أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جليل البصري - لماذا لا نتعلم الاحتكام للقانون ؟!














المزيد.....

لماذا لا نتعلم الاحتكام للقانون ؟!


جليل البصري

الحوار المتمدن-العدد: 1838 - 2007 / 2 / 26 - 07:44
المحور: المجتمع المدني
    


لا نختلف في إن الخطة الأمنية في بغداد وتوابعها قد حققت نجاحات طيبة حيث أدت إلى خفض مستوى العنف بنسبة تجاوزت الثلثين وعززت ثقة الناس بالحكومة وقواتها بحيث انعكس ذلك في تعاون متنامي ونادر بعد أن كانت العلاقة هي علاقة شك وعدم ثقة وساهمت بعد ذلك في تشجيع العوائل على العودة من مهاجرها إلى ديارها وبيوتها في ظل حماية الدولة والقانون ..
ولعل عودة المهجرين إلى ديارهم هي المعيار الأكثر وضوحا وصدقية لنجاح الخطة الأمنية في بغداد وهو ما اشار إليه ممثل المرجع الديني الكبير السيد علي السستاني في صلاة الجمعة الماضية وساوى بين عودة المهجرين ونجاح الخطة .
وانتقد ممثل السيد السستاني الأداء الحالي للخطة حيث دعا إلى تطبيقها خطة فرض القانون على الجميع دون استثناء ، مشيرا بوضوح إلى هذا التباين في تطبيقها حيث قال (لا يحق لأي جهة إن تحمي قاتلا ، وهناك الكثير من القتلة يتمتعون بغطاء رسمي) . ويشمل هذا التلميح القريب من التصريح الكثير من قيادات الميلشيات الشيعية والسنية وعدد من السياسيين والوزراء والمسؤولين ، وهو ما دعا رئيس الوزراء نوري المالكي إلى التشديد في زيارة لأحد مواقع القوات المشاركة في الخطة على محاسبة المخالفين والمجرمين وعدم التساهل مع الخارجين عن القانون ..
ويوفر موقف المرجعية الدينية في النجف وموقف المالكي وحكومته أرضية مناسبة ومساعدة للقوات المنفذة ، للقيام بواجباتها ضد كل المطلوبين والخارجين على القانون سواء كانوا ضمن الكيانات السياسية المشاركة في الحكومة أو خارجها .. وهو ما يشير إلى إن الخطة الأمنية ستطال في مرحلة لاحقة بعد أن تحقق نجاحات اكبر ، عددا من المسؤولين الكبار والسياسيين من مختلف القوى .
وهذا يعني أيضا إننا يجب أن نتعلم الاحتكام إلى القانون والقضاء ورفض كل الاعتبارات الأخرى فلا منزلة سياسية ولا دينية واجتماعية تستطيع حماية المجرم وان عليه أن يدفع ثمن جريمته ، وان علينا احترام قرار القضاء والقانون مهما كان ..
لذا فنحن لا نريد من احد من قياديي التيار الصدري أن ينبري مدافعا عن جيش المهدي كما يحصل اليوم لان القانون صريح في صدد التعامل مع الميلشيات وضرورة حلها دون تمييز فالسلاح والقوة يجب أن تكونا بيد الدولة وهي المسؤولة عن امن المواطن مثلما لا نريد اتهاما من طرف أخر لهذا الجيش بالإرهابي ، وان نترك ما فعله أو فعله البعض من قادته وعناصره من جرائم عنف إلى القانون والقضاء . وعلينا أن نترك الأساليب العتيقة التي كان النظام السابق يستخدمها في ((حشد)) الجماهير استنكارا أو تأييدا والإسراع بخط اللافتات وطبع الصور كما حصل في مناسبات كثيرة خلال العامين المنصرمين ، فمثلا نحن نستنكر احتجاز السيد عمار الحكيم مثلما نستنكر احتجاز أي مواطن عراقي إذا كان الاحتجاز دون حق لكن القول إن ذلك يمس السيادة لأنه حصل من قبل القوات متعددة الجنسيات فهو كلام غريب ، فالسيادة الوطنية ليس موضوع بحث ما دامت القوات المتعددة الجنسيات موجودة في العراق ، رغم قناعتنا إن وجودها الآن يساعدنا في الوصول إلى هذه السيادة بعد أن ذاق المواطن البسيط القهر والعوز والذل والموت للاشيء على ميلشيات وفرق موت تحكم البلد في الظل دون أن نجد من يستنكر أو يرفع اللافتات .
واستغرب أيضا بعد كل ما يجري ويتحدث عنه القادة والمسؤولون حول القانون وسيادته أن ينقسموا ((إلى طائفتين وكان الخلاف بين طائفتين ؟)) كما قال خطيب جمعه كربلاء السيد احمد الصافي ممثل السيد السستاني ، عند حصول موضوع المواطنة صابرين الجنابي التي ادعت إنها اغتصبت من قبل عدد من ضباط القوى الأمنية العراقية خلال تنفيذ الخطة ، حيث انبرت أقلام كبيرة تتحدث تحت عناوين مثل ((اغتصاب دون تمزق مهبلي)) عن الموضوع دون أن تشعر بالحرج إزاء الذوق الإنساني ، واستغربت أكثر من ردت الفعل الحكومية التي عبر عنها المالكي عندما برأ ساحة الضباط وكرمهم ، وكأن القضاء العراقي في خبر كان !!
وهذا الاستغراب عبر عنه السيد رئيس الجمهورية في بيان له حين أكد على (إن القضاء هو الساحة الشرعية الوحيدة للنظر في مثل هذه الدعاوى وإصدار حكم قانوني موضوعي في شانها) ، داعيا إلى (إتاحة الفرصة للقضاء المستقل لكي يأخذ مجراه) بدل تراشق الاتهامات وتحويل مواطنة عراقية (مذنبة أو صاحبة حق) وشرفها إلى قذيفة هاون جديدة تتراشقها القوى المتحاربة في زمن الخطة الأمنية .



#جليل_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- البرلمان العراقي وقضايا الشعب
- تقرير بيكر هاملتون عراقيا وأمريكيا
- بل نحن بحاجة الى غاندي عراقي
- هل يصمد (عهد رمضان )بين القوى العراقية ؟!
- المصالحة ام تصفية الميليشيات
- الفدرالية المؤجلة وعودة إلى المحاصصة والتوافق
- التحولات في هيكل المظلومية وبناء المجتمع الجديد
- الأنفال التي بدأت ولم تنته
- الطليعة والفدرالية والوصاية السياسية
- السوبرمان والزير سالم و بغداد
- حزب الله و الميليشيات العراقية
- ماذا يعترض طريق المصالحة ؟
- المافيات وحكومة الظل
- الولادة العليلة للديمقراطية في العراق
- حرب الاحزاب
- ماذا نحتاج لكي نكون آمنين؟
- هيئة اجتثاث البعث تلقي المسؤولية عن اكتافها
- مجرد مقارنة
- لماذا نحن بلا ليبراليين ؟
- المظلومية البناءة


المزيد.....




- تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغالانت ورئيس ...
-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - جليل البصري - لماذا لا نتعلم الاحتكام للقانون ؟!