أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الرباع - حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة















المزيد.....

حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة


سامي الرباع

الحوار المتمدن-العدد: 2558 - 2009 / 2 / 15 - 08:19
المحور: حقوق الانسان
    


حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة

سامي الرباع

يتساءل الكثيرون في العالم العربي ترى لماذا يهتم الغرب وعلى رأسهم امريكا بانتهاكات حقوق الانسان في الصين وروسيا وبورما وزيمبابوي وغيرها من دول العالم ولا يهتم على الاقل بنفس القدر بانتهاكات حقوق الانسان في المجتمعات العربية؟

في 17 تشرين الاول (اكتوبر) من عام 2008 أعلن الاتحاد الاوربي عزمه عن اعادة العلاقات الدبلوماسية مع كوبا التي كانت مجمدة منذ حزيران (أغسطس) عام 2003 على اثر اعتقال بعض المعارضين الكوبين والحكم بسجنهم لفترات مختلفة.

في 23 تشرين الاول (اكتوبر) من عام 2008 أعلن البرلمان الاوربي منح جائزة سخاروف للمعارض الصيني هاجيا الذي كانت احدى المحاكم الصينية قد أصدرت حكما بسجنه في نيسان (ابريل) الماضي لمدة ثلاث سنوات ونصف. وفي جلسة خاصة في البرلمان الاوربي حيا المشاركون هاجيا لشجاعته وتصديه لانتهاك حقوق الانسان في الصين وخاصة في التيبت.

ولكن ماذا عن الالاف من المعارضين العرب القابعين في سجون انظمة بلادهم يتعرضون ليل نهار للتعذيب والقمع. جريمتهم الوحيدة هي معارضتهم للاستبداد وقمع الحريات وانتهاك ابسط حقوق الانسان التي صادقت عليها حكوماتهم في كل وثائق الامم المتحدة؟

أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري، حكم عليه بالسجن في كانون الاول من عام 2005 بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة التاٌمر على امن الدولة والتعاون مع قوى معادية لمصر. خلال فترة حبسه تعرض نور والعديدين من انصاره للقمع والتهديد بالسجن.

تشير دراسة ميدانية لجامعة بيليفلد الالمانية اجريت العام الماضي في مصر الى ان اكثر من 60% من ابناء الشعب المصري يعتقدون بأن محاكمة رئيس حزب الغد المصري كانت سياسية وكيدية اكثر منها قانونية تهدف بالدرجة الاولى لقمع المعارضة واستمرار الاستبداد بقيادة الزعيم حسني مبارك. وللدليل على ذلك يرجى الاطلاع على التقرير التلفزيني تحت الموقع التالي:
http://www.youtube.com/watch?v=V_tBr7MSoxQ&NR=1

حقيقة الامر ان نور وكل المعارضين العلمانيين العرب يطالبون بديمقراطية حقيقية بانتخابات برلمانية نزيهة، بحرية الرأي والرأي الاخر وباحترام ابسط الحقوق الانسانية.

عضو البرلمان السوري السابق رياض سيف تعرض ايضا للقمع والتعذيب في السجون السورية. في نيسان (ابريل) من عام 2002 حكم على سيف بالسجن لمدة خمس سنوات بتهمة "محاولة تعديل الدستور السوري بطرق غير قانونية" و "بث الفتنة بين الاقليات السورية" ، كلها تهم لاتمت بأي صلة للواقع. كل منظمات العفو الدولية اعلنت في تقاريرها السنوية بأن سيف ومعظم المعرضين العرب يسعون وبوسائل سلمية لاقامة نظام سياسي يحكمه القانون والعدالة الاجتماعية،و تسوده الحرية للجميع.

أمريكا كعادتها تتعامل مع حقوق الانسان بشكل اختياري يتماشى مع مصالحها الاقتصادية والجيوسياسية. مثلا في الوقت الذي تتطالب فيه وزارة الخارجية الامريكية النظام السوري بالسماح للمواطنين السوريين بحرية التنقل، تمنع هذه الوزارة مواطنين سوريين من دخول امريكا. وهذا بالتحديد وعلى سبيل المثال ماحدث للسيدة مها كسيري حين تقدمت للسفارة الامريكية في دمشق مطالبة بزيارة شقيقتها في نيورك.

في كانون الثاني من عام 2008 اعادت السلطات السورية اعتقال رياض سيف برفقة ميشيل كيلو، كمال اللبناوي، انور البني وعدد كبير من رجال ونساء المعارضة بتهمة الخيانة العظمى.

أما عن الاستبداد والقمع في الاردن وزعيمها عبد الله، حبيب امريكا واوربا، فحدث ولا حرج. فبينما عبد الله يجمع افخر السيارات والدرجات النارية واليختات كمراهق لاب فاحش الغنى وزوجته رانيا تتسوق في افخر المحلات الاوربية بفضل المساعدات الامريكية التي تصل الى اثني مليار دولار سنويا يحاول المواطنون الاردنيون تأمين لقمة العيش بشق النفس. أضف الى ذلك ان العائلة الهاشمية الحاكمة تصرف الملايين على تلميع صورتها في الاعلام الغربي.

