أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح القصب - سيناريوهات صورية ...... يا لغربتك في الفراغ الذي بقي لك














المزيد.....

سيناريوهات صورية ...... يا لغربتك في الفراغ الذي بقي لك


صلاح القصب

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 12:34
المحور: الادب والفن
    


المشهد الأول
(المكعبات الزجاجية) غرفة ذات نوافذ زجاجية كبيرة, ليلة ممطرة, مياه الأمطار ترسم أشكالاً غريبة خرافية الشكل على سطح زجاج النوافذ عجائز عاريات شاحبات خائفات مؤطرات بأصوات قديمة, يا للأنفاس المزدحمة برعب الأسئلة يجلسن على كراسي استجواب ذات مساند ضخمة قاسية أجسادهن الواهنة يشكلن نياشين أمل بائسة.
المشهد الثاني
أبراج وحشية توزع الرياح, موتى ماعادوا يحدثون ضجيجا, أجساد ممتلئة بالفجيعة والرعب والسر, أطياف يمضون هواء في هواء, خيول سوداء تبحث عن حافات الأرض الأخيرة, ساعات ترفرف في سماء لا نراها رعب يجتاح الموج, جموع تصرخ, لماذا, ما السر, لماذا تطير الروح مرة أخرى.
المشهد الثالث
صدور واهنة تطلق الصيحات, تجفل بين دقات الساعات, عيونها تتطلع إلى الضجة هناك, ضجة ترعد في الهواء داخل رؤوس مضطربة, قرابين من الأجساد تزدحم بظلمة ليل مزدحم بالسحب تنتظر عربات بريد حديدية.
المشهد الرابع
عربات حديدية محملة بأناشيد ليلية وبألواح زجاجية رطبة مثقلة بظلال متموجة تعبر عبر فراغات الروح لتصل إلى أمواج البحر المقلوبة.

المشهد الخامس
في شوارع صامتة تسري فيها أرواح هائمة, لا نسمع غير هدير عجلات متصدئة وأصوات أجرُس ٍ نحاسية تقرع طوال الليل, أرواح تقفز كالمطر ظلالها تتصادم وتتبخر في الهواء.
المشهد السادس
أجراس نحاسية ضخمة تتساقط بشدة من سماء ملبدة بالسحب مدوية كالرعد لا تراها إلا عيون القطط المحتشدة في شوارع المدينة الخاوية.

المشهد السابع
غرف زجاجية تختبئ بداخلها حشود بشرية منغولية الشكل تفزعها دقات الأجراس وأصوات العجلات المتصدئة, عيونها الفزعة تنظر إلى هناك.

المشهد الثامن
حفيف أسماء هوائية تنبئ عن دهشة الأجساد النحيلة لقوافل عربات البريد الفارغة.
المشهد التاسع
مكعبات زجاجية ضخمة منتشرة على سواحل البحر الرملية مشعة باللهب, ممتلئة بأجراس نحاسية, حشد من الأشكال المنغولية يتأملها تحت التماعات الفراغ.
المشهد العاشر
عربات البريد تفتح أبوابها الحديدية الشاهقة للمرضى الموضوعين أمام شبابيك تؤطر الزمن.
المشهد الحادي عشر
سفن جليلة راقدة هناك حتى يؤذن الزمان والمكان بالغناء, ما عادت تسأل أو تعبأ بالجواب, أسكتت وحجبتها سكينة فردوسية.

المشهد الثاني عشر
أجساد هرمة خالية من الروح تطارد الأفق في صحراء عارية وحشية الهيئة تبحث عن ألواح الأبنوس.
المشهد الثالث عشر
في ليلة بلا قمر, السماء تمطر الرياح لا تكل وعلى الجدران الزجاجية دموع أغرقها المطر, أرواح شاحبة تنادي وبصعوبة: يا أخوتي في الجنون تلك صفوف البروق مثقلة بالأكاليل.
المشهد الرابع عشر
شواطئ تودع الناس ولا ترحل الريح والأمطار مزدحمة بأرواح لا تقوى على التطواف, ظلالها مبهورة للغيوم وللمطر الذي يتساقط على أشجار السرو المريضة التي في المقبرة.
المشهد الخامس عشر
مصحات ذات جدران زجاجية نوافذها عارية من الستائر نرى حشداً من المجانين من خلال ردهاتها ذات الحداد الأبدي, هوامش أطياف متسربلة بالبياض تستقبل حشود المرضى.

المشهد السادس عشر
عربات قطارات محملة بأجراس نحاسية ضخمة وصناديق بريد حديدية وحقائب سعادة متعبة تخترق محطات حجرية مهجورة غابات تحترق لا نشم من خلالها ألا رائحة الخشب.
المشهد السابع عشر
غرف زجاجية تستحم بماء المطر مزدحمة بأجساد ضئيلة منحنية صاعدة نازلة على سلالم دائرية لا نهاية لها, صوت الموسيقى يلامس أجسادها بمحبة جليلة.

المشهد الثامن عشر
حشد أقدام تقفز إلى المصاعد الحديدية أرقام الطوابق لا تتوقف.

المشهد التاسع عشر
صباح شتاء مضبب سباق دراجات نارية, حشود بشرية ملونة تزدحم بها فضاءات المكان, صوت الموسيقى يؤذن لحظة الانطلاق.
المشهد العشرون
أجراس نحاسية ضخمة تطفو فوق مياه البحر تشيعها طيور النوارس وبروق الضوء ورنين الأجراس.

المشهد الواحد والعشرين
طوال الليل سعاة البريد يسعلون قرب السلالم الحجرية, هرة متوحشة تنظر إليهم بأخوة عجيبة.
المشهد الثاني والعشرون
عربات البريد المحملة بالفراغ تنتظر ضوء البروق ليؤذن لها بالغرق.
المشهد الثالث والعشرون
جوق موسيقي ساهر يودع رحيلها السرمدي. ضوء البروق يغرق الأرض.



#صلاح_القصب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها الامبراطور المختار كنت موسيقى متوجة بالغار / سيناريو صو ...
- نظرية الكوانتم وقوانينها الفيزيائية بتكنلوجيا المسرح


المزيد.....




- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...
- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح القصب - سيناريوهات صورية ...... يا لغربتك في الفراغ الذي بقي لك