أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - لماذا بقيت ديكتاتورية اللوياثان (الأسدي)؟ رغم نفاذ صلاحيتها العالمية وانهيار نماذجها الديكتاتورية الأصلية ؟؟!!















المزيد.....

لماذا بقيت ديكتاتورية اللوياثان (الأسدي)؟ رغم نفاذ صلاحيتها العالمية وانهيار نماذجها الديكتاتورية الأصلية ؟؟!!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3073 - 2010 / 7 / 24 - 16:59
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جزء من الحوار الشامل الذي أجراه محرر شفاف الشام الأستاذ وحيد صقر مع المفكر السوري الدكتور عبد الرزاق عيد والذي سينشر بكامله بملف خاص لاحقا .

س- هل يمكن لمؤسسات المجتمع المدني النصف علنية أن تشكل بديلا نوعيا عن أحزاب المعارضة النخبوية؟
- ليس في سوريا مؤسسات مجتمع مدني فقد تم تقويض نوياتها منذ الانقلاب على الشرعية الدستورية والبرلمانية مع الوحدة السورية المصرية1958 وتحول المجتمع والشعب إلى (جماهير قطيعية)، ومع البعث لاحقا وبتتويج الأسدية التصحيحية، كان المجتمع يسير على درب المزيد من القطيعية والدهماوية وإلغاء الذات الفردية والوطنية لصالح ذات اللوياثان الأسدي .

س- هناك من يخشى من استلام المعارضة الكلاسيكية للحكم ظنا منهم أنهم سينجرون الخوازيق ويملأون ساحات المدن بالمقاصل وأعواد المشانق للمختلف الآخر، ويتمنون أن تزول السلطة ومعها هذه المعارضة، فما تفسيرك؟
-أية معارضة كلاسيكية تلك التي يتمنى الناس زوالها مع السلطة القائمة ؟ ومتى شهدت ساحات مدن سوريا في تاريخها الخوازيق والمقاصل أكثر من الزمن الأسدي وانجازاته ضد (المختلف الآخر) كما فعل عند تدمير حماة وحي المشارقة في حلب وإقامة المقاصل بما يعادل إعدام 150 كل أسبوع وفق اعترافات وزير الدفاع الأسدي وقناعه الطائفي (مصطفى طلاس) !
هل تعرض تاريخ سوريا عبر آلاف السنين إلى جرائم إبادة جماعية ضد (الآخر المختلف) كما عرفته في ظل الحكم الأسدي ؟ حيث هذا (الآخر المختلف) موجود في سوريا منذ أن وجدت سوريا ككيان، وكان الآخر المختلف يعيش كأقليات معترف بها فيما هي عليه حتى اليوم الذي أتى البعث ليلغي التعددية لصالح الأحادية الشمولية التي بدأت شمولية حزبية فانتهت إلى أن تكون شمولية طائفية فعائلية ...
ولو كانت هناك حملات إبادة كما يحاول قادة الشحن الباطني الطائفي خلال فترة الاستيلاء الأقلوي على البلاد أن يرعبوا قاعدتهم الطائفية من الآخر المختلف، لما كان لهم أن يستولوا على البلد بهذه الكليانية التوتاليتارية الاستيطانية، وما كان للأسد أن يحتكر كل مصادر القوة باسم حق الدولة في احتكار كل عوامل القوة المادية من خلال إيهام العالم بأن طغمه القرصانية وعصاباته الأمنية تمثل دولة ..! وذلك بعد أن قام بأكبر عملية نصب في التاريخ، عبر تفكيك الدولة الوطنية الدستورية التي تأسست عام 1920 باسم شرعية الدولة الثورية، ليواري بذك عصبويته الطائفية والعائلية والزبائنية المافيوزية !
س-ما تفسيرك لبقاء الدكتاتورية رغم نفاذ صلاحياتها في العالم، على من يعتمد النظام ليبقى يحكم رغم إن كل الدكتاتوريات سقطت؟
- سبب ذلك: طبعا ما عدا الحرب الباردة والساخنة التي يخوضها النظام التسلطي الأقلوي المتغوّل على المجتمع منذ أربعة عقود، نقول: ماعدا ذلك فلابد من الحديث عن سيرورة طويلة من عملية تفكيك الدولة الدستورية إلى حاميات للقرصنة والاستيلاء على المال العام أولا، وثانيا الاستناد إلى العصبية الطائفية عبر التضليل بأنه حامي الطائفة، وكأن الطائفة ولدت بولادة حافظ أسد، وليست موجودة كجزء لا يتجزأ من التاريخ الوطني السوري بأفراحه وأتراحه...
ليست الطائفة لوحدها التي تصور وكأنها وجدت بوجود حافظ أسد ، بل إن إعلامه يجعل من تاريخ سوريا تاريخا شخصيا للوياثانها الأسدي، إذ ينيط بحضوره الكابوسي-ليس وجود الطائفة العلوية فحسب- بل وجود سوريا بأكملها، وهذه الفريّة سوّق ويسوّق لها الكثيرون من مثقفي الجهاز الطائفي وغيرهم من الحثالات المدينية المتكسبين المرتزقة حول الأجهزة الأمنية، بل وهؤلاء يحتلون مواقع ومراكز ثقافية موزونة في الأجهزة الثقافية التي هي امتداد للأجهزة الأمنية كما كنا قد عبرنا، أي التنظير لربط ولادة الكيان السوري فيما هو عليه اليوم بالحركة التصحيحية وبدور الأسد الاستراتيجي، رغم أنه هو صاحب الأطروحة الشهيرة: أعطني خمس جنرالات مخلصين –له ولنظام حكمه طبعا وليس للوطن- لأحكم الولايات المتحدة ...!
- وثالثا استخدام حزب البعث كبنية مختلطة -(خلائط و أوفاض وأمشاج ووشائج بلا سمات)- ما بعد طائفية بوصفها مساحيق (مسحوقة) لإخفاء الوجه الطائفي القبيح للمشروع الطائفي الأسدي، واللاوطني –في آن - كونه المنتزع لسوريا من محيطها العربي وإلحاقها بإيران، ومن ثم استخدام البعث ككتلة جماهيرية كبيرة غبية دهماء ترتضي المذلة والمهانة وبيع كرامتها العقلية والضميرية عبر الالتحاق بالبعث للحصول على الحدود الدنيا لحقها الطبيعي الذي تكفله كل قوانين العالم وهو حق العمل، هذه الدهماوية المسلوبة الإرادة والإنسانية تستخدم كمساحيق للوطنية والقومية الشعارية والهتافية بالروح والدم، حيث لم يعد الدم يسترخص في سوريا ماديا بعد حملات الإبادة الجماعية ضد الشعب فقط ، بل وترخيصه رمزيا عبر إعلان أن الدم الذي أبقاه في شرايين الناس –بعد مجازره- هو أيضا افتداء للوياثانيته، حيث ذروة استرخاص الدم تحقق في حقبة التعطش الأسدي الضاري للدم.
ولعل الواقعة التي روتها الكاتبة الطبيبة (د.وفاء سلطان) عن سقوط عدد من الشباب صرعى إطلاق النار الطائش في احتفالات (الحركة التصحيحية)، ومناشدة إحدى العائلات الفقيرة التي لا تملك سوى وحيدها المعيل لها أن يشملهم الأسد بعطفه لأن ابنهم (استشهد فرحا) بأعياد (الخصب التصحيحيي)، فما كان له إلا أن غضب كـ (زيوس) بوصف( قيامه التصحيحي) يستحق القرابين، مشيرا إلى أن عددا من المدن السورية شهدت سقوط (شهداء) لافتدائه في عيد (انبعاثه التصحيحي) وكان أهلهم سعداء بهذه الشهادة القربانية العظيمة !
كنت أتمنى على الدكتورة سلطان أن لا تكتفي بالدلالة الطغيانية الأسدية لهذه الحادثة ، بل أن تبادر لتقديم هذه الواقعة إلى الأقسام المتولجة بالطب العلاجي النفسي في أمريكا البلد الذي تعيش فيه، فربما أضاءت لنا واقعة (التأله الأسدي) هذه صورة نموذج الديكتاتور في العالم الثالث الذي يستبطن إرثا ميثو- ثيولوجيا عن شكل علاقة الألوهة بالبشر، ومدى حضور الميثولوجيا اليونانية في تراثنا (العرفاني –السحري ) الذي استلهمته بعض الطوائف الباطنية على حواف الثقافة الإسلامية الرسمية ، حيث الحلول والتناسخ ...الخ من الميثولوجيا الشعرية الجميلة إ
بل إن ذلك من شأنه إضاءة مشهد كيفية استحالات وتناسخات الطغاة الصغار في عالمنا العربي والإسلامي، عبر الكشف عن تاريخ تراكم ميراث العرفان الميثولوجي في لا شعورهم الثقافي إذ هم يصوغون في سلوكهم نماذج لآلهة الانتقام والشر...وربما لو اهتمت الدكتورة سلطان بهذه الظاهرة، ظاهرة التحولات اللوياثانية المتناسخة مع ربوبية كامنة في المخيال الثقافي الميثولوجي للعقائد الباطنية، لأغنت مباحثها في الكشف عن صيغ التأله البشري، وعندها لابد للدكتورة سلطان من أن تكف عن جلد آلهة السماء التي هي رمز الكمال المطلق بالنسبة إلى كل الديانات، إذ أن رب السماء ليس ربا للإسلام فحسب بل هو رب كل الديانات قاطبة، وعلى هذا فالأولى والأجدى لتوسيع أمداء فضاءات الحرية في عالمنا العربي والإسلامي أن نبحث عن الحركة المعاكسة لسيروة بل وصيرورة الألوهة في صورة هبوطها من كمالها السماوي إلى جحيمها الأرضي بصورة هؤلاء المسوخ المتألهين المتعطشين إلى لدماء !
س- سوريا ذات أغلبية طائفية سنية، فيما لو سقط النظام الذي يزعم حماية العلويين، فما يمنع تكرار الصورة العراقية واللبنانية وتموضع الدويلات في الدولة؟
-ليست الصورة العراقية سيئة إلا بسبب كلفتها، فالعملية السياسية الجارية اليوم في العراق تشكل حلما سياسيا في واقع المجتمع السوري الملغى مجتمعيا وبشريا وانسانيا ، فأي تعبير يتاح للمجتمع أن يقدم نفسه من خلاله، هو أكثر تقدما بالصرورة من الصمت وانعدام أي تعبير..ولكن الصورة السيئة لما يحدث في العراق أنها كانت ثمرة حرب مكلفة، نتمنى أن نحصل على نتائجها السياسية القائمة الآن بكل مالها وعليها، وما لها أكثر بكثير مما عليها، إذ أن الشعب العراقي لأول مرة يختار ممثليه، وهي عملية عظيمة بكل المقاييس حتى لو اختار الشعب الشياطين، فالشياطين المنتخبون أفضل من ملائكة مفروضين، باسم البعث والطائفة والعائلة بالعنف والإرهاب المسلح والسحل، بل وطائفيون منتخبون أفضل من طائفيين (أقلويين) متسلطين متحكمين بالدبابة والبسطار والتشبيح.
إذن نتمنى لسوريا صورة واقع العملية السياسية الجارية اليوم في العراق لكن دون مقدماتها التي يصر النظام السوري على السير فيها، على طريق سلفه العراقي في دفع المجتمع إليها ، أي إلى الهاوية: هاوية الحرب الأهلية التي تراهن عليها إسرائيل، والتي هي قادرة على صنعها استنادا إلى حالة التداعي المجتمعي والتفكيك الطائفي ونشر ثقافة كراهية الآخر المختلف التي صنعها نظامها الممانع والمقاوم لها حتى التضحية بآخر لبناني وفلسطيني ...! نعم إنه نظامها المناسب والمتكيف مع معاييرها وخطوطها الحمراء والخضراء ..
- أما تموضع الدويلات في الدولة فهو نتاج الإيديولوجيا الشمولية لحزب الله والبعث الفاشي السوري والثيوقرطية الإيرانية، وليس نتاج الصيغة الديموقراطية اللبنانية التي هي الأفضل عربيا ، حيث هذه التجربة اللبنانية مع العراقية أكثر التجارب استهدافا من قبل (الملالي في طهران والرفاق في دمشق) ...



س- كيف نفهم حقيقة دعم الغرب واسرائيل لنظام بشار أسد وهم ضد حليفه الإيراني ومن خلفه حزب الله وحماس؟
-إن الغرب يراهن على ما يسمونه بسياسة (السوبر ماركت ) للنظام السوري التي وضعها المؤسس الأب ، وبالتالي فهم يعرفون أن المباديء ليست سوى أوراق للمساومة والتفاوض ومن ثم البيع، وكان ذروة هذه (السوبرماكتية)، هي مشاركة الأسد الأب بقوات التحالف في حفر البطن لقتال رفاقه البعثيين في العراق، وذلك كان قد تم بمبادرته، ببساطة وبسلاسة تامة ، وبذات السلاسة والبساطة تنازل عن لواء اسكندرون أمام بعض زمجرات الجنرالات الأتراك التي أفعمته رعبا على نظامه ... فتعود منذ هزيمة حزيران 1967 أن يشتري كرسي استيلائه على وطنه باقتطاع أجزاء من أرض وطنه كالجولان ولاحقا اسكندرون ثمنا لعهده وعهد وريثه القاصر ...
ولذلك فالغرب يعتبر أن النظام المؤسس أسديا تاجر بائع طماع، لكنه عاجلا أم آجلا سينسحب من المحور الإيراني، لكن بعد أن يحصل على مزيد من التطمينات لتمديد فترة استيلائه على السلطة في بلاده !
س- اتفاقية اضنة بين دولتين (سوريا-تركيا) وليس عائلتين أو شركات خاصة فلماذا تم التستر عليها جملة وتفصيلا، فماذا يمكن أن نتوقع سبب إخفائها عن الشعب يا ترى؟
-تفسيرنا السابق هو الذي يفسر سبب إخفاء اتفاقية أضنة !

س- يقول قائل أنه لم يأت رئيس واحد في تاريخ سوريا دون أن يكون مسنودا من الخلف من طرف أجنبي.. أليس هذا استعمار من نوع خاص طالما لا يسمحون لحاكم واحد أن يكون مستقلا سوى عن شعبه؟
لا نعرف متى يقرر الإنكليز أن يكشفوا عن أسرار اختفاء حافظ أسد عندهم لمدة ثلاثة شهور منقطعا عن زملائه في الدورة العسكرية في بداية الستينات، كما هو شائع ومعروف !

س-يرى البعض أنك تصديت بقوة لظاهرة الفجور والقوادة السياسية في "المدن والأرياف" فأخذت حجة عليك وليس لك، واتهموك بالمفاضلة الطبقية والمناطقية وانت اليساري الأقدم، فما الأمر؟
-الهدف الأساسي لاستخدام هذه المصطلحات هو رصد اضمحلال فتلاشي الفئات الوسطى في الريف والمدينة، حيث الفئات الوسطى تشكل قوة الحراك المجتمعي (موتور المجتمع)، وهذه المقولة تجد تشخيصها في مجتمعات ما قبل الحداثة كمجتمعاتنا أكثر من المجتمعات الرأسمالية ذاتها ، أي في مجتمعاتنا التي هي ما قبل تشكل الاستقطاب الطبقي الحديث بين قوى العمل ورأس مال كما في النظام الرأسمالي الكلاسيكي، نقول: بل خاصة في بلادنا ما قبل الرأسمالية، ما قبل الدولة، ما قبل الحداثة ...
فالفئات الوسطى هي حاملة الفضائل الاجتماعية والثقافية وبالتالي الحقوقية والقانونية لبناء الدولة القانونية الحديثة، وهي الفئات التي شكلت القاعدة الإجتماعية لدولة الاستقلال، حيث كانت تتوفر على منظومات قيمية وثقافية مدنية أتاحت لها أن تواصل التقاليد الليبرالية ذات الشرعية الدستورية السياسية الحزبية والبرلمانية، حيث نمذجنا أكثر من مرة صورة هذه المرحلة في صورة نموذج الرجل الذي شغل الفترة الأطول في تاريخ المرحلة البرلمانية السورية كرئيس للوزراء وكوزير للخارجية والمالية وهو خالد العظم، وذلك عندما كان لمهمة الوزير معنى وفعالية قبل أن يغدو موظفا صغيرا لدى (المخابرات ) في زمن هيمنة الرعاع والحثالات ...وذلك بعد أن قضى العسكر على النخب المدنية داخل حزب البعث وبعد أن قوضوا الفئات الوسطى باسم الجماهير الكادحة، لم يبق على الساحة من الفئات الوسطى سوى رعاعها في الريف وحثالاتها في المدن، هذه القاعدة الاجتماعية الجديدة هي الفئات السفلى سوسيولوجيا، وهي القادرة على أن تسفل معها القيم الحضارية والمدنية والثقافية والسياسية والحقوقية والقانونية، حيث من الممكن لها بدون أي حياء مثلا أن يأتمر القضاء في ظل هيمنتها بأمر عسكري أمني بحبس رجل شيخ ثمانيني (هيثم المالح) تمثل سيرته تاريخ مؤسسات القضاء السوري قبل أن تتحول مؤسسة القضاء إلى جهاز ممتد للأذرع الأمنية ...أو أن يبلغ التسفيل (الرعاعي –الحثالي) حد أن تقوم نقابة المحامين مثلا بطرد أحد زملائها ( مهند الحسني) من نقابتها التي يفترض أنها وجدت للدفاع عن أعضائها المحامين، بعد أن تم توقيفه أمنيا ...
ماذا يمكن لنا أن نسمي مثل هذه التظاهرات الاجتماعية التي لم نشهد لها مثيلا في بلدان الأنظمة الشمولية الأخرى إلا في (الاستثناء السوري) ، الذي لا يمكن في هذه الحالة إلا أن يكون استثناء (رعاعي -حثالي) ، وذلك بعد أن وضع حافظ أسد وعسكره ومخابراته كل جهودهم لإبعاد كل من يضع على أكتافه رأسا، أومن يحمل على وجهه أنفا شامخا لطرده واستبعاده، ليكون قابلا لممارسة شتى أنواع الانحطاط، الذي كان ضرويا لقيام مملكة الخوف والصمت وتأليه اللوياثان...!
ولهذا لم يجد الأسد في مدن سوريا تمثيلا مدنيا بعد خالد العظم كنائب له، سوى شخص يناسب منظومته الرعاعية ، وهو شخص حلبي ذو منظومة حثالية (سوقي) لن نذكر اسمه بعد أن أصبح في العالم الآخر، فقد اختاره (رب الرعاع) نائبا له، وذلك عندما كان الأخير يتنازل عن ألقابه (التألهية العظمى) متواضعا إلى قبول مرتبة رئيس الجمهورية، فلم يجد نائبا لهذه الرئاسة الصغرى سوى هذا البعثي المسكين نائبا، بعد أن كانت ذروة معارك النائب النضالية والقومية البعثية أن يكون مديرا للتربية في حلب، وكان أول مكسب حققه بعد نيابة الرئاسة البحث عن زوجة جديدة من خارج العالم السفلي (الحثالي) للارتفاع إلى مستوى معلمه في الطبقة العليا للقراصنة الجدد ....إذن إن رعاع الريف لا يستطيعون أن يجدوا كوادرهم المدينية إلا من أوفاض حثالاتها !!!
بل يكفي أن نأخذ العينات الثقافية لتمثيل مؤسسات يفترض أنها الأقرب لتمثيلات المجتمع المدني: نقابة الصحافة واتحاد الكتاب، حيث الإثنان اللذان ترأسا هذين القطاعين طوال فترة الأسد الأب من رعاع الريف الجنوبي لسوريا، إذ من المعروف أنهما لا يمتلكان أية حيثية قيمية حتى في مجتمعهم الأهلي، من حيث معايير الاحترام العائلي في مناطقهم، فاختيارهما كان بسبب أنهما الأكثر قدرة على الانصياع لقبول زعامة ورئاسة وقيادة رعاع المخابرات، حيث غدا تقليدا سياسيا أسديا أن يستخدم الريف الحوراني للتمويه الطائفي على واقع تسلط (الريف الأمني والعسكري)، من حيث اختيار ممثلين مدنيين في وزارات كالخارجية يتناسبون مع معايير ثقافة رعاع المخابرات والعسكر ، على اعتبار أن الريف الحوراني هو الأفقر والأكثر قدرة على فرز رعاع من عالمه السفلي قادرون على قبول تنفيذ أوامر سادته من رعاع المخابرات الطائفيين، ويتم اللجوء إلى اختيار حثالات المدن لأداء المهمات القذرة من نوع الاتصال بمنظمات صهيونية لفتح أقنية حوار مع (الإمبريالية الأمريكية والعدو الصهيوني البغيض وفق تعبيراتهم الثورية ...!!!)