قمع المعارضة في الاردن لا يتم على المكشوف بل يتم في في الظلام الحالك وتحت التهديد بالقتل. الامر الذي يضطر من خلاله ذوي المعتقلين التزام بالصمت الكامل. فرجال الامن في الاردن يمنعون ذوي العتقلين من الاتصال بوسائل الاعلام مهما كان نوعها، وهذا هو السبب في عدم ذكري لاسماء ثلاثة من زملائي الذين كانو يعملون كأساتذة في الجامعة الاردنية. لقد تم اعتقالهم منذ اكثر من سنة لمجرد انهم حضرو مؤتمرا علميا في تل ابيب, علما بأن الاردن كان قد وقع على معاهدة سلام مع الدولة العبرية ويقيم علاقات دبلوماسية معها. أضف الى ذلك انه لايوجد اي قانون صريح يحظر على الاردنيين الدخول الى أسرائيل.

لتلميع واجهته السياسية "الانسانية" لا يمانع العاهل الاردني من الاجتماع بممثلين عن منظمات الدفاع عن حقوق الانسان. مؤخرا وبناء على رجائي التقت السيدة Margret Reusch احدى الناشطات الالمانيات في منظمة العفو الدولية "امنستي انترناشنل" بالملك عبد الله وطالبته باطلاق سراح الاساتذة الثلاثة. فرد عليها "طبعا، طبعا" ولكن حتى الان لم يحدث اي شئ. والمعتقلون لايزالون يقبعون في السجون الاردنية تحت وطأة التعذيب والتنكيل. منى (هذا ليس اسمها الحقيقي) قالت لي في احدى زياراني الاخيرة لعمان ان زوجها يتلقى اعنف واسوء انواع التعذيب يوميا.

ولكن قمة تحييز الغرب لحقوق الانسان في مجتمعات دون غيرها يتمثل في تعامله مع السعودية، لاسباب اصبحت معروفة لدى الجميع تتلخص بموقع هذا البلد ماليا واستراتيجيا جعل الغرب يرد الطرف عن انتهاكات حقوق الانسان في ذلك المجتمع. فالسعودية تفتقر لابسط مبادئ المجتمع المدني. فالعائلة المالكة وعلى رأسها الملك هي القانون وهي المالك الفعلي لثروات البلد وتتصرف بها كما يحلو لها دون رقابة او محاسبة. أما الشعب فهو الرعية وما عليه الا الانصياع لاوامر هذه العائلة، ولي امرها.

اتصلت بالعديد من السياسيين الالمان مطالبا اياهم بالضغط على الحكومات العربية وخاصة "الصديقة والمعتدلة" منها بحسب وجهة النظر الالمانية ولكن دون جدوى. المستشارة الالمانية انجيلا ميركيل زارت مؤخرا بعض الدول العربية مثل مصروالاردن والسعودية الا انها لم تتعرض لمصير السجناء من ناشطي المعارضة العربية. فرانك ولترشتاينماير ايضا زار المنطقة عدد من المرات الا انه لم يتطرق لحقوق الانسان فيها كما هي عادته وغيره من بعض الاوربيين والامريكان حين يقومون بزيارة الصين مثلا. الساسة الغربيون يجتمعون بدالاي لاما الزعيم البوذي المعارض للصين ولا يجتمعون بأي معارض عربي.

اضف الى ذلك ان وسائل الاعلام الالمانية المرئية منها والمقروئة نادرا ما تتعرض لانتهاكات حقوق الانسان في الدول العربية.

ابان الحرب الباردة كانت الدول العربية تجد الحماية اللازمة في ظل الانضمام لاحد القطبين، الشيوعي او الرأسمالي. بعد الحرب الباردة انقسمت الدول العربية الى فريقين: فريق يصفه الغرب ب"المعتدل"، طبعا ليس لانه اقل بطشا، بل لانه يتعامل مع الغرب "بلطف". علاوة على ذلك فان هذه الدول تحاول اقناع الغرب بأنها تسعى لتطبيق الديمقراطية ولكن ذلك يتطلب وقتا طويلا فضلا عن ان تطبيق الديمقراطية في الوضع الحالي سيمكن الحركات الاسلامية الاصولية الوصول للسلطة كما حدث مع حماس. والغرب طبعا صدق هذه الاكذوبة واستمر في وصفه لدول مثل السعودية ومصر والاردن بالاعتدالية ودول مثل سوريا وايران بالتشدد، علما بأن هذه الدول تتمتع نسبيا بعدالة اجتماعية افضل بكثير من نظيراتها المعتدلة ووضع المرأة فيها اكثر عدالة وحرية.

خلاصة القول ان الغرب يكيل بمكالين. مكيال يطبق بصوت عال على الصين وروسيا وغيرها من الدول التي لاتنصاع لاوامر الغرب ومكيال اخر فارغ يطبق على الدول العربية الصديقة للغرب.

طبعا الغرب ينهج نهجا سياسيا يتماشى مع مصالحه الاقتصادية بالدرجة الاولى. في صيف 2007 طلب طوني بلير، رئيس الوزراء البريطاني السابق، من المدعي العام الكف عن التحري في قضية الفساد التي رافقت صفقة الاسلحة المبرمة بين بريطانيا والسعودية بمبلغ عشرين مليار دولار والتي كان السعودي بندر بن سلطان متورطا بها، حيث تم منحه مليار ونصف دولار لتسهيل الصفقة.

حينما كنت في التسعينيات اعمل مدرسا في جامعة الملك سعود كانت السفارة الالمانية تدعوني للترجمة لزوارها الكبار من وزراء وغيرهم. في ايار (مايو) من عام 1994 قام يورغن ميوليمان، رئيس الجمعية العربية-الالمانية و عضو بارز في الحزب الديمقراطي الحر بزيارة الى الرياض. في حفل عشاء اقبم على شرفه قدم له الامير سلمان شيكا بمبلغ اربعين مليون دولار مكافأة له ولحزبه في مساعيهم الجبارة في توطيد العلاقات العربية-الالمانية.

في محاولة للتهرب من دفع الضريبة اللازمه والعالية على هذا المبلغ في المانيا وتجنبا لتلقيه مبلغا كبيرا كهذا من بلد غير ديمقراطي فاسد ينتهك حقوق الانسان قام ميوليمان بوضع المبلغ في حساب خاص وسري في سويسرا. بعد ان تم اكتشاف هذا الحساب قام ميوليمان بالانتحار في 5 حزيران من عام 2003 .

تهاون الغرب في الضغط على كل الدول العربية وليس فقط على الصين وروسيا سيتمخض عنه تطورين هامين: اولهما ان الشعوب العربية بدأت تشعر بأن الغرب غير جاد في مناداته باحترام حقوق الانسان وتطبيق الديمقراطية في كل مكان وثانيهما ان الحركات الاسلامية المتطرفة ستلقى المزيد من التأييد بين هذه الشعوب. بعبارة اخرى ان الغرب منافق ويجري فقط وراء مصالحه ولا يهمه كثيرا احترام حقوق الانسان وتطبيق الديمقراطية في الدول العربية.

في ظل الثورة المعلوماتية وانهيار الحواجز الاعلامية اصبح بوسع الانسان حتى في القرى النائية ان يستمع الى الاخبار ويتعرف على الصادق والدجال.

حقيقة الامر ان العرب كغيرهم من شعوب العالم المغلوبة على امرها يحتاجون الى نصرة الاقوياء في هذا العالم لتخليصهم من الظلم والاستبداد او على الاقل الكف عن دعم الظالم.

ليس فقط المعارض الصيني هاجيا يستحق جائزة سخاروف بل ايضا أيمن نوروميشيل كيلو وكل عربي يعرض حياته ومستقبله واهله للخطر. هذه الجائزة والدعم الدولي الصادق لحقوق الانسان ستجعلنا نحن العرب نشعر بأن العالم كله يقف الى جانبنا في التصدي للمستبد وهذا كله سيبعث الامل فينا بأن الخلاص ات لامحال.

علاوة على ذلك اثبتت التجربة التاريخية بان الانظمة السياسية المستبدة لم تجلب لشعوبها وجيرانها الا الدمار وقلة الاستقرار. بالمقابل هناك قوى راسمالية كبيرة وخاصة منها العاملة في صناعة الاسلحة تسعى دوما لخلق وتحريك بؤر للصراع توفر لها المزيد من الربح والكسب الشره.

في نهاية المطاف وكما يقول المثل الشعبي القديم "لا يحك ظهرك الا ظفرك". علينا كعرب ان نعتمد على انفسنا في صراعنا ضد الاستبداد والفساد.



#سامي_الرباع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نفاق الحكومات العربية
- البنوك الاسلامية بين الدجل والواقع


المزيد.....




- لبنان: موجة عنف ضد اللاجئين السوريين بعد اغتيال مسؤول حزبي م ...
- الأمم المتحدة: -لم يطرأ تغيير ملموس- على حجم المساعدات لغزة ...
- مع مرور عام على الصراع في السودان.. الأمم المتحدة?في مصر تدع ...
- مؤسسات فلسطينية: عدد الأسرى في سجون الاحتلال يصل لـ9500
- أخيرا.. قضية تعذيب في أبو غريب أمام القضاء بالولايات المتحدة ...
- الأمم المتحدة تطالب الاحتلال بالتوقف عن المشاركة في عنف المس ...
- المجاعة تحكم قبضتها على الرضّع والأطفال في غزة
- ولايات أميركية تتحرك لحماية الأطفال على الإنترنت
- حماس: الانتهاكات بحق الأسرى الفلسطينيين ستبقى وصمة عار تطارد ...
- هيئة الأسرى: 78 معتقلة يواجهن الموت يوميا في سجن الدامون


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سامي الرباع - حقوق الانسان في العالم العربي غير مهمة