أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق














المزيد.....

الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1696 - 2006 / 10 / 7 - 03:44
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


سيطرة ورسوخ مبدأ المحاصصة في الحياة السياسية العراقية يعني أول ما يعني أن التيار الليبرالي والعلماني هو تيار هزيل وغير قادر على التأثير في المعادلة القومية والطائفية التي يستند اليها هذا المبدأ او الذي ولد لدى الاطراف السياسية حساسية مفرطة في التعاطي مع أي محطة تمر بها العملية السياسية بحيث ان هذه الحساسية كانت ولا تزال خلفية واضحة المعالم للصراع والعنف الدائر في البلد والذي يشتد ويخبو مع كل عقدة سياسية مما يعني ان العنف القائم قد تحول من نتيجة، الى وسيلة لاعادة التوازنات وتسليط الضغوط .. وفي ظل تصلب الفرقاء السياسيين على مصالحهم الضيقة واجواء عدم الثقة السائدة بمستقبل الوضع ومستقبل مواقف الاخرين، اصبح العنف هو الوسيلة الاولى للضغط السياسي ولاعادة رسم الخارطة السياسية بما في ذلك موضوع مشروع قانون الاقاليم والفدرالية. ونتيجة استخدام العنف بطرق غير مباشرة ، لا يفتأ القادة السياسيون والدينيون يعلنون برائتهم منه، فأن واقعا جديدا خطيرا قد تولد، هو انفلات المجاميع والقوى التي تمارس العنف، وتنامي قوتها المادية والتسليحية وتحولها إلى مصدر خطر يزعزع الدولة .. لذلك فأن اطلاق المالكي لمبادرة المصالحة الوطنية ومحاولته لم شمل اكبر عدد من القوى ورأب الصدع الذي خلفته المحاصصة على الصعيدين السياسي والاجتماعي ، تأتي كبارقة امل يجب ان تعززها الحكومة سواء في بغداد او كركوك او بقية المناطق، باجراءات مشددة وعنيفة لضرب مصادر العنف هذه ولسد الثغرات على ايتام البعث والتكفيريين وشل محاولاتهم لجر البلاد الى المزيد من العنف وايقاع الاطراف السياسية ببعضهاـ وعلى الحكومة ان تسمي بوضوح وتخاطب الاطراف السياسية بان تقف معها بحزم لتصفية الميلشيات بما فيها ميلشيات هي لتضيق الخناق على لعبة الحكومي والميليشياتي التي تلعبها بعض الاطراف والتي باتت تزعزع ثقة الناس بالحكومة ايضا..
ان التقدم في العملية السياسية في العراق بات صعبا جدا بسبب سيادة مبدأ المحاصصة الذي لا يحده قانون ويمتلك قناعات مطاطة في الحجم وصلبة في الاخذ والعطاء ، وقد تقدمت العملية السياسية عبر مبدأ التوافق الاكثر انسجاما مع المحاصصة وعبر تأجيل الخلافات وترحيلها حفاظا على توقيتات العملية السياسية مما عنى واقعيا تعليق الديمقراطية.. وقد كان ما جرى بخصوص الفدرالية ومشروع الاقاليم نموذجا او مثالا لذلك .. فقد كان طرح المشروع من قبل الائتلاف العراقي في الوقت الحرج المتبقي المشار اليه في الدستور لطرح المشروع، وايده التحالف الكردستاني ، دفع لمادة دستورية اقرهاالجميع ، لكن هذا المشروع واجه معارضة كبيرة ومتشنجة من قبل الكتلة السنية بما فيها اتهامات بانها تمثل تقسيما للعراق ، وهي اتهامات رخيصة بحق الفدرالية باعتبار ان اغلب البلدان المتقدمة تتبع هذا النظام الذي يحد من البيروقراطية والمركزية ويوزع المسؤوليات ويعطي للاقاليم حرية في اتخاذ قراراتها.. لكن الضغوط لم تتوقف فهناك موضوع مؤجل هو اجراءات تعديلات في الدستور وهي الاجراءات التي اتفق على اجرائها لاحقا لتمرير ، مما يعني ان هناك الكثير من المشاكل العالقة، واذا اضفنا لها تأجيل اقرار مشروع الاقاليم وتأجيل أي قرار نهائي في بخصوص تطبيق الفدرالية 18 شهرا تبدأ بعد موافقة البرلمان على مشروع الاقاليم ، فان امامنا سنتان من الخلافات التي ستوازيها وتتداخل معها اعمال عنف لا نستطيع التكهن بحجمها ويكفي ان نقول على سبيل المثال ان موضوع تطبيع كركوك وتطبيق الفقرة (140) من الدستور بمجرد انها تحركت نحو التنفيذ فان العنف تفجر بشكل مفجع في المدينة وجرت زعزعة الحياة السياسية فيها .. ان تأجيل الفدرالية هو ترحيل لمشكلة اخرى ربما كان الدافع وراءه انجاح مشروع المصالحة الذي يهدف الى لجم العنف وتوفير الخدمات ، وهذا يعني عودة الى المحاصصة والتوافق وعودة الى جولة من اعادة توزيع السلطة تحت وطاة مخاوف كردية من اكثر من ملف وبالاخص الفدرالية وكركوك، ومخاوف شيعية تسعى الى طي صفحات الماضي نهائيا والتخلص من مشاعر التهميش التي عاشتها عبر الحكومات المتعاقبة، ومخاوف سنية من التهميش والحرمان من الثروة النفطية غير الموجودة في اقليمهم .. وبين الجذب والشد والتدافع ويبقى تساؤل محير يدور في اذهان الشعب بكل فئاته وقومياته هو :. اين تكمن مصلحتنا في بلد امن ومستقر ومعيشة مرفهة؟ وهل كل هذه المخاوف والمشاريع السياسية تستحق كل هذا الدم الذي يراق وهذه الثروة التي تهدر ، وهذا الوقت الذي يذهب سدى ؟.. نترك للسياسيين الاجابة ..



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات في هيكل المظلومية وبناء المجتمع الجديد
- الأنفال التي بدأت ولم تنته
- الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية
- السوبرمان والزير سالم و بغداد
- حزب الله و الميليشيات العراقية
- ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- هكذا أنشأ رجل -أرض العجائب- سرًا في شقة مستأجرة ببريطانيا
- السعودية.. جماجم وعظام تكشف أدلة على الاستيطان البشري في كهف ...
- منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي محذرًا: الشرق الأوسط ...
- حزب المحافظين الحاكم يفوز في انتخابات كرواتيا ـ ولكن...
- ألمانيا - القبض على شخصين يشتبه في تجسسهما لصالح روسيا
- اكتشاف في الحبل الشوكي يقربنا من علاج تلف الجهاز العصبي
- الأمن الروسي يصادر أكثر من 300 ألف شريحة هاتفية أعدت لأغراض ...
- بوركينا فاسو تطرد ثلاثة دبلوماسيين فرنسيين بسبب -نشاطات تخري ...
- حزب الله يعلن مقتل اثنين من عناصره ويستهدف مواقع للاحتلال
- العلاقات الإيرانية الإسرائيلية.. من التعاون أيام الشاه إلى ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق