أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - البرلمان العراقي وقضايا الشعب














المزيد.....

البرلمان العراقي وقضايا الشعب


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1814 - 2007 / 2 / 2 - 11:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا يختلف اثنان في كون البرلمان هو السلطة الاعلى بين السلطات وهي الرحم الذي تنشأ فيه ومنه السلطات الاخرى وتخضع دائما لسياسته ورؤاه وبرامجه وقوانينه التي يسنها .. والبرلمان العراقي (مجلس النواب ) الذي افرزته للواقع انتخابات ديمقراطية ومخاض وتحديات كان حلما عراقيا يعيش في قلوب وعقول العراقيين الذين لم يروا سلطة تشريعية برلمانية حتى ولا شكلية منذ سقوط الملكية ومجلس نوابها عام 1958 ، ولم يروا طيلة نصف قرن غير مؤسسات لا تمت للبرلمان بصفة ولا تشكل غير تابع للرئيس والحزب الحاكم حملت اسماء كثيرة منها مجلس قيادة الثورة والمجلس الوطني وغيرها .. وقد بدت مشاهد اجتماعات او جلسات المجلس والنقاشات والخلافات التي تجري فيه اثناء مناقشات القضايا المطروحة والقوانين ، بدت جميلة ومشجعة للامال في خلق مشروع فعال يضع مصلحة الناخب نصب عينه، يدافع عنها ومن اجلها.
وبدت متابعة ما يجري في الجلسات امرا مسليا وجديدا على الناخب العراقي جعله يامل ان تتطور الحالة ويجد في هذا المجلس العتيد حصنه القوي وملاذه الاول والاخير ، لكن هذا الحلم بدأ يشحب ، وبدأ المجلس يتأثر بواقع الانقسام السياسي ، وبالعنف السائد والنزعة الطائفية الضيقة بدلا من ان يكون السلاح الذي يقاوم هذه المظاهرة السلبية ، ووصلت سلبية وعجز هذا المجلس عن التاثير الى درجة، تحول فيها الى ميدان اخر لتبادل الاتهامات والالفاظ النابية احيانا والسلوكيات المنافية للعرف الدبلوماسي واللياقة البرلمانية ، وصارت الاحداث الدامية التي تسحق المواطنين شيعتهم وسنتهم مناسبات لصراع الديكة داخل القاعة واطلاق الاتهامات التي تؤجج النفس الطائفي السائد في العملية السياسية والشارع.
وتجاوزت حالة التردي هذا المستوى لتصل الى درجة يعجز فيها المجلس عن عقد اجتماعات لمناقشة الاوضاع المتردية، مما اعطى العنف فرصة اضافية للتصعيد والاستمرار وكان رحيل اكثر من نصف اعضاء المجلس الى العمرة والحج (وهو ما تواضعت وسائل الاعلام في ذكر ارقامه) مثارا للدهشة، فيما كان البلد يكتوي بنار الارهاب والعنف والقتل والترحيل وبنار العصابات وفرق الموت والميليشيات ، فيما الدولة تقف عاجزة حائرة تبحث عن حلول لايقاف تدهور الوضع وانقاذ الوطن والمواطن ، بل واصبح ذلك مثارا للتندر العراقي وروح النكتة السوداء التي يتمتع بها المواطن في هذا البلد، فمن المعروف ان من ينوي الحج لا يؤديه قبل ان يكفي اهله ويؤمن حياتهم ومعيشتهم ، فكيف ذهب النواب وبهذا العدد الكبير وتركوا مسؤولياتهم.
ونشرت الصحافة العربية حكايات كـ(الحواتيت) عما يجري في المجلس وكيف ان رئيس المجلس السيد محمود المشهداني عجز عن لم شمل المجلس والاجتماع به فاضطر الى تهديد اعضائه بقطع 400 دولار من مرتب كل نائب يغيب عن جلسة، وطبعا يستلم كل عضو مبلغ (10،000) دولار شهريا كمرتب ..
ومما جعل الناخبين ينظرون بخيبة امل اكثر الى مجلسهم الموقر ان قوانين هامة تتعلق بحياتهم ومعيشتهم ومستقبلهم القريب والبعيد كقانون النفط وقانون الموازنة لعام 2007 وقرارات زيادة رواتب الموظفين لموازنة التضخم الكبير في المستوى العام للاسعار الذي يسحق الطبقة الوسطى ويجعل دخولها بائسة القدرة على اشباع حاجاتهم ، والاهم من ذلك كله التصويت على الخطة الامنية لتوفير الغطاء التشريعي لهذه الخطة التي اشاعت التفاؤل بتحسن الوضع الامني وتقليل مستوى العنف الدائر في البلد . ويبدو ان الجلسة التي عقدت نهاية الاسبوع الماضي وما لحقها هي محاولة لاستعادة الوجه الناصع للمجلس واعادة تفعيل دوره وتوحيد كلمته في القضايا المهمة الفاصلة .. لكننا نأمل من المجلس الموقر المزيد من الفاعلية والمزيد من الوقوف بجد وصراحة الى جانب مصلحة الناخب والا يفقد اعتباره وسبب وجوده



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا
- بل نحن بحاجة الى غاندي عراقي
- هل يصمد (عهد رمضان )بين القوى العراقية ؟!
- المصالحة ام تصفية الميليشيات
- الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق
- التحولات في هيكل المظلومية وبناء المجتمع الجديد
- الأنفال التي بدأت ولم تنته
- الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية
- السوبرمان والزير سالم و بغداد
- حزب الله و الميليشيات العراقية
- ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة
- الميليشيات مجددا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جليل البصري - البرلمان العراقي وقضايا الشعب