أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - المافيات وحكومة الظل














المزيد.....

المافيات وحكومة الظل


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1611 - 2006 / 7 / 14 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لعل الملك فيصل الأول (رحمه الله) كان أول من شخص العلة في هذه الدولة التي تشكلت مطلع القرن الماضي وحملت اسم (العراق) فقد كتب في رسالة إلى احد خلصائه نشرها المؤرخ عبد الرزاق الحسني ، أن ليس هناك شعب بعد بل كتل متنافرة وان هذه الكتل تملك من السلاح أكثر من الحكومة وهي أقوى وأكثر تنظيما منها ، إذا فالعقدة تكمن هنا ، إن الحكومة يجب أن تملك لوحدها السلاح ويجب أن تكون في الحدود الدنيا الأكثر قوة أو ذات القوة الحاسمة في البلد لكي تستطيع السيطرة على ما يجري وتفرض الأمن والاستقرار .. واليوم وبعد 85 عاما تجد الدولة نفسها أمام تحد مماثل أو أكثر تعقيدا اعتقد إنها تقر وجوده أو أقرت وجوده عبر أكثر من تصريح كان أخره مشروع المصالحة الوطنية ، الذي يكشف عن عظمة التحديات التي تواجه الحكومة من جهة وعن إصرار الحكومة على تثبيت إقدامها وتقف في طليعة هذه التحديات المشكلة الأمنية ، التي تعتبر مشكلة مركبة ومعقدة بسبب تعدد عناصرها من جهة وبقاء عناصر هامة فيها خارج تحكم الدولة .. فالحكومة قد بنت لنفسها قوات واسعة إذ لا يمكن الاستمرار في الاعتماد على القوات متعددة الجنسيات لضبط الأمن إلى ما لا نهاية إضافة إلى إن القوات المحلية أكثر قدرة ومعرفة وتمتلك فرصة اكبر في الحصول على تعاون الشعب وقبوله وهما شرطان أساسيان لأي حكومة وطنية . لكن المشكلة تكمن في عدم تناغم واندماج أقسام هذه القوات وولائاتها السياسية تضاف إليها مشكلة الحمايات الخاصة التي تضخمت وتحولت إلى قوات مؤثرة وتخلق إشكالية كبيرة نتيجة ولائاتها المتباينة التي تتبع التقسيم السياسي للشخصيات والمؤسسات التي تتولى حمايتها .. العنصر الأخر هم الإرهابيون القادمون من خارج الحدود وعناصر القاعدة الذين يسعون إلى تخريب الوضع والإخلال بالأمن بأي وسيلة وتعتبر معالجتهم من الأمور الصعبة في ظل الإمكانيات الراهنة ، يضاف إلى ذلك عنصر أعوان النظام السابق الذين يسعون إلى ذات الهدف ، والعصابات التي تخرب الأمن وتعمل في الكثير من الأحيان كمقاولين ثانويين للجهتين السالفتي الذكر في عمليات الخطف والاعتقال . فيما يعتبر السلاح في يد الأفراد والعشائر احتياطي خطر لأي حرب داخلية محتملة مثلما يعبر عن عدم استقرار الدولة وسيطرتها على الأمن في البلاد . ويلعب وجود المليشيات إلى جانب العناصر الأخرى دورا فعالا في إدامة عدم الاستقرار الذي يعتبر المظلة والبيئة الخصبة لنمو الفساد الذي اخذ مقاييس كبيرة جدا وهي تسعى كل يوم وتشكل خطرا كبيرا على الوضع في البلاد ، ليس لأنه يتسبب في خسائر اقتصادية أو إعاقة عملية إعادة الأعمار والبناء بل لأنه يؤدي باستمرار إلى خلق مافيات معقدة التركيب والمصالح يتداخل فيها مستفيدون سابقون وحكوميون جدد وانتهازيون وسياسيون وقضاة ورجال امن وغير ذلك مما يجعل مقاومة الفساد عبر المنابر الأساسية الثلاث البرلمان والإجراءات الحكومية والإعلام الحر مسألة صعبة ومعقدة ، بل إن سطوة هذه المافيات والإمكانيات المادية والمالية والسلطة التي تتجمع بين يديها يجعلها قادرة أو طموحة لتحقيق المزيد لأمنها واستقرارها عبر شراء المزيد من ذوي الضمائر الضعيفة ، وهذا يحولها إلى عامل مؤثر في الحكومة يعرقل خياراتها أو ينخرها من الداخل ويستنزف قدراتها لصالح نموه وزيادة سلطته مما يحوله إلى ما يشبه حكومة ظل .. وقد تلجأ بل لجأت هذه المافيات الفاسدة إلى العنف والجريمة المنظمة لتثبيت سلطتها والدفاع ضد أعدائها ، مما يجعلها خطرا وتحديا رئيسيا يواجه سلطة الدولة والحكومة المنتخبة ويهدد مستقبل الديمقراطية في البلد .. لذلك فان أي برنامج للحكومة يجب أن يستند إلى خطين متوازيين في آن واحد ، الأول هو العمل على تحقيق الاستقرار عبر المصالحة وتوفير الأمن والثاني محاربة الفساد والمافيات التي تكرسه وتوسعه وتفتيتها بإجراءات صارمة وعقابية وبتوفير الدعم الواسع والمفتوح للإعلام الحر والتعامل مع معطياته بجدية وتعزيز سلطة البرلمان في مجال محاربة الفساد واستجواب المسيئين والفاسدين ، وإلا ستجد الحكومة نفسها يوما تحت رحمة حكومة الظل الفاسدة .



#جليل_البصري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
- القسام تبث مشاهد لاستهداف وقنص جنود الاحتلال شرق مدينة غزة
- ممر ترامب- الجديد.. فرصة كبيرة لتركيا وفخ لروسيا وإيران
- -القمة العربية للشعوب- تدعو لحراك واسع لوقف الإبادة والتجويع ...
- ترامب يستقبل بوتين في ألاسكا.. و-تغيير ذو أهمية- في البرنامج ...
- فيديو.. -الشبح- في السماء خلال استقبال ترامب لبوتين


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - المافيات وحكومة الظل