أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين أحمد ثابت - الجزائر وتونس. . فاتحة التحولات الواقعية














المزيد.....

الجزائر وتونس. . فاتحة التحولات الواقعية


أمين أحمد ثابت

الحوار المتمدن-العدد: 3245 - 2011 / 1 / 13 - 21:16
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


كانت المسافات تفرق كثيرا بيننا العرب من حيث حضور الموروث الاجتماعي التقليدي المشكل لجوهر الإعاقة الحقيقية لما نطمح إليه لتحرير مجتمعاتنا والإسهام في صناعة التحولات العصرية - كمنزع حقوقي - بدءا من المواطنة وانتهاءا بقيام مجتمعا مدنيا ودولة مؤسسية - علمانية - لاتحتكر السلطة أو تفرط بالحقوق أو تستغلها للنهب والفساد والإفساد المجتمعي وامتهان كرامة الانسان - ووفقا للحقيقة الواقعية المعاصرة لبلداننا العربية ، يتبدى واضحا أن الأنظمة العربية الحاكمة لم تكتفي بالتفرد القابض على سلطة الحكم - هنا وهناك - بل أنها سعت بكل مااوتي لها من قدرة لفرض حقيقة استمرارها وتوليد جوهر نظامها على الدوام - بغض النظر عن المظاهر العصرية ( الشكلية ) المتفاوتة بين مجتمع عربي إلى اخر - وذلك من خلال فرض واقع إرتجاعي على الدوام إلى مضمونية قديمة يتماثل فيها الانسان العربي - بمعنى عام للمفهوم - بطبيعته الارتهانية للحاكم وفلك روح نظامه الطابع لفرد حاكمه بالقدسية ورجيمه المسيد قسرا ، وتعميم تلك القدسيسة على كل نافذ ذا ولاء شخصي للحاكم ونظام حكمه ، ويصبح الانسان المجتمعي محكوم عليه جبرا التطبع بالعبودية الطوعية ، ومن يخرج عن ذلك يصبح مستهدفا بكونه مهدد للمجتمع وامنه لكونه يستهدف قدسية الحاكم الفرد ونظام سيطرته المطلقة ،كتهديد بعرفهم للمجتمع واستقراره وتطوره المرهون بوجودهم . من هنا لم تعد هناك فوارق تاريخية وحضارية - مجتمعية - بيننا ، كون أن كافة الحكام العرب قادوا مجتمعاتنا إلى هذه البؤرة الواحدية التي حقيقة شراكتنا في الوضع الراهن .

وحقيقة أن ماتحتاجه الجزائر وتونس وغيرها من الدول المغاربية ليس تخفيض أسعار السكر والزيت وحلحلة البطالة المتزايدة في التضخم ، ولاأعتقد أن مثل هذه المطالب لتحقيقها يستدعي فقدان اناس وخاصة من الشباب الذين يمثلون عماد أي مجتمع كان ، ولكننا لكي نكون علميين - بما لايجعلنا متوهمين نعيد تكرار الاخطاء بفعل القياس الوهمي ذلك والذي نحن حتى الان نعاني منه بفعل النهج الواقعي المادي لعمل قوى التحرر العربية واليسارية تحديدا ، الذي كان مبنيا على صناعة الوهم ، حيث الافكار والخطابات السياسية تبني نضالات لاعلاقة لها بجوهر الصراع التاريخي ( اجتماعيا ) ، ومن جانب اخر تبني وعودا صورية في الهواء لعالم افضل ، بينما واقعا كانت تلك النضالات تقدم خيرة المجتمع لافتراس الانظمة العربية البوليسية ، وتحقق فعل الغلبة لجوهر نظام الحكم بما يصوره حقيقة مطلقة في عقول العامة لايمكن له السقوط ، وهو مايعزز تحقق جبرية العبودية الطوعية للمواطن العربي ضمن محيط بلده ،وهو أيضا مايحقق واقعا فعل التناسل المجتمعي للعبودية بين الاجيال الجديدة ، واشد سماته النزعة الفردي و الطفيلية للربح السريع ونشوء التباعد الشديد بين هذه الاجيال وفهم الحقيقة المخفية وفهم الضرورة وفهم الحرية خارج مساحة الفلك السلطوي - عودة لنكون اقرب للحقيقة ينبغي علينا إدراك الواقع وحقيقتنا الراهنة ، والتي تتمثل بتخلف قوى المعارضة السياسية عن إداء فعلها ، وذلك أولا لكونها تفتقد لرافعة الندية مع السلطة الحاكمة ، ومن جانب اخر تجاهلت في حمية التحول إلى الديمقراطية منذ 1990م. أن واقعنا العربي محكوما بالابوية والحكم الفردي - أكان عسكري أو حزبي أو مشيخي بأي معنى كان إجتماعي أو طائفي سياسي أو مذهبي أو اسري إلخ - ولكونها إنزلقت إلى الديمقراطية السياسية غير المدعمة بتحولها إلى العمل المؤسسي واشاعة الديمقراطية الداخلية ، وهو ماأبعدها عن الجماهير ، فقادها إلى فقدان معادلة التوازن الندي مع سلطة الحكم السياسي الفرض واقعا مذهب القوة كأساس للندية ، وبانتهاء النضال المسلح للقوى السياسية العربية وفقدانها لرافعة الجماهير يظل الحاكم مالكا لفرض الامر الواقع الذي يحقق استمرار ذاته وتجدد انتاج نظامه بصورة اكثر إستحكاما من قبل - من هنا لم يعد للمجتمع قوة تعبر عنه وتقوده للإنعتاق ، فيصبح انسان المجتمع المستضعف مرهونا بوعيه البيولوجي المتحرك عند ظرفية تهدد حياته ووجوده المادي ، الذي عند ذلك الوقت لم يعد لكل أنواع الترويض الممارس من السلطة الحاكمة أي فعل كابح مواز لنزعة البقاء كدفاع طبيعي لاتنتصر عليه كل المؤامرات ولاتسقطه أعتى الاسلحة . إن الشعبين الجزائري والتونسي يشقان فعل التأصيل العربي راهنا للإنعتاق ، ولكوننا بشرا غائيين لن يدوم النضال على هذا الحال ، ولكنه لن يكون سوى العلاج بالصدمة للمجتمع حتى تتنبه الادراكات لدى الاكثرية وخروجها من بنيتي الجمود والزيف المعممين اجتماعيا ، وهو ماسيعيد مجتمعاتنا إلى المسار الطبيعي التاريخي والذي معه ستنتظم الامور بما يحقق فعل الانعتاق والتحول لمجتمعاتنا . إن الهم الكبير أن تكون ضريبة ذلك كبيرة جدا علينا بما لايتصوره عقل ، حيث وأن تفرد السلطات الحاكمة بالقوة المطلقة واقعا يسهل لها أن تدخل شعوبنا بحروب اهلية يتم من خلالها إبعاد انسان المجتمع من إدارة حربه - السلمية أو غير السلمية - تجاههم ، ولكن في كلتا الحالتين يمكن ان نقول مؤكدين أنا دخلنا - نحن العرب - منحنى العودة إلى الانسانية ، وتمثل صحوة الدول المغاربية قيادة مجتمعية عربية عامة يقتدى بها نحو الانعتاق ، ولاضير أن نرى أن البدء في حدود المطالب هذه تقدم لها تضحيات اكبر بكثير عنها ، إلا أنها هي الحقيقة التي نمتلكها الان للبدء نحو الحرية .



#أمين_أحمد_ثابت (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مغالطات العولمة المحلية على الاس الخارجي موضوع فكري
- مشاركة في إجابة التساؤلات/أهمية وإمكانية إطلاق فضائية اليسار ...
- فضائية يسارية علمانية/تأسيس تعويضي لبناء الندية
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع العربي ( مطلوب المشاركة ...
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع العربي ( مطلوب المشاركة ...
- القرار
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح ...
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح ...
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح ...
- إشكاليات الإعاقة في حل معضلات الواقع ( مطلوب المشاركة في الح ...
- احزان الزهر البري
- سفرخلال النافذة
- بلد اليباب نثر شعري
- بوابة الحقيقة والبركان قصة قصيرة
- مقترح مشروع تحديثي في البناء التنظيمي لمنظمة الحزب الاشتراكي ...
- أنا . . والقصيدة نثر شعري
- خوف نثر شعري
- من بلاد . . سجن الأمراض النفسية من يمنحني . . هواء إنسانيا
- الصلصال
- وكر الأشباح قصة قصيرة


المزيد.....




- مصادر في الخليج توضح لـCNN موقفها بشأن وقف إطلاق النار بين إ ...
- الحرب الكورية التي لم تنتهِ، كيف بدأت؟
- ثماني طرق تساعدك على التخلص من -المماطلة-
- هل تستفيد غزة من نهاية الحرب بين إسرائيل وإيران؟
- الموت بحثا عن الطعام في غزة.. استخدام الغذاء سلاحا في غزة جر ...
- سوريا: توقيف عدد من المتورطين بتفجير كنيسة مار إلياس بدمشق ا ...
- مسلسل موبلاند: حين تحاصر المخاطر أكبر عائلة مافيا في لندن
- عبر الخريطة التفاعلية نتعرف على أبرز الهجمات الإيرانية على إ ...
- رئيس الوزراء القطري: نؤثر دوما الدبلوماسية والحكمة على أي شي ...
- دراسة: التفاؤل يقلل من فقدان الذاكرة


المزيد.....

- اليسار بين التراجع والصعود.. الأسباب والتحديات / رشيد غويلب
- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - أمين أحمد ثابت - الجزائر وتونس. . فاتحة التحولات الواقعية