قانون الطوارئ كخطوة أولى والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وأن تعلن أن لا توريث في حكم مصر، وعليه فمن الممكن أن تحاسب الذين نهبوا ثروات مصر وأن يعلن جمال مبارك عدم ترشيحه لرئاسة مصر في الفترة المقبلة حتى لا يتهم بالتزوير والتوريث، ولو أعلنها صراحة وقال أنه سوف يرشح نفسه في الفترة ما بعد المقبلة سوف يحظى بتأييد أغلب الشعب المصري، من هنا تكون وضعت مصر على الطريق الصحيح، وأذكرك يا مبارك وأنت تعلم قبل الجميع أن هذا لن يحدث آلا إذا أمرت بتعديل الدستور، وأنت قادر على فعل ذلك، وكما تقول دائماً ليس هناك من هو فوق القانون، وأنت خاطرت بنفسك في حرب أكتوبر من أجل مصر والمصريين، نرجوك أن تفعل شيء من أجل التغيير السلمي من أجل مصر والمصريين في الوقت الحالي، وأنت لا تقبل على مصر أن يحدث لها مكروه لا من الداخل ولا من الخارج، وان الثورة لو حدثت في مصر من أجل التغيير وأنت قادر على التغيير دون حدوث هذه الثورة ربما لا تستطيع حماية نفسك وعائلتك، تذكر هذا الموقف أنت وجميع المسئولين أن دوام الحال من المحال فلا تترك الأمور تفلت من يدك فالتغيير السلمي أفضل من التغير بالقتل والدم، وهذا سوف يجعلك أسطورة في التاريخ إذا استجبت لإرادة الشعب وبذلك سوف تترك حماية حقيقية لأسرتك وأحفادك، حماية الشعب، وليس الحماية المزيفة التي لن تنفعهم إذا ما حانت لحظة الحق، سوف يعم الخراب على الجميع وسوف ينتشر القتل والسلب والانتقام من رجال الشرطة غير الشرفاء، تلاشى كل هذا يا مبارك فنحن ما زلنا نأمل في خبرتك الطويلة أنك سوف تختصر الطريق يا مبارك على من يتربصون بمصر بلدك وبلد أولادك، المصريين، وربما يا مبارك من يبلغك هذه الرسالة يسخر ويتهكم عليها ولكن أذكرك وأذكر جميع المسؤولين للمرة المليون لو خرج الشعب من أجل التغيير لن يعترض طريقه شيء حتى ولو كنتم في قصور محصنة، سوف تصل أيدي الشعب لكم، وتذكروا جميعاً انه من الممكن في لحظة أن ينقلب السحر على الساحر.
انتهت الرسالة التي أرسلتها لمبارك ولم يعمل بها، فمن هنا نقول لشباب الثورة لا تختلفوا واتفقوا على شيء واحد حتى نحقق ما نسعى له لمصر والمصريين.

#رمضان_عبد_الرحمن_علي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل