أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - استقل يا بشار قبل الفرار والعار..!؟ إذا لم يكن من أجل مستقبل سوريا ..فعلى الأقل من أجل مستقبل أطفالك الصغار..!















المزيد.....

استقل يا بشار قبل الفرار والعار..!؟ إذا لم يكن من أجل مستقبل سوريا ..فعلى الأقل من أجل مستقبل أطفالك الصغار..!


عبد الرزاق عيد

الحوار المتمدن-العدد: 3249 - 2011 / 1 / 17 - 13:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ليلة الخامس عشر من كانون الثاني (جانفييه)، هي ليلة الهروب الكبير، ليلة الهروب النبيل الأعظم الذي ينتصر فيه الشعب التونسي ضد رئيسه الجبان، وهم يهتفون : (بن علي يا جبان الشعب التونسي لن يهان)، إنه الهروب الرئاسي العظيم… لأنها هذه هي المرة الأولى بعد الاستقلال التي يهرب فيها حاكم عربي أمام شعبه…بعد هروبهم الأبدي أمام إسرائيل…ولذا ستكون لحظة نبيلة في تاريخ هزائمكم وهروبكم (الأسدي) المؤبد أمام إسرائيل..أن تهرب مرة واحدة هروبا شريفا أمام شعبك دون أن يطردك الشعب السوري كما طرد الشعب التونسي شقيقكم –عائليا- بوليسيا- مافيويا زين العابدين بن علي … وذلك قبل أن يرغمك الشعب السوري على الفرار تحت ذات الصيغة (بشار : يا جبان الشعب السوري لن يهان) !!
إن يوم الرابع عشر من كانون الثاني يجب أن يغدو ليس عيدا وطنيا لتونس فحسب، بل وللعالم العربي، ينبغي أن يكون عيدا قوميا لأنه في هذا اليوم أثبت الشعب التونسي بأن العرب لن ينقرضوا أمام تماسيحهم وديناصوراتهم أي أننا شعوب قابلة للحياة…!!!
إن ليلة الخامس عشر من كانون الثاني هي ليلة كابوسية على (بن علي) وعلى الحاكم العربي، سيما أنتم (آل أسد) فصة الفولة الثانية، وجه وقفا مع(آل بن علي) من حيث مشترككم في صفة (المافيا العائلية البوليسية)، إنها ليلة استثنائية في التاريخ العربي الحديث، بل والشرق الأوسط الحديث بكل فئاته واثنياته وقومياته، حيث تونس تقيم ثورتها بدون زعم التقسيم وتآمر القوميات الأمازيغية أو الكردية أو الإمبريالية أو الصهيونية، هي ليلة فرح لكل شعوب المنطقة ومكوناتها القومية والاثنية : تبرهن من خلالها على اعتبار أن الحرية ليست خارج خصوصياتها القومية والثقافية والدينية والمذهبية، وأن الديموقراطية يمكن أن تكون شأنا إنسانيا للجميع ولكل الكل…ما عدا الطغاة الأوغاد والقتلة، حيث (بن علي) وأترابه من الطغاة الصغار العرب ناموا ليلة قلقة تتناهبها الكوابيس، كل منهم على قدر حجم جرائمه التي تثقل ضميره، إن كان قد تبقى لهم بقايا من ضمير لم يغرق في دماء أبناء أهله وشعبه….في مقابل هذه الليلة الليلاء للحكام، نمنا لأول مرة نحن الشعوب ليلة تخللتها بعض الأحلام والآمال…
إنني- ليس وطنيا وقوميا فحسب- مدين للشعب التونسي العظيم، بل إني مدين للشعب التونسي بشكل شخصي، أي سيكون بالنسبة يوم 14 عيدا وطنيا وقوميا وشخصيا، إذ أنه أعاد لي حلم العودة إلى وطني سوريا بعد سنوات المنفى، حيث منذ سنوات وصولي إلى المهجر ماتت أحلامي بممكنات العودة للموت في سوريا…. لكن الشعب التونسي أعاد لي ليلة البارحة حلم أنني سأعود ليس لأموت في سوريا فحسب، بل لأعيش فيها ولها ومن أجلها…!!!!
انهزم النظام الذي جددتم-أسديا- له أجهزته الأمنية يا بشار، وهذا يعني الهزيمة لنهج أبيكم وسلالته الوراثية العائلية والأمنية، فإذا انهزمت (أسديتكم)البارحة في تونس فإنه ستنهزم غدا في سوريا …وذلك لأنكم أصحاب الفضل مخابراتيا بإدخال خبرات مخابرات(ك-ج- ب)السوفيتية، و(الانستازي) المخابرات الألمانية الشرقية على الجهاز البوليسي الشائخ الذي ورثه (بن علي) عن الرئيس الراحل (الحبيب بورقيبة)، وذلك في ما رواه لي شخصيا المرحوم (محمد مزالي) رئيس الوزراء الأسبق الراحل، وذلك في أوائل التسعينات في باريس، إذ عبر الراحل رحمه الله بسخرية عن الانجازات (المخابراتية) الإبداعية التصديرية لنظام الصمود والتصدي (القومي –الأسدي)، وهذا الأمر مهم الإشارة إليه اليوم لتنبيه الأخوة التونسيين الذين يدشنون زمنا عربيا جديدا لاستجابة الأقدار لإرادة الشعوب، أي: تنبيههم إلى ما يمكن أن تقدمه المخابرات السورية مدعمة اليوم بخبرات (الباسدران) الإيراينة لأعمال التخريب والإرهاب وإشاعة الاضطراب والبلبلة عبر بقايا الميليشيا الأمنية للنظام البائد التي تروع الشعب التونسي، وذلك فق الخبرات التي اكتسبتها مخابرات الإثنتين السورية والإيرانية في لبنان والعراق، والتي يراد منها إجهاض إرادة الثورة والسطو على مساراتها ووأد أحلام الشعب التونسي الذي يفجر اليوم أحلام الشعوب العربية بالحرية والخلاص…
سيما أن الأكثر رعبا من تلقي هذه الرسالة هو النظام العائلي المافيوي الأمني (الأسدي) شقيق الروح والفكر والممارسة لابن علي…ولذلك لا بد للأخوة التونسيين من الانتباه لدخول -السوريين من بني قومنا- وخروجهم، وذلك بهدف مراقبة ومتابعة الحراك (المخابراتي) التخريبي والإرهابي الذي برعت به المخابرات السورية بالتعاون مع حلفائهم (الطائفيين) الإيرانيين الذين ينبغي مراقبة نشاطاتهم المريبة التي لغمت بها المحيط الإقليمي العربي …
إن نظامكم الأسدي الأمني العائلي المافيوي يا سيد بشار … ليس شقيقا لابن علي على المستوى الأمني والمافيوي فحسب، بل وعلى مستوى التلفيق الثقافي والايديولوجي (الحداثي) في صيغة زركشة شكلية على سطح جسد متخشب لشمولية عقائدية واحدية الصوت مفوّتة الوعي الزائف، وذلك بتقديم النظامين (التونسي والسوري) نفسهما عالميا بأنهما نظامان علمانيان يخوضان المعركة العالمية ضد الإرهاب، وما هما في حقيقة الأمر سوى شريكين باختراع هذه الكذبة (العلمانية) :التي أطلقنا عليها من قبل أنها لا تعني بالنسبة لنظامكما الأمني العائلي المافيوي سوى(العدمانية: عدمية الضمير والأخلاق)، التي لا تستهدف الأصولية العنفية نقدا أو تفكيكا معرفيا وسياسيا كما تزعمون من خلال موظفين ايديولوجيين عندكم باسم الخصوصية من جهة، أو باسم الحداثة والعقلانية من جهة أخرى، بل تستهدف الدين الوطني الشعبي كمنظومة أخلاقية وبطانة وجدانية للأمن الاجتماعي والروحي والثقافي، وذلك بهدف قتل الضمير الإيماني والأخلاقي وسلخ البطانة الوجدانية للمجتمع، ليغدو تربة مناسبة ومواتية لزرع وحرث قيم الفساد واستنبات ثقافة الهوان والخنوع لكم بوصفكم أربابا ….
لكن الشعب التونسي يبرهن أنكم لستم أكثر من أرباب من تمر يلتهمكم عندما يجوع، فالجائع وفق – صوت الألم الإنساني لمحمود درويش- يأكل لحم مغتصبه …فحذار حذار من جوعه وغضبه …ذلك الجوع الذي لن تسكته مراسيمكم الكاريكاتورية :كالمرسوم الجمهوري الذي أصدرته استمرارا لخداع مدرسة أبيك (الأسدية): “بإحداث الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية”، لأن جوع الشعب السوري بمقدار ما هو جوع للقمة العيش، فإنه جوع عميق الجرح إلى الكرامة والحرية التي لا يشبعها إلا رحيلكم أو التهامكم الذي اقترحه الراحل سعد الله ونوس منذ ثمانينات القرن الماضي في (الملك هو الملك) حيث صحت أجسام الرعية بعد أكل ملكها “فأكل الملوك يعافي الجسوم”، ولم تتسمم كما كانوا يخوفون ويحذرون، وهاهي النتائج نشاهدها اليوم على الساحة التونسية ….فالشعوب تجوع لكن لا تهان، وكل من يحاول إهانتها كما تفعلون منذ أكثر من أربعة عقود، فستصكه –كما صكت ابن علي- بالجبان …
إن تسويق(العلمانية) كستار زائف للعدمية الأخلاقية والضميرية (العدمانية)، إنما تهدف إلى تعميم القيم الثقافية والأخلاقية لقيم الفساد والرياء والنفاق والتدليس والغش كمعادل وموازي لاقتصاد النهب المافيوي من خلال هذه (العدمانية) الداعية إلى (تلحيد الضمير) وليس (تحييد الدين)، كما هو واقع العلمانية عالميا بصيغ اجرائية متنوعة بتنوع ثقافات المجتمعات البشرية، هذا الواقع الذي راحت تستوعبه الحركات الإسلامية وتتقبله وتتعايش معه في صورة النموذج الذي تقدمه تجربة حزب العدالة والتنمية التركي …
نظام شقيقكم المافيوي التوأم (ابن علي) أكثر نجاحا منكم –يا بشار- على مستوى التنمية ومستوى تشغيل العمالة، ومستوى الدخل الفردي والوطني، وعلى المستوى الصحي والتعليمي اللذين أوصلتهما إلى القاع، وعلى مستوى تحديث القوانين شكليا وتمكين المرأة سطحيا، ومن ثم كسب تأييد الغرب، وخاصة (فرنسا) التي كانت تعتبره في عهد شيراك –الذي يعتبرك ملوث اليدين بدم الحريري- بل وحتى في زمن ساركوزي، حيث يعتبرونه نموذج لنجاح تجربة التنمية الاقتصادية (المعجزة) وفق شيراك، الذي عفا عن جرائمه نحو حقوق الإنسان وعفا عن مساءلته الحقوقية مادام يؤمن الخبز للشعب التونسي حتى ولو على حساب الحريات، فأنت حتى وفق هذه النظرة ذات الميراث الاستعماري لشيراك دون مرتبة ابن علي على مستوى تأمين الخبز والكرامة وحقوق الإنسان …فهذه المميزات -لابن علي- لا تحوز عليها أنت ولا أبوك من قبل في الخارج الغربي، إلا في إسرائيل التي تعتبرك العدو الأضعف ولذا تتبناك بوصفك العدو الأفضل …لكن إسرائيل التي أخرجتك من العزلة سابقا -على حد اعتراف الأمريكيين أنفسهم- لن تتمكن أن تلغي المحكمة الدولية لأن إلغاءها –حسب المجتمع الدولي- يعني إلغاء مجلس الأمن .. ومهما كانت إسرائيل مدللة في العالم الغربي والولايات المتحدة، فإنها لن تتمكن من إنقاذكم من جرائم بهذا الحجم، حتى ولو حميتم جواسيسها بادعائكم أنكم أعدمتموهم …لأنه لا يمكن لأحد في العالم أن يصدق أن طرفا مهما بلغت بلاهته أن يعدم جاسوسا بهذه السرعة …لو لم يخش من معلوماته ليس على العدو بل على النفس .. حيث لا ندري سر هذا الإعدام السري !!! وإلا فقد حق السؤال عن حقيقة تنفيذ حكم الإعدام…؟؟؟
وإذا كنت تعتقد يا سيد بشار أنك تمتلك سطوة وبطشا وتاريخا مرعبا-عبر الحضور الوحشي لأبيك بذاكرة المجتمع- أكثر من ابن علي مما يجنبك مصيره، فأنت مخطيء وواهم …فكل التقارير والبحوث والدراسات وسبر الأراء تؤكد أن الحراك السياسي في سوريا –كما هو في تونس- هو الحراك الذي ينتجه جيل ما بعد الثمانينات الذي لا تعرف ميوله وتوجهاته لا السلطات المنهمكة بمتابعة ملفات المعارضة وأحزابها السياسية التقليدية، ولا المعارضات التي أنهكها القمع والملاحقة، فانكبت هذه المعارضات المنهكة تتبرع بتوزيع الوصفات العقلانية الترشيدية الحكيمة على شركائها في المعارضة، والدعوة إلى تشذيب خطابها ظنا منها أن المشكلة تكمن في خشونة المعارضة بمخاطبة أنظمنها القمعية… حتى فاجأتنا المعارضة الشبابية التونسية، ليظهر تأخر المعارضة التونسية –كما المعارضة السورية- عن إيقاع انتفاضتها الشعبية، أي تأخر الفعل السياسي عن الفعل الاجتماعي، والأمر ذاته ينطبق على المعارضة السورية التي ترمون كل ثقلكم لتحطيمها خلال عقود كما فعل نظام بن علي، لكن دون جدوى ! كما أثبت الواقع تجريبيا على الأرض في تونس.
إن من قاتل النظام التونسي هم الشباب من مواليد (ما بعد الثمانينات) الذين هم خارج المعارضة التي يجري سحقها خلال كل زمن تسلطية المافيا البوليسية لابن علي … وهو الأمر ذاته الذي سيواجه مافياتكم الأمنية في سوريا، حيث سيتكشف لكم واقع أن تدميركم الممنهج للمعارضة القائمة خلال عقود وفق الملفات التي بحوزتكم لن تجديكم فتيلا، لأن المعارضة المليونية تتكون من وراء ظهركم وظهر المعارضة، حيث يتشكل تاريخ جديد لمئات الألاف الذين أغلقتم دونهم أبواب المستقبل، أي جيل يعيش بلا مستقبل، وحاضر تحطمون كبرياءه وتدمير اسشتعاره برجولته وكرامته عبر إهانته اليومية، وتاريخ تستندون فيه إلى رعب وحشية أبيكم الذي تتعيشون على رأسمال أفضاله الدموية ومنجزاته الطغيانية كسفاح، لكنها منجزات رعب سمع به هذا الجيل لكنه لم يعايشها وشتان ما بين السماع والمعايشة والمشاهدة حسب قول المدونات الحقوقية …
وأنتم اليوم لا تستطيعون أن تستدركوا ما ينقصكم من مواصلة رعب أبيكم الذي أنجزه بصمت باطني مطبق من وراء ظهر العالم (شرقا اشتراكيا وغربا رأسماليا) الذي كان مشغولا بظهور النبي المسلح (الخميني) وتهديداته ببركاته القدسية للعالم …مما أتاح لأبيكم أن يسبح ببحيرة الدم السوري خلسة وعلى غفلة من التاريخ .. مما هو غير متاح لكم على الإطلاق لا حاضرا ولا مستقبلا، لأن زمن رعب أبيك قد ولى عالميا، حيث تشير التقارير العالمية العالمة في مجريات الأمور السورية في مراكز بحوث غربية إلى أنكم لستم قادرين –لوجستيا –بإطلاق رصاصة واحدة على المظاهرات الشعبية إذا انطلقت ولو ببضعة آلاف، وذلك بسبب أن إطلاقكم النار على الشعب لا يمكن أن يرى خارج انكشاف انحيازاتكم الطائفية لتحالفكم العضوي مع إيران، بل وتورطكم الطائش في السماح بالاعتداء على الهوية الوطنية للأمة التي يشكل مذهبها الديني الرسمي مكونا تاريخيا من مكونات هويتها الوطنية، وهذا التحدي لم يكن مطروحا على مافيا ابن علي … وعلى هذا فالتشيع –الذي رعيتموه وفتحتم أبواب سوريا أمامه-بالنسبة للمواطن السوري لا يعتبر مجرد تعديل أو انتقال بين مذاهب إسلامية، بل هو نوع من الخيانة الوطنية التي عليك أن تفكر بها مستقبلا أمام محاكم الشعب، إذ أنت منخرط اليوم بمحاكمة وطني سوريا النبلاء بإضعاف الشعور الوطني !!!
إن عملية التشيع تتجاوز المسألة المذهبية على اعتبار أن المذهب الآخر(الشيعي) غدا مذهبا قوميا يوضع ايديولوجيا تحت تصرف الطموحات الإقليمية لإيران وهي تهدد محيطها العربي …وعلى هذا فإن إطلاق ناركم نحو الشعب –غير متاح لكم كما فعل ابن علي- لأنه لا يمكن أن ينظر له إلا بوصفه فعل خيانة وطنية موجه ضد الشعب ؟؟؟!!!
لقد ضيعت على نفسك والشعب فرصة المصالحة والغفران والتسامح عند فرضك نفسك على المجتمع بشوكة التوريث وغلبة القوة العسكرية والمخابراتية، حيث كنا في بداية (وراثتك لسوريا) نعض على جرح كرامة الشرعية وابتلاع المهانة الدستورية في طريقة توريثك الهزلية –المأساوية، التي ما كان لها أن تجري في العالم إلا في (سوريا الأسد)، لقد ابتلع الشعب السوري أكبر إهانات أبيك له عندما فرضك بقوة حذائه، ابتلع الشعب هذه الإهانة من خلال المراهنة على (الإصلاح) وخطاب القسم بهدف ما كان يسميه رياض سيف: تأمين شبكة أمان انتقالية إلى الحكم الديموقراطي بلا ثارات أو انتقام ..لكن الشاب طبيب العيون تكشف عن عسكري بعقلية (عريف بلا عيون) عندما انصاع إلى المنظومة الوراثية الغريزة لوحشية أبيه، واستساغ نصائح متقدميه العسكريين الريفيين أصحاب العضلات والعقل الحامي بوصفهم (مافيات) المستقبل، ليضيع على سوريا فرصة (ربيع دمشق السلمي)، رغم أنا كنا قد اقترحنا كتسوية انتقالية سلمية حينها الإفراج عن رياض سيف الدمشقي وتكليفه بالإشراف على انتخابات برلمانية على غرار إشراف حكومة سعيد الغزي على انتخابات سنة1954 حتى في ظل جيشكم ومخابراتكم، وهي الانتخابات التي تعتبر الأكثر نزاهة في تاريخ سوريا …
كل ذلك التسامح وتلك المطواعية كانت بهدف الخروج من الأفق المسدود الذي قادتنا إلية العقلية الريفية العسكرية الرعاعية التوتاليتارية الأسدية، وتجنب نتائجها التي لا يمكن لهلا أن تنفتح إلا على الأفق الذي انتهى إليه مصير بن علي ….إننا نحذرك كما حذر الشعب التونسي سفاحه بن علي على لسان شاعره العظيم (أبو القاسم الشابي) :
حذاري فتحت الرماد اللهيب ومن يبذر الشوك يجن الجراح
لكن ابن علي لم يستجب للتحذير …فأرغم على الهزيمة والفرار استجابة للقدر! قدر الله المتوحد مع قدر الشعب بفرار الطاغية السفاح ند أبيك وصنوه… وذلك كما حدس عبقري تونس الشابي أيضا.
وحدة الأقدار الإلهية والبشرية في مصير ابن علي، لن يختلف عن أقدارك، التي لا تستطيع أن تردها لكنك تستطيع أن تلطف من آثارها بشفاعة أطفالك الصغار، حيث لا تعرف أنت بسبب موروث ثقافة أبيك أن – للطفولة شفاعة عند الله والبشر- رغم أنك –ولا أبوك- لم تشفع لطفل (طفولة طل الملوحي) أو شيخ (هيثم المالح) أو أشفقت على أم (أم محمد :العبد الله) التي أسرت زوجها وأطفالها وحرمتها من رؤيتهم لحظة مفارقتها الحياة وأنت تنفذ حكم الإعدام به حزنا وكمدا على عائلتها …، فكانت عائلة آل عبد الله هي العائلة الثانية بعد عائلة آل ياسر التي موعدها الجنة، وموعدكم أنتم آل أسد وزبانيتكم : من أبي لهب حتى الحجاج بن يوسف الثقفي) النار …نار الله !! هذا إذا استدركت من أمرك ما استدبرت وسألت لطف الله بتنفيذ أقداره التي هي لهيب تحت الرماد …وذلك شفاعة للطفولة …طفولة أبنائك إذا استقلت..



#عبد_الرزاق_عيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صبرا آل عبد الله على فقيدتكم (أم محمد) فموعدها الجنة ...وموع ...
- محطات استذكارية مع الراحل د.محمد عابد الجابري (ا) ..الدهاء ف ...
- المعارضة مسؤولية وطنية: على طريق نهوضها أم تقويضها؟
- مستقبل سوريا بين خيار المواطنة أو المحاصصة الطائفية : مواصلة ...
- مواصلة تقديم هوامش أولية حول انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمش ...
- هوامش أولية حول انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق في بروكسل: ...
- من أجل فك الحصار عن سوريا لابد من إحكام الحصار على عصابات ال ...
- -القضاء- المخابراتي السوري يقايض القضاء الدولي بمذكرة -توقيف ...
- مفهوم القانون والقضاء في الخطاب الأمني (الأسدي) :-الكذب بمنت ...
- طل الملوحي والحرب (الأسدية ) الاستباقية ضد المجتمع السوري .. ...
- وأد (ربيع دمشق) لم ولن يتمكن من منع ولادة (إعلان دمشق) ونموه ...
- من هو الجاهل ؟ الشعب السوري أم رئيسه الوريث بقوة إرادة ( الب ...
- حزب الله والتغريب الوطني للطائفة الشيعية اللبنانية عن فضائها ...
- حزب الله وجنايته على طائفته الشيعية: -الوطنية انتماء و ليس ت ...
- طائفية المحور الثلاثي (الايراني –السوري- الحزب اللاتي) : وال ...
- من المنقبات إلى -القبيسيات-: كره الذكورة بلا رجولة ! حكاية ا ...
- حكاية الخوري الذي أسلم والعلمانية الأسدية (الطرطوفية): إبعاد ...
- لماذا بقيت ديكتاتورية اللوياثان (الأسدي)؟ رغم نفاذ صلاحيتها ...
- الأسدية : سوريا -غنيمة حرب- - فيسك يجرم غازي كنعان المنشق لت ...
- حول تقرير -سنوات الخوف- في سوريا ! روبرت فيسك والاستثمار في ...


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الرزاق عيد - استقل يا بشار قبل الفرار والعار..!؟ إذا لم يكن من أجل مستقبل سوريا ..فعلى الأقل من أجل مستقبل أطفالك الصغار..!