وعلى هذا فإن استخدام هذه المصطلحات هو استخدام علمي سوسيولوجي يساعدنا على فهم هذا (الاستثناء السوري)،أي عندما نتحد ث عن رعاع الريف وحثالات المدن، فهذا ليس وصفا تشنيعيا أو اتهاما للريف بـ(الرعاعية) ولا للمدن بـ(الحثالية)، كما حاول البعض من الكتبة الأمنيين أن يستنتجوا ويتأولوا خطابنا ونصوصنا في خدمة معلميهم الرعاع، بل هو رصد للصورة التي انحلت إليها الفئات الوسطى إلى ثفالتها (أوسفالتها) الرعاعية في الريف والحثالية في المدن !!!



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأسدية : سوريا -غنيمة حرب- - فيسك يجرم غازي كنعان المنشق لت ...
- حول تقرير -سنوات الخوف- في سوريا ! روبرت فيسك والاستثمار في ...
- مع تقرير (سنوات الخوف ) في سوريا !
- مناشدة للرئيس ساركوزي التدخل من أجل وصول (لعبة) آيات أحمد إل ...
- الأسدية :نفي النفي باتجاه نفاية النفايات !!
- عوائق الديموقرطية : من الديكتاتورية (الناصرية) النزيهة إلى ا ...
- مفارقة الدعوة إلى الحرية الفلسطينية من على منابر عاصمة ثقافة ...
- هل سكت الجابري عن -العلمانية- بعد أن تحولت إلى رداء طائفي لل ...
- الراحل الجابري: بين مشروع تجسير الحداثة للإسلاميين / والغزو ...
- ثمة علمانيات بلا ديموقراطية ...لكن ليس ثمة ديموقراطية واحدة ...
- هل حزب الله فرع إيراني للولي الفقيه -- التشيع الإيراني ضد ال ...
- -الأسدية- والعيش على - زبل - التناقضات - من دستورية العظم إل ...
- من المقاطعة السلبية إلى -القطيعة الإرادية- ضد الطغيان الأسدي ...
- احتقار الطغاة على طريق العصيان المدني ...!!!في الدفاع عن (ال ...
- متى تصبح الديموقراطية أولا ؟ سؤال في إمكانية تحرير الأوطان د ...
- ليت جنبلاط ظل أمينا للحظة (التخلي)...!!؟ (التخلي) يقتضي من ج ...
- هل إسقاط النظام الأسدي (إسرائيليا) هو كسر للحلقة الأضعف في ا ...
- هل قرر (عنترة ) العربي توكيل (شيبوب ) الإيراني بإزالة إسرائي ...
- من الأولى بالمواجهة: الامبريالية أم الديكتاتورية؟ (الحلقة ال ...
- المثقف العربي وسؤال: من الأولى بالمواجهة الامبريالية أم الدي ...


المزيد.....




- نيابة مصر تكشف تفاصيل -صادمة-عن قضية -طفل شبرا-: -نقل عملية ...
- شاهد: القبض على أهم شبكة تزوير عملات معدنية في إسبانيا
- دول -بريكس- تبحث الوضع في غزة وضرورة وقف إطلاق النار
- نيويورك تايمز: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخاص ...
- اليونان: لن نسلم -باتريوت- و-إس 300- لأوكرانيا
- رئيس أركان الجيش الجزائري: القوة العسكرية ستبقى الخيار الرئي ...
- الجيش الإسرائيلي: حدث صعب في الشمال.. وحزب الله يعلن إيقاع ق ...
- شاهد.. باريس تفقد أحد رموزها الأسطورية إثر حادث ليلي
- ماكرون يحذر.. أوروبا قد تموت ويجب ألا تكون تابعة لواشنطن
- وزن كل منها 340 طنا.. -روساتوم- ترسل 3 مولدات بخار لمحطة -أك ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - لماذا بقيت ديكتاتورية اللوياثان (الأسدي)؟ رغم نفاذ صلاحيتها العالمية وانهيار نماذجها الديكتاتورية الأصلية ؟؟!!