أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرزاق عيد - ولي الفقيه (خامنئي) ووكيله (نصر الله) يدعوان مصر إلى نموذجهم القروسطي !!! السيد نصر الله (وكيل ولي الفقيه الإيراني – وأمين الفرع البعثي لمحافظة لبنان) يجهل أن إيران أكثر سوءا من أمريكا بالنسبة للشباب المصري ..!!















المزيد.....

ولي الفقيه (خامنئي) ووكيله (نصر الله) يدعوان مصر إلى نموذجهم القروسطي !!! السيد نصر الله (وكيل ولي الفقيه الإيراني – وأمين الفرع البعثي لمحافظة لبنان) يجهل أن إيران أكثر سوءا من أمريكا بالنسبة للشباب المصري ..!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 05:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ما أن أعطى خامنئي فتواه بنصح الثورة المصرية أن تستلهم الثورة الايرانية ...وما أن أعلن الوريث الأسدي ..بأن ثورة الشعب المصري ليست من أجل الحرية والكرامة ضد ديكتاتورية وفساد النظام الحاكم ،بل هي ضد نظام مبارك صديق أمريكا...التي لا صلة لها به باعتبار أنه لم يستطع أن يجدد عقد صداقة أبيه مع أمريكا، عندما أنهت عقد ايجار وصايته على لبنان ، فأجبرته على الخروج منه ذليلا ، فإنه -والأمر كذلك- لن يتعرض لثورات طوال فترة بحثه عن صداقة أمريكا بعد حبوره الشديد بتحقيق حلمه بعودة السفير الأمريكي إلى دمشق ...!

والسؤال : ما دامت ثورة مصر موجهة ضد أمريكا ، فلماذ قامت مخابراته بمنع عشرات من الشباب أن يشعلوا الشموع تضامنا مع الثورة المصرية التي يفترض أنها ضد النظام الصديق للأمريكان ... بل ومضى شوطا بعيدا بمنع هذه المجموعة ليس عبر المخابرات فحسب ، بل وبإرسال (بلطجيته) مقلدا مبارك – حسب سارة ليا رتسن مديرة هيومن رايتس واتش– التي وجدت بطريقته نقلا لأسلوب مبارك وبالغش ، حيث "غش من كتاب مبارك باستخدام البلطجية ضد المتظاهلرين" على حد تعبيرها ...!!

نقول: ما أن أعلن (ولي الفقيه خامنئي) و(الأمين العام الرفيق الأسدي) قراءتهما لطبيعة الثورة المصرية بأنها ليست من أجل الحرية والديموقراطية وضد الفساد والديكتاتورية ،بل هي محاكاة وتنفيذ للسياسة الخارجية للمحور الايراني-السوري الرافضة (ذرائعيا :نفاقا وتدليسا) للسياسة الأمريكية حتى أتى دور الميليشي (وكيل الولي الفقيه والرفيق الأسدي) الذي يرى في سوريا (سوريا الأسد)، نقول: ما أن أعلن الاثنان عن رؤيتهما لفحوى الثورة بوصفه تقليدا للثورة الإيرانية ،حتى قام السيد حسن نصرالله (وكيل ولي الفقيه الايراني، وأمين منظمة فرع حزب البعث في محافظة لبنان) الى توجيه الجموع المصرية الى الفسطاط (الولايتي - البعثي)، ليدعو أن تكون ثورة المصريين ضد أمريكا التي ترفض المشروع النووي الايراني!!! والتي تمنع ايران أن تستعيد دور (ايران الشاه) كشريك لاسرائيل في الهيمنة على الشرق الأوسط هذا من جهة، ومن جهة أخرى ضد أمريكا التي نزع (بوش الابن) وصاية (الأسد الابن) عن لبنان ، وذلك بعد أن فوض (بوش الأب) ، (الأسد الأب) بوصاية أجّره فيها حق البلطجة على لبنان لمدة 15 عاما، وذلك ثمنا لدفن حافظ أسد ايديولوجيته القومية العروبية البعثية في (حفر الباطن) في السعودية، تحت يافطة شوارزكوف ضد رفاقه البعثيين العراقيين...

نصرالله يختصر العالم بالنسبة له الى الحدود السورية (الحليف الأسدي)، وإلى الكون الايراني (المرجع العقائدي)، فهو لايعرف شيئا عن مصر الحضارة والتاريخ والثقافة، لأنها خارج إطار ثقافته الطائفية وخارج (ولاية الفقيه ووصاية الرفيق) ،ولهذا فهو بكل طيش ورعونة ينصب نفسه قائدا ومحرضا للشعب المصري للامتثال لأولياء أموره الطائفيين الإيرانيين، دون أن يدري أن ملالي ايران وبعثيي سوريا ،هم أسوأ النماذج السياسية والثقافية وأكرهها للشعب المصري والثقافة المصرية ...فلنبدأ من البداية !

إذا انطلقنا من مسلمة أن ثمة عنصرا مشتركا بين كل التيارات التي تتشكل منها الانتفاضة أو الثورة المصرية : (ليبرالية – قومية :عربية أ ومصرية – إسلامية) ، ومن ثم جيل شباب (الانترنت والفيسبوك) الذي ينطوي على كل هذه التيارات المشار إليها، لكن ليس (بمعتقدويتها الثبوتية الاجترارية الشعارية) ، بل بوصفها تشكلات صيرورية ، تنويعات ولونيات للهوية الوطنية المعاصرة في تعدديتها وتواصلها المعلوماتي مع العالم ، فهي هوية وطنية لاتتشكل من عناصر الثبات الماضوية ،بل من مركبات الصيرورة التي أنتجتها صيرورة الحداثة في صورة ايقاع زمني (تواصلي) كوني تعولمي مع الثورة (المعرفية المعلوماتية) ،التي لم تشهدها البشرية من قبل ، نقول : إن كان ثمة عنصر مشترك بين كل الأطياف والتنويعات الفكرية والثقافية ،فإنه مشترك (عودة الوعي بالذات الفردية الحرة ضد القطيعية والدهماوية التي تجرفها شعارات مؤبدة ) ...حيث هذا الوعي بالذات يأخذ مستويين :

-المستوى الأول : الوعي الحر بالذات الفردية بوصفها ذاتا حرة مستقلة بعقلها ومالكة لجسدها ونفسها ،والاعتداد بإبائها وكرامتها الإنسانية وحرية رأيها ،ذات حرة مستقلة لا ولاية لأحد على عقلها، لا ولاية الفقيه ولا وصاية الرفيق ،ولا باقة من من الشعارات اللفظية الابتزازية عن القومية والمقاومة والوحدة والحرية والاشتراكية .... وذلك لتغليف حريات النهب للمافيات الداخلية بغلاف المقدس الشعاري الوطني أو القومي أو (المقاوم) ،بما فيها الاستثمار والمتاجرة بالقضية الفلسطينية (البيضة الذهبية) لإيديولوجيا التحرير والمقاومة عبرالصراع اللفظي مع اسرائيل ،وتبادل البقاء الفعلي على الأرض (بقاء اسرائيل في الجولان مقابل بقاء النظام ككابوس على صدر البلاد) ..

-المستوى الثاني : الوعي الحر بالذات الوطنية المشتقة من الأولى ، أي بدلالة (فلسفة الحريات الفردية) والتي تعني تاريخيا بالنسبة لمصر ،هو موقع السيادة والقيادة النهضوية السياسية والثقافية للعالم العربي، فإذا كان الوعي بالذات الوطنية ينعى على مصر انحسار دورها السيادي والقيادي في قيادة العالم العربي ضد اسرائيل (حربا أم سلما) ، فإنها في الآن ذاته تنعى على مصر تخليها عن دور قيادة السيادة الإقليمية العربية والأمن القومي العربي ضد التطاول و(الزعرنة) السياسية والعسكرية لإيران في العالم العربي ...

إن استعادة هذا الوعي السيادي بالذات الوطنية المصرية يستمد مسوغاته -على الأقل -عبر قرنين، منذ لحظة النهضة العربية الأولى ممثلة بتجربة محمد علي التحديثية التي كادت أن تسقط السلطنة العثمانية التقليدية بعد هزيمتها عسكريا، لولا تدخل الدول الأوربية لحماية الرجل الهرم المريض ،أمام فتوة وتحديث الجيش والادارة المصرية لذلك الرجل الوحيد في الشرق العربي الذي كان يضع على أكتافه رأسا ،حسب وصف ماركس لمحمد علي ،الذي نعى على أوربا ادعاءاتها التمدن والتحديث في حين أنها تقف ضد تجربة محمد علي في مواجهة الطربوش العثماني الفارغ ...

إن استعادة الوعي الحر بالذات الفردية والوطنية لدى جيل قيادة الثورة المصرية ، المؤسس على وعي تواصلي كوني ، يتيح له أن يحول الموروث الثقافي والايديولوجي القومي واليساري والإسلامي إلى ثقافة الحياة الخضراء المتنوعة التيارات والمنازع والمشارب، لا يمكن لصوت الماضي الولايتي أو البعثي أن يمس وجدان هذا الجيل، ناهيك عن عقله النوعي الجديد بشتى تياراته الفكرية ،فهذا الجيل لا يسمع لصوت نصر الله أو خامنئي أو الوريث الأسدي ،سيما وقد قرف الوراثة والتوريث ، بل لقد تكشف أن قادة ثورة الشباب المصري عوضا عن سماع خامنئي ونصر الله فهم يتضامنون مع أخوتهم الشباب الإيراني الديموقراطي في معركة الحرية ، إذ يقيمون اتصالات مع (الثورة الخضراء بايران) ، التي قمعتها ايران بعد احتجاجهم على (التزوير الولايتي الشرعي الفقهي) للانتخابات الرئاسية التي نجح فيها (الشيبوب نجاد المتعنتر) ، بعد مقتل المئات من الشباب والصبايا ...

وذلك وفق رد قيادات شباب حركة ابريل (نيسان) على دعوة خامنئي ونصر الله ،إذ أعلنوا "أنهم يسعون لشرق "أوسط ديموقراطي وليس اسلامي" كما يقول خامنئي ،وأنهم سيعملون على ذلك خاصة في ايران ...ولكن يبدو أن السيد نصرالله لايسمع الا لأصوات مرجعيته الولايتية الايرانية والنضالية البعثية ...دون أن يدرك السيد خامنئي ووكيله الأثر السلبي على انتفاضة الشباب، إذ وحدت دعوتهم لإقتداء نموذج ثورتهم الظلامية، الجميع في مصر (السلطة والمعارضة) أمام تدخلهم الغبي والساذج، الذي دفع حتى مسؤولين رسميين للتماهي الوطني مع المعارضة، في موقف كرامة وطني وسيادي موحد ضد ايران الجاهلة بمصر وشعب مصر ،في حين أن اسرائيل لم تقم بهذا الدور الغبي بالدعم العلني والتعبوي لحليفها مبارك..!!؟؟

هذا عن جيل الشباب الواضح في طموحه المدني الحداثي لبناء شرق أوسط ديموقراطي، في مواجهة شرق أوسط ثيو قراطي ايراني –شمولي بعثي مافيوزي، عبر أدواتهم العميلة في الضاحية الجنوبية في بيروت،وعبر تحويل سوريا الى حصان طروادة شيعي في المحيط العربي، لتغدو سوريا محافظة إيرانية !!!

إن جيل ثورة الشباب في مصر –كما هو جيل الثورة في تونس من قبل- ،يمثل فضاء ليبراليا بالمعنى الثقافي وليس الاقتصادي المبتذل، لاعادة انتاج كل السيرورات الإيديولوجية المصرية ذات التاريخ الشمولي في أفق ديموقراطي حديث ،ولهذا فقد أصبحت ساحة التحرير مصهرا لهذه الايديولوجيات، وكأن مصر تولد من جديد ،فاليوم لدينا يسارليبرالي، وقومي ليبرالي، واسلامي ليبرالي، يوحدهم جميعا منزع ثقافي تسامحي وتعايشي وتعددي، استلهمه جيل الشباب من الفضاء التواصلي المعولم لثقافة حقوق الانسان، بالتضاد مع الوجه الآخر اليميني للعولمة المتوحشة التي تندرج فيها كل الأنظمة اللصوصية المافيوية (مباركية وأسدية وقذافية والزين عابدية ...بما فيه الأموال الطاهرة المطهرة باسم آل البيت)

هذه الخلاصة هي محصلة نوعية للتيارات الفكرية التي غدت ناعمة على أيدي الشباب،مشذبة من فجاجتها وفظاظتها الايديولوجية الخشنة :

- لنبدأ من الاسلام المصري ،فهو اسلام اعتدال وتسامح، استوعب كل التيارات الاسلامية في إطار عبقرية المكان المصري ،فحكم الفاطميون مصر قرونا ،لكن دون أن تتشيع مصر ،بل مصّرت البيت النبوي ،فكان (سيدنا الحسين) ،هو ابن مصر والروح المصرية ،والايمان التصوفي الرقيق والحاني ،وليس (ميليشيا) كما يقدمه الاسلام الثيوقراطي الولايتي (النجادي) ،إذ يرفع رايات (يالثارات الحسين) كعنوان لتمزيق وحدة المسلمين ،ووحدة الاسلام، ويجعل من (أبي لؤلؤة) شخصية رمزية مقدسة لمأثرتها في قتل الفاروق (عمر بن الخطاب) ،الذي يخجل المرء أن يعيد بعضا من فحش خطابكم الإسلاموي الموتور (النضالي المقاوم) ضد الفاروق وضد السيدة عائشة، ومن ثم لايستحي خامنئي ووكيله الإيراني في لبنان أن يدعوا الشعب المصري ذي الاسلام التسامحي الرحماني الطيب للإلتحاق بثورتهم المليئة بروائح أضرحة ثارات الماضي وغباره العصبوي والتعصبي ،ولذا فليس لكم في أرض الكنانة موطئا، ولمقاومتكم الطائفية الممزقة لوحدة الأمة حيزا أو موضعا..

أما عن وهم الموقف الأخواني المؤيد لايران سياسيا وشعاريا وشعبويا ..فيما يتعلق بالاستثمار في مجال (بازار القضية الفلسطينية) ، فإنه لن يكون مجديا للإنضواء تحت ذرائعيتكم النهازة ،لأنهم هم أهل القضية (أم الصبي الفلسطيني) ولستم أنتم راكبي عربتها ، فالأخوانيون المصريون عادوا إلى رحاب الإسلام السمح برفض استخدام العنف ،ولن ينسوا أو يتسامحوا مع بطولاتكم (المقاومة) ضدأهلهم المدنيين العزل في غزوة بيروت (المجيدة) على حد وصفك لقتل أهلك في 7 أيار التي كدت أن تشعل حربا أهلية لولا الإعتدال الإسلامي العربي واللبناني (الحريري) ...

فالأخوان المصريون- في كل الأحوال- تجاوزوا فكر ثورتكم العقيمة التي لم تنتصر إلا بزرع الفتن والفوضى في العالم الإسلامي، فهم قد تخطوا منظومتكم على المستوى الفكري البرنامجي بعد أن تخطوا ثيوقراطية (السيد قطب) القائلة بـ(الدولة الدينية) ، التي استلهمها الخميني ،والتي ترجمها خامنئي إلى الفارسية ، وذلك من خلال ترجمة كتاب سيد قطب (معالم في الطريق) الذي كان بمثابة انجيل أو (شاهنامة) الثورة الخمينية ....فالاخوانيون المصريون –إذن- يرفضون اليوم الحديث عن الدولة الدينية التي يدعو لها خامنئي ووكيله نصرالله لمصر للاقتداء بها .. ومن ثم فان فكر ثورتكم –يا سيد حسن- أصبح مفوّتا وبائتا وبائدا يعود الى المرحلة الأخوانية المصرية لزمن الستينات التي أنتج فيها السيد قطب فكره.

-أما القوميون الناصريون فقد نشأؤوا وتربوا على رمز الناصرية بوصفها رمزا للسيادة والفخر بالعروبة، لأن الناصريين (العروبيين) إنما يسوءهم تصغير مصر الى مادون قامة جمال عبد الناصر ،فهم يريدون -يا سيد نصرالله- صحوة مصر لا لكي يقودها مهابيل ومجاذيب ملالي ايران ،بل لاستعادة دور مصر الناصرية بقيادة النضال التحرري العربي والعالم الثالثي .. فلست أنت ولا (ملالي قم) من سيعطي دروس الثورة لشباب مصر !!!!

والناصرية –بغض النظرعن تقاطعاتها العارضة مع الذرائعية الوطنية الباطنية الزائفة للنظام السوري- فهم الأكثر مقتا للعروبة البعثية (الشعارية المزاودة) ،فهم الذين يتحملون مسؤولية حزيران القاتلة لعبد الناصر، حيث كانوا دائما يعبثون بإشعال نار فلسطين لحرق عبد الناصر ...وعلى كل حال ليس لحليفكم البعثي السوري (العروبي الباطني) أي تمثيل في مصر العربية إلا الشاعر الشهير الأستاذ أحمد عبد المعطي حجازي، لكن لأنه مثقف محترم، فلم يعد يحمل أي احترام للعروبة البعثية في مسخها الطائفي الذي يجعل من سوريا محافظة إيرانية ..!!! ولذلك فأنتم واهمون بتصدير ثورتكم الخمينية لمصر المدنية والحضارة لإلحاقها بمجاذيب قم !!!

- أما القومية المصرية ذات الميراث الليبرالي بنموذج تيار الفكر النهضوي – العقلاني – التنويري النقدي الذي مثله طه حسين، فقد ساهمت ترسيمته الفكرية والنظرية في صنع الوعي الوطني الليبرالي الدستوري طوال ما بين الحربين قبل الثورات الشمولية مصريا ةعربيا...فإن طه حسين يموضع مصر في الفضاء المتوسطي، ويعتبر أنه جزء من السلسلة الفكرية والثقافية والسياسية (الإغريقية) التعددية الديموقراطية، وينظر شزرا ورفضا الى تاريخ الاستبداد الشرقي للسلطة الإلهية البشرية الكسروية الفارسية ، بل إن طه حسين يعتبر أن انتصار اليونان الصغيرة في حرب (الماراثون) ضد الفرس الامبراطورية الكبرى، وهزيمة ملوك ملوكهم (قورش ثم داريوش) كان انتصارا للعقل الديموقراطي التعددي اليوناني ضد العقل الواحدي الديكتاتوري الشمولي الفارسي ..ولذلك كانت الحضارة الفارسية بالنسبة للعقل الليبرالي المصري الذي يفخر بمنجزات الحضارة المصرية واكتشافاتها العلمية ،إنما هي نموذج حضارة شرقية مشبعة بالاستبداد والتأليه البشري للحاكم المتناقض جذريا مع انتماء مصر للحوض المتوسطي ...

ولعل في تعدد مناحي الحياة الثقافية والفكرية للعقل المصري ، الرافض لنموذج العقل الايراني ،مايفسر لنا أن العالم كله رفض أن يستقبل الشاه ،في ذروة الثورة الخمينية ،ولم يقبله أحد في العالم سوى مصر ، وهذا يعني أن نظام السادات كان يعرف جيدا أن قبول لجوء الشاه الى مصر لن تحرجه أمام الشعب المصري الذي لاتشده أية عناصر الى الثقافة الايرانية وثورتها الخمينية الغريبة عن الوجدان المصري والعربي، بل إن الاسلاميين الذين كان يغازلهم السادات حينها ،كانوا قد تجاوزا أفق منظورات الخميني المشبعة بالميراث الفارسي الذي يتيح أن يتسلل إلى مصفوفتها ميراث التأليه بسلاسة، حيث لاهوت ولاية الفقيه رفع الخميني إلى مرتبة ترتقي على الأنبياء ،بوصفه ينطوي على قبس من روح الله ،ولقد لقب بروح الله العظمى ولقبت بطانته بآيات الله .. وهذا الأمر من البدع والهرطقات البعيدة عن الإسلام المصري المعتدل ...وهذيانات التيار (الحجتي) الذي ينتمي له (نجاد) الداعي إلى تسريع نهاية العالم للتسريع بعودة الإمام الغائب ...

ولهذا لن يستطيع خامنئي- نصر الله -أسد أن يصدروا نموذجهم القروسطي الدموي والشمولي المافيوي إلى مصر الاعتدال والتسامح والعقل الطليق باسم بازارات (المقاومة) الطائفية الفئوية التي لا تبشر إلا بالحروب الأهلية ..بل إن إيران وسوريا والضاحية الجنوبية الإيرانية في بيروت، هم من سيستقبل نموذج الثورة التونسية والمصرية ...لأنها ثورات المستقبل بينما ثوراتكم (الآياتية والبعثية) هي ثورات ماضي الاستبداد والدم الذي وضعه الشباب المصري وراء ظهره ...ليجدد دور مصر الطليعي عربيا وشرق أوسطيا ديموقراطيا ومدنيا وحضاريا ...



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل سيتمكن الشباب السوري من تجديد شباب سوريا الذي أنهكه الطغي ...
- الديموقراطية مستحيلة باستبعاد أية أقلية ...فكيف تمكن باستبعا ...
- استقل يا بشار قبل الفرار والعار..!؟ إذا لم يكن من أجل مستقبل ...
- صبرا آل عبد الله على فقيدتكم (أم محمد) فموعدها الجنة ...وموع ...
- محطات استذكارية مع الراحل د.محمد عابد الجابري (ا) ..الدهاء ف ...
- المعارضة مسؤولية وطنية: على طريق نهوضها أم تقويضها؟
- مستقبل سوريا بين خيار المواطنة أو المحاصصة الطائفية : مواصلة ...
- مواصلة تقديم هوامش أولية حول انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمش ...
- هوامش أولية حول انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق في بروكسل: ...
- من أجل فك الحصار عن سوريا لابد من إحكام الحصار على عصابات ال ...
- -القضاء- المخابراتي السوري يقايض القضاء الدولي بمذكرة -توقيف ...
- مفهوم القانون والقضاء في الخطاب الأمني (الأسدي) :-الكذب بمنت ...
- طل الملوحي والحرب (الأسدية ) الاستباقية ضد المجتمع السوري .. ...
- وأد (ربيع دمشق) لم ولن يتمكن من منع ولادة (إعلان دمشق) ونموه ...
- من هو الجاهل ؟ الشعب السوري أم رئيسه الوريث بقوة إرادة ( الب ...
- حزب الله والتغريب الوطني للطائفة الشيعية اللبنانية عن فضائها ...
- حزب الله وجنايته على طائفته الشيعية: -الوطنية انتماء و ليس ت ...
- طائفية المحور الثلاثي (الايراني –السوري- الحزب اللاتي) : وال ...
- من المنقبات إلى -القبيسيات-: كره الذكورة بلا رجولة ! حكاية ا ...
- حكاية الخوري الذي أسلم والعلمانية الأسدية (الطرطوفية): إبعاد ...


المزيد.....




- عمليات المقاومة الاسلامية ضد مواقع وانتشار جيش الاحتلال
- إضرام النيران في مقام النبي يوشع تمهيدا لاقتحامه في سلفيت
- أبسطي صغارك بأغاني البيبي..ثبتها اليوم تردد قناة طيور الجنة ...
- إيهود أولمرت: عملية رفح لن تخدم هدف استعادة الأسرى وستؤدي لن ...
- “بابا تليفون.. قوله ما هو هون” مع قناة طيور الجنة 2024 بأعلى ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل المنتخب الوطني لكرة قدم الصالات ...
- “نزلها لطفلك” تردد قناة طيور بيبي الجديد Toyor Baby بأعلى جو ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- مصر.. هيئة البث الإسرائيلية تكشف اسم رجل الأعمال اليهودي الم ...
- كهنة مؤيدون لحق اللجوء يصفون حزب الاتحاد المسيحي بأنه -غير م ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبد الرزاق عيد - ولي الفقيه (خامنئي) ووكيله (نصر الله) يدعوان مصر إلى نموذجهم القروسطي !!! السيد نصر الله (وكيل ولي الفقيه الإيراني – وأمين الفرع البعثي لمحافظة لبنان) يجهل أن إيران أكثر سوءا من أمريكا بالنسبة للشباب المصري ..!!