أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها














المزيد.....

هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1578 - 2006 / 6 / 11 - 11:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لم تكن مفاجأة لاحد ان يصدر قانون اجتثاث البعث وتشكل لجنة له بعد سقوط نظام البعث في العراق، فعمليا قد فعل البعث الكثير في تغيير البنية الاخلاقية والاجتماعية والسياسية في العراق وهي البنية الفوقية التي تكون عصية على التغيير أكثر من البنية الاقتصادية (التحتية)، ولذلك فإن اجتثاثه هو الطريق الوحيد لاعادة تغيير هذه البنية لتكون بيئة صالحة لنمو بذرة الديمقراطية.
ولكن أين نقف الان بعد مرور أكثر من ثلاث أعوام على سقوط النظام البعثي من عملية اجتثاثه من بنية هذا البلد؟
لقد فهم البعض ان الاجتثاث هو عملية تحتاج الى تصفيات جسدية لرؤوس وقادة النظام البعثي واقطاب الحزب على مستوى العراق والمحافظات، وجرت هذه الامور بشكل شخصي أو منظم مما دفع البعثيين للتحرك باتجاهات مختلفة كان أولها التخفي ومحاولة دخول الهيكل الحكومي من الباب بعد خروجهم من الشباك وهم الخبيرون بالتلون والتزلف والمحاباة والتسلق عبر الاحزاب .. بينما توجه البعض الاخر الى اعادة التنظيم والقيام بالعمل الارهابي المسلح وهو ما لديهم مؤهلات له تتلخص في اجراميتهم أولا وعلاقاتهم القائمة اساسا بعناصر القاعدة والمتشددين الاسلاميين..
اذا فقد جرت الامور (تنفيذ عملية اجتثاث البعث) بطريقة غير صحيحة وكانت النتائج سلبية خطيرة على الوضع ، فهم يضربون من خارج الحكومة بعنف ويعيثون فسادا بالجهاز الجديد للدولة الذي وصلت مديات الفساد فيه الى القمة.. وهذه النتيجة هي التنفيذ الدقيق لما أعلنه تقرير القيادة القطرية المؤقتة للبعث المنحل عام 2003 من خطط لمواجهة الوضع الجديد.
وقد ظلت مسالة البعثيين من اعضاء الفرق والشعب الحزبية مسألة تتذبذب فيها القرارات بدون اساس.. فمرة يمنع اعضاء الشعب من العودة الى العمل الحكومي ومرة يمنع اعضاء الفرق ايضا ، فيما يجري استثناء البعض الاخر تحت شرط عدم الاشتراك في جرائم الحزب ضد المواطنين (بشكل مباشر طبعا)، لان أحد قوانين هذا الحزب الفاشي الاساسية للترقية الحزبية هي كتابة التقارير الامنية والتي يذهب جراؤها مواطنون ابرياء ومعارضون الى السجون او الى المشنقة.
فهل يمكن دمج هؤلاء بالمجتمع وإعادة تربيتهم ليكونوا مواطنين طبيعيين ؟ وما هي الوسائل التي وضعت لذلك؟
بالتاكيد لم توضع وسائل ولا خطط ، وسارت الامور بشكل كيفي واعتباطي وتحولت احيانا قضية اجتثاث البعث الى وسيلة للمنازعات السياسية بين القوى المختلفة، مثلما حولت العملية الديمقراطية البعثيين الى عملة ذات ثمن يحاول كل طرف ان يجد وسيلة للحصول عليها دون أن "يتلوث" بتاريخها.
وأخيرا ، وهو السبب في كتابة هذا المقال، فإن لجنة اجتثاث البعث تريد ان تتنفس الصعداء وتلقي عن اكتافها هذا الحمل الثقيل، فهي تستعد لعرض مسودة قرار على مجلس النواب الجديد يقضي بمنح اعضاء الشعب راتبا تقاعديا واعادة اعضاء الفرق من الراغبين الى وظائف حكومية، وهو قرار يطلق يد الاخرين في التعامل مع البعثيين في هذه المستويات ودونها ويمهد لالغاء الفروق بين من قمع الشعب وأذله وبين الشعب نفسه ومناضليه ، وهو ما يمهد أكثر لاخلاقية جديدة تبرر الفعل السيء باعتبار ان لا فرق بين مرتكبيه ومرتكب الفعل الحسن، فهل تدرك هذه اللجنة ما تفعل؟ اما من وسيلة لتجنب هذه المعادلة الخطيرة ؟ وكيف سنجتث جذور السوء بعد ذلك؟
ان الاعلان عن سيئات هؤلاء وجعل الاخرين على دراية بها تشكل استحقاقا للمظلومين واستحقاقا لهم ايضا ، لا يلغي حقهم في العيش ولا حقهم في العودة الى صفوف الشعب، وهو حق سيجعل الجميع على يقين بان الجرائم ضد الشعب لن تمر دون عقاب عادل ، عقاب القانون لا شريعة الغاب التي استخدموها عندما كانوا في السلطة.. وهذا لوحده يمكن ان يشكل اساسا صحيح لاعادة لحمة هذا الشعب الذي مزقه البعث واستعدى بعضه على بعض واغرق بعضه في دماء بعض ولا يزال.



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا
- حرب أهلية أم لا ؟


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جليل البصري - هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها