أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح القصب - سيناريوهات صورية 10 .......... صعوبة التهجي وكتابة الألم














المزيد.....

سيناريوهات صورية 10 .......... صعوبة التهجي وكتابة الألم


صلاح القصب

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 03:50
المحور: الادب والفن
    


المشهد الأول
(فجيعة الذاكرة)
جسد زجاجي خاوي ممتد وسط رمال صحراوية, تحيطه النيران المتأججة من كل جانب, صهيل حصن هائجة كسرت معالفها وانطلقت تقارع الطاعة, كأنها تريد ابتلاع ظلام الليل قاهراً, الأرض حمت وزلزلت أطياف تخيط كفنها لرحلة غامضة.
الموسيقيون يحتفلون بملابس كريستالية يحملون آلاتهم الموسيقية الهرمة التي أصابها الضجر والشلل, يعزفون في مصطلحات الذاكرة, مجهدون مغبرة ملابسهم بغبار القرون الغابرة, بهدوء عجيب يتركوننا في النهاية مع فجيعة الذاكرة التي لا تعرفهم.

المشهد الثاني
(هاوية اليم)
في هزيع الليل, أطياف تخترق أعماق الأرض وهاويات اليم بأثداء كالقرب, ينزف منها, قار ملتهب, مخطوفة اللون, شاحبة تملأها القسوة, ومن قطبي الجمجمة وأخمص القدم, ينساب الدم العاصف كما البحر, متسربلة باحلك ما في جهنم من دخان, مصابة بالضمور والنحول والهزال, المغني فزع يهرب داخل ذلك الجسد الزجاجي الخاوي, تمتطيه زوبعة الخوف, تحاصره صورته من كل جانب, يا للهول, انه الخوف الذي يأكله بسرعة مرعبة, كل جزء منه ينشل ويتوقف, تتقدم نحوه وتلقي كفنها على جسده المسجى, الجسد الخاوي هو هاوية التي لا قرار له.

المشهد الثالث
(الطقوس الحالكة)
السحرة يختلفون بطقوس كالحة, تنطفئ الآجام وطيور البوم كالشموع السحرة, ينزلون إلى القبر ويعانقون وجود الموتى السري الغريب الأطياف, عراة موحدون تغرقهم عظامهم في اليم, مجموعة من العجائز ذوات شعر أحمر يتطلعن في ناظور الزهور إلى السماء, أشكال آتية من أزمنة لم تأت بعد, يغتسلون بماء ملون أجسادهم الهندسية الملتوية الأضلاع.

المشهد الرابع
(مصحات الذاكرة)
تمتمة استيقاظ الأطياف, يستيقظون من أوكار المصحات مجهدين, يدونون مذاكراتهم لتلك الرحلة التي فقدوا فيها ذاكرتهم, أنهم يتذكرون بصعوبة يهمهمون, يتعذبون, يتعلمون كتابة التهجي بصعوبة, يا للألم, رياح عاتية غاضبة تعصف بأرديتهم الوردية المطرزة, أرواح هائمة ملونة, يتثاءبون بكسل وضجر, ينتحبون, يتنادون واحداً لواحد عبر الليل الطويل, ليروا ما يتذكرونه وما يستشعرونه في التيه المضمور, والقليل الظاهر من الذهن, وما يحسون ارتعاشه في أعصاب كل عصب وما يعرفونه عن تلك الرحلة التي لا يتذكرونها بصعوبة وألم, الأرواح الملونة تسير بجهد, وهدوء, تدخل مصحات الذاكرة المعطوبة.

المشهد الخامس
(الساعات الحجرية)
تنفجر من عمق الأرض ساعات حجرية وأطياف شاهقة, تملأ كل مساحة الفضاء المغني متأملة ساعة, تبدو الطبيعة في نصف العالم ميتة الأطياف, تستيقظ ثانية بكسل من اللغز, لقد نسوا كل شيء, كل ما يتذكرونه هو غوصهم في يم الظلام ورحلة صمت لا تتعبهم يهمهمون بألم يحدث في العالم جرحاً نفسياً ويسبب للشعراء أنفسهم إغراقا مخيفاً إنها احتفالية مريضة تماماً.

المشهد السادس
(التوابيت الماسية)
توابيت ماسية تبدو كغابة ثلجية تنتظر أشارة كي ترحل داخل زمن الخطيئة الوحشي, أطياف يحيطون بالجسد الزجاجي في فلاة ممطرة بالصواعق, أشكال غريبة آتية من أكوان لا نعرف عنها شيئاً, كأنهم آتون من هاويات اليم, يخترقون أعماق الأرض, حمم وبراكين يكسرون ملابسهم البلورية, أنهم مصابون بلوثة العذاب الجسدي وجوههم متجذرة ذاوية متشظية, الجنون قد عفنها وفجرها, تلاشوا جميعاً معاً, تحت كتل التوابيت الماسية, يتكهنون مع أنفسهم في الظلمة المالحة كالدموع, أي كوكب, أي دور من دورهم السابحة حتى تلك الساحة من الفضاء قد انقضى إلى الأبد؟ الثلج لا يكف عن التلويح بالمهابة القدسية.

المشهد السابع
(الحزن ينسحب إلى أسفل الحافات)
زئير الليل الطويل والحزن ينسحب إلى أنفاس أسفل الحافات الواسعة الكئيبة وسقوف العالم العارية, أبراج نحاسية تحيط الأطياف الحزينة, أنها ليلة من العتمة والأمواج, والسماء تلقي أطناناً من الخطايا, مجموعة من القطط متوحدة مع ذلك الاستيقاظ الحزين لتلك الأطياف المرتعشة, تنظر إلى تلك الليلة مرتعدة من ذلك الليل المتوحش.

المشهد الثامن
(شبق النواح)
عربات حديدية تحمل أطياف ملونة, تطوق طرقات الجسد الوعرة, تقودها جياد ذات عيون متورقة, أبخرة نارية تخرج من مناخيرها, تلبد السماء في ليلة تلتقي الريح أرواحاً شاخت وهرمت.
فزع وحشي يصيب نزلاء أوكار المصحات العقلية المزروعة داخل ذلك الجسد المسجى, العجوز الملتحية يلفها شبق النواح, تنظر ذات اليمين وذات الشمال لزمن الخطيئة الوحشي وهي ترضع هرتها النارية.

المشهد التاسع
(حشد في جنون الحزن)
حشد في جنون الحزن, يرتدي ملابس الوقاية النووية, أطباء..ممرضات, موسيقيون, مهرجون, أطياف نزلاء. أوكار المصحات العقلية, كلهم هرعون مرتعدون كحشد من الجياد المجنونة, مجهدون متعبون يتصببون عرقا, كأنهم يمخرون الضباب والغيوم, يركضون إلى حيث لا تستطيع اللحاق بهم, أنهم يريدون أن يكسروا مغلفات الطبيعة ليفتحوها, لا للنداءات التي تأتي, يدمدمون لنداءات الروح كي يتوحدوا معها بهدوء عجيب.

المشهد العاشر
(صعوبة التهجي وكتابة الألم)
ليلة كالحة, الموسيقيون ينظرون متوحدين مع الروح القلقة, وتعذبهم تلك الليلة الوحشة, كائنات بشرية آتية من أزمنة لم تأت بعد, متسربلين بملابس بلورية.. أنهم الرمزيون, آتون على دراجاتهم النارية التي يختلط صوتها الناري بصوت الريح الوحشي, تتوقف دراجاتهم. لا يستطيعون اقتحام تلك الرمال وظلام الليلة الكالحة يتبعهم بهدوء, يتوقف كل شيء الهرة تنظر إليهم بألم.



#صلاح_القصب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيناريوهات صورية 9 .......... أحزان إدكار ألن بو الموجعة
- سيناريوهات صورية 8 .......النشيد الأبدي
- سيناريوهات صورية 7 ........ أيتها الكوميديا ما أروعك من موسي ...
- سيناريوهات صورية 6 ................ في الصمت الفراغات قاسية
- سيناريوهات صورية 5 .......... الموسيقى مغسولة بالمطر
- سيناريوهات صورية 4 .......... البرج الأثيري
- سيناريوهات صورية 3 ....... ساعات محملة على سفن محروقة
- سيناريوهات صورية 2 ...... مازلت انتظر رفع الستار كي أرى الفر ...
- سيناريوهات صورية ...... يا لغربتك في الفراغ الذي بقي لك
- ايها الامبراطور المختار كنت موسيقى متوجة بالغار / سيناريو صو ...
- نظرية الكوانتم وقوانينها الفيزيائية بتكنلوجيا المسرح


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح القصب - سيناريوهات صورية 10 .......... صعوبة التهجي وكتابة الألم