أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل البصري - شدّة ورد














المزيد.....

شدّة ورد


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 3248 - 2011 / 1 / 16 - 23:17
المحور: الادب والفن
    


احتفت كركوك اليوم وعلى قاعة النشاط المدرسي التي وضعها مدير التربية السيد شن تحت تصرف نشاطات كركوك عاصمة الثقافة العراقية، باحتفالية اخيرة ختامية تودع المناسبة ولكنها تترك كركوك لقدرها الثقافي، وهو قدر نعتقد ان مثقفيها سيقرونه وسيكون قرارهم هو فرز الغث من السمين واجلاء الغمة عن الزيف وجعل كركوك عاصمة بحق للثقافة الصادقة المبرئة من الطفيليين.
والذي شدني في هذه الاحتفالية كلمة السيد وكيل وزارة الثقافة احسان والتي اكد فيها بالعربية فقط على ان كركوك هي شدّة ورد، وهي ذات الشدة التي اكد عليها السيد محافظ كركوك في كلمته باللغات العربية والكردية والتركمانية على التوالي، والتي احسست معها بان هذه القاعة التي تبعثر فيها المثقفون والادباء بشكل يجعلك تستغرب تراجع حشدهم الذي رأيناه في انتخابات فرع اتحاد الادباء في المحافظة او في بعض النشاطات الاولى لكركوك عاصمة الثقافة يوم كانت الاحلام بالخير القادم معها والحديث عن الملايين القادمة من الوزارة ومن الاقليم يثير حماسة الكثيرين، حماسة ربما يعتبرها الادباء والمثقفون الحقيقيون لفتة استحقاق ويراها الانتهازيون فرصة ليهبوا على وجه الدنيا.
ولعلها التفاتة كريمة من قبل المشرفين على الاحتفالية بتخصيص مبلغ نصف مليون لكل من الاديبين الراحلين جان دمو وسركون بولص في هذا الوقت الذي يعاني فيه المسيحيون دون استثناء لاديب او غيره، حملات ايذاء وتهجير، مثلما اعتبرنا الخمسين كتابا المقرر ان تطبع لادباء ومثقفي كركوك التفاتة اخرى جميلة وفعالية هامة، وربما الاهم والابقى بين فعاليات هذه المناسبة والتي ستظل تحمل اسمها الى ابد الابدين. لكن الذي اثار استغرابنا ان هذه الكتب انتقيت وفقا لانتماء الاديب او المثقف الى اتحاد الادباء وكأن هذه المدينة ليس فيها غيرهم وهو امر يسيء الى الوزارة وللفعالية التي هي اوسع من ان تكون فعالية منظمة مهنية بعينها اضافة الى ان الامر يعيد المثقفين والادباء العراقيين الى مربع المنظمة الوحيدة والقناة الوحيدة التي لا يمر شيء عبر غيرها او خارجها وهو امر ينطبق على الصحفيين وغيرهم من المهن، بحيث اصبح الانتماء الى هذه المنظمات ليس طموحا ادبيا بقدر ما هو وسيلة لتحقيق مكاسب مادية بحتة.
وعندما غادرت القاعة قبل قليل من انتهاء الاحتفالية وانا منتشي بشدّة الورد التي احسست بعطرها يفوح في القاعة واجهتني رائحة الشارع المسورة جنباته بالمياه الاسنة المائلة للسواد وهي رائحة يعرفها الفقراء والمهمشون وسكان الاحياء الفقيرة التي تسمى زورا بالشعبية، فتسائلت في داخلي عن شدّة الورد ولماذا لم تستطع اي وردة منها ان تحجب عن السائرين في هذا الشارع رائحة العفن وتشيع رائحتها الزكية بدلا عنها، واستغربت كيف اتفقت شدة الورد هذه على مقاطعة الشارع الفقير .
وقلت في داخلي لعلي وقعت في الوهم وربما ما كان قصد السيدين المسؤولين شدة الورد الفقيرة الذابلة التي انعدمت رائحتها ان وجدت بل شدة الورد التي تقدم في المناسبات الرسمية وهي شدة ورد نظرة لا تستطيع العيش خارج القاعات والمنازل الفخمة ولا تجد من واجبها ان تزين الشوارع الفقيرة التي لا تقطع عنها انابيب المياه المهترئة حاجتها للماء للابقاء على البرك الآسنة حتى في فصل الصيف الشديد الحر.
وبين شدة الورد هذه وتلك تبقى الحياة اكثر قسوة وتبقى رائحة العفن اكثر سيادة على الواقع المعاش من احلام شدة الورد.
15/1/2011



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صمت الناخب ليس الحل
- نظرة موضوعية الى ما يجري بخصوص الاستبعاد من الانتخابات
- كيف نتعاطى مع تهديدات البعث وكيف نتعامل مع البعثيين
- مخاطر التنمية في العراق وترابطها مع الخارج
- هل يسقط البعثيون المالكي؟
- كيف سيوظف المالكي نتائج الانتخابات لخدمة الانتخابات المقبلة
- النفط والمستقبل القريب للاقتصاد العراقي
- قراءة في المادة 24 المعدلة من قانون انتخابات مجالس المحافظات ...
- إلى أنظار المحكمة الاتحادية العليا..الصحفي يخوض غمار المعركة ...
- التهديدات التي تواجه العملية الديمقراطية في العراق..ما فعله ...
- قبل التاسع من نيسان وبعده
- الفصل القادم
- لماذا لا نتعلم الاحتكام للقانون ؟!
- البرلمان العراقي وقضايا الشعب
- تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا
- بل نحن بحاجة الى غاندي عراقي
- هل يصمد (عهد رمضان )بين القوى العراقية ؟!
- المصالحة ام تصفية الميليشيات
- الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق
- التحولات في هيكل المظلومية وبناء المجتمع الجديد


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جليل البصري - شدّة ورد