أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - حزب الله وجنايته على طائفته الشيعية: -الوطنية انتماء و ليس تكليفا شرعيا-















المزيد.....

حزب الله وجنايته على طائفته الشيعية: -الوطنية انتماء و ليس تكليفا شرعيا-


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3118 - 2010 / 9 / 7 - 04:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المسيرة الأسدية الطائفية من رمزية (بدوي الجبل) إلى رمزية (شيخ الجبل) (2)
لقد تحدثنا في الجزء الأول من المقال عن جناية طائفية الملالي على الشيعة في العالم ،وجناية طائفية العائلة الأسدية على الطائفة العلوية في سوريا ، وفي هذا الجزء والثاني سنتحدث عن جناية حزب الله على الطائفة الشيعية في لبنان ...
لقد خلصنا في الجزء السابق من مقالنا إلى أن ملالي إيران شقوا العالم الإسلامي بسبب أوهامهم عن تصدير الثورة الذي لم يتكشف لاحقا إلا عن تصدير التبشير (التشيعي) الذي لم ينجح معهم إلا لدى فرعهم الطائفي المتسلط على سوريا، ولهذا لم يتعد الانقسام أبعاده طائفية التي لا يمكن في كل الأحوال أن تكون في مصلحة الطائفة الشيعية التي لا تتجاوز نسبة 15% لتضعها في مواجهة مسلمي العالم ،مما دفع مغالي السنة لإحياء سنة ابن تيمية التي تكفر الشيعة ،وتعتبرهم عدوا داخليا أخطر (لأنهم بين ظهرانيهم ) من العدو الخارجي ، وذلك بعد أن قاد الملالي ايران لتضع نفسها في موقع المنافس لإسرائيل في درجة الخطورة على محيطها العربي السني بل والسني العالمي ...
ومن جهة ثانية لا تملك ايران أية ميزة على العرب المسلمين على مستوى البنية التحتية التقنية والعلمية لتضع نفسها كبديل أقوى من العرب في مواجهة اسرائيل ،فاختلافها الوحيد هو (مذهبيتها الشيعية )،وكأنها بذلك ترى في ذلك ميزة تريد إقناع العرب بأنهم إنما ينهزمون أمام اسرائيل بسبب (مذهبهم السني ) ،وماعليهم سوى الالتحاق بهم (تشيعا ) لينتصروا على اسرائيل بـ(بركات آل البيت)، وهو شعار مقاومة حزب الله، تاسيسا على مفهومه للمقاومة بوصفها في منظور حزب الله" تكليفا شرعيا" وليست استجابة وطنية طبيعية للدفاع عن الذات الوطنية التي لا تعترف بها ولاية الفقيه إلا لإيران ،ولقد خاض حزب الله حروبه الإلهية تحت هذا الشعار:افتداء آل البيت وليس افتداء الوطن اللبناني أو العربي ، وإذا كان لابد من حضور هذه المفردات الدنيوية المدنية (البدعة ) فينبغي أن يكون الولاء(الوطني) ليس للبنان ولا للعرب بل لإيران ...
وكنا قد أشرنا الى أن العرب ليسوا مدعوويين للتأكد من عدم علو كعب ايران على كعوبهم ،بأن يوغلوا بعيدا في تاريخ الصراع مع إيران الى قادسية سعد بن أبي وقاص وهزيمة فارس ، بل إلى قادسية صدام ،بالأمس القريب والهزيمة (الالهية )لآيات الله العظمى، الذين يوهمون بتسمياتهم المذهبية (العظمى) لملاليهم وكأن ايران هي العظمى، فتغدو عظمتها-والأمر كذلك- لا تختلف كثيرا عن التسمية القذافية لـ التسمية القذافية لـ (ليبيا العظمى) ...
أما الطائفية الأسدية وجنايتها على طائفتها ،فأبرزنا مظاهرها في صيغة المحاولة الدؤوبة –خلال أربعين سنة- إحداث تطابق بين مصلحة الطائفة ومصلحة العائلة (الأسدية )،أي اختزال الدور الثقافي المميز لأدباء وشعراء الطائفة وانجازاتهم على مستوى تحديث الثقافة الوطنية السورية، خاصة على مستوى الشعر والأدب الذي يمكن لمجتمع الريف أن يشكل قاعدته الاجتماعية فن حين أن الفكر النظري التحليلي والتركيبي هو ظاهرة (مدنية/مدينية) حيث كانت العدو الأول للبعث (البلاغي الإنشائي) وللوعي الحسي العسكري المخابراتي (الأسدي الذي تثير كلمة فكر ردة فعل غريزية لإشهار المسدس ...وعلى هذا الأساس الحسي الغرائزي العنفي أراد الأسد أن يهبط بالمثل العليا الثقافية للطائفة ليختزلها إلى ثالوث المثل العليا الأسدية (العسكري –رجل الأمن – الشبيح )، حيث الدلالة الرمزية لهذه النقلة يمكن تكثيفها في الواقعة الشهيرة عندما قام (الشبيحة) بقيادة (فتى أسدي /شيخ الجبل ) حيث يعف -اللسان عن ذكر اسمه- رغم أنه مشهور في تمثيله الأسدي لعالم الغرائز السفلي لدى كل السوريين ، حيث يأمر الناس في مقهى للمثقفين في اللاذقية للهبوط تحت طاولات المقهى تحت ظلال البنادق المشرعة بيده ويد عصابته الشبيحة ،فهبط الجميع تحت الطاولات بمن فيهم (الياس مرقص ) -الرمز الأكثر المعية فكريا ونظريا بالتشارك مع ياسين الحافظ في الثقافة الوطنية السورية بل والعربية- في إنتاج مصالحة نظرية بين (القومية والماركسية والليبرالية الديموقراطية ) فكان لابد من ردة الفعل الغريزية الأسدية التشبيحية هذه ...
لقد تم ذلك مع حسم غزوة الاستيلاء الأسدي على المجتمع السوري، وذلك غبّ فتنة الثمانينات التي انهزم فيها الوطن السوري باسم هزيمة الأخوان المسلمين ،ومن ثم إعلان سوريا "غنيمة حرب " طائفية ..وذلك تتويجا لهزيمة المدن السورية بتدمير بعضها (حماة)... فكان لا بد من البدء من استكمال دورة الرعب باللاذقية من خلال إطلاق رصاصة إعلان (الأسدية ذروة السيادة الطائفية) ليس للمجتمع السوري فحسب بل وعلى الطائفة ذاتها، التي كانت نخبها الاجتماعية والثقافية تكن تعاليا وترفعا على الأصول الرعاعية والهمجية لعائلة (الوحش التي عدلت إلى أسد) ،ومن ثم البدء بإشاعة الرعب في أوساط الطائفة ذاتها لكي تمتثل طائفيا تحت الراية الأسدية ،بعد أن تم اكتساح المدن السورية بمجموعها بالرعب الفاشي الهمجي .... لتتكثف سيرورة تحولات المثل الأعلى الوطني في مسيرة الطائفة وفق مشيئة التنضيدة الأسدية من بدوي الجبل إلى (شيخ الجبل ) ...
وعلى هذا نخلص-وتأسيسا على الدلالة الرمزية المجازية لجناية الأسدية على الطائفة العلوية بنقل الطائفة من سؤدد المثل الأعلى لأهم شاعر كلاسيكي عربي في القرن العشرين (بدوي الجبل) وزير زمن الشرعية الدستورية (خالد العظم وشكري القوتلي) إلى رمزية(شيخ الجبل) الذي يركع الياس مرقص مع مثقفي اللاذقية تحت الطاولات، كلحظة تأسيسية لزمن قادم يتم فيه اعتقال النساء الحرائر فداء حوراني ثأرا وانتقاما لوضاعة التاريخ العائلي الأسدي الرعاعي،كما واعتقال الشيوخ كشيخ الحقوقيين السوريين هيثم المالح والصبايا الصغيرات اللواتي يطالبن بألعاب طفولتهن في الزنزانات كآيات أحمد وطل الملوحي- نخلص إلى القول: إن المساهمة الثقافية التي قدمها المثقفون القوميون واليساريون الذين تنحدر أغلبيتهم من الأقليات الريفية، استوعبتها الثقافة الوطنية السورية بوصفه تمثيلا للجديد في الأدب، وفي الشعر بخاصة بوصفه أكثر الفنون اقترابا من الغنائية الريفية كما ألمحنا... حتى ما بعد عملية (التطييف) التي بدأها الأسد في الجيش منذ الستينات ،وتوجهها في سبعينات القرن الماضي العشرين من خلال شخصنة وتوثين ذاته اللوياثانية الشبحية، لتهميش حزب البعث بوصفه حزبا عابرا للطوائف ،لتأسيس طائفي جديد لأجهزة المخابرات بالتوازي مع الجيش الذي تغربل طائفيا، على طريق تحويل سوريا إلى مملكة رعب وخوف وراثية مسدودة الأفاق إلا تجاه الحرب الأهلية .
من هنا تبدأ جريمة (الأسدية ) نحو الطائفة التي نقلها من فضاءات صناعة المستقبل الوطني الجديد لسوريا العربية إلى دهاليز وأنفاق الانعزالية والتقوقع المذهبي والطائفي والالتحاق بكيان (إيران) غريب عن الثقافة الوطنية السورية والعربية ،ويتزامن معه (ثقافيا/طائفيا) بشتم المنتوج الثقافي الوطني والقومي السوري والعربي الذي ساهم في صناعته جيل (بدوي الجبل) ، ليوصف بأنه ثقافة البدو من خلال ما راح يتداول(مخابراتيا/ باطنيا/طائفيا) عن ضرورة القطع من الهوية العربية بوصفها حاضنة للموروث السني ، ولهذا أخذت العروبة تشتم بأقذع التعابير برسم الدفاع عن الحضارة الفارسية وذلك في البلد الذي يحكمه البعث الذي لم يبق من عروبته النهضوية سوى العروبة الفاشية والاستخذاء الطائفي في خدمة المشروع العائلي

لآل أسد وشركاهم ،ولعل بداية هذا التأسيس الباطني لهذا التوجه بدأ مع اقتراح حافظ أسد على الشيخ زايد بن سلطان التنازل عن الجزر الإماراتية الثلاث لصالح إيران تحت زعم كسب إيران إلى جانب القضايا العربية ..وكأن أراضي الإمارات ليست أراضي عربية ...حيث منذ هذه الفترة يتم بث وتداول هذه التوجهات في مطابخ الأمن الثقافية، عبر دفع بعض عملائهم من مثقفي الطائفة الصغار بعد أن فقدت (الكبار )، للهجوم على الثقافة العربية بوصفها ثقافة غزو بدوي (سني) وذلك في المنابر غير الرسمية لإعلام النظام ..
أما الجناية الأبلغ – موضوع مقاربتنا – فهي جناية حزب الله على الطائفة الشيعية اللبنانية ..
إذ قام بعملية قتل للروح الإبداعي الذي يميز الأقليات عبر التاريخ ،هذا الروح الذي تمليه ضرورات تأكيد الذات وحمايتها من ابتلاع الأكثرية ...ومثال ذلك أن المذهب الشيعي لم يحرم الفلسفة ،وانفتح على التصوف كأهم منجز ثقافي إسلامي ..ولهذا فقد شهد جبل عامل تشيعا عربيا تنويريا مدنيا مندمجا بالأفق القومي لعروبة نهضوية قادرة على تحقيق الدمج والاندماج (المواطنوي ) في فضائها القومي العربي،هذا من جهة ،ومن جهة ثانية فإن (المظلومية الحسينية ) تحولت الى مظلومية )اجتماعية سياسية هيأت لنهوض فكر اجتماعي مدني تفاعل بطليعية مع الفكر الاشتراكي العالمي ،فكان مفكرو الشيعة طليعة ليس على المستوى اللبناني ،بل والعربي يساريا ، بل وكانوا القوة الضاربة للحزب الشيوعي اللبناني الذي يعود له الفضل الأول في إطلاق رصاصة المقاومة الأولى ضد اسرائيل، وذلك قبل وجود حزب الله وقبل عملية الاستئصال التي سيقوم بها لكل التيارات القومية واليسارية والليبرالية ذات الأفق القومي النهضوي التنويري العربي ..وهذا ما سيكون موضوع حديثنا في الحلقة القادمة ...



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طائفية المحور الثلاثي (الايراني –السوري- الحزب اللاتي) : وال ...
- من المنقبات إلى -القبيسيات-: كره الذكورة بلا رجولة ! حكاية ا ...
- حكاية الخوري الذي أسلم والعلمانية الأسدية (الطرطوفية): إبعاد ...
- لماذا بقيت ديكتاتورية اللوياثان (الأسدي)؟ رغم نفاذ صلاحيتها ...
- الأسدية : سوريا -غنيمة حرب- - فيسك يجرم غازي كنعان المنشق لت ...
- حول تقرير -سنوات الخوف- في سوريا ! روبرت فيسك والاستثمار في ...
- مع تقرير (سنوات الخوف ) في سوريا !
- مناشدة للرئيس ساركوزي التدخل من أجل وصول (لعبة) آيات أحمد إل ...
- الأسدية :نفي النفي باتجاه نفاية النفايات !!
- عوائق الديموقرطية : من الديكتاتورية (الناصرية) النزيهة إلى ا ...
- مفارقة الدعوة إلى الحرية الفلسطينية من على منابر عاصمة ثقافة ...
- هل سكت الجابري عن -العلمانية- بعد أن تحولت إلى رداء طائفي لل ...
- الراحل الجابري: بين مشروع تجسير الحداثة للإسلاميين / والغزو ...
- ثمة علمانيات بلا ديموقراطية ...لكن ليس ثمة ديموقراطية واحدة ...
- هل حزب الله فرع إيراني للولي الفقيه -- التشيع الإيراني ضد ال ...
- -الأسدية- والعيش على - زبل - التناقضات - من دستورية العظم إل ...
- من المقاطعة السلبية إلى -القطيعة الإرادية- ضد الطغيان الأسدي ...
- احتقار الطغاة على طريق العصيان المدني ...!!!في الدفاع عن (ال ...
- متى تصبح الديموقراطية أولا ؟ سؤال في إمكانية تحرير الأوطان د ...
- ليت جنبلاط ظل أمينا للحظة (التخلي)...!!؟ (التخلي) يقتضي من ج ...


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - حزب الله وجنايته على طائفته الشيعية: -الوطنية انتماء و ليس تكليفا شرعيا-