سامي الرباع
الحوار المتمدن-العدد: 3244 - 2011 / 1 / 12 - 10:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الغرب وعلى رأسه امريكا والمانيا من اكبر الدول المنافقه على الساحة الدولية. ينادون بالديمقراطية وحقوق الانسان فقط في الدول التي تتعارض سياستها الداخلية والخارجية مع النهج الغربي وخاصة الصين وروسيا. أما الدول الصديقة للغرب، مهما كانت سياستها غير انسانية ، فهي دول لايتعرض الغرب فيها للديمقراطية وتتطبيق حقوق الانسان. فهو (اي الغرب) يغض الطرف عن غياب الديمقراطية الحقيقية وحقوق الانسان فيها ويجد لها كافة الاعذار والحجج.
على أثر محاكمة الميليارديرالروسي ميخائيل خودوركوفسكي Mikhail Khodorkovsky قامت الدنيا ولم تقعد في المانيا وامريكا. السياسيون بكافة الوانهم ووسائل الاعلام التي يسيطر عليها الاثرياء في برلين وواشنطون نددوا بمحاكمة خودوركوفسكي الذي حكم عليه بالسجن 18 عاما بسبب سرقة ملايين الاطنان من ابار بترول الدولة الروسية.
وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيله (الذي احتفل مؤخرا بزواجه من صديقه) ندد بالحكم الروسي واعتبره سياسيا اكثر منه مدنيا وأن فلاديمير بوتن ، رئيس الوزراء الروسي، كان وراء ذلك الحكم، حيث يدعي الغرب ان خودوركوفسكي كان من الد اعداء بوتن.
منذ مدة قريبة حاكمت محكمة المانية السيد كارل هاينز شرايبر وحكمت عليه بالسجن لمدة ثمانية سنوات لقاء تورطه في الرشوة لصالح الحزب الديموقراطي المسيحي. هيلموت كول رئيس هذا الحزب السابق ورئيس الوزراء السابق كان قد تعاون مع شرايبر في تهمة الرشوة، الا ان المحكمة لم تتعرض لهيلموت كول.
لا روسيا ولا الصين تدخلا وقالا بأن الحكم كان سياسيا اكثر منه مدنيا.
هناك مئات بل الاف السياسيين يقبعون في سجون بلادهم لمجرد مطالبتهم بالديموقراطية وحقوق الانسان ويستحقون جائزة السلام العالمية ولكن وكما يقول اخواننا المصريين شمعنا ليو كسياوبو Liu Xiaobo الصيني هو الذي حصل على هذه الجائزة لعام 2010؟
مثال اخر على تحيز الغرب ونفاقه. دخل الى ايران شابان المانيين من أصل ايراني بفيزا سياحية. في ايران حاولا الاتصال بابن ومحامي السيدة سكينة محمدي اشتياني التي تحاكم بتهمة ارتكاب الزنى وقد يحكم عليها بالرجم بالحجارة اذا ثبت صحة التهمة، الامر الذي اثار "عطف" الغرب على هذه السيدة . منذ وصول الخبر الى المانيا ووسائل الاعلام تطبل وتزمر لتثبت للعالم "همجية" النظام الايراني. الحكومة الايرانية القت القبض على هذين الشابين وتحاكمهما لقاء خرقهما للقوانين الايرانية.
الحكومة الايرانية تتهم هذين الشابين بخرق القوانين الخاصة بالاجانب. السائح سائح والصحفي صحفي والاخير يتطلب فيزا واذن من نوع اخر. المانيا التي تتفاخر بالتزامها بالقانون تتطالب بخرقه في مجتمعات اخرى. ترى ماذا سيحصل لو دخل احد الاجانب الى المانيا وقام بممارسة مهنة ما؟ قال لي احد المحامين ان عقوبة ذلك هو السجن وغرامة مالية ومنع هذا الشخص من دول المانيا في المستقبل.
باختصار شديد: الغرب منافق ومتحيز، يطبق النزاهة والقانون ويدعو لها حين يحلو له ذلك.
#سامي_الرباع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